القذافي ... رجل من جهنم
"توجه الابن الثاني ـ سيف الاسلام القذافي ـ للعقيد ملك ملوك افريقيا الي دولة السنغال ؛بهدف لقاء أحد اكبر السحرة الذين يتقنون فنون السحر الاسود لمحاولة ايجاد طريقة لعودة الاستقرار الي جماهيرية العقيد
" كي ينعم ملك الملوك بالأمان وعودة الهدوء الي جماهيريته التي صنعها " هذا ما نشرته جريدة ليبيا الحرة لسان حال الثوار بمدينة بنغازي المحررة ..ولم يدري العقيد ملك الملوك الأفريقية ولا ابنه ان السيف اصدق انباء من الكتب ؛"لأن" في حده الحد بين الجد واللعب .وليس غريبا علي اهالي ليبيا تقبلهم للخبر الغرائبي إنما قد يكون غريبا علي رجالات الوطن العربي .لم يكن غريبا علي العقلية الليبية ولم يكن مفاجئا لأن ببساطة شديدة عثر الثوار علي كتب السحر الاسود داخل قلاع العقيد عقب اقتحام الثوار لها ..لكن مازال الخبر غريبا علينا كاشفا عن معلم جديد من معالم شخصية ملك الملوك الافريقية والوجه الخفي للأخ القائد عقيد ثورة الفاتح الذي استباح أجساد الاطفال بقذائفه فاستمد شهرة جعلته يتصدر كل سفاحي العالم بداية من هولاكو وصولا الي ستالين سفاح الدولة الروسية .من هذا الرجل ؟
من هذا الرجل الذي يخرج علينا بخيمته ويتخفي وراء نساء شقروات بحرسه الخاص ؟..من هذا الرجل الذي استلهمت القنوات الفضائية منه روح الكوميديا السوداء عقب خطاب التوك توك الشهير ؟..من هذا الرجل الذي استخف بقومه الي درجة انه لم يعد ليصدق انه بات كائنا ممسوخا من كافة ابناء الوطن العربي ؟..ما القناع الذي يرتديه وكيف كانت طفولته وما السيرة الحياتية طيلة هذه العقود الزمانية في السلطة والحكم ؟
يقولون ان من يفقد عقله يفقد ملكه وهذا جواب منطقي كون العقيد لم يفقد ملكه إلي الان .لذا فهو لم يفقد عقله انما يصدر تلك الصورة ,لرجل فقد عقله لمناضل العربي والمجاهد وإمام المسلمين وملك ملوك افريقيا وشيخ دراويش العالم العربي وأول من يتقدمهم في ساحة الذكر .وهو المفتون بالسحر والمفتون بالغرابة في الفعل والقول .
رجل هضم التاريخ والتراث
ووجدتني بعد كل هذه التساؤلات .أنحي فكرة الجنون عن الزعيم الذي لم يحلق شعره بعد بحسب تعبير الروائي النوبي إدريس علي في روايته المصادرة "الزعيم يحلق شعره ". بل لا تندهش عزيزي القارئ إذ اخبرتك اننا امام رجل وعي وهضم التاريخ والتراث العربي جيدا جدا. فاستلهم من كل الشخصيات شخصة وهضم كل العصور بما يترأي له وحول الماضي الي حاضر ومستقبل عبر اعادة انتاج للتراث .
ولعلك عزيزي القاريء ستتهمني بالشطط لكنني ساكون معك رفيقا في عرض معطياتي لأؤكد ما اصبو به اليك كوننا سنتعاون معا لفك لغز ملك ملوك افريقيا البطل الجسور .
القذافي الذي يذكرني بجبروته ودهائه بالخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان بن حرب وأذكر حادثة تاريخية قرأتها منذ زمن بكتاب الأغاني الشهير . تقول الحادثة رن هند بنت عتبة "ماضغة كبد حمزة " اخذت وليدها معاوية وكان مازال في المهد وطافت به حول الكعبة المشرفة فالتقت بكبار العرافين .وانحن بنت عتبة الي العراف تكشف له وجه الغلام ليخبرها بنبوءة مستقبل هذا الرضيع فما كان من العراف الا ان انتفض واقفا وصرخ فزعا في وجهها وقال وهو يهرول: "اذهبي بعيدا ..انه لرجل سيغير مسار الزمن ".
وهو نفس التعبير الذي قاله الأستاذ محمد حسنين هيكل في عودته من ليبيا ولقاء عبد الناصر قائلا له : »هذا الرجل كارثة علي العالم العربي« والعهدة في ذلك للدكتور خليل المسماري أبرز القيادات الليبرالية في ليبيا .
وذكر نيكسون في مذكراته.. "لقد صنعنا الانقلاب في ليبيا لمواجهة المد اليساري في شمال افريقيا "..
وبقي السؤال الاهم "وما الشبه بين معاوية بن ابي سفيان وملك ملوك افريقيا القذافي ؟"
أن اول من فكر في فكرة توريث الحكم كان الخليفة معاوية بن أبي سفيان وهو الذي دعم هذا الفكر داخل عقول قادة التاريخ العربي الذي اصيب اغلبهم بجنون العظمة أو ما يعرف في الطب النفسي بـ »البارانويا " وهنا توازي الزعيم قائد ثورة الفاتح مع ابن أبي سفيان في توريث حكمه لابنه سيف الاسلام .الا ان هذا يعد بلغة التحليل الموضوعي شاهدا ضعيفا فحاكم مصر السابق اراد ان يولي جمال سلطة الحكم وحاكم اليمن كان ينوي نفس الفعلة .بيد ان الدليل الاكبر لتوازي قائد الفاتح مع معاوية كان في اسلوب ادارة البلاد من خلال شراء الذمم والقمع الدموي الذي كان يصل الي درجة تصفية كل سلاسل المعارضة للحكم في عهد بني أمية .الذين أسسوا دولتهم في سوريا . لذا فلا تتهمني بالمبالغة إذا خرجنا باستنتاج يفسر موقف السلطة في سوريا من جرائم الزعيم ورفضها الحظر الجوي والمشاركة فيه .لقد إبلي النظام الأموي في عهد معاوية بلاء مشهودا في مجال تصفية معارضيه ولجأ الي ابتكار وسائل تعذيب كانت كافية لأن تتصدر الدولة العربية المشهد الدموي من خلال سفاحيها .لجأ الخليفة الأموي الي النص الديني ولي عنقه لخدمة مصالحه وقتاله مع الزبيرين والعلويين وهكذا فعل قائد الفاتح حين سخر النص الديني لخدمة مايريده بدعم من أئمة يخرجون الآيات والأحاديث مفصلة يحيدون بها عما انزلت أو قيلت له في معركته مع المعرضين تارة بأنهم خارجون علي الحاكم وتارة لانهم يغضبون الله بأفعالهم . واستخدم النظام الاموي اثنين من ابرز سفاحي الدولة العربية هما الحجاج بن يوسف الثقفي وزياد ابن ابيه "السفاح المجهول النسب " .استخدمهما النظام الاموي لتصفية المعارضين .فتعلم القذافي القمع منهما واستعان بعبد الله السنوسي كما استعان الامويون بالحجاج وزياد وعرف السنوسي صاحب منصة المشانق واعدام المعتقلين السياسيين بسفاح القذافي .
ولنا مع النظام الأموي ايضا لفتة في تعامله مع الكتاب والمثقفين .فهذا هو عبد الله بن المقفع الذي لقب بهذا الاسم لان الخليفة الاموي فقع يد ابيه من كثرة الضرب عليها نتيجة انه كتب ما يعارض الخليفة .وهكذا فعل قائد ثورة الفاتح وامام المسلمين مع الصحفي ظيف الله الذي عثر علي جثته في صحراء بنغازي ويده مقطعة الاصابع .فأضحي الكاتب ظيف الله مثالاً موازياً لابن المقفع فكلاهما عوقب في اطرافه واصابعه إلا ان الثاني فقد حياته بعد تفقع اصابعه فتفوق العقيد الاخ القائد في الجريمة علي اجدادنا في التاريخ الاموي.
وليس القذافي وحده من اهتم بالسحر والتنجيم بل لاتندهش عزيزي القاريء إذ اخبرتك ان ملك ملوك افريقيا تعلم من الخليفة العباسي افتتانه بالتنجيم والسحر ولعل البيت الشعري الشهير "السيف أصدق انباء من الكتب " كان شاهدا علي عصر كان للتنجيم وضرب الودع كلمته.
ولا أكون مبالغا إذا قلت ان القذافي اخذ من الدولة الفاطمية ركاكة افعال وغرابة القول من الخليفة المعز لدين الله الفاطمي ذلك الخليفة الذي حرم أكل الملوخية واستخف بعقل الناس فجعلهم ينعسون في النهار ويشتغلون في الليل .مثلما خرج علينا ملك الملوك بجملته الشهيرة "زنقة زنقة دار دار "..وهكذا بليت امتنا العربية بحكام لا يمتون للحكمة في شيء .
طفولة العقيد ..
من قرية "جهنم" بمدينة سرت وفي عام 1942وفد الي الجماهير الصبي معمر محمد عبد السلام أبو منيار القذافي . كانت طفولته بائسة الي درجة لا يمكن لعقل بشري تخيلها فكان الابن الأوحد ولعل الكاتب وداد فاخر يراها طفولة اكثر من بائسة لأسرة لا تمتهن إلا حرفة الرعي لمجموعة من الماشية الهزيلة .وهو ما حدا بالطفل ان يمارس طفولته في جو طبيعي .فكانت فرشته التي ينام عليها قطعة من الكرتون في العراء . هذا الفقر الذي دفع الصبي لان يسرق الكتب من زملائه التلاميذ بمدرسة سبها . ويفجر الدكتور محمد المقريف في كتابه "انقلاب بقيادة مخبر " قضية التحاق القذافي الصبي بمدرسة مصراتة .واشار صاحب الكتاب الي ان المؤهل الذي كان يحمله الاخ العقيد لالتحاقه بالمدرسة هو مؤهل الوشاية والتلصص علي زملائه الطلاب الذين عملوا بالمجال السياسي .
زواج العقيد
فتحية نوري هي الزوجة الأولي للزعيم ملك ملوك افريقيا لفترة لم تتجاوز الستة أشهر عقبها انفصال . ونتج عن العلاقة الزوجية وليد هو محمد القذافي اكبر ابناء العقيد . وأرجع البعض فشل الزواج الي الفروق الاجتماعية التي كانت بين العقيد والسيدة فتحية فالاول انتمي الي اسرة معدمة بينما الزوجة كانت تنتمي الي أسرة من أصول تركية وتحتل مكانا في الطبقة البرجوازية العليا .هذا الفارق في العادات والمعاملة كان سببا في طلاق المعلمة فتحية ابنة الزعيم نوري خالد حكمدار البوليس في العهد الملكي من العقيد ملك الملوك. ولم يمض وقت طويل حتي عقد العقيد قرانه علي السيدة صفية فركاش التي كانت تعمل بمهنة التمريض .واعلنت مراسم الزواج الرسمي وحضر عبد الناصر عقد القران بين ملك الملوك وزوجته التي انجبت له فيما بعد سبعة ابناء.
ابناء ملك الملوك
حصيلة الزيجتين ثمانية أولاد سبعة من الذكور وفتاة. فكان محمد هو الابن الاكبر والاوحد من زواج العقيد الاول ,وتربي الفتي بين اخواله والتحق بكلية الهندسة واصبح واحدا من كبار رجال الاعمال في جماهيرية العقيد بعد تحكمه في شركات الاتصال الهوائية وبعض مشروعات المياه الغازية .والحق انه ابتعد هن الظهور مرغما لان اخوانه من ابيه ما كانوا ليسمحوا له بالظهور .والتنافس علي عرش الجماهيرية .
وأسفر الزواج الثاني عن سبعة من الابناء هم سيف الاسلام القذافي »38 « سنة والابن الاكبر من الزوجة الثانية .درس الهندسة في جامعة الفاتح ثم الدراسات السياسية والاقتصادية وعرف انه دبلوماسي الاتصالات الدولية بين ليبيا واوربا وله دوره البارز في ملف لوكيربي مقابل ان يزال اسم ليبيا من الدول الراعية للارهاب.
ثم الابن الثاني "الساعدي " صاحب القدم الذهبية كما كان يلقبه إعلام والده .كون الساعدي كان مفتونا برياضة كرة القدم وثبت تعاطيه للمنشطات فاعتزل الكرة واتجه الي صناعة السينما واسس مع مجموعة من المساهمين شركة انتاج سينمائي .وله حادثة شهيرة في عام 1996حين هاجمه الجمهور بسبب أدائه السيئ في الملاعب فأمر حراسه برمي الرصاص علي الجمهور فقتل 50 متفرجا !!!!
فالابن الثالث المعتصم والذي درس العسكرية وعينه ابوه مستشارا للأمن القومي في جماهيريته منحه الرئيس المصري رتبة عقيد، أثناء لجوئه إلي مصر بعد خلاف مع والده، وهو الخلاف الذي ترتب عليه حل الكتيبة التي كان يقودها المعتصم، والتي كان الوالد يخشي تمردها. يوصف بأنه عنيف وقاس ثم الي الابن الرابع خميس والذي يشبه الي حد بعيد قصي صدام حسين وهو ملقب بالجنرال كونه درس العلوم العسكرية وقاد المناورات الحربية مع الجيش الجزائري وهو احد اضلع القوي التي ستحسم المعركة بين الثوار وكتائب والده . ثم الي البحار "هانيبال " الذي درس الهندسة البحرية وتزوج عارضة ازياء
وتصدرت الأميرة عائشة المشهد السياسي في جماهيرية العقيد كونها منسقة لجمعية »اعتصموا« التي تنادي بالحق في حياة كريمة بينما يتورط والدها في تدمير كل ما هو آدمي في جماهيريته .
ليس عجيبا ان يكونوا هؤلاء هم بذور العقيد التي غرسها في جماهيريته التي حولها الي عزبة لأولاده ينهبون من خيرات الشعب الليبي وكأنهم استبدلوا ملك الاله علي أرض جماهيرية والدهم.
جرائم الاخ القائد
وكون أي مستبد لإزالة اي معلم للرجولة والكرامة والكبرياء .أمر ملك ملوك افريقيا بإزالة ضريح عمر المختار بعد منتصف ليلة 15 يوليو 2000 في الساعة الثانية صباحاً في مدينة بنغازي ونقل الضريح إلي مدينة نائية يقال لها سلوق لأنه يثير في الليبيين الشرفاء حينما يمرون بقربه كل معاني الايمان والعزة . وفي عام 1992 اتهم مجموعة من نشطاء المجتمع الدولي العقيد ملك الملوك الافريقية بتفجيره طائرة مدنية فوق مطار بنغازي للمقايضة علي ملف طائرة لوكيربي .
ولم ينج الاطفال من بطش العقيد ولا فداحة الجرم فالأدلة كلها تفيد تورط القذافي بحقن 400 طفل بفيروس الإيدز وتمت تبرئة ممرضات أوروبا الشرقية إرضاء لأولاد العم سام .فحمل 400 طفل ذنبهم الهوية الليبية حياة مهددة بالفناء في أي لحظة .
وكانت الجريمة إلا بشع من قبل نظام القذافي وسفاحيه إعدام 600معتقل سياسي رميا بالرصاص داخل سجن بو سالم بسبب اضرابهم عن الطعام ...
ويستمر القمع والتنكيل بآلاف الصحفيين والكتاب الذين تجرأوا وقالوا الحق مثل الصحفي ظيف الله الذي عثر علي جثته مقطعة الاصابع نظرا لانه تجرأ وكتب عن الاله الاخضر معمر القذافي .كل هذا وشبكات الرصد الدولي تكتب وتكتب بينما المجتمع الدولي يقف متخاذلا ودماء أحرار ليبيا تسال علي ارضها دون تهديدات بالحظر ولا عقوبات اقتصادية مادام التحالف قائما لاجل المصالح والنفط الليبي.
حقيقة أصول العقيد من أم يهودية
عرضت القناة الثانية للتليفزيون الإسرائيلي مقطعا حواريا ضم خالة القذافي وابنتها وهما يهوديان ويحملان الجنسية الإسرائيلية .وتحدثت خالة العقيد لتؤكد ان اختها التي هي والدة الملك لم تتنازل عن ديانتها اليهودية وانها قامت بخداع ذلك البدوي الذي تزوجته .وقالت ما هو ابشع من ذلك وتناقلته كل هواتف الشباب الليبي ولامانة العرض يجب ذكره نصا " اختي كنت اتصل بها سرا .والحقيقة انها كانت حملت قبل سفرها الي سرت من أحد الاصدقاء الاسرائيليين .واكدت لي ان البدوي الذي تعيش معه عاجز عن الفعل "
وذكر جاك تايلور مؤلف كتاب "أوراق الموساد المفقود" صراحة بأن جذور ملك ملوك افريقيا يهودية من حيث الأم اليهودية ودلل علي ذلك بأدلة منها حرص القذافي علي لقاء تاجر السلام اليهودي يعقوب نمرودي وقد دلل مؤلف الكتاب علي ذلك بأدلة ومنها تحقيقا نشر عام 1970 في صحيفة أوجي الايطالية حول نسب القذافي وأن أمه يهودية كانت تعيش في منطقة سرت الليبية. ودلل علي ذلك بالرسالة التي وردت للخارجية الليبية عام 1972 للرئيس القذافي باللغة الايطالية وترجمها للعربية السفير خليفة عبدالمجيد المنتصر وقد أرسلت من قبل كاردينال مدينة ميلانو يذكره فيها بالدماء اليهودية والمسيحية التي تجري في عروقه ويناشده بموجب ذلك أن يلعب دوراً في التقريب بين أبناء الديانات الثلاث. ومعلومات أخري مفصلة تدور حول نفس القضية.
ونترك كل هذا ونسأل عن سبب اختيار القذافي ليوم 7 ابريل من كل عام لاعدام الشهداء والاحرار من شعب ليبيا .وهو اليوم الذي يوافق عيد الفطر التلمودي ..وخذ عندك عزيزي القارئ مهاترات الاخ قائد ثورة الفاتح بشأن القضية الفلسطينية واختراع اسراطين الذي بشر به ..لعودة السلام الي البشرية.
كل دول العالم متاحة للقذافي وعائلته باستثناء لبنان
ولعل السؤال الذي اثار حيرتي هو سبب عداء القذافي لبيروت وأهالي لبنان .وانني يوما ما قرأت ان ليبيا من أسرة ملك الملوك زار لبنان .وتكشفت الاجابة عبر المحاولة الرخيصة والخسيسة للأخ قائد ثورة الفاتح الذي اخفي الامام موسي الصدر أحد كبار علماء الشيعة والوفد المرافق له .ولا أحد يعلم حقيقة مصير الامام وذويه لذا فأهالي لبنان يتوعدون القذافي أو أحد من ابنائه بالقصاص إذا نزل نفر منهم بارض بيروت .ولا تعجب إذ أخبرتك عزيزي القارئ ان سبب زيارة الامام موسي الصدر هو توحيد الصف العربي لمواجهة المد الصهيوني .وليس افضل من عنوان الكاتب السوري محمد الماغوط كي أضعه تعليقا علي افعال ملك الملوك "كأسك يا وطن ".
قفز القذافي علي السلطة برتبة ملازم أول في إنقلاب تحدث عنه نيكسون في مذكراته بكل وضوح مؤكدا دور المخابرات الامريكية والدعم الصهيوني .ومن ملازم أول في جماهيرية العقيد "الاسم العبقري بحد وصف أحد الكتاب المصريين له " الي عقيد ما دام الشعب محكوما بالحديد والنار ..هذا الرجل الذي نجا من محاولات اغتيال قاربت المائة وكأنه قدر لافعال الشعوب العربية والعديد من الانقلابات التي أفلت منها ورصدر احكام الإعدام بشأن كل افراد الكتائب حتي صغار الجند.
وحكي لي أحد المصادر الذي كان يعمل بالقضاء العسكري ان القذافي تمت محاكمته بعقوبة السجن لمدة شهر بسبب فظاظته وقسوة قلبه، كان القذافي قائدا علي سرية عسكرية وتصادف اثناء فترة نوباتجيته ان جنديا قدم الي المعسكر متأخرا عن ميعاده بدقائق فصدر الامر بأن ينام الجندي علي ظهره وعلي السرية جميعها ان تدب بأقدامها علي معدة الجندي الذي فقد الوعي ولم ترحمه صرخاته ولما علم قائد الوحدة العسكرية حولها الي القضاء العسكري الذي قرر سجنه شهرا.
كتاب الخطيرة
وأبدي ملك ملوك افريقيا كل الاهتمام بالإعلام والصحفيين وبالاخص بعض الصحفيين المصريين الذين تشدقوا بأمجاد القومية العربية والمد العربي والقاء إسرائيل في اليم والمتاجرة بشعارات ناصر. هؤلاء الذين خدموا في حظيرة القذافي ينهلون من خيرات الشعب الليبي ويعبون في خزانتهم الشخصية متناسين جرائم القذافي الذي جاء الي العرب من جهنم. صحفيون وكتاب وفنانون تشدقوا بأمجاد العقيد ودم أحرار ليبيا ينساب بين أصابعهم وشاهدا علي زيفهم وبغائهم .الحق اقول انني تركت ليبيا وعدت الي الوطن واكتشفت ان بهجتي ناقصة .فجزء من القلب مازال متعلقا بتلك البقعة التي تسكن الي جوار البحر »ميدان الشهداء« تلك الابتسامة الطفولية لفتاة لم يتجاوز عمرها عدد اصابع يدها وهي تشير إلي علامة النصر. تلك الدمعة التي تبحث عن مخلص من تلك الأم التي فقدت رجولتي امامها وهي تبكي ابناءها الشهداء .وانا انسحب من المشهد غير متحكم لا في نفسي ولا في روحي .تعلمت في ليبيا ان اليأس عبث وان الاغتراب نوع من الترف امام ناس يقاتلون ويحررون اراضيهم بالدم .غادرت ليبيا ولم أكن علي علم بأن مشهد العلم الليبي بات محفورا في رأسي .تركت ليبيا وخلفت ورائي كل الحالمين والطامحين ..تركت الثورة في محاولة بسيطة لرسمها بالكلمات .. وحدها الكلمات.