رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من وعد «بلفور» إلي وعد «العريان»

بوابة الوفد الإلكترونية

في عام 1917 وفي غفلة من العرب استيقظ الشرق الاوسط علي المخطط الصهيوني المعروف باسم «وعد بلفور» الذي منحت بموجبه أرض فلسطين لليهود بغطاء دولي واستعماري مفضوح.

ومن يومها والعرب لم تقم لهم قائمة وبخاصة المصريين الذين دفعوا الثمن الغالي من دمائهم وثرواتهم لمقاومة أطماع ومخططات الصهاينة التي لم تهدأ.
وقبل أيام استيقظ الشعب المصري أيضاً علي كارثة «وعد العريان» التي أطلقها القيادي الاخواني عصام العريان بحق اليهود في العودة ولكن هذه المرة ليست الي أرض الميعاد «فلسطين» وإنما الي أرض النيل في مصر وهذه المرة أيضاً يقال انها بترتيب دولي أشبه في مضمونه بـ«وعد بلفور» ولكنه بغطاء «إخواني».
الغريب ان الوعد «العرياني» الجديد اختصر المشهد علي حق اليهود وتناسي تماماً حق الشعب الفلسطيني المشرد في العودة الي أرضه المغتصبة بل خانه الذكاء السياسي حتي ولو من باب المناورة- في مقايضة حق اليهود بحق العرب ومسلمي العالم في استعادة المسجد الاقصي والقدس الشرقية وقبل هذا وبعده يستنكرون علي إخواننا الاقباط حق المعايدة فقط المعايدة.
«الوفد» تفتح من اليوم هذا الملف الشائك الذي يرهن مستقبل مصر ويضع شعبها بين مقصلة مستمرة من «وعد بلفور» الي «وعد العريان».

«الوفد» تكشف خفايا مخطط عودة اليهود بغطاء إخواني


أثارت تصريحات القيادي الاخواني الدكتور عصام العريان مستشار رئيس الجمهورية نائب رئيس حزب الحرية والعدالة بشأن دعوته اليهود للعودة الي أرض مصر ردود أفعال غاضبة وجدلاً واسعاً بالشارع المصري تلك التصريحات المريبة والتي لاقت ترحيباً في الاوسط الاسرائيلية تكشف عن مخطط صهيوني- أمريكي- إخواني يهدف الي ضرب الاستقرار بمصر والمنطقة العربية. و«الوفد» تفتح ملف ذلك المخطط والذي بدأ من الولايات المتحدة الامريكية بمقر الامم المتحدة في مدينة نيويورك وبالتحديد يوم الجمعة 21 سبتمبر الماضي عندما عقد مؤتمر بعنوان «اللاجئون اليهود بالدول العربية» وانتاب الدول العربية حالة من الدهشة والريبة لقيام جمهورية مصر العربية بالمشاركة بمستوي دبلوماسي في ذلك المؤتمر وفي ظل حكم الاخوان لمصر!.
بينما خرج رياض منصور مندوب فلسطين في الامم المتحدة وأعلن ان الدول العربية لم تشارك في المؤتمر اليهودي باستثناء مصر التي شاركت بمندوب عادي؟.
والمؤتمر الخاص ناقش قضية اللاجئين اليهود الذين «طردوا» من الدول العربية بينها مصر. وطالب الحاضرون من خلال ذلك المؤتمر المشبوه بحل قضية اليهود «كشرط مسبق لعملية السلام في الشرق الاوسط وحضر المؤتمر نائب وزير الخارجية الاسرائيلي «داني أيالون» الذي قال خلال المؤتمر «اننا نتوصل الي السلام دون حل قضية اللاجئين بما في ذلك اللاجئين اليهود فالعدالة ليست حكراً علي طرف واحد لذا يجب تطبيق اجراءات متساوية علي الطرفين». ومن الواضح ان ذلك المؤتمر الصهيوني يهدف الي خلق عائق أمام قضية اللاجئين الفلسطينيين وصرف أنظار العالم عنها.
ويذكر ان ذلك المؤتمر الاول من نوعه قد عقد بمبني الامم المتحدة رغم معارضة مبعوثي الدول العربية ما عدا «مصر» وحضره مئات الدبلوماسيين وممثلو المنظمات اليهودية وعدد من السياسيين من ولاية نيويورك وعدد قليل من مبعوثي بعض الدول الي الامم المتحدة وكان من بين المتحدثين في المؤتمر مسئولون اسرائيليون وممثلون عن منظمات يهودية الي جانب شهود عيان من اليهود «الذين تعرضت عائلاتهم للاضطهاد والطرد من مصر» والدول العربية الاخري علي حد وصف صحيفة «هاآرتس» الاسرائيلية التي أوردت النبأ في اليوم التالي للمؤتمر الذي ألقي خلاله مبعوث اسرائيل لدي الامم المتحدة «رون بروسير» خطاباً حماسياً أمام الحاضرين بينهم مندوب مصر ذلك الخطاب الذي غلب عليه طابع التهجم والنقد اللاذع لحكام الدول العربية متهماً إياهم «بشن حرب ارهابية وحملات تحريضية ممنهجة من الجاليات اليهودية في تلك البلاد وطردهم وتجريدهم من ممتلكاتهم التي كانت تقدر بمليارات الدولارات وفي اشار واضحة الي أن اسرائيل ليست لديها النية في التنازل عن أي جزء من الاراضي الفلسطينية المحتلة.. ادعي بروسير ان الدول العربية صادرت أراضي من الجاليات اليهودية تقارب مساحتها 40 ألف ميل مربع أي ما يعادل خمسة أضعاف مساحة اسرائيل.
كما طالب المبعوث الاسرائيلي الامم المتحدة حسبما ورد من وكالة (معا) الاخبارية الفلسطينية بانشاء مركز لتوثيق 850 ألف رواية لم يكشف النقاب عنها ليهود كانوا مقيمين بالدول العربية. وأشاد بروسير باليهود القادمين من الدول العربية وخاصة مصر قائلاً ان منهم من أصبحوا من أعظم رجال دولة اسرائيل وعقب ذلك المؤتمر الخطير بالامم المتحدة برعاية حكومة الولايات المتحدة الامريكية نشرت وسائل الاعلام الاسرائيلية خلال شهر نوفمبر ان مكتب رئيس الوزراء لاسرائيل قرار ادراج مشكلة اللاجئين اليهود من الدول العربية في المفاوضات مع الفلسطينيين حول التسوية الدائمة.
قانون أمريكي
عقب المؤتمر اليهودي الاول بالامم المتحدة تناولت الصحف الامريكية والاسرائيلية أخبارا حول مجلس النواب الامريكي تسلم به مشروع قانون مشتركاً من بين النواب الجمهوريين والديمقراطيين ثم كراسة يساوي فيها بين محنة اللاجئين الفلسطينيين ومحنة اللاجئين اليهود المتحررين عن بلدان عربية حسبما وصفتهم تلك الصحف.

قانونيون: حق اليهود في استرداد ممتلكاتهم سقط رغم قربان العريان للأمريكان

كتبت - مني أبو سكين:
أكد قانونيون ان فرصة اليهود في استرداد ممتلكاتهم غير واردة، لانه انقضي عليها مدة طويلة، وحذروا من إمكانية رفع تعويضات باهظة، بدلاً من الممتلكات.
قال المحامي عصام الاسلامبولي: تلك التصريحات بمثابة قرابين تقدمها جماعة الاخوان المسلمين لأمريكا وإسرائيل، تأكيداً علي المودة والالتزام بما ابرمته الاخوان من وعود والتزامات لتمرير وصولها إلي كرسي الحكم، ومن أجل ان تستمر الولايات المتحدة في مؤازرتها للجماعة.
وأوضح الاسلامبولي أن هؤلاء اليهود لا يعدون مصريين، لأنهم ولدوا علي أرض إسرائيل وتجنسوا بالجنسية الإسرائيلية ومن ثم فإن ولاءهم

الكامل لها، وهي دولة عدوة لنا والتحالف معها أمر مستحيل.
وأكد الاسلامبولي أن حق اليهود في استرداد ممتلكاتهم غير قانوني لأنها مر عليها أكثر من 15 سنة، لكن ذلك لا يمنعهم من رفع قضايا تعويضات يستندون فيها إلي تصريحات العريان.
ونفي الاسلامبولي ما يردده اليهود من طردهم إبان «جمال عبد الناصر» مؤكداً أنهم قرروا الهجرة، بعد اشتراك اسرائيل في العدوان الثلاثي عام 56 واحساسهم بحالة الاحتقان والكره الشديد لهم من قبل المصريين.
مضيفاً: اليهود نزحوا من مصر بإرادتهم وشنوا حملة علي الرئيس جمال عبد الناصر إبانها لتشويه صورته وكسب التعاطف الدولي معهم، لكن كل ذلك موثق ومعلوم لدي الجميع، وتابع: الاخوان المسلمون يحاولون تصدير أنفسهم في المشهد كفصيل منفتح علي العالم، وأنهم لا يضطهدون أي طائفة ولكن هذا غير صحيح ومواقفهم المتناقضة دائماً ما تنفضح.
من جانبه قال أحمد عز العرب نائب رئيس حزب الوفد، إن تصريحات العريان تهدف إلي إحداث ضجة اعلامية وإلهاء الناس عن مشاكلهم وأزماتهم الحقيقية، وما يحدث من إجرام سيادي لا نظير له، ومن إعداد لقوانين مكبلة للحريات.
وأكد عز العرب أن تصريحات العريان جاءت لإحساسهم بحالة الكره الشديد لهم من قبل الشارع المصري وفقدهم للسند الشعبي لقراراتهم، ومن ثم فهم يبحثون عن سند وداعم لهم.
وأشار نائب حزب الوفد إلي استعداد الاخوان لعمل صفقات مع أي أحد من أجل تمرير مصالحهم، مشيراً لما حدث من صفقة بشأن تمرير جزء من أرض سيناء لإرضاء الحكومة الامريكية، وتراجعها عنها بعد كشف الإعلام لمثل هذه الصفقة الخبيثة.
وأكد عز العرب أن الازمات التي ستشهدها البلاد تجعل الإخوان علي استعداد لمحالفة الشيطان من اجل ضمان مصالحها.
إلي ذلك قال شهاب وجيه، عضو المكتب السياسي للمصريين الاحرار ان جماعة الاخوان المسلمين يحاولون تصدير أنفسهم أمام العالم علي انهم مستعدون للحوار مع كافة الفئات والفصائل وهذا غير صحيح، وأبرز دليل عليه ما يعانيه الاقباط في الداخل من تهميش وإقصاء وتصريحات خيرت الشاطر الرافضة لتهنئة الاقباط خير دليل علي ذلك.
وأكد وجيه ان اليهود سيعتبرون تصريحات العريان سنداً لهم في القضايا المرفوعة من قبلهم من اجل استرداد ممتلكاتهم.

يهود مصر.. فيلم مثير للجدل
تسييس الفن والثقافة بُعد خفي تستغله إسرائيل بما يدعم وعد العريان في تمرير قضيتها هذا ما فعلته مؤخراً مع الفيلم المصري «يهود مصر» للمخرج الشاب امير رمسيس، اثار الجدل في الاوساط العربية بالارضي الفلسطينية المحتلة ولقي ترحيباً واسعاً داخل إسرائيل وبين اللوبي اليهودي في الدول الأوروبية والأمريكية، ذلك الفيلم الذي رفض مخرجه تسيسه أو عرضه أو توزيعه داخل إسرائيل، وتعامل معه علي أنه فيلم وثائقي مدته 95 دقيقة عن يهود مصر من تناول الفيلم تاريخ اليهود بمصر منذ بدايات القرن العشرين وحتي عام 1956 الموافق لـ «خروجهم الثاني» من مصر حسبما وصفته الصحف والمواقع الاسرائيلية والفلسطينية، بعد العدوان الثلاثي البريطاني والفرنسي والإسرائيلي علي مصر، عقب تأمين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لقناة السويس.
ويرصد المخرج الشاب المصري «أمير رمسيس» العديد من اليهود الذين كانوا يعيشون في مصر ولجأوا إلي فرنسا، ويجمع اراء ابنائهم واحفادهم.
والفيلم يطرح وجهة نظر أن مصر تحولت من بلد «كوسمو بوليتيه» في اربعينيات القرن العشرين، تندمج فيها مختلف الديانات والثقافات إلي بلاد صار اليهود فيها يعتبرون أعداء «حسبما يروي الفيلم» وتظهر مختلف الشهادات التي يرصدها الفيلم، انطباعا تجمع بين الحسرة والغضب والحنين، ويشير الفيلم إلي أن اغلب اليهود الذين كانوا يعيشون في مصر من أصل اندلسي وعاشوا في عهد العثمانيين في مصر في حين ينحدر الاخرون من اصول أوروبية لجأوا إلي مصر في بداية القرن العشرين هربا من التيار النازي في بلدهم.