محافظ حلوان: لن أستقيل من موقعي.
كسر جدار الصمت بعد 10 أيام هي عمر »اعتصام الاقباط« أمام ماسبيرو وضع خلالها »عزله« علي قائمة مطالبهم بعد اتهام بـ»التراخي« في معالجة أزمة كنيسة الشهيدين مار جرجس ومارمينا بأطفيح
وافترض حسن النية لدي الراغبين في إقالته رغم تزايد موجة الهجوم عليه واتهامه بـ»التستر« علي مرتكب حادث »هدم الكنيسة« وانطلاقاً من قناعة أنهم »لا يعرفونه« أصرها في نفسه متذرعاً بأنهم »فهموا خطأ«.
لست في حاجة للدفاع عن نفسي »لم ولن أستقيل وما يربطني حالياً بموقعي هو مصلحة مصر« جملتان افتتح بهما قدري أبو حسين حديثه بعد انتهاء أزمة الكنيسة والشروع فعلياً في بنائها لافتاً الي أن الحديث عن »استقالته« مجرد شائعات لا يعيرها اهتماماً.
أعلن محافظ حلوان التحدي لمن يثبت في دفاتره إساءة للاقباط طوال 6 سنوات هي فترة عمله نائباً لمحافظ القاهرة عن المنطقة الجنوبية قبل تقسيم اداري جعل من »حلوان« محافظة مستقلة مشيراً الي أن مطارنة أسيوط وسوهاج وحلوان شهود عيان علي معالجته للعديد من القضايا بين المسلمين والاقباط بـ»قدر من الحكمة«.
عرج قدري أبو حسين فوق »حادثة الكنيسة« واصفاً التعديلات الدستورية المزمع اجراء الاستفتاء عليها غداً بأنها »شيء رائع« وفي عبارة مقتضبة تفوح منها رائحة »سخط« علي الحزب الوطني قال »هويتي السياسية لم أتخل عنها أبداً واصفاً إياها بـ»المصرية«.
وبدافع »المروءة« رفض أبو حسين الحديث عن »رموز الحزب الوطني« باعتبار عدم جواز مهاجمة »الساقطين من علي فرسانهم« مكتفياً بالتلويح الي أن الانتخابات البرلمانية الاخيرة هي »القشة التي قصمت ظهر البعير«.
وفي حواره لـ»الوفد« أكد قدري أبو حسين انه يوافق تماماً علي انتخاب المحافظين داعياً الي أن يكون المنصب علي أساس »الكفاءة« وليس المكافأة والي الحوار:
* بعد انتهاء أزمة كنيسة الشهيدين بـ»أطفيح« ترددت أنباء قوية عن استقالتك من منصبك.. الي أي مدي مصداقية ما يتردد؟.
ـ لم يحدث ولن أستقيل ولن أغادر موقعي وهذه مجرد »شائعات« لا أعيرها أي اهتمام.
* هناك بعض المحافظين تقدموا باستقالاتهم وشباب الاقباط طالبوا بعزلك من منصبك.. ألا تري في ذلك مدعاة لاستقالتك؟.
ـ لست مرتبطاً بالموقع وما يربطني به حالياً هو مصلحة مصر ومنذ أحداث 25 يناير لم يتواجد مسئول في مكتبه مثلما تواجدت وحرصت علي تواجد رؤساء المدن في مكاتبهم حفاظاً علي مصالح المواطنين.
* لكن حجة الاقباط في »إقالتك« هي »تخاذلك« في الدفاع عن الكنيسة وعدم اصدار تراخيص البناء لها؟.. ما تعليقك؟.
ـ الذين يطالبون بإقالتي »لا يعرفونني« ولست في موضع دفاع عن نفسي وأثق في أدواتي جيداً معظم المتحدثين عن كنيسة »صول« لم يزوروا القرية ولا يعرفون شيئاً عنها رغم ذلك لا أفترض فيهم سوء النية لان بعض القنوات أشاعت أني أعلم مرتكب الحادث.
* قمت بزيارة القرية فور وقوع الحادث والتقيت الاهالي لكنك تغيبت عن لقاء المصالحة الاخير رغم تصاعد الاتهامات ضدك لماذا؟.
ـ لولا الزيارة التي قمت بها للقرية عقب أحداث الكنيسة مباشرة ما كان للصلح أن يحدث واعتبر ان زيارتي وضعت النقاط علي الحروف.
* كيف؟.
ـ خلال الزيارة كان مجموعة من شباب القرية الذين تسببوا في إحراق الكنيسة قد أشاعوا أنهم بصدد الصلاة في المكان الي جانب جمع التبرعات ولولا التواجد مع أهالي القرية في هذا التوقيت لكان حل الازمة أصبح مستحيلاً وفي اتصال هاتفي قبل الزيارة بساعات قلت لرئيس المدينة مجدي عزوز انه لابد من عقد اجتماع لاهالي القرية في أحد المنازل القريبة من موقع الحدث واجتمعنا بالفعل وكان الشباب الغاضب داخل الكنيسة لهم مجموعة شروط صعب تداولها وصعب قبولها علي رأسها »عدم مغادرة الموقع إلا بعد حضور الاثنين مرتكبي حادثة العلاقة غير الشرعية« واقترح البعض الذهاب اليهم لكنني أصررت علي مغادرة موقع الكنيسة أولاً وقيلوا وغادروا والغريب ان هذه الامور كلها تم إغفالها لحاجة في نفس يعقوب من قبل البعض وأشعر أن صدور الاحكام به شيء من المزايدة.
* قلت ان الذين يطلبون »إقالتك« لا يعرفون شيئاً عن القرية هل يعني ذلك أنك تري الحادث من زاوية أخري غير »الطائفية«؟.
ـ الذي ذهب الي قرية »صول« يدرك أن مشايخ العائلات مازالوا يديرون حركة الحياة وأن المناخ هناك يختلف تماماً عن مناخ المدينة حتي أثناء الاجتماع لم نصنف »المسلم« و»المسيحي« لان التصنيف هناك ليس »وارداً« والعلاقة بين المسلمين والاقباط ليست طائفية بقدر ما هي علاقة »عاطفية«.
* هل معني ذلك أن دعاوي »الاحتقان الطائفي« ليست موجودة من وجهة نظرك؟.
ـ نعم.. ولو كان هناك »احتقان طائفي« كما يتصور البعض أليس منطقياً أن يحدث ولو اصابة واحدة لـ»شخص قبطي« البعض أرادها »طائفية« لتبرير مظاهرات ماسبيرو وأريد أن أؤكد ان المحافظة بأكملها لا تتداعي فيها أحداث طائفية وخلال أزمة الكنيسة كانت الحياة تسير بشكل طبيعي وقمنا بافتتاح »ميدان
* إذن.. لماذا تم اتهامك بـ»التخاذل« في »أزمة كنيسة صول« والانحياز ضد الاقباط؟.
ـ ما حدث أني صرحت في احدي القنوات بأن مسلمي القرية قاموا بحماية ممتلكات الاقباط وهذا ليس تفضلاً وانما هي أخلاقيات القرية لكن هناك بعض الاشخاص سعوا الي تأجيج الفتنة واخراج الكلمات عن سياقها والبعض تعمد »الكذب« وقال ان المحافظ لم يصدر ترخيصا للكنيسة والحقيقة أني أصدرت الترخيص في اليوم التالي لزيارتي للقرية وتم تسليمه لـ»الأنبا ثيئود وسيوس« مطران الجيزة وأتحدي أن يثبت أحد موقفاً واحداً أسأت فيه للاخوة الاقباط.
* ما تعليقك علي »اللافتات« التي انتشرت في القرية لـ»تأييدك« والتأكيد علي انك كنت عنصراً مهماً في وأد الفتنة؟.
ـ علمت بها وقلت لاخواني في أطفيح »تفرغوا للبناء« وهذا يؤكد ان مواطني »صول« لم يكونوا في اعتصام »ماسبيرو« والحمد لله علي انتهاء الازمة بهذا النجاح.
* بعيداً عن أزمة الكنيسة.. كيف تري التعديلات الدستورية المزمع اجراء استفتاء عليها غداً؟.
ـ التعديلات الدستورية »شيء رائع جداً« أنتم تتحدثون عن 30 سنة مضت لكني أتحدث عما هو أبعد من ذلك.
* بمعني؟.
ـ بمعني أنها كانت آمالاً وطموحات وكنا نشعر أن العمر يتداعي ومازلنا نعيش في كنف المادة »76«.
* لكنك كنت مسئولاً بالحزب الوطني خلال الفترة الماضية؟.
ـ لم أحسب يوماً علي أحد وهوجمت من قبل سمير رجب بأنني لست مسار الحزب الوطني.
* وكيف كانت علاقتك بأحمد عز؟.
ـ لا تعليق.
* برأيك.. ما هي أسباب انفجار غضب المصريين في »25 يناير« وبمعني اشمل ماهي أقوي أسباب سقوط النظام السابق؟
- الانتخابات الأخيرة هي »القشة التي قصمت ظهر البعير، ولا تمت لمفهوم الانتخابات بصلة وسبق أن قلت لأحد المرشحين في الدورة الماضية بعد اعلان النتيجة هذا الوضع لن يستمر وكأني اقرأ الطالع..
* وإلي أيهما تميل.. انتخاب المحافظين.. أم تعيينهم؟.
ـ قطعاً أميل الي الانتخاب وكتبت في ذلك دراسات ونشرت والانتخاب هو الاوقع باعتبار ان هذا المنصب لابد أن يكون علي معيار »الكفاءة« وليس المكافأة.
* اتهمك البعض بالتطاول علي المدرسين المتعاقدين بأطفيح أثناء اعتصامهم أمام المحافظة.. هل حدث ذلك؟.
ـ لم يحدث، وأصدرت قراراً بتثبيت المدرسين وجاري تثبيتهم الآن ولا يوجد أصعب من سائقي الميكروباص في التعامل معهم لكن أثناء اعتصامهم قابلتهم وخرجوا راضين جداً وانتهز الفرصة لاقدم التحية لاهالي حلوان لان تعاملهم مع المطالب الفئوية كان عقلانياً جداً.
* هل تغير التعامل مع خطط تنمية المحافظة بعد ثورة 25 يناير؟.
ـ برامجنا وخططنا نحو حريصون علي تنفيذها ولا يوجد موقع داخل المحافظة »مفيهوش مشروع« وأخيراً افتتحنا ميدان الشهداء بحلوان.
* مركز أطفيح.. به ظهير صحراوي ممتد يصلح لانشاء مدن سكنية واستصلاح أراض غير أن هناك بعض »الكبار« يستحوذون علي أراض كثيرة ثم يبيعونها كأرض بناء.. كيف تصرفتم في ذلك؟.
ـ بعد يوم 28 يناير تعاملنا مع القوات المسلحة وأصدرنا 179 قرارا لازالة تعديات علي الاراضي وقررنا إثبات محاضر لكل الحالات المخالفة والمشكلة ان الظهير الصحراوي يقع في حوزة هيئة التنمية الزراعية وليس للمحافظة صلاحية عليه لكن الفترة القادمة ستشهد تنمية حقيقية داخل مركز أطفيح.