رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قصص مأساوية لأسر ضحايا القديسين

حادث كنيسة القديسين
حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية

مازالت معاناة أهالى وأسر شهداء حادث كنيسة القديسين مستمرة على الرغم من مرور عامين على الحادث، دون أن يحرك المسئولون ساكناً لوقف نزيف جرح الأهالى مادياً ومعنوياً.

فالحقوق مازالت ضائعة، والحقيقة تائهة وسياسات التعتيم مستمرة حتى بعد قيام ثورة «25 يناير» التى كانت تفجيرات القديسين الشظية الأولى فيها ولاسيما أنها طالبت بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية التى غابت تلك القيم عن أسر مصابى وأهالى الشهداء الذين فقدوا الأمل فى الحصول على مستحقاتهم أو الوصول إلى الحد الأدنى بشعور الدولة بهم رغم ما أعلنه الرئيس محمد مرسى فى زيارته الأولى للإسكندرية والتى أعلن خلالها أن المسئولين عن الحادث هم قيادات النظام السابق وهو ما اعتبره ضحايا القديسين طوق النجاة من الغرق فى دوامات النسيان والتعتيم والإهمال خاصة أن التصريحات المعلنة على لسان رئيس الجمهورية، تعد تصريحات مسئولة لأنها صادرة عن أعلى شخصية قيادية فى الدولة بعد ثورة قامت ضد الفساد والاستبداد.
«الرياح أتت بما لا تشتهى السفن».. هكذا عبرت أسر الشهداء عن وضعهم المأساوى الذى كشف عن إهمال الدولة لهم وعدم مساواتهم بأسر شهداء «25 يناير» مؤكدين أن الكنيسة ورجال الأعمال من أقباط المهجر المقيمين فى الخارج هم الذين تكفلوا ومازالوا يتكفلون بعلاج المصابين الذين مازال عدد منهم يخرج الشظايا من جسده حتى نهاية الأسبوع الماضى بتكاليف تجاوزت ملايين الجنيهات.
«الوفد» التقت بعدد من أسر ضحايا ومصابى حادث القديسين لمعرفة ما وصلت إليه أوضاعهم والقضية بعد مرور عامين على الحادث.
كشفت إيمان إبراهيم واصف عن مأساة أسرة بأكملها تحطمت بعد ضياع الأب فى الحادث وإصابة الأم والابنتين بإصابات شديدة بلغت إلي حد استخراج الشظايا من أجسامهن حتى الأسبوع الماضى.
قالت إيمان التى تعمل بقسم المعلمات والتوثيق بمديرية أمن الإسكندرية «لدى إصابة بالعين اليسرى وهى انفصال فى الشبكية بينما تعانى العين اليمنى من ثقب فيها بالإضافة إلى استخراج شظيتين من المعدة وأخرى من الكبد».
وتابعت بأنه قد تم إجراء عملية جراحية لها الأسبوع الماضى لاستخراج شظايا بالقدم، بينما مازالت هناك شظايا متفرقة فى باقى أنحاء الجسم لم يتم استخراجها حتى الآن لدقة تلك العمليات التى تتطلب سفراً إلى خارج البلاد.
كما وصفت بقلب محترق حالات بنتيها ناردين «24 سنة» وشيرى «13 سنة» المصابتين بإصابات بالغة منذ أحداث التفجيرات وحتى الآن مما أدى إلى دخول كل منهما فيما يقرب من «27» عملية جراجية على نفقة «4» من رجال الأعمال المقيمين بالخارج والتى تعدت تكاليفها ما يقرب من مليون ونصف المليون لسفر إحداهن لإجراء العمليات بألمانيا.
قالت إيمان: «ناردين كانت معرضة لبتر قدمها اليسرى لولا رحمة الله والطب المتقدم فى ألمانيا الذى أجرى لها عمليات تعدت قيمتها المليون جنيه، أما شيرى فهى مازالت تعانى من سقوط فى القدم وأجريت لها عملية ترقيع فى طبلة الأذن التى تهتكت من شدة صوت الانفجار،
كما أكدت انها مهددة بالفصل من عملها كموظفة بوحدة المعلومات والتوثيق بمديرية أمن الاسكندرية على الرغم من أنها محولة للجنة عجز، إلا أن المسئولين فى المديرية يجبرونها على العمل اليومى دون الأخذ فى اعتبارهم العجز الذى تعانى منه على حد تعبيرها لافتة إلى ما وصفته بـ«التعنت» فى استخراج تقرير لجنة العجز منذ أكثر من «6 أشهر».
سحر صبحي عبدالنور، زوجة الشهيد عادل عزيز غطاس «51» سنة قالت: فقدت الاسرة الزوج في الحادث وحرم أبناؤنا الثلاثة منهم وهم: فادي 23 سنة طالب بكلية الحقوق ومارينا 21 سنة طالبة بكلية التجارة وميريام 11 سنة تلميذة في الصف الخامس الابتدائي مما ادي إلي شعورنا بالعجز من بعده لولا وقفة الكنيسة معنا في ظل تجاهل الدولة لنا.
واستنكرت سحر ما وصفته بـ«تعمد» إهمال الدولة لأسر شهداء وضحايا القديسين حتي في أبسط الأمور الإدارية الخاصة بمصروفات تعليم أولادهم في المدارس والجامعات مؤكدة إنها تعاني من أزمة مالية طاحنة في الوقت الحالي الذي تم فيه رفض طلبها

بإعفاء أولادها من المصروفات.
قالت سحر: «لقد شعرنا باندلاع ثورة 25 يناير وأن حقوقنا كأسر شهداء ستعود إلينا إلا أنه سرعان ما انطفأ شعاع الأمل بعد ما تأكد لنا أن النظام الجديد لا يعمل علي استعادة حقوقنا، الحال لم تتغير ومازال الوضع يسير من سيئ إلي الأسوأ.. فعلي سبيل المثال أبسط حقوقنا في الاعفاء من مصاريف المدارس والجامعات رفضوها وهو ما كبدني مصاريف وديوناً جعلتني عاجزة عن سدادها طوال العامين السابقين دون أن تحرك الدولة ساكناً».
كما رفضت ما وصفته بـ«المزايدة» و«المتاجرة» بحق شهداء القديسين في وسائل الاعلام من قبل المسئولين بالدولة الذين يعلنون أن شهداء الكنيسة في رقابهم لافتة بقولها: «كلام المسئولين في التليفزيونات والصحافة عن اهتمامهم بحقوقنا غير صحيح.. يعني «فشنك» فنحن نرفض المتاجرة بنا ولم يقدموا أي شيء إلينا حتي ولو معلومة تفيد في القضية التي مازالت حبيسة الادراج لأسباب مجهولة علي الرغم من المعلومات التي كشفها رئيس الجمهورية المنتخب في حديثه بالإسكندرية».
وشددت سحر في نهاية حديثها علي ضرورة مساواتهم بأسر شهداء الثورة خاصة أن شهداء القديسين ضاعوا عقب خروجهم من الصلاة والعبادة ليلة العيد.
«نحن خارج الخريطة» هكذا بدأت الدكتور يوستينا نجيب زوجة الشهيد صموئيل جرجس حديثها مع «الوفد»، قالت يوستينا: مر عامان ولم نجد أحداً ينظر إلينا سوي الله والكنيسة فنحن خارج خريطة الدولة ما تم صرفه لنا هو مبلغ وقدره «5» الاف جنيه هذا هو ثمن الشهيد القبطي في مصر الذي لم يتم مساواته بشهداء الثورة.
وتابعت أنها أم لطفلة عمرها «3» سنوات هي ميرلا التي فقدت والدها البالغ من العمر «32» عاماً وقت الحادث دون أن تنطق بكلمة «بابا» التي بدأت تسأل عنه وتحتضن صوره بجوار سريرها قبل نومها يومياً التي بدأت تحلم بأن تعمل في المستقبل ـ مهندسة كمبيوتر مثلما كان يعمل والدها التي اعتبرته في رحلة إلي السماء.
كما أكدت زوجة الشهيد صمويل أن المعاش الذي تم صرفه لا يكفي قوت عيشها وأمنيتها لافتة إلي أن عملها كطبيبة لم ييد من دخل الاسرة كثيراً.
وطالبت الدولة بأن تضع شهداء القديسين في اعتبارها سواء بالتقدير المادي أو المعنوي من خلال القبض علي المتورطين في التفجيرات وعمل التحريات اللازمة لذلك لكي يتمكنوا من الشعور بأنهم يعيشون تحت مظلة دولة القانون الذي وصفته بـ«الحاضر» «الغائب».
أما أسرة الشهيد مريم فكري «25» التي كانت تعمل موظفة بمكتبة الإسكندرية فطالبت بالقصاص لروح ابنتها ولزملائها الشهداء مؤكدة أنه لن يضيع حق وراءه مطالب والقصاص لشهداء القديسين هو الحل لكي نشعر بأننا مواطنون مصريون تقدرنا الدولة.