رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"الوفد" تخترق العالم السري للبحث عن كنوز الفرعنة

بوابة الوفد الإلكترونية

استمرارا لهوس البحث عن كنوز الفراعنة تتصاعد فى صعيد مصر الحفر والتنقيب عن الآثار، وهى الأعمال التى راح ضحيتها عشرات المصريين خلال السنوات الماضية،

وليلة أمس قضت قرية النواهض بمركز أبوتشت فى شمال محافظة قنا بصعيد مصر ما بين كر وفر وإشعال حرائق واشتباكات مع الشرطة إثر خروج سكان القرية فى جماعات محيطين بحفرة كبيرة حفرها أحد المهووسين بالبحث عن الآثار سرا بعدما ترددت أنباء عن العثور على شواهد أثرية لمقبرة تاريخية تضم كنوزا فرعونية، وطوقت الشرطة المكان وأخطرت النيابة التى انتدبت لجنة من خبراء الآثار لمعاينة المكان الذى قيل إنه شواهد لمقبرة أثرية.
وكان اللواء صلاح مزيد مدير أمن قنا قد تلقى اخطارا بتجمع المئات من سكان قرية النواهض فى شمال المحافظة حول حفرة قيل إنها تحوى كنزا. تبين للواء أحمد عبد الغفار مدير مباحث قنا أن المواطن كرم اسماعيل محمود مزارع - 45 عاما - قد عثر على ما يشبه مدخلا الى مقبرة أثرية وشاع فى القرية نبأ وجود كنوز أثرية بها فخرج أهل القرية واشتبكوا مع المواطن وقبيلته.. وأسرعت الشرطة الى الموقع وحاولت إبعاد المواطنين لتطويق المكان لحين حضور خبراء الآثار فاشتبك معهم المواطنون الذين أشعلوا النيران فى الأشجار المحيطة. لكن الشرطة تمكنت من السيطرة على الموقف وفضت تجمعات المواطنين دون وقوع إصابات، فيما استبعد مصدر مسئول فى منطقة آثار مصر العليا وجود اية آثار فى تلك القرية.
وتزامنت حادثة قرية النواهض مع إعلان مباحث شرطة السياحة والآثار بمنطقة جنوب الصعيد عن إحباط 14 محاولة للحفر والتنقيب السرى عن الآثار بالأقصر وقنا واسوان خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر، فيما تتواصل الجهود التى يشرف عليها اللواء عبدالرحيم حسان مساعد وزير الداخلية المصرى لشرطة السياحة والآثار ويشارك فيها العميد حسنى حسين مفتش مباحث السياحة والآثار فى منطقة جنوب الصعيد والعقيدان أبوالحجاج كمال رئيس مباحث السياحة والاثار بالأقصر وعبدالوهاب مصطفى رئيس مباحث السياحة والآثار بأسوان للحد من تلك الظاهرة وضبط المنقبين خلسة عن الآثار فى المناطق الأثرية بصعيد مصر، وهى الظاهرة التي حصدت الكثير من أرواح المصريين. الذين سقطوا ما بين قتلى خلال عمليات الحفر والتنقيب وما بين ضحايا لمحاولات فك ما يسمى بالرصد الفرعوني عبر تقديم قرابين ودماء بشرية له. مثلما حدث فى قرية المناصرة بمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا حين قتل عشرة أشخاص خلال قيامهم بحفر بئر للتنقيب عن الآثار. كما حدث في مدينة أرمنت جنوب الاقصر سقط شاب قتيلا بسبب تلك الأعمال. التي يسعى القائمون بها للوصول إلى الكنوز الفرعونية. وكذلك حادثة اختطاف الطفل محمود محمد عباس لتقديمه كقربان للكشف عن كنز فرعوني بقرية العشى شمال الأقصر. ونجاته من موت محقق بعد إنزاله بالحبال داخل بئر لتقديمه قربانا لما يسمى بالرصد والذي يعتقد المشعوذون في قيامه بحراسة أحد الكنوز الأثرية. حيث ينشط المشعوذون في القرى والنجوع المتاخمة للمناطق الأثرية بحثا عن الآثار، والذين يطلبون أحيانا قرابين آدمية للرصد «حارس الكنز»، ويبثون في تلك الأوساط أنه جني يرفض اقتراب أحد من كنزه الذي يحرسه ربما منذ أكثر ثلاثة آلاف عام وهي أقصى عمر للرصد كما تشيع الحكايات الشعبية.
وبحسب تقديرات مراقبين حصدت تلك الظاهرة المثيرة للجدل  أرواح عشرات المصريين خلال عمليات التنقيب غير الشرعية عن الآثار في  السنوات الماضية، وينفق المصريون الباحثون عن الثراء السريع واللاهثون وراء أوهام العرافين والدجالين مئات الآلاف من الجنيهات أملا في العثور على قصور من رمال لا توجد إلا في خيالهم وخيال من يستغلون هوسهم بالكنوز وكل ماهو فرعوني، ويستعين المصريون الباحثون عن الكنوز بالمشعوذين السودانيين والمغاربة والمصريين أيضا الذين يطلق عليهم المشايخ حيث يتفنن هؤلاء المشايخ في ابتزاز المصريين الذين يعتقدون في وجود كنوز أثرية أسفل مساكنهم فيطلبون منهم مبالغ طائلة مقابل إتمام استخراج الكنز المزعوم.
ويقول مقربون من المشعوذين الذين يعملون فى مجال الحفر والتنقيب عن الآثار إن هناك ثلاث مدارس تعمل في الكشف عن الكنوز الأثرية بصعيد مصر هي المصرية والمغربية والإفريقية وأكدوا أن أقوى تلك المدارس هي المدرسة المصرية التي يتمركز شيوخها في الاقصر وأسوان والقاهرة، تليها المدرسة الإفريقية ثم المدرسة المغربية التي كانت تحتل المركز الأول طوال سنوات مضت. وقال المدرسة المغربية يعتمد شيوخها على الروحانيات. وأن شيوخ المدرسة المصرية يعتمدون على الخبرة بجغرافية المكان والمعلومات التاريخية بجانب الروحانيات. فيما يعتمد شيوخ المدرسة الإفريقية على السحر الأسود.
وأضاف شيوخ المدارس الثلاث يستعينون بخدام من الجان والعالم السفلى. وأن الخدام نوعان نوع علوي، ونوع سفلى ولكل نوع من الخدام طريقته في العمل، ولكل شيخ طريقة يسخر بها الخدام يكون أكثر خطورة على من يعملون في الحفر والتنقيب. كما انه يطلب اشياء محرمة وصعبة من شيخه مقابل أن يرشد عن مكان الكنز. عكس الخادم العلوي. فمنذ سنوات ذبح طفل غرب الأقصر وخطف آخر شرق المدينة لذبحه وتقديم دمه قربانا لفك رصد فرعوني يحرس كنزا نتيجة الاستعانة بشيخ يستعين بخادم من العالم السفلى. وهناك مدارس وشيوخ يرفضون ذلك ويعتبرونه جريمة لا تغتفر. ودور الخادم هو فك ما يسمى بالرصد وصرف أي حراس على الكنز. وبعض الكنوز يسخر لها الجان خداما لحراستها.. وقال أحد الشيوخ - طلب عدم نشراسمه - إنه يسخر الجان لمساعدته في الوصول لمكان الكنز وانه يحكى للجان ويتبادل معه الحوار ويجند الجان لخدمته.
وأشاروا إلى أن بعض خدام الجان يكذب ويضلل . والبعض يبحث ويدل على مكان الكنز بحق.. وقال إن هناك شيوخا يخدعون من يستعينون بهم في عمليات الحفر والتنقيب عن الآثار. وأن أكثر الشيوخ كذبا وتضليلا هم الأفارقة الذين يتفننون في ابتزاز الباحثين عن الكنوز. وأن من يقومون بالتنقيب هم أصحاب المال وكبار المزارعين والتجار والفقراء أيضا. وحول ظروف عمليات الحفر والتنقيب السري عن الآثار أشاروا الى أن هناك أناسا يظلون يواصلون عمليات البحث والحفر والتنقيب لسنوات طوال قد تصل إلى أربعين عاما في بعض الحالات دون أن يتمكنوا من العثور على شيء. لكنه يواصل البحث أملا في تعويض ما أنفقه على العمال والشيوخ خلال عمليات الحفر والتنقيب، وكشفوا عن أن أعمال الحفر والتنقيب زادت بشكل كبير بعد ثورة يناير. ومع ازدياد معدلات الحفر والتنقيب زاد الطلب على الشيوخ الذين راج سوقهم في الشهور الماضية. وأن ندرة وصعوبة العثور على كنوز أثرية جعل البعض يلجأ للنصب ببيع قطع حديثة متقنة الصنع على أنها آثار قديمة وتاريخية.