عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكومة الإخوان تحارب العشوائيات.. بـ "خطط مبارك العشوائية"!!

حياة غير آدمية ولا
حياة غير آدمية ولا مياه شرب نظيفة

لا تزال ماكينة الإهمال واللامبالاة بالعشوائيات، التى ورثناها من عهد مبارك، تواصل تسميم حياة المصريين بنفس الكفاءة وعلى قدم وساق.

ولا يزال ملايين المصريين من سكان هذه المناطق يعيشون حياة القرون الوسطى، رغم ان مشروع النهضة التى بشرت به جماعة الإخوان المسلمين خلال الشهور الماضية، وعد بتحويل حياة المصريين إلى الأفضل، وبوضع حل جذرى خلال 100 يوم لمشاكلنا المعيشية المزمنة.
ورغم ذلك لا يبدو فى الافق بوادر أى حل حقيقى، بل إن الكثيرين فقدوا الأمل فى الإصلاح
كما أكد كبار مسئولى الجماعة أن مشروع النهضة مجرد أفكار عامة وليست برنامجا قابلا للتنفيذ من الحكومة التى شكلوها برئاسة الدكتور هشام قنديل، وأصبح المشروع مادة لسخرية ملايين المصريين الذين شبهوا مشروع النهضة بـ «الفنكوش» الذى دار حوله أحد أفلام عادل إمام الشهيرة.
"الوفد| قامت بجولة فى بعض المناطق العشوائية فى القاهرة، ورصدت بالصور صرخات أهالى هذه المناطق، وتضعها أمام الرئيس مرسى لعله يولى لها بعض اهتمامه، قبل أن تتحول هذه الصرخات إلى فوضى لا يعلم أحد مداها، ولا يشعر أحد بخطورتها..


تتعاقب الحكومات.. والكذب واحد!
عشوائيات «بطن البقر» و«أبوقرن» سقطت من حسابات مشروع النهضة
الفقر والعقارب والثعابين تطارد سكانها.. والأمراض تحاصرهم  وتهددهم بالموت

تحقيق - نشوة الشربيني: تصوير - أحمد حمدي

بدأ العد التنازلي للمائة يوم الذي طرحه الرئيس محمد مرسي قبل توليه رئاسة الحكم لحل أزماتنا المتفاقمة، ومع هذا لم يتم  تطوير المناطق التاريخية وإزالة العشوائيات منها، فلا يزال البسطاء يعيشون علي هامش الحياة؛ بعد أن تحملوا الظلم والتجاهل طوال السنوات الماضية دون الاهتمام بهذه المناطق المحرومة، حتي تفاقمت المأساة علي مدي أكثر من نصف قرن، وتزايدت أعداد العشوائيات حتي وصلت إلي 1228 منطقة عشوائية بداخلها قرابة 20 مليون مصري يواجهون الفقر والموت في عشش تفتقد إلي أبسط مقومات الحياة، لهذا كان يجب توضيح الموقف السائد ووضعه أمام الرئيس ليكون علي علم به ولكي تسعي أجهزته التنفيذية جاهدة إلي معالجة هذه المناطق قبل انتهاء المدة المحددة، وان كنت أشك علي أنها وعود زائفة من أجل الوصول إلي السلطة فقط، بدون قدرة علي التنفيذ وهذا كشف الرؤية القاصرة لنظام الحكم.
يعيش أهالي منطقتي بطن البقرة وعزبة أبوقرن بحي مصر القديمة مأساة حقيقية؛ فلا حياة كريمة.. ولا مياه.. ولا صرف صحي؛ ويعيشون جميعاً في أماكن لا تصلح لحياة بشر، فهي مناطق عتيقة عمرها سنوات طويلة ولا تعرف هذه الحكومة عنها ولا عن سكانها شيئاً.. فهم خليط من البشر يعانون كل أشكال المعاناة التي تعجز الكلمات عن وصفها.. عجائز لم ترحمهم قسوة الأيام.. والمتنفس الوحيد لأطفالهم هو اللهو وسط القمامة.. يتعايشون مع واقعهم رغم عدم رضائهم عنه، فالنساء والرجال يكدحون من أجل لقمة العيش ولا يستطيعون توفيرها إلا من الزبالة ويقطنون عشش جدرانها مبنية  من الطوب وسقفها من الخوص والخشب والصفيح ولا تتجاوز مساحة العشة 3 أمتار طولاً ومترين عرضاً وسط برك المجاري والقمامة التي تفوح منها الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتكمن بداخلها العديد من الأمراض الوبائية، بخلاف الحشرات والقوارض والعقارب والثعابين وينعكس آثارها علي الحالة الصحية السيئة لسكان هذه المناطق؛ كما أن شوارعهم ضيقة للغاية لا تسمح بدخول سيارة اسعاف أو شرطة؛ وأطفالهم يحرمون تماماً من الحصول علي حقوقهم التعليمية والصحية دون الشعور بالفرحة ولا يجدون حماية إنسانية وينتظرهم مستقبل مظلم.

حياة القرون الوسطى
سيد محمد السيد – 73 عاماً – ولديه «6 أبناء» - أحد أهالي منطقة بطن البقرة؛ يقول: لقمة عيشنا من القمامة فهي مصدر دخلنا الوحيد الذي نعيش منه؛ ولكننا شاربين المرار بسبب عدم توفر المرافق الخدمية من صرف صحي ومياه شرب نظيفة؛ ولا أحد يسأل فينا؛ فكنا نضطر أحيانا  لدفع إتاوة لتوصيل المياه للمنطقة  مقابل 20 جنيهاً شهرياً ؛ ولكن لا نقدر علي دفعها دائما، لاننا مضطرون لدفع التكلفة بخلاف طرنشات الكسح التى تبلغ 35 جنيهاً لكل عشة مقابل نزح المجاري طوال 15 يوماً؛ ولم يعد ذلك سهلاً بسبب غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار الذي اجتاح كل السلع الغذائية، لذا نطالب الحكومة بإمدادنا بالمرافق الخدمية اللازمة حتي لا نكون مطمعاً لمن يريد استغلال حاجتنا.
زينب بيومي – ينادونها «أم عبدالهادي» – هذه السيدة المسنة التي تبلغ من العمر 55 عاماً؛ وجدناها تمد يدها للسماء تدعو ربها أن يرزقها من حيث لا تحتسب فهي عاجزة عن الحركة وطريحة الفراش وملامح الإعياء والتعب  تظهر بوضوح علي وجهها العليل – تقول: أنا  مريضة  بالسكر والقلب وبسبب عدم توفر المال اللازم لشراء العلاج أصيبت رجلي اليمني بجلطة وأثرت علي حركتي ولا يوجد لي معاش أو مصدر دخل يمكن أن يساعدني في شراء مصاريف الدواء وزوجي أيضاً لا يقدر علي العمل الشاق؛ وأحلم بشقة حتي لو غرفة واحدة وحمام فهي تكفيني وزوجي بدلاً من السكن في عشة جدرانها محطمة وسقفها آيل للسقوط، حتي نشعر بأن الحكومة تقدم للفقراء الرعاية الكافية التي تضمن لهم حياة كريمة وخاصة أننا في أرذل العمر .
وقال سعيد عبدالحميد حسن – 58 سنة – ولديه طفلان: أعيش وأسرتي في الشارع مستنداً علي عفش بيتي بعد أن طردني صاحب العقار بعد عجزي عن سداد إيجار الشقة الذي يصل لمبلغ 350 جنيهاً؛ ولا أشعر بقيمة للحياة وما أحتاجه هو شقة غرفة وحمام رحمة بي وبأسرتي.
وأضاف إمام بيومي إبراهيم، أب لأربعة أولاد: حاولت  فتح فرن بالمنطقة ولكن بعد مشقة طويلة حصلت علي رخصة فرن بلدي مدعم بسعر 5 قروش ولكن جاءت وزارة الكهرباء لتعترض بلا أسباب منطقية وضاع تعبي علي الفاضي.

القمامة.. لقمة عيشنا
ويضيف رجب حسن رمضان – يبلغ من العمر 35 عاماً – ولديه «4 أبناء» - «أرزقي»؛ شركة المعادي للبناء والتعمير تحاول مساومتنا لترك أرض أجدادنا، والذهاب إلي وحدات سكنية بديلة في منطقة 6 أكتوبر، وهذا غير منطقي علي الإطلاق فنحن نعيش من رزق بقايا القمامة وهي الكرتون والصفيح والبلاستيكات والزجاج المكسور؛ ولا يمكننا ترك أماكننا مقابل 2000 جنيه للمتر الواحد ولا بأكثر من ذلك؛ أما عن الحيوانات الضالة الموجودة بالمنطقة فهي تقوم بحمايتنا لهذا نربيها مع الماعز والأحصنة وما نريده هو تملك شقة بنفس المنطقة وعلي نفس الأرض والحكومة هي المسئولة عن ذلك مثل بقية الـ «بني آدمين» لنشعر بقيمة الحياة الكريمة.
وألتقت أطراف الحديث محمود عبدالسلام – لديه «5 أبناء» - قائلاً: أنا أعمل في صناعة الأواني الفخارية مثل معظم أهالي منطقتي ولكن علي وشك ترك المهنة بسبب مشكلة عدم وجود مياه؛ لأن صناعتها تحتاج إلي المياه بشكل مستمر، ومع الأسف المياه دائماً ما تكون غير متوافرة؛ لأن كل اعتمادنا علي وصلة مياه فرعية وهي  لا تعمل حالياً بسبب جشع  من يقوم بتوفرها للمواطنين حيث أصبح يتحكم فينا حتي أنه ألغي التعامل معنا لكي نقبل بزيادة إيجار الوصلة وأصبحنا نعيش جفافاً منذ ما يزيد علي شهرين، بالإضافة إلي عدم وجود صرف صحي، كما أنه لا يوجد  فرن بلدي مدعم بالمنطقة ولا حتي مستشفي أو صيدلية أو مدرسة والحل الوحيد لنا هو التنقل لأقرب منطقة بها حياة آدمية، لهذا كرهنا عيشتنا التي لا نستطيع تغييرها ولا أحد يساعدنا لنعيش حياة كريمة.

كبدة الموت وعشش الصفيح
وهناك مشهد غريب قابلناه من بائع الكبدة بالمنطقة ويدعي أحمد علي محمد فرج – ولديه «7 أبناء»؛ فيقول: أنا غير مسئول عن أي شخص يأكل من عندى  ثم توفي؛ فأنا أطبخ بالعافية ولا تتوافر عندي مياه للشرب، تمكننى من القيام بعملى كما أتمنى بالشكل الذى يحافظ على نظافة الكبدة التى أبيعها للناس الغلابة، لأننى مضطر لذلك حتى أعيش أنا وأولادى.
وقال محمود عبس، أحد أهالي منطقة عزبة أبوقرن: نعيش منذ ما يزيد علي ثلاثين عاماً في عشش مصنوعة من الصفيح وعندما حاولنا بناء منازل آدمية للعيش فيها بكرامة ؛ قام الحي بهدمها بل حرر لنا محاضر مخالفات بناء، فقلنا ما باليد حيلة ورضينا بنصيبنا وسكتنا ولكننا لم نقبل أبداً بما يقولونه المسئولون عن هدم أرض أجدادنا، خاصة أن لقمة عيشنا ترتبط بهذه الأرض ولن نخرج منها إلا أموات. 

مليارت تضيع فى الهواء
وبسؤال الخبراء فى مجال البناء والتشييد؛ أكدت الدكتورة المهندسة منار حسنى عبدالصبور مدير عام المكتب الفنى بمديرية الإسكان محافظة القاهرة علي أن أسباب العشوائيات وطرق القضاء عليها بمصر ترجع  لمخالفات المبانى التي كشفت عام 2001 أن 90% من مبانى مصر مخالفة  بناء على دراسة علمية بكلية الهندسة جامعة القاهرة بعنوان» التشريعات المنظمة للبناء فى مصر بين النظرية والتطبيق».
وهذه المخالفات تشعبت وتغلغلت لتصبح سرطانا ينخر فى حضارة وسمعة مصر البنائية والتشييدية وأصبح لها مسمى آخر نتيجة تراكمها (العشوائيات) التى تكلف الدولة بعد ذلك مليارات من أجل التطوير ولجانه وهيئاته دون النظر لسبب المشكلة من أساسها وهى تراكم مخالفات البناء حتى استفحلت ولهذا ترى ضرورة عمل منظومة إدارية متكاملة للقضاء على المخالفات أى استدامة محاربة مخالفات المبانى أولا لبداية سليمة فى القضاء على سرطان البناء العشوائى ولمنع إهدار ثروات البلاد.


«زلازل العشوائية» تضرب جمهورية إمبابة!
تلال القمامة تنتشر فى شوارع الحى العريق وتهدد الأطفال بالأمراض الخطيرة
50 مليون جنيه تبخرت فى الهواء بعد اكتشاف عيوب جسيمة فى «الصرف الصحى»

كتب - محمد بدوى

أصبحت منطقة إمبابة التابعة لمحافظة الجيزة «جمهورية عشوائية» بمعنى الكلمة بعد ان كانت فى بداية حكم مبارك عاصمة للإرهاب، وصارت العشوائية شعار كل شيء من البشر إلى المساكن والطرق والمواصلات وسائر الخدمات!!
كل شىء يسير فى بطء شديد، فى حين تستمر مظاهر القبح فى الانتشار بين شوارع وميادين هذا الحى العريق.
وربما نستطيع هنا – فقط - القيام بإطلالة على أوجه الحياة العشوائية فى إمبابة التى تختلف الحرف والمهن والمستويات المعيشية لسكانها، وأغلبهم نازحين من محافظات أخرى، يختلفون فى المنشأ والأصل بينما يتفقون جميعا فى شيء واحد هو انهم رعايا جمهورية إمبابة العشوائية.
البداية كانت من منطقة وراق العرب وشارع ترعة السواحل الذى يفصل وراق العرب عن وراق الحضر والمنطقتان اللتان يصعب تحديد هويتهما وما إذا كانتا مدنا أو قرى أم مدنا قروية أو قرى مدنية، المهم انهما كيان عشوائى له «ظاهر» براق شديد النعومة يتمثل فى مجموعة ابراج على كورنيش النيل مابين وزارة الرى الى قسم شرطة الوراق - يزيد ثمن الشقة فيه على المليون جنيه - وله «باطن» عشوائى هو العذاب بعينه!! 

تلال القمامة
عن ذلك العذاب وتلك المعاناة يقول شوقى أبواليزيد أحد سكان شارع ترعة السواحل: «أكبر مظاهر العشوائية التى نعانى منها هى انتشار القمامة وتفاقم مشكلات الصرف الصحى وهى مشكلات مزمنة، والأخيرة سببها فساد ضمائر المقاولين والمهندسين واعضاء المجالس الشعبية الذين نفذوا واستلموا أعمال شبكة المجارى التى تتعرض لطفح مستمر خاصة بشارع المدارس الذى يضم عدة مدارس مما يعرض صحة الأطفال للخطر.
ويشاركه الرأى جاره مجدى عبدالدايم فيقول: المجارى والزبالة تقض مضجعنا وتنشر روائح كريهة وحشرات وأمراض واوبئة تهددنا بالخطر فى ظل غياب الرعاية الصحية بالمنطقة، ويضيف: نحتاج إلي عودة «نوبتجى» الزبالة وهم عمال كانوا يتناوبون العمل يحمل كل واحد منهم ثلاث أو أربع بولات من القماش يجمع فيها القمامة حيث يتسلمها من المواطن أو عامل جمع القمامة من المنازل، ثم تنقل بالسيارات وبعد أن اختفى هذا العامل وأصبحت القمامة اكواما منثورة على الرصيف وأرض الشارع يعبث بها من مهنتهم جمع بقايا الطعام والقطع المعدنية.. ويقول محمد يوسف: إن جمع الزبالة بالطريقة الحالية باللودر يحطم الأرصفة ومواسير المياه والصرف الصحى، مطالبا بعودة النظام القديم فى جمع القمامة.
بؤر المجرمين 
تمثل الكثافات العشوائية حول الجزء المار بإمبابة من الطريق الدائرى بؤرا عشوائية يرتع فيها المجرمون، وبعضها عبارة عن مخازن وورش وأغلبها منازل عشوائية تفتقر إلى الكثير من المرافق وتعانى طفح المياه والمجارى..ويقول على حنفى مالك أحد العقارات بالمنطقة: لدينا خط مجارى مستمر فى الطفح منذ عشر سنوات والآن أغرق اربعة شوارع.

مخالفات بـ 50 مليون جنيه
أسامة الجزيرى رئيس لجنة الوفد بجزيرة محمد وحسنى حسنين سكرتير اللجنة وهما من سكان المنطقة يرصدان فساد ومخالفات مشروع الصرف بجزيرة محمد التى تجاور مباشرة الطريق الدائرى.. يقول حسنين: إن كبار المسئولين عن مرفقى المياه والصرف الصحى يمتنعون عن التحقيق فى شكاوى تضمنت الإشارة الى سرقات ومخالفات بمشروع الصرف الصحى الذى تكلف ما يقرب من 50 مليون جنيه، حيث إنه بمجرد تشغيله اتضح ان به عيوبا جسيمة تحتم غلقه واحلاله بمشروع جديد، بعد أن أكد المهندسون أن المكتب الهندسى للقابضة للمياه والصرف الصحى استلم أعمال بها مخالفات فنية جسيمة، ورغم أننا شكونا لرئاسة الجمهورية بشكوى برقم 99491 إلا أن الرئاسة لم ترد وكيف ترد وهى التى عينت عبدالقوى خليفة وزيرا وهو مسئول عن مخالفات الصرف والمياه بالقاهره والجيزة اثناء رئاسته للشركة القابضة. شكونا للمحافظ السابق على عبدالرحمن فقال: «أنا غير مسئول عن المياه»،فحررنا محاضر بالشرطه آخرها برقم 4603 إلا ان الحال بقى كما هو عليه.
تعد منطقة البصراوى والمنير الأكثر عشوائية فى جمهورية إمبابة، ويقول إبراهيم مدبولى، من سكان المنطقة: إن العشوائية تضرب كل مكان، ففى شارع الاقصر على سبيل المثال فرن بلدى لا يكتفى ببيع الدقيق فى السوق السوداء بل تنبعث منه أدخنة قاتلة، وشكونا للتموين والبيئة دون مجيب. كما أن الناس تتقاتل فى  طوابير على كشك العيش. كذلك نعانى الفوضى المرورية، حيث إن لدينا ثلاثة مواقف للميكروباص من وإلى السوق والمظلات ورمسيس، وتعانى كلها من غياب الأمن وانتشار الفوضى والبلطجة والسلوكيات الإجرامية والألفاظ البذيئة دون رادع.
أما عبدالباسط بدر صاحب مقهى بالبصراوى فيؤكد ان القمامة تلقى فى الشوارع وتتكدس بها حيث لا توجد صناديق،كما ان الشوارع غير مرصوفة وتكسرت نتيجة الحفر المستمر بالإضافة إلى أن الفوضى الأمنية هنا لا مثيل لها والبنادق الآلية هى لغة المشاجرات. ويضيف بدر: إن البصراوى لا يتذكره المسئولون إلا بعد حدوث كارثة مثل ما حدث عند انهيار المنازل فى شارع الإمام الغزالي.

العشوائيات سقطت من حسابات «مشروع النهضة»
خبراء: مطلوب 20 مليار جنيه لتطوير العشوائيات وسرعة فى التنفيذ

كتبت - أمانى زايد:

العشوائيات من المشاكل المعقدة التى واجهت كل حكوماتنا المتعاقبة طوال السنوات الماضية وعجزت خطط التطوير التى وضعتها الجهات المعنية عن حل مشاكلها وأزماتها المتفاقمة، بعد أن تفشت هذه العشوائيات وباتت كالخلايا السرطانية التى تنتشر فى كل مكان.
وقد وصل عدد المناطق العشوائية فى مصر الى 1221 منطقة يقطنها اكثر من 14 مليون مصرى وأصبحت بمثابة قنابل موقوتة تشكل خطورة على أمن واستقرار المجتمع، نظرا لما تحتويه على بؤر اجرامية تساعد على زيادة معدلات الجريمة فى ظل غياب الأمن.
اكدت دراسة حديثة صادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء أن هناك 1221 منطقة عشوائية منها 1130 منطقة قابلة للتطوير. وتتركز فى القاهرة الكبرى نحو 76 منطقة عشوائية، كما ان هناك 14 مليون مصرى يعيشون فى المقابر والعشش أشهرها مقابر البساتين والإمام الشافعى والامام الليثى وباب الوزير وعين شمس ومدينة نصر.
وتشير التقارير إلي أن هناك ما يقرب من 35 منطقة مهددة بالانهيار وبها 13 ألفاً و431 وحدة سكنية يقع بعضها فى الجبال ومخرات السيول حتى أصبح هناك ما يزيد علي 80 منطقة عشوائية تحيط بالقاهرة الكبرى التى استحوذت على نحو 53.2% من سكان العشوائيات فى مصر.
وعلى مدار السنوات الماضية قامت الدولة بوضع خطط عديدة للتطوير إلا ان تلك الخطط لم تدخل حيز التنفيذ، نظرا لوجود بعض المعوقات التى تقف حائلاً أمامها. فقد سبق وقامت الهيئة العامة للتخطيط العمرانى بوضع برنامج قومى للقضاء على العشوائيات بحلول عام 2025 بتكلفة مالية قدرها 5 مليارات دولار، فى حين خصص مجلس الوزراء فى نهاية العام الماضى نحو 191 مليون جنيه لتطوير عشوائيات محافظة القاهرة وتخصيص 22.5 مليون جنيه لتطوير عشوائيات محافظة الاسكندرية.

أورام سرطانية
المهندس حسن شعبان، وزير التنمية العمرانية وتطوير العشوائيات السابق فى حكومة الظل الوفدية ومساعد رئيس حزب الوفد، يقول: هناك صندوق لمقاومة العشوائيات تابع لوزارة الاسكان، إلا انه لوحده لا يكفى لحل المشكلة التى تحتاج إلى إمكانيات دولة، ودراسة دقيقة قائمة على معلومات محددة يتم الحصول عليها من الطبيعة وعمل مسح سكانى، فسكان العشوائيات وصل عددهم الآن لنحو 8 ملايين مواطن.
والعشوائيات عبارة عن أورام سرطانية على حواف الحضر والمدن ويحتاج تطويرها لميزانية لا تقل عن 20 مليار جنيه. ويعد غياب السلطة هو المسئول الأول عن تقاقمها والمتمثلة

فى إدارات الأحياء ووزارات الإسكان التى تجاهلت الأزمة لسنوات طويلة واعتبرتها خارج نطاق اهتمامها، فى حين أن بها منشآت تقدر بمليارات الجنيهات ولم تخضع لأى إجراءات رسمية أو رخص أو رسومات معتمدة، ولم تقم الدولة بتوفير البنية التحتية لها، فلجأ بعض الأهالى لحفر آبار قريبة من البنايات للصرف الصحى، وتسرب هذه المياه للعقارات سيترتب عليه انهيارها فى المستقبل. وإذا نظرنا إلى خطط التطوير نجد ان هناك تباطؤاً فى تنفيذها، فالزيادة المستمرة فى أعداد السكان يعوق تطوير هذه المناطق وتصبح البرامج قديمة والحل هو ضرورة تجميد أوضاع هذه العشوائيات وتقوم الدولة بتخطيط اماكن لمحدودى الدخل وتشرف عليها لأن عدم وجود ضرائب عقارية واضحة على الإيرادات فى هذه العشوائيات يشجع المواطنين على البناء فيها، لذا يجب ان تضعها الدولة فى مخططاتها ويجب أيضاً أن خفض الإيجارات وتوفير المساكن بإيجارات ملائمة.

دراسات أمنية
المهندس محمد الحلو - خبير إسكان - يقول: لقد تم وضع العديد من الخطط للقضاء على العشوائيات لكن مع الأسف كان التخطيط عشوائيا، فهناك قرار لتطوير منطقة الدويقة منذ عدة سنوات لكنه لم ينفذ،وقد اعترف النظام السابق بالعشوائيات وحاول تقنين وضعها، وأكد على ذلك فى القانون رقم 148 لسنة 2006 وهو القانون الخاص بتقنين أراضى واضعى اليد وأيضا قانون رقم 138 لسنة 2006 وهو خاص بإدخال المرافق، ولكن المشكلة بقيت على حالها.
أما الآن وبعد ثورة 25 يناير فلا توجد مشاريع تطوير جديدة للعشوائيات وحتى» مشروع النهضة» لم يركز على العشوائيات، لذا لابد من عمل دراسة أمنية لحل الأزمة حتى لا يتكرر ما كان يحدث فى النظام السابق من معاملة قاسية لسكان العشوائيات ولابد من توفير وحدات سكنية لهم وخفض أسعار الإيجارات حتى لا يتوسعوا فى بناء المزيد من المبانى العشوائية.          
نقطة سوداء
الدكتور أحمد يحيى أستاذ علم الاجتماع السياسى، يقول: تمثل العشوائيات نقطة سوداء فى المجتمعات الحضارية حيث إنها دائما تنشأ بدون تخطيط أو خدمات وتضم داخلها أدني مستويات من الأسر الفقيرة وتنتشر بها أعمال البلطجة والمخدرات والدعارة والتسول فهى بؤر صديدية داخل الجسم الحضرى تنتج كل اشكال الأمراض الاجتماعية والتى تؤثر سلبا على استقرار وتنمية أى بلد. وللاسف مصر بها ما يقرب من 1221 منطقة عشوائية منذ سنوات طويلة ولم يعالج منها الا القليل و تكمن خطورتها فى انتشار سكانها – وهم بالفعل ضحايا للنظام الاجتماعى فيضطرون لتوزيع المخدرات خاصة انهم يعانون من البطالة ويعملون بمهن هامشية ويشكلون بؤر للإجرام. ومن هنا لابد من توفير الارادة السياسية لعلاج المشكلة من خلال تخصيص مدن جديدة لهم فى الصحراء ومساكن تتسم بالآدمية والتخطيط السليم مع تعويضهم بطرق ملائمة عن أراضيهم.

 

في عزبة خير الله.. غابت الكهرباء والمستشفيات وحضرت الأسلحة والمخدرات
الأطفال يلعبون مع العقارب.. والحرائق تهدد السكان.. ومدرسة واحدة لـ 650 ألف نسمة.. و3 أمتار لكل مواطن.. والإسعاف تمتنع عن الدخول
دم العزبة تفرق بين البساتين ودار السلام ومصر القديمة.. والمسئولون «ودن من طين وأخرى من عجين»!

أحمد أبوحجر - محمد سعيد تصوير: أشرف شبانة

عشش وبيوت متهالكة.. حواري ضيقة.. مياه الصرف الصحى تغرق الطرقات.. أكوام الزبالة تملأ جنبات المكان.. مشاجرات وخناقات دائمة أمام افران العيش.. ظلام دامس لفترات طويلة... مياه مقطوعة..كلها ملامح للصورة السوداء المرسومة هناك بعزبة خير الله.
«العيشة مرة لكن احسن من ما فيش علب الصفيح مساكن وفي قلب الموت بعيش».. كلمات مختصرة تصف حالة العزبة الأسوأ حالا في مصر،فبحسب  الحصر الذى أجراه صندوق تطوير المناطق العشوائية التابع لرئاسة مجلس الوزراء نهاية العام الماضي فان العزبة الواقعة أعلي هضبة  الزهراء الجبلية الجيرية  أصبحت أخطر المناطق  العشوائية في مصر  وتحولت من  أرض فضاء خالية من السكان  قبل 40 عاما إلي  أحد أكثر المناطق العشوائية تكدساً بالكثافة السكانية على مستوى جنوب القاهرة،فتجاوز تعداد سكانها 650 ألف نسمة علي مساحة 480 فداناً، بمعدل 3 فقط لا غير أمتار لكل مواطن.
تحظى العزبة بإشكالية  أزلية فهى محل نزاع بين الشركة العامة لاستصلاح الأراضي للتنمية والهيئة العامة للآثار, كما أن دمها تفرق بين الأحياء، ففي حين أن العزبة تتبع إدارياً حى مصر القديمة فإن قسم الشرطة التابعة  له العزبة هو قسم دار السلام  كما انها تتبع كهرباء حى البساتين  ومياه عين الصيرة وتعالج مرضاها في مستشفي دار السلام, مما جعل كل حي يتهرب من مسئوليته عن هذه المنطقة.
وعلي الرغم من أن العزبة تقع داخل حدود القاهرة فإن البنية التحتية لها غير متوافرة ومعظم الخدمات الأساسية مفقودة  فلا يوجد بها أى نقطة  شرطة أو مطافئ، ولا مستشفي يعالج ولا سيارة إسعاف تخترق حدودها،ولا طرق ممهدة، ولا صرف صحى مكتمل، ولا مدارس تعلم وتربي، والمفارقة أن  العزبة كلها  يوجد بها مدرسة واحدة ابتدائية تعمل علي فترتين وتحمل اسمين مختلفين أحدهما المستقبل صباحاً وهدى شعرواى  في الفترة المسائية،كما أن العزبة تكتظ بورش الحدادة والنجارة والأشغال المعدنية والتنجيد إلى جانب الأعمال الحرفية ويعمل البعض الآخر في مجال المعمار والمباني.

السلاح.. وشبح الموت
الموت شبح يهدد العشرات من بيوت العزبة الواقعة على حافة هضبة  الزهراء بالمقطم والمهددة بالانزلاق فى أى لحظة فوق رءوس الأهالي منذرة بكارثة خطيرة مثل كارثة الدويقة، أغلب الأسر تأويها حجرة واحدة، وإن كانوا متيسري الحال فإن حجم المنزل المكون من حجرة وصالة يصل الي 40 مترا،هو ما قاله أحمد الموظف السابق بالشركة العامة لاستصلاح الأراضى، وأضاف:» أعيش فى العزبة منذ أكثر من ثلاثين عاماً ومع ذلك لم يتغير الحال كثيراً فالأهالى هنا تعيش حياة لا ترتقى للآدمية».
الموظف الذي قضي اكثر من نصف عمره بالعزبة قال: نواجه مشكلات يومية اعتدنا عليها واستسلمنا لها, فالعشوائيات تحاصرنا من كل مكان والقمامة منتشرة فى الشوارع المتعرجة غير الممهدة والمياه والكهرباء تنقطع بشكل دائم  ولا نعرف لمن نشتكى  لاننا نتبع اربع جهات إدارية، ويكمل: «لا الثورة ولا انتخابات الرئاسة ولا تشكيل حكومة جديدة نفعتنا بحاجة لم نشعر بأى تغيير بل إن الوضع ازداد سوءاً خاصة في ظل الانفلات الأمنى الذى نعيش فيه».
«السلاح الآلي والخرطوش والطبنجات والاسلحة البيضاء والسيوف والسنج والمطاوى والخناجر» هى أنواع السلاح  الموجودة بالعزبة كما يقول فتحى أحد السكان، ويضيف: لم يعد غريباً علينا ان نري شاباً يحمل سلاحاً فهو متواجد مع اغلب العائلات والشباب كوسيلة للدفاع والحماية في ظل الغياب الأمنى عن العزبة، قائلاً: «لم ألحظ علي مدار ما يقرب من سنتين رجل آمن واحد داخل العزبة إلا من يومين فقط بعد اختطاف أحد أطفال العزبة»
فتحى وصف العزبة بوصف مقتضب اجمله في كلمتين «دى عزبة منسية» مضيفاً أعيش بالعزبة منذ 30 عاماً ولم أر أي اهتمام من المسئولين وكأننا لسنا بشرًا.

رحلة عذاب لشراء الخبز          
كسائر محافظات مصر التى تعانى من ازمة رغيف العيش فإن الأزمة في العزبة لها خصوصية فرغيف العيش الذى يباع بـ 25 قرشا أصغر من رغيف الـ 5 قروش الرديء كما ان دقيق الأفران المدعم يباع لصالح ورش النجارة المنتشرة في المنطقة ليستخدم في الغراء.
وحكى شعبان قصته مع رغيف العيش 5 قروش فقال:  الرغيف رحلة عذاب يومية للأسرة فأكثر من 3 ساعات أمام الأكشاك نجيب العيش المدعم وفى نهاية المطاف لو اشتريت بـ«جنيه عيش» تقول الحمد لله ويا ريته ينفع يتاكل.
«شعبان» الذي يعول اسرة مكونة من 5 أفراد يقسم أنه يشتري بخسمة جنيهات عيش يومياً لإطعام أسرته، ويضيف الخبز هو حلقة من سلسلة المشاكل التى نواجهها فالكهرباء والمياه تنقطع عن العزبة بشكل دوري.
وكشف «محروس» السائق بهيئة النقل العام وأحد سكان العزبة عن سبب انقطاع الكهرباء عن المنطقة الذى يستمر لأكثر من 5 ساعات يومياً قائلا»الحكومة جهزت محولاً منذ 3 سنوات ليمد المنطقة بالكهرباء في حال تخفيف الأحمال الإ أن رغبة «أبو رحاب» أحد تجار الخردة والمسنود من مدير أمن القاهرة الأسبق إسماعيل الشاعر  في الاستيلاء علي أرض المحول البالغ  مساحتها حوالى 1000 متر كانت وراء إيقاف العمل فى المحول الذى كان من المفترض أن يعمل منذ سبعة شهور.
المياه في عزبة خير الله لم تكن افضل من الكهرباء فهى الاخري دائمة الانقطاع ولا تصل لكل مناطق العزبة فلجأ عدد من الأهالي إلى توصيل  خطوط مياه على نفقتهم الخاصة بعدما يئسوا من وعود المسئولين، فمن منطقة زين العابدين إلي «الجبخانة» وصلات مياه يتجاوز طولها 700 متر بالاضافة إلي مواتير رفع مياه إلي نقطة انتهاء الوصلة تقف السيدات بالطابور ليملأوا جراكنهم بالخراطيم. إلا أن هذا أيضا لم يمنع تكرار انقطاع المياه.

أمراض متوطنة
سالم صاحب محل بجوار الجبخانة يقول: الامراض المعوية والالتهاب الكبدى الوبائى  منتشرة بين سكان العزبة لان مواسير المياه تسير وسط  خزانات الصرف الصحى فتختلط المياه مع الصرف الصحى، ويضيف زار مسئولون من الحى العزبة منذ أكثر من 3 أشهر لتحليل المياه ومع ذلك تحفظوا علي اعلان نتائج تحليلها، ويضيف: انفجار مواسير المياه بصورة  يومية تجعل من الصعب الانتقال من أو إلى داخل العزبة, فضلا عما تسببه من تلف وانهيار الطرق الغير ممهدة.
سالم قال: إنه لا يوجد مستشفي واحد داخل العزبة وسيارة الإسعاف ترفض دخولها, وإذا حدث لأي فرد مكروه لا يجد من يسعفه،لكنه يري ان المخدرات والبرشام والسلاح متوافرة بكثرة.

حرائق وبلطجية
أما النشاط الاقتصادى للمنطقة فيهددهم بالخطر لأنه قائم بشكل أساسي علي مصانع خشب «الكونتر» وورش النجارة  وهو ما يهدد  باشتعال الحرائق في اي وقت، خاصة وأن العزبة تفتقد لأبسط وسائل الحماية المدنية حيث تقع هذه الورش داخل الكردون السكانى، و مع الغياب الأمنى أصبحت الورش بؤراً وأوكاراً للبلطجية الذين يقومون بترويع السكان ويقومون بغلق شوارع المنطقة بالخشب القديم.
المفأجاة التى فجرها أحد المواطنين أن الورش هى السبب في أزمة رغيف العيش لأنها تشترى الدقيق المدعم من الأفران كي تستخدمه في تزويد الغراء بالدقيق.
وعلي الرغم من أن عزبة خيرالله تتمتع بعدد من الآثار الإسلامية والقبطية  إلا أن أكوام الزبالة هى المعلم الأثري الوحيد هناك.
القمامة هى الشيء الوحيد المتكرر في كل العزبة فمن مدخل العزبة من الخيالة الي الأعلي عند «الجبخانة» مروراً  بالأنفاق أسفل الطريق الدائري إلي مخرج العزبة «بهجة الإسلام» فإن الملمح الوحيد لها هى الأكوام وسحابات الدخان الناتجة عن حرقها.



أطفال العقارب
«كل محل يدفع 15 جنيهاً على إيصال النور لإزالة القمامة  وخمس جنيهات من المنازل مع أنه لا يوجد أحد يجمعها».. هكذا قال محمد حمدى ميكانيكى سيارات.. وأضاف:  القمامة فى كل مكان ولا يوجد من يهتم بنا والبيوت والأسواق تلقى بمخلفاتها في الشارع ويقوم الأهالى بحرقها وتتصاعد منها الأدخنة والروائح الكريهة وتجذب الحيوانات الضالة والحشرات عندما تتجمع, تخرج منها الحشرات ونشاهد يومياً العقارب التى تخرج من أكوام القمامة وقال بلهجة ساخرة: إن الأطفال اعتادو على هذه العقارب حتى إنهم أصبحوا يلعبون بها ومع ذلك لا يأتى أى من عمال شركات النظافة إلى هنا، ويضيف أصبحت الحياة وسط تلال القمامة امرا مألوفاً.