رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضحايا التعذيب في سجون أمن الدولة‮: ‬الضباط كانوا يضعون الطعام علي البلاط لنلحسه

التعذيب البدني والنفسي وإذلال المعتقلين كانت سياسة واحدة منهجية لجهاز أمن الدولة في أغلب عهد مبارك وكل سنوات عهد العادلي‮.‬ ‮»‬الوفد الأسبوعي‮« ‬راحت تستمع وتوثق شهادات السياسيين وعدد من المعتقلين في سجون أمن الدولة وفي السجون التابعة لوزارة الداخلية،‮ ‬التي كان يشرف فيها علي عمليات التعذيب ضباط بأمن الدولة أيضاً‮.‬

شهادات تسجل وحشية هذا الجهاز،‮ ‬وتجرد ضباطه كثيراً‮ ‬من مشاعر الإنسانية فضلاً‮ ‬عن المواطنة واحترام القانون،‮ ‬بدءاً‮ ‬من حرق المصاحف وأمر المعتقلين بالسجود للضباط في حفلات تعذيب وحتي رفع النداء واجبارهم علي رفع نداء الأذان بعد استبدال كلمة‮ »‬الله أكبر‮« ‬بـ»مبارك أكبر‮«.‬

مجدي زكي أحد معتقلي الجماعة الإسلامية بسجن ليمان طره لمدة‮ ‬18‮ ‬عاماً‮ ‬يروي أن أحد الضباط جعله يسجد عند مدخل العنبر أمام صورة للرئيس السابق حسني مبارك ومن كان يرفض يتم ضربه وسحله،‮ ‬مشيراً‮ ‬إلي أن أشرف إسماعيل ضابط أمن الدولة بالسجن كان يقول للمعتقلين مفيش حاجة اسمها‮ »‬الله أكبر‮« ‬فيه‮ »‬أشرف أكبر‮« ‬و»أحمد أكبر‮«‬،‮ ‬مشيراً‮ ‬لأسماء الضباط بخلاف المعتقلين بأسماء نساء،‮ ‬ويحكي أن‮ »‬إسماعيل‮« ‬قام ذات مرة بجمع المصاحف في جوال كبير وأحرقها أمام المعتقلين الذين كان يأمرهم بممارسة العادة السرية أمام زملائهم ومن يرفض يتم الاعتداء عليه جنسياً،‮ ‬وقال‮: ‬إن مدرب حراس المرمي الحالي بالمنتخب القومي أحمد سليمان كان ضابط مباحث السجن في التسعينيات،‮ ‬وكان ذا شخصية سادية مجرمة حيث عذب الكثير من المعتقلين واعتدي عليهم جنسياً‮.‬

ويروي محمد عبدالوهاب المعتقل السياسي منذ عام‮ ‬1993‮ ‬قصته مع مباحث أمن الدولة وقصة وفاة شقيقه‮ »‬محمد‮« ‬داخل سجن الوادي الجديد،‮ ‬حيث تم اعتقاله مع شقيقه وهو في المرحلة الثانوية بعد أن تعرفا أثناء الدراسة علي زملاء كانوا يقومون بعمل مجلة حائط دينية في المدرسة،‮ ‬قائلاً‮: ‬قامت قوة من مباحث أمن الدولة والقوات الخاصة بمداهمة منزلنا وإلقاء القبض علينا واقتيادنا إلي فرع أمن الدولة بحلوان،‮ ‬وقام الضابط عبدالعاطي شعراوي بالتحقيق معنا باستخدام أحط وسائل التعذيب بداية من الصعق الكهربائي والتعليق والتحرش الجنسي ووضع آلة حادة في الدبر والضرب بالكرابيج والعصي والهراوات والسب والشتم بأفظع الألفاظ والحرمان من النوم وإجبارنا علي الوقوف لفترات طويلة جداً‮ ‬حتي تتورم الأقدام،‮ ‬وبعد رحلة طويلة من التعذيب تم إصدار قرار اعتقالنا وترحيلنا إلي سجن الاستقبال ومكثنا فيه عامين وبعدها تم ترحيلنا إلي سجن الوادي الجديد المعروف باسم‮ »‬بطن الحوت‮«‬،‮ ‬مؤكداً‮ ‬أنه تمت تسميته بهذا الاسم لأنه في قلب صحراء مصر وتشرف علي إدارته مجموعة من الوحوش والذئاب البشرية‮.‬

بعد خمس سنوات مات الشقيق أحمد في زنزانته،‮ ‬بينما قال طبيب المستشفي إن أحمد توفي نتيجة أزمة قلبية مفاجئة وتم تسليم جثته إلي أهله وما أن رأته والدته حتي سقطت ميتة ليخرج محمد بعد عام من السجن وهو مصاب حالة نفسية سيئة‮.‬

عادل أحمد السيد وخالد حسن علي ومحمد زغلول سرور وشريف محمد عبدالعال‮.. ‬تم اعتقالهم في‮ ‬23‮ ‬مايو‮ ‬2003‮ ‬بمقر أمن الدولة بشبرا بالقليوبية وكان يرأسه وقتها اللواء عاطف سعد،‮ ‬والذي فاز بمقعد العمال بالتزوير في الانتخابات الأخيرة،‮ ‬يؤكدون أنهم تعرضوا لتعذيب لا يحتمل بأوامر من‮ »‬سعد‮« ‬حتي تم نقلهم إلي سجن دمنهور ليلاقوا أنواعاً‮ ‬أخري من التعذيب بداية من دخول قوات مكافحة الإرهاب بأعداد‮ ‬غفيرة ومعها العصي الغليظة والكلاب المتوحشة عليهم قبل نقلهم إلي سجن المرج أو مغارة الجبل كما يطلقون عليه،‮ ‬ولقد تمت تسميته بهذا الاسم لأنه مكون من‮ ‬26‮ ‬غرفة خرسانية مساحة الغرفة‮ ‬110‮ * ‬180‮ ‬سنتيمتراً‮ ‬بارتفاع‮ ‬280‮ ‬سنتيمتراً‮ ‬مبنية بالخرسانة ولا يوجد بها إلا فتحة صغيرة في بابها الحديد المصمت بمساحة‮ ‬10‮ ‬سنتيمترات مغلقة دائماً،‮ ‬وبها فتحة أخري فوق الباب مليئة بالأسلاك والقضبان الحديدية ولا تسمح إلا بدخول البعوض والعنكبوت‮. ‬ومن وسائل التعذيب أن هذه الزنازين محاطة بجدران خرسانية تغطي الزنازين بالكامل بحيث لا تدخله أشعة

الشمس ولا الهواء نهائياً‮.‬

الأربعة يروون‮: ‬الخروج من الزنزانة كان لمرة واحدة صباحاً‮ ‬لمدة خمس دقائق وأخري لمدة خمس دقائق بعد العصر لقضاء الحاجة‮.‬

ويحكي عادل أن المقدم وليد فاروق ضابط أمن الدولة وزميله الرائد أيمن صلاح كانا لا يقصران في التضييق علي المعتقلين وحرمانهم من أبسط الحقوق الآدمية قائلاً‮: ‬كانوا يعاملوننا كحيوانات‮.‬

أحمد محمد مسعد صبح يروي أنه بعد القبض عليه في‮ ‬2‮ ‬مايو‮ ‬1994‮ ‬واقتياده وسط توسلات أخوته وزوجته معصوب العينين إلي مقر أمن الدولة بالدقهلية،‮ ‬بدأت حفلة تعذيب بشع،‮ ‬حيث تم تجريده من ملابسه مع تعصيب العينين والتكبيل بالحديد من الخلف وطرحه أرضاً‮ ‬وصعقه بالكهرباء في أماكن حساسة من جسده،‮ ‬مشيراً‮ ‬إلي أن الضابطين محمود فتحي عز الدين وطاهر محمد الإمام وعدداً‮ ‬من المخبرين يذكر منهم حازم ومحمد قاموا بممارسة جميع أنواع التعذيب معه لمدة‮ ‬18‮ ‬يوماً‮ ‬حتي تم نقله إلي سجن استقبال طرة من كثرة الإصابات بجسده،‮ ‬وتم وضعه في عنبر أطلقت عليه القيادات الأمنية اسم‮ ‬غير الجماعة الإسلامية مشيرا الي أنه رفض الانضمام لدراسة المراجعات فتعرض لأشد أنواع التعذيب من أعضاء الجماعة الإسلامية نفسها المتواجدين معهم في السجن تحت إشراف ضباط أمن الدولة ليتم نقله الي سجن الوادي الجديد وتم وضعه في زنزانة‮ ‬75‮ ‬مع‮ ‬150‮ ‬فردا كانوا يتعرضون للضرب المتواصل كل يوم‮.. ‬ويروي أن من كان يقوم بضربهم يصيح فيهم‮: »‬لا تصرخوا لأن صوتكم يزعج الباشا‮« ‬ويقول التعيين أو‮ »‬الطعام‮« ‬كان يتم وضعه علي البلاط لنلحسه بألسنتنا إمعانا في إذلالنا،‮ ‬وكان من حظنا السيئ أن أرضية الزنزانة منحدرة فكانت شوربة العدس تجري ناحية دورة المياه فنمسكها بأيدينا ونأكله‮.‬

ويشير أحمد الي أن الزيارات النادرة كانت تتم عبر أسلاك شائكة بينها ممر لايزيد علي‮ ‬120‮ ‬سنتيمترا يمر به عدد من الأفراد لمراقبة حوار المعتقلين مع أهلهم وفجأة يأمر الضباط بضرب المعتقلين أثناء الزيارة لإرهاب الأهالي‮.‬

ويضيف‮: ‬ضابط أمن الدولة محمود عزالدين أبلغ‮ ‬أبي أنه لن يراني مرة أخري وبالفعل مات أبي من شدة حزنه ولحقته أمي بمرض سرطان الكبد قبل الإفراج عنه في عام‮ ‬2005‮ ‬ليتم اعتقاله مرة أخري في سجن تأديب المرج ووضعه في زنزانة‮ ‬25‮ ‬وهي عبارة عن قبر محكم كما في زنازين هذا السجن المكون من‮ ‬26‮ ‬زنزانة،‮ ‬مشيرا الي أنه كان معتقلا وقتها مع عدد من تنظيم جند الله وبعض السلفية وتعرضوا لأشد أنواع التعذيب حتي تم الإفراج عنه منذ عامين مطالبا بمحاكمة جميع ضباط التعذيب في عهد العادلي والإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين‮.‬