رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قائد جيش الإسلام أمر باختطافهم للإفراج عن 14 إرهابياً محكوماً بالإعدام

الضباط الثلاثة
الضباط الثلاثة

رغم مرور أكثر من عام وتسعة أشهر على اختفائهم لايزال غياب ثلاثة من ضباط شرطة الدقهلية وأمين شرطة من الشرقية لغزاً كبيراً، عجز عن فك طلاسمه

الرئيس محمد مرسى رغم علمه بالمأساة والمعاناة التى تعيشها أسر هؤلاء الذين كانوا فى مهمة رسمية لتأمين حدود مصر صباح يوم جمعة الغضب «28 يناير 2011» قبل أن يختطفهم أعضاء من جيش الاسلام وجماعة التكفير والهجرة بسيناء، وعلى الرغم من العلامة القوية بين جيش الاسلام بقيادة ممتاز دغميش وحركة حماس التى تربطها علاقة أقوى وأمتن بالرئيس مرسى إلا أن كل ذلك لم يشفع للضباط الذين اتخذوا رهينة مقابل الافراج عن قائمة تضم 14 شخصاً محكوما عليهم بالاعدام من قبل السلطات المصرية.
والغريب هنا، وكما تقول زوجات الضباط الثلاثة الذين التقتهن «الوفد» أن كل الخيوط والتفاصيل تعلمها وزارة الداخلية والمخابرات المصرية والرئيس نفسه، ومع ذلك لم يظهر فى الأفق بريق أمل يعيد الابتسامة لأطفال هؤلاء الضباط الذين اختطفتهم يد آثمة فى كمين بالعريش مستغلة ما كانت تعانيه البلاد آنذاك من فوضى وانفلات أمنى فى كافة المحافظات.

عائلة أحد الضباط المختطفين


الزوجات أكدن لنا أن ازواجهن لدى حركة حماس مشيرين الى اعتراف دغميش قائد جيش الاسلام بذلك، مطالبين رئيس الجمهورية بسرعة التدخل واعادة فتح ملف الضباط الثلاثة وأمين الشرطة رحمة بأسرهم الذين يسكن الحزن قلوبهم ويبدوا أنه لن يفارقهم فى القريب العاجل فى ضوء حالة الصمت والتعتيم الرهيب من قبل وزارة الداخلية ومؤسسة الرئاسة عن قضية تمس أمن وسيادة بل وكرامة مصر وشعبها.
وعودة إلى اليوم المشئوم تقول دعاء رشاد رياض، زوجة الرائد محمد مصطفى الجوهري: سبق وأن تم انتدابهم لهذه المأمورية أكثر من ثلاث مرات قبل المرة الأخيرة التى اختفوا فيها وجاءت هذه المرة التى اخطروا فى 19/1/2011 بأن لديهم مأمورية تأمين الحدود برفح تبدأ من يوم 22/1/2011 وحتى 4/2/2011 وجاءت ثورة 25/1/2011 وتوالت الأحداث حتى يوم جمعة الغضب 28/1/2011.
وتضيف دعاء: كانت مدة عملهم آنذاك من التاسعة مساء حتى التاسعة صباحا وعند توجههم من فندق بالما بلازا إلى مبنى مديرية أمن شمال سيناء لنقلهم عن طريق أتوبيس المديرية الى رفح المصرية لاستلام النوبتجية فوجئوا بأشخاص ملثمين قد اقتحموا الأكمنة على الحدود وقاموا بتفجيرها وحينها جاءت أوامر من مديرية الأمن بشمال سيناء الى الضباط بعدم الذهاب الى الأكمنة نظرا لتردى الحالة الأمنية بالعريش وتفجير قطاع الأمن المركزى الى حين إشعار آخر وحينها توجه الضباط الى فندق بالما بلازا وسادت البلد حالة من الانفلات الأمنى فى جميع أنحاء الجمهورية.
< سألت="" زوجة="" الرائد="" الجوهري..="" هل="" كانوا="" على="" اتصال="">
- فتجيب: نعم.. كان زوجى يتصل بى دائما وطلبت منه الرجوع من أجلى وأجل أطفالى وأصروا على عدم الرجوع التزاماً بمهام حماية الوطن بالرغم من عدم وجود عمل وقتها وإنهم كانوا يقيمون فقط فى فندق بالما بلازا. وأضافت: قال لى وقتها إن سيناء لم تعد ملكنا لقد رأيت أجناسا مختلفة وأشكالا لم أعرف جنسيتهم.
كان الضباط الثلاثة قد اتخذوا قرار الرجوع من العريش الى المنصورة عبر طريق الإسماعيلية القاهرة حوالى الساعة 12 مساء الجمعة 4/2/2011، وتضيف: هذا ما قاله لى سايس الفندق الذى قام بمسح زجاج العربية التى يملكها زوجى اى بعد ما قام بالاتصال بى وخرج ومعه شريف ومحمد بجميع متعلقاتهم، ووفقاً لشهود عيان وبعد حوالى سبعة كيلو من مدينة العريش قام أشخاص بإيقافهم على أنهم لجنة شعبية من البدو وبعد معرفتهم شخصية الضباط أجبروهم على النزول من سيارة زوجى الملاكى بيجو وأخذوا يقاومونهم حتى تلقى واحد من الضباط طلقة فى قدمه يقال انه شريف المعداوى وبعد اختفائهم بثلاثة أيام اكتشفنا ان سيارة زوجى الملاكى ماركة بيجو رقم 100066 ملاكى دقهلية محترقة ومتفحمة ولا يوجد أى اثار طلق نارى عليها وبعد مرور ما يقرب من أسبوع تقدمت بعمل محضر إدارى بقسم أول المنصورة ثبت به اختفاء زوجى وانقطاع الاتصال بينى وبينه وبين اسر باقى الضباط وبناء على ذلك المحضر وبعد اختفائهم أكثر من عشرة أيام حررت مديرية امن شمال سيناء محضراً أخذت فيه أقوال ضابط مخابرات حرس الحدود الذى أخذ جرة من أثر سيارة زوجى وتبين أنه وجد بجانبها بقعة دماء على الأسفلت وكيسا أسود به بنطلونان قماش كحلى وأسود. ثم بعد مرور اثنى عشر يوما توجهت الى مبنى وزارة الداخلية لأعرف ما هو مصيرهم فلم أجد أى أحد يقابلني، سوى اللواء وجدى صالح مساعد أول وزير لشئون الضباط وقال لى يا مدام أنت  زوجك مش من الأحياء ولا الاموات أنت زوجك مفقود وعموما اصبرى مش جايز يكون مختبئا عند أهالى فى العريش.
وتضيف سبحان الله تم تغيير الحكومة بالكامل وبالطبع وزير الداخلية الى اللواء منصور العيسوى وقد جاءت المعلومات لتؤكد اختطافهم من قبل جماعات تكفيرية وأن الكيس الذى به الملابس قمت بالتعرف عليه واكتشفنا بأنه لا يخص أحدا من الضباط وإنما يخص أمين الشرطة وليد سعد الدين عبد المقصود والذى تصادف وجوده بمحل عمله الأساسى بشمال سيناء بالقضاء العسكرى وليس له أى تعامل مع الجمهور وقد تعرفت على هذا الكيس زوجته ويبدو أن من وضع كيس الملابس بجانب سيارة زوجى هدفه التأكيد على أن الأمين اختطف مع الثلاثة ضباط.
وتواصل دعاء قمنا برحلة بحث طويلة بلغت عامين وتعاقبت مع قيادات الداخلية بداية من محمود وجدى ومرورا بمنصور العيسوى وأخيراً اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية الحالى كما ذهبنا للمخابرات العامة والمخابرات الحربية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة والذى سبق أن أصدرت بيانا رقم 57  فى 25 مايو  2011  بتكليف الجهات المعنية بالبحث عنهم وظللنا نطرق جميع الأبواب حتى بعد انتخابات رئاسة الجمهورية واعتلاء الدكتور محمد مرسى كرسى الرئاسة وتوسما خيرا وبعد 6 مرات من المحاولات أمام قصر الرئاسة لم نستطع الوصول إلى الرئيس مرسى لمعرفة مصير الثلاثة الضباط وأمين الشرطة وكل الرد الذى يحصل عليه تؤكد أن الموضوع شائك جدا ويمس سيادة الدولة وأمنها القومي!
وكشفت دعاء زوجة الرائد محمد مصطفى الجوهرى أسراراً ومعلومات جديدة قائلة: الاختطاف تم عن طريق عميل مزدوج وكان الاتصال المباشر مع ممتاز دغمش قائد جيش الإسلام بغزة أحد أجنحة حماس والذى أعلن عن المطالب بخروج 12 معتقلاً محكوم عليهم بالإعدام فى قضايا تفجيرات بشرم وطابا ودهب وأوضح لى عن أوصافهم وأنهم موجودون طرفة ومن غير المعقول رجل بهذا المنصب يورط نفسه بكلام غير حقيقى كما أنه أدلى بأوصاف الضباط والدليل الآخر الحديث للسيدة دعاء أنه كتب 12 اسماً من المحكوم عليهم بالإعدام بتفاصيل القضايا والاسم رباعى ومحل إقامة كل منهم وكان على رأس القائمة محمد محمد الظواهرى شقيق أيمن الظواهرى وعبد العزيز داود والمحكوم عليهم بالإعدام فى قضية العائدون من ألبانيا حيث تم الإفراج عن 9 من هذه القائمة بعد إعادة المحاكمة فى  19 /3 /2012.
وتمضي قائلة فى هذا الوقت أى شهر مايو 2011 أى بعد مرور حوالى ثلاثة شهور من اختطافهم قد تم التواصل مع وسيط يدعى (فارس محمود إبراهيم الشاعر) كان اتصال مع (محمد الشيخ ديب) وهو الذراع اليمني لقائد جيش الإسلام (ممتاز دغمش) الذى أعلن عن مسئوليته عن اختطاف الضباط وكشف عن أوصافهم وأرقام الرقم القومى الخاص بهم وطلب أسماء 12 شخصاً محكوما عليهم بالإعدام ليتم الإفراج عنهم مقابل الضباط وهم:-
أحمد عبد القادر بكرى محمد (السويس) محبوس فى طرة سنة 93 بالإعدام.
غريب الشحات أحمد الجوهرى (السويس) محبوس فى طرة سنة 97 بالإعدام.
شعبان على عبد الغنى هريدى

(السويس) محبوس فى طرة سنة 97 بالإعدام.
رفاعى أحمد طه ( قنا) محبوس فى المنيا سنة 2001 بالإعدام.
عثمان خالد إبراهيم السمان (المنيا) محبوس فى المنيا.
محمد محمد ربيع الظواهرى (القاهرة ) محبوس فى طرة سنة 2004 بالإعدام.
عبد العزيز داود موسى  (المنوفية) محبوس فى طرة سنة 2001 بالإعدام.
يونس محمد محمد عليان  (شمال سيناء) محبوس طرة سنه 2005 بالإعدام.
أسامة محمد عبد الغنى (شمال سيناء) محبوس ليمان طرة سنه 2004.
مصطفى أحمد حسن حمزة من بنى سويف 19/2/2003.
حسن السيد عثمان من أسيوط مسجون فى طرة.
عبد الرحمن النواحجة (فلسطينى) يريدون معرفة أين مكانه.
فتحى صابر (فلسطينى) يبحثون عن مكانه.
الشيخ أبو طلال القاسمي (فلسطينى) للسؤال عنه.

الوفد تستمع لإحدى الزوجات


وتواصل دعاء بالفعل تم الإفراج فى البداية  عن خمسة أشخاص من هذه الأسماء وعلى رأسهم محمد محمد الظواهرى والذى كان متفقا مع المخابرات العامة على خروجه مقابل الضباط وكان من أهم الأسماء المطلوبة لهم وتم الإفراج عنه بتاريخ 19/3/2012 ولكن بعدها بدأ ممتاز دغمش فى المماطلة وتأجيل ميعاد خروج الضباط ويقال إن قبيلة الروميلات هى المسئولة عنهم فى سيناء وأن شخص يدعى «جبر العيادى» والمعروف بأبو عبد الله الريميلى يحتجزهم عنده وأن شخصاً يدعى أحمد سلامة أبو حلو قبض عليه سيارة فيها ترسانة أسلحة مضادة للطائرات وعابرة للمدن فى منطقة العلمين هو من سيسهل إخراج الضباط وعند الذهاب إليه فى سجن برج العرب نفى أن له علاقة بالضباط وإن كان قد اعترف عنهم بأنه ينتمى للجماعات التكفيرية وسوف يحاول السؤال عنهم أو معرفة أى معلومة عنهم وتستطرد قائلة: استمررنا الاتصال بالوسيط الذى يربطنا بممتاز دغمش حتى أحداث مجزرة رفح بعدها انقطع الاتصال به وسمعنا انه مطلوب من ضمن المتورطين فى أحداث رفح.
أقاطعها: وماذا حدث بعد ذلك؟ فتجيب: توصلنا إلى شخص يدعى «محمد عياد» يسكن فى سيناء ذكر لنا تفاصيل اختطافهم وأين كانوا والى أين وصلوا بعد ما تنقلوا مرات عديدة داخل سيناء وخارجها الى غزة عن طريق الأنفاق وذكر كل ذلك للداخلية والمخابرات العامة والحربية.
ثم والشيء نفسه أبلغه لنا لنا الشيخ محمد الزغبى (الداعية الإسلامى) إنه رآهم بنفسه بجبل الحلال واخذ يصف لنا هيأتهم وأشكالهم ووعدنا بأنه قبل رمضان 2011 سيكونون بيننا ثم بعد ذلك كالعادة المعتادة اختفى ولم يرد علينا.
وجاء قرار رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى بالعفو عنهم وآخرين خرجوا فى ظروف غريبة لم يتم الإعلان عنها!.. وهل استمر التواصل بينكم وبين من ينتمون لجيش الإسلام فتقول: وقعت أحداث رفح التى بسببها انقطع الاتصال  بينى وبين المختطفين فى غزة من جيش الإسلام التى وعن طريق بعض وسائل الإعلام علمت أن أصابع الاتهام تشير إلى أن ممتاز دغمش أحد المطلوبين فى أحداث رفح والتى رفضت حركة حماس تسليمه إلى مصر.
وتحدثت ولاء زوجة الملازم محمد حسين إسماعيل قائلة: عمل زوجى ضابط نظام بمركز السنبلاوين ثم تمت ترقيته إلى معاون مباحث ونقل إلى مركز بلقاس، مشيرة إلى أنهما تزوجا قبل شهر فقط من الحادث فى 22 /12 /2010 ليكلف بمأمورية لشمال سيناء وهى ليست الأولى فقد تكررت أربع مرات ووظيفته محددة تأمين الحدود من خلال كمائن شرطة للحراسة وليس لأى شيء آخر فهل جزاء الحفاظ على أمن الوطن ينتهى بالإهمال والتجاهل!!
واختتمت كلماتها بدموع الحزن والآسى قائلة: أنا وضعى مختلف تزوجنا ولم يستطع المهنئون القدوم لتهنئتى لقد تحول بيتى إلى ما يشبه القبر وحوائط البيت امتلأت بالتراب وأصبح بلا روح مهجورا ولا يدل على أنه منزل لعروسين انتهت فرحتهما قبل أن تبدأ.
وتذكر شيرين شمس زوجة النقيب شريف المعداوى العشرى (29 عاماً) أنه عمل فى الأقصر لمدة 3 سنوات ثم عاد إلى مركز ميت غمر بالدقهلية وانتقل لمركز شرطة طلخا ثم بوحدة تنفيذ الأحكام بالمنزلة. لافتة إلى أن مختطفى الضباط معروفون لدى الجميع وهم من جماعة الجهاد التكفيرية بشمال سيناء وتم نقلهم لجناح جيش الإسلام بغزة وتوجه نداءها إلى الرئيس محمد مرسى أسر الضباط  يموتون فى اليوم ألف مرة فالأم من شدة البكاء فقدت نظرها وابنى يوسف والذى تركه والده ويحبو تساءلت فين بابا فهو لم يره وابنتى تقول ردا على غياب والدها عايزه أكلمه وأشياء كثيرة تذبحنا جميعا ولا أحد يشعر بنا.
وبعبارات لا تخلو من الحزن الشديد على توجيه الزوجات الثلاث بالحديث إلى الرئيس مرسى وقلن: سيدى الرئيس ست مرات ونحن نحاول الوصول إليه بقصر الرئاسة لتوصيل مشكلاتنا والتى لن تحل ألا بتدخل رئيس كل المصريين حيث أكدتم أنكم سوف تفتحون صفحة جديدة مع الداخلية وأن هؤلاء الضباط هم أبناء هذا الوطن وقد آن الأوان للتدخل فجميع الأجهزة المخابرات الحربية والعامة ووزارة الداخلية ووزارة الدفاع جميعها تحت قيادتك وسواء عندهم معلومات أو متكاسلون فالأمر بين يديك والعلاقات بين الإخوان المسلمين وحماس فوق الممتاز فحماس تحكم السيطرة على قطاع غزة وعلى جيش الإسلام فأين أنتم من هذه المشكلة ولماذا لا يتم فتح الملف وإعادة الضباط الأبرياء إلى أسرهم وأبنائهم الصغار بأسرهم وأطفالهم الصغار!