رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"بوابة الوفد" فى قلب جبل "الحلال"

جبل الحلال في شمال
جبل الحلال في شمال سيناء

جبل الحلال...كلمتان خفيفتان علي اللسان..لكنهما ثقيلتان في المعني وما يحملانه..ولغز كبير لا يزال يحمل بين وديانه الكثير من الأسرار بين الحين والآخر في محافظة شمال سيناء.

خاصة عندما تحدث أي مخاطر علي الحدود المصرية أو الاعتداء علي الممتلكات الخاصة، وربما لو نطقت قمم الجبل وحجارته لكشفت العديد من الحقائق لتفك بها طلاسم ما يثار عن تلك المنطقة التي يتواجد فيها.
جبل الحلال.. اسم تردد كثيرًا بعد الأحداث التي شهدتها الحدود المصرية في مدينة رفح إثر الهجوم علي نقطة حرس الحدود في منطقة الماسورة أو الحرية والتي راح ضحيتها 16 شهيدًا وأصيب 7 من أبناء القوات المسلحة إثر تلك الحادث.
وصدرت تصريحات رسمية من جهات عديدة بعد الحادث لتؤكد عزمها علي التخلص من البؤر الإجرامية في سيناء والتي تحوي الهاربين والخارجين علي القانون وبعض المأجورين الذين لا يريدون خيرًا ولا أمنًا للوطن الذي عاشوا فيه وتربوا في خيراته مقابل حفنة من الدولارات!
وتردد اسم جبل الحلال كثيرًا في وسائل الإعلام مؤخرًا بشكل غير مسبوق، معتبرين إياه أخطر وأهم مكان يحتوي علي عناصر إجرامية ومن ثم حتمية تطهيره، خاصة أن بعض أهالي محافظة شمال سيناء يقولون عليه «الجبل الواعر» نظرًا لطبيعته المخيفة واختفاء أي مظهر من مظاهر الحياة عليه تقريبًا خاصة بعد تردد أخبار تؤكد هروب منفذي عملية الهجوم الأخير علي نقطة حرس الحدود إلي الجبل.
فما هي الحقيقة.. وكيف يمكن فك لغز هذا الجبل.. «الوفد» خاضت مغامرة للإجابة عن هذين السؤالين؟!
«بوابة الوفد» لم تكتف بالاستماع إلي روايات الأهالي حول الجبل وطبيعته،لكنها قررت أن تخوض مغامرة الصعود إليه رغم ما يحمله الجبل من مخاطر وتلاشي غالبية وسائل الإعلام والصحفيين الذهاب إليه والصعود عليه لرؤية شيء من الواقع ربما تتضح الصورة من خلاله أو يكشف الحقيقة التي لا تزال غائبة حتي الآن.
وتزامنًا مع صدور تصريحات عديدة عن مهاجمة بعض المناطق لتطهيرها،كانت «الوفد» في طريقها إلي الجبل الذي يقع وسط سيناء ويبعد عن مدينة العريش عاصمة شمال سيناء بحوالي 70 كيلو مترًا.
ويمتد الجبل لقرابة 30 كيلو مترًا طولاً و10 كيلو مترات عرضًا ويرتفع عن سطح البحر بـ880 مترًا ويمتد من وادي العريش شمالاً ووسط سيناء جنوبًا.
اتجهت «الوفد» من مدينة العريش إلي الجبل انطلاقا من مدينة العريش عبر الطريق الدائري المؤدي لوسط سيناء.. مررنا في الطريق بقري كثيرة مثل «أولاد علي» و«الروافعة» أو «سد الروافعة» القريب من منطقة المصانع الثقيلة وبها محطة مياه لتغذية القري المجاورة،كذلك المرور علي قرية «أبو عجيلة» إلي آخر الطريق الذي يتوسط الصحراء وقلما وجدت علي جانبيه بيوتًا صغيرة ربما تتعجب من كيفية المعيشة في البادية وطبيعة الحصول علي المواد الغذائية أو سببًا يفسر لك تحمل مثل هذه المعيشة كذلك لم نر أي سيارة طوال الطريق وقيل إن هذا الطريق قامت إسرائيل بتمهيده.
وكانت المحطة الأخيرة في الطريق في نقطة حرس الحدود بقرية «بئر لحن» ومنها اتجهنا يمينًا الي بداية الطريق الأسفلتي المؤدي للجبل وهذا الطريق يسمي «أبو سيال «تبلغ حوالي 10 كم من نقطة الحرس ولا يوجد به أي مظهر من مظاهر الحياة إلا في نهايته حينما تجد قرابة 15 منزلاً صغيرًا لتجد مواطنًا تستطيع التحدث معه في قرية تسمي «الغرقدة».
وبعد الطريق الأسفلتي تجد طريقًا ترابيًا صاعدًا تستطيع من خلاله الصعود للجبل وسط الأتربة والرمال عليه.
وسرنا في طريق ترابي في محاولة منا للوصول للجبل وبعد مسافة ما يقرب من كيلو متر فوجئنا بأن السيارة التي نستقلها قد غرست في الرمال وأصبحت غير قادرة علي

التحرك وحاولنا إخراج السيارة لكننا فشلنا ومع كل محاولة كان اليأس يتسرب إلي نفوسنا في عدم اكتمال المغامرة والوصول إلي الجبل.
ننظر حولنا لنجد من ينقذنا وسط أصوات الرمال ووعرة المكان.. فلا بشر ولا شيء سوى الرمال والصحراء دون أن نجد من ينقذنا في الوقت الذي تذكرنا فيه معلومات بأن هناك ألغامًا في طريق الجبل كما أن الممرات الآمنة تتطلب أحد أبناء المنطقة للسير فيها.
وهنا تبدد حلم المغامرة سواء كان ذلك من خلال «غرس» السيارة في الرمال وصعوبة التحرك أو في حالة إخراجها فستكون القضية أصعب لعدم وجود دليل يطلعنا علي طبيعة الأرض ومدي الأمان فيها.
لا توجد شبكات الاتصال في الهواتف المحمولة بعد أن اختفت علاماتها علي شاشات الهواتف لطلب النجدة أو عمل أي محاولة لإنقاذنا من هذا المكان.
وفجأة.. ظهر في الأفق قادم وأحسسنا ببصيص من الأمل وتوجه إلينا وبعد أن شاهد ما نحن فيه تقدم إلينا لمساعدتنا بعد ان قام بسحب سيارتنا وإخراجها من الرمال وسهل لنا الصعود للجبل عبر سيارة «رباعية الدفع» وهذا النوع من السيارات منتشر بصورة مخيفة بالمحافظة خاصة في مدن الشيخ زويد ورفح لكونه القادر علي السير في الصحراء.
وجدنا في بداية رحلة الصعود للجبل معدات ثقيلة ولوادر ومناطق ممهدة للعمل داخلها وهو ما لفت الانتباه لها..تجولنا في المنطقة المحيطة لنجد عددًا من العمال في تلك المنطقة من أبناء محافظات الشرقية والدقهلية وقنا وسوهاج وجنوب سيناء.
واتضح لنا أن هذه المناطق عبارة عن محاجر، كما أن هذه المعدات يتم استخدامها في تكسير الحجارة لتكون صالحة للاستخدام الخرساني المعروف باسم «الزلط الحجري» أو «السن» في الوقت الذي توجد فيه بعض الغرف الخاصة بالعمال.
صعدنا إلي بعض القمم في الجبل لنلاحظ أي شيء نستطيع من خلاله كشف الحقيقة أو رؤية أشخاص ملثمين أو مسلحين ونحن نستعد في كل لحظة ليقابلنا أشخاص مسلحون يعترضون طريقنا وسألنا أنفسنا: إلي أين نذهب في ظل ترقب كامل لمقابلة بعض الخارجين الذين قالت وسائل الإعلام إن جبل الحلال مأوي لهم، إلا أن كل ما سبق لم يحدث وهو ما كان بمثابة المفاجأة بالنسبة لنا حيث نري واقعًا يختلف عما نسمعه.
عدنا للعمال مرة أخري لنلتقي بهم ونعرف منهم طبيعة الحياة أو إمكانية رؤيتهم لما يحدث ومدي مطابقة حديثهم للتصريحات التي تخرج بين الحين والآخر بشأن تطهير الجبل.