رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الشرطة أطلقت النار بشكل عشوائي

بوابة الوفد الإلكترونية

أتحدى أن تسيطر على دموعك وأن تستمع لحكايات مصابي بورسعيد.. أتحدى أن تمنع عينيك من البكاء اذا ما التقيت بهؤلاء الضحايا وسمعت منهم ما جرى لهم ولأهلهم خلال الأيام الماضية.

في معهد ناصر بالقاهرة التقت «الوفد» عدداً من مصابي بورسعيد الذين تم نقلهم للقاهرة لتلقي العلاج لخطورة اصاباتهم.. والتقينا أيضاً بمصابين تم نقلهم لمستشفيات الاسماعيلية.
كل المصابين قالوا كلاما موجعا وخطيرا.. وأكدوا أن اطلاق النار في شوارع بورسعيد كان عشوائيا، وأن الموت كان يحصد بمنجله الجميع بلا تفرقة.. بلا ذنب.. بلا جريمة.
يبدو أن هناك من دفعهم حظهم العاثر الى السير في طريق سجن بورسعيد العمومي في هذا اليوم المشئوم، فكانت رصاصات الغدر في انتظارهم.. هذا ما أكده لنا «عمر ابراهيم» - 24 عاماً - معاق ويسير على كرسي متحرك، شاب بسيط يحلم بالحصول على الشهادة الثانوية، لم يكن حاملاً للسلاح أو حتى «طوبة» بل كان يدفع كرسيه بيديه بعيداً عن زحام الشباب المتدفق في اتجاه السجن وفجأة اسقطته على الأرض.. يقول «عمر» بحزن: اصابتني رصاصة في كتفي انطلقت من احدى المدرعات فسقطت على الأرض غارقاً في دمائي.. حاولت الزحف بعيداً بعد أن أدركت أن تلك المدرعة تطلق النار بطريقة عشوائية، وعندما حاول أحد الاشخاص مساعدتي، أصيب هو الآخر برصاصة في يده لكنه أصر على أن يحملني بعيداً حتى عربة الاسعاف.
محمد علي - طالب بمعهد فني تجاري - الذي ساعد «عمر» يرقد هو الآخر بمستشفى معهد ناصر  ويتذكر ما جرى يوم اصابته فيقول: كنت ماراً بالصدفة بصحبة صديقي راكباً معه الموتوسيكل.. رأيت «عمر» يسقط من كرسيه المتحرك على الأرض، فسارعت لمساعدته، فاصابتني طلقة في يدي و«شظية» في قدمي، وبالرغم من هذا أصررت على انقاذ «عمر».
أمين أحمد - 26 عاماً - أصيب اثناء تواجده في دكانه الذي يقع بالقرب من السجن العمومي، يقول: فوجئت بعربة مدرعة تطارد عربة ربع نقل وتطلق النار عشوائيا ولقد أصبت بـ 3 طلقات نارية احداها في «الركبة» والثانية في المفصل والثالثة بالجانب الأيمن وذلك لمجرد تواجدي في تلك المنطقة.


ويتساءل «أمين»: كيف يأتي بعد ذلك الرئيس مرسي ويقوم بتهديدنا بتلك الطريقة مشيراً الى امكانية استخدام العنف ضدنا وهل هناك عنف أكثر مما تعرضنا له؟
ويضيف: ان ما يقوم به الرئيس مرسي لا

يختلف كثيراً عما يقوم به الرئيس بشار الأسد في سوريا!
وبالقرب من «أمين» كان يرقد «محمد جاد» وهو في حالة انهيار وقال بتأثر بالغ: أنا أعمل على تروسيكل، وليس لي أية علاقة بالمظاهرات فقد كنت أسير بالصدفة في هذا الشارع، ووجدت رجلا مسنا يسير ومعه طفل صغير وفجأة أصيب وسقط على الأرض، فذهبت لمساعدته فأصابتني طلقة في كتفي الأيمن.. نقلت على أثرها للمستشفى، ويضيف «محمد»: حرام ما يحدث الآن.. من سيعيد حق هؤلاء الضحايا؟ كفاكم يا حكومة ظلما لنا!
أما «أحمد عبد الناصر» - 16عاما - فقد خرج للذهاب الى درس خصوصي، وفجأة اصابته طلقة في «الحوض» ويقول «أحمد» لم أنزل من قبل في أية مظاهرة كما أنه ليس لي أية اهتمامات كروية.
نفس الحال عاشه «أحمد زغلول» الذي كان يسير في هذا الشارع بالصدفة وفجأة اصطدمت به سيارة مدرعة كانت مسرعة فاصابته بكسر مضاعف، ويقول «أحمد»: لقد كنت أسير في طريقي الى المنزل وكان يفترض أن استلم عملي الجديد خلال ايام ولكنني أرقد الآن في المستشفى بين الحياة والموت!
عم «جمال» - صاحب كشك صغير وهو أيضاً محل اقامته، رفض أن يترك كشكه الصغير في هذا اليوم وصمم على البقاء فيه مدافعاً عنه، وهو يقول: لقد أصابني أحد رجال الشرطة بطلقتين لمجرد أنه وجدني في طريقه، علماً بأنني لا أفهم في السياسة ولا حتى في «الكورة» ولم يسبق لي أن ذهبت الى الاستاد، فما ذنب الأبرياء في كل ما حدث؟! سؤال لا نملك الاجابة عليه.