رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انتهي عصر «المنايفة»..والشرقية تحكم مصر

بوابة الوفد الإلكترونية

لا شيء مؤكد في انتخابات الرئاسة - حتي الآن - إلا أمر واحد وهو أن الشرقية ستحكم مصر.

فسواء فاز في الإعادة محمد مرسي أو أحمد شفيق، فإن الشرقية ضمنت أن تجلس علي العرش لسبب بسيط، هو أن «مرسي» و«شفيق» من أبنائها.
وهكذا نزعت أول انتخابات رئاسية بعد ثورة يناير تاج الحكم من المنوفية لتضعه علي رأس الشرقية، لينتهي بذلك زمن «المنايفة» ويبدأ عهد «الشراقوة».. المنوفية حكمت مصر طوال 41 عاماً متصلة هي مجموع سنوات حكم «أنور السادات» و«حسني مبارك» وكلاهما من أبناء المنوفية، وقبلها ظل الصعيد متربعاً علي عرش مصر 16 عاماً، هي سنوات حكم ابن الصعيد «جمال عبدالناصر».
والمفاجأة أن حكم الشرقية لمصر في السنوات القادمة هو الخامس من نوعه، فالثابت تاريخياً أن الشرقية حكمت مصر 4 مرات سابقة، منها 3 مرات في العصر الفرعوني والرابعة كانت زمن احتلال الهكسوس لمصر.
ففي عام 2687 ق. م كانت «برباست» عاصمة لمصر «حالياً تل بسطة بالشرقية» وعندما تولت الأسرة 21 الفرعونية جعلت مقر حكمها تانيس «حالياً صان الحجر بالشرقية» وقبلها كان بررمسيس «حالياً منطقة قنطير شمال الشرقية» مقراً لحكم شرق الدلتا.. وكان الهكسوس عندما غزوا مصر واحتلوها جعلوا عاصمتهم مدينة أواريس «حالياً تل الضبعة شمال الشرقية» وعندما حرر البطل الفرعوني «أحمس» البلاد من الهكسوس دمر أواريس، وكأنه يريد أن يزيل بقايا الاحتلال عن آخره.

اللي عزموا القطار
الفلكلور المصري يرسم لأبناء الشرقية صورة متميزة تختلف كثيراً عن صورة «الصعايدة» الذي كان ينتمي لهم «جمال عبدالناصر» وصورة «المنايفة» الذي انتمي إليهم «أنور السادات» و«حسني مبارك»، فالصعيدي - حسب التراث الشعبي - طيب وجدع ومندفع وحسن النية ولا يعرف اللف والدوران، أما «المنوفي» فأهم ملامح شخصيته جمعها مثل شعبي شهير جداً، يقول «المنوفي لا يلوفي ولو أكلته لحم كتوفي» في حين أن الشراقوة مشهورون في التراث الشعبي بأنهم «اللي عزموا القطار»، ويقال إن وراء هذا المثل حكاية حقيقية، مفادها أن أحد القطارات تعطل أثناء مروره بإحدي المناطق التابعة لمحافظة الشرقية، وكان تعطله قبل أذان المغرب بقليل، في أحد أيام شهر رمضان، وما إن انطلق مدفع الإفطار، إلا وفوجئ ركاب القطار بأهالي المنطقة يحملون إليهم موائد ما لذ وطاب من الطعام والشراب، وكان الأهالي يتسابقون في تقديم الطعام لركاب القطار، ويومها أكل كل الركاب.. ومن هنا اشتهر الشراقوة بأنهم «اللي عزموا القطار».
والطريف أن الشرقية في العصر الفرعوني عندما أرادت أن تختار إلهاً في العصر الفرعوني اختارت الإله «باستت» الذي يأخذ شكل القطة وهو إله الفرح والسرور عند المصريين القدماء!
وفي العصر الحديث فضل الشراقوة أن يكون شعار محافظتهم «حصان أبيض يتوسط بساط أخضر» ويقال إن اختيارهم لهذا الشعار يعود لانتشار تربية الخيول العربية والمساحات الخضراء في الشرقية.
وفي انتخابات مجلس الشعب الأخيرة كانت الشرقية فألاً حسناً للإخوان، حيث فازوا وحدهم بأكثر من نصف مقاعدها وتقاسمت باقي الأحزاب والقوي السياسية باقي المقاعد، وهو ما يعني أن الشرقية كانت معقلاً قوياً للإخوان.
ولكن يبدو أن المزاج الانتخابي للشراقوة تغير كثيراً بدليل أن مرشح الإخوان في انتخابات الرئاسة «محمد مرسي» جاء في المركز الثاني بعد «أحمد شفيق» الذي حصل علي 627 ألفاً و808 أصوات انتخابية بفارق 91 ألفاً و174 صوت انتخابياً عن «مرسي» الذي لم يحصل سوي علي 536 ألفاً و634 صوتاً.
والمدقق في الأصوات التي حصل عليها المرشحون الخمسة الكبار في انتخابات الرئاسة يكتشف أن أبناء الشرقية ثلاث شرائح تقريباً.. الفريق الأكبر أيد أحمد شفيق وعمرو موسي وهؤلاء يمثلون حوالي 55٪ من ناخبي الشرقية، والفريق الثاني يضم حوالي 35٪ ويؤيد جماعة الإخوان.. أما الفريق الثالث ويمثل حوالي 10٪ وهؤلاء اختاروا المرشحين «حمدين صباحي» و«عبدالمنعم أبوالفتوح».
والذين اختاروا «شفيق» اعتبروه - كما تقول مني صابر من أبناء الزقازيق - قادراً علي تحقيق الاستقرار وإعادة الأمن، والبعض اختاره - حسب تأكيدات محمد جودة موظف - خوفاً من استحواذ الإخوان علي مصر.
أما من اختاروا «حمدين صباحي» فيرونه - كما يقول مدحت يحيي حسن محام - ممثل الثورة والأقدر علي تحقيق مطالب الثوار والشعب المصري كله، وأغلب هؤلاء - كما يقول مدحت يحيي - لن يشاركوا في انتخابات الإعادة.
بلد الرئيس الخامس
عدل غائب.. مياه ملوثة.. طرق موت.. الإهمال والفساد «إيد واحدة»

المحافظة التي ستحكم مصر غارقة في الأزمات والإهمال والفساد.. وتعاني تدهوراً حاداً في الخدمات.. وتشهد غياباً مروعاً للعدالة الاجتماعية، لدرجة أن بعض أبنائها يعيشون أسياداً وبعضهم يعيش كالعبيد.
ورغم تزايد الموارد المحصلة من الصناديق الخاصة كالمحاجر وغيرها، إلا أن التلاعب والفساد الإداري أثقل ميزانية المحافظة، فصارت أشبه بقشة في مهب الريح لا تملك من أمرها شيئاً.. وإذا كان «الخطاب بيبان من عنوانه» - كما يقول المثل الشهير - فإن شوارع الشرقية تقول إن المحافظة تعاني إهمالاً بلا آخر، والدليل تلال القمامة التي تغطي شوارع الشرقية رغم أن المحافظة بها مصنعان لتدوير القمامة أحدهما يعمل والثاني تكلف إنشاؤه 20 مليون جنيه، ومازال ينتظر قرار تشغيله.. أما المواقف العشوائية والباعة الجائلون فينتشرون في طول المحافظة وعرضها.
وأغلب أبناء الشرقية يشربون مياهاً ملوثة، ويؤكد «شاهين السنجهاوي» عضو مجلس محلي سابق أن أهالي مركز الحسينية ومنشأة أبوعمر، وصان الحجر وكفر وأولاد صقر يشربون مياه شرب ملوثة وغير صالحة للاستخدام الآدمي، وذلك لتعرضها للتلوث من ترعة السماعنة واختلاطها بمياه الصرف.. ويشير «السنجهاوي» إلي سوء الطرق في الشرقية لدرجة أن بعضها يحمل اسم «طريق الموت» كطريق القاهرة - بلبيس والإسماعيلية الزراعي وطريق فاقوس - الصالحية الجديدة الممتد إلي محافظات الإسماعيلية وبورسعيد.
الصرف الصحي أزمة خطيرة في الشرقية، ويشير أحمد قورة عضو مجلس محلي إلي أن الصرف الصحي بمدينتي بلبيس ومنيا القمح مشكلة مزمنة، فشبكات الصرف قديمة ومتهالكة، ولهذا لا تتوقف عن قذف مخلفاتها إلي الشوارع فتوزع الأمراض والأوبئة علي الجميع، بالإضافة إلي تردي الخدمة الصحية بمختلف مستشفيات ومراكز المحافظة.
ويؤكد محمد حلمي عضو مجلس محلي محافظة سابق أنه تم تجديد وإنشاء المئات من الوحدات والمستشفيات الصحية منها 17 وحدة صحية بمركزي الحسينية وصان الحجر، بها أحدث الأجهزة الطبية، إلا أنه جميعها لم يستفد منها المواطن، أما السبب فعدم افتتاحها أو لغياب الفرق الطبية.
ويمثل رغيف الخبز في الشرقية مشكلة غريبة.. فبعض الأماكن غارقة في «الخبز» وأخري تكاد تموت جوعاً.. ويؤكد سامي عبدالقادر أحد أبناء مركز منيا القمح، بأن نصيب الفرد في مراكز جنوب الشرقية يصل إلي 1.6 رغيف يومياً، بينما نصيب الفرد في مراكز شمال الشرقية نصف رغيف فقط يومياً.
التعديات علي الرقعة الزراعية في الشرقية حكايتها حكاية حتي أنها بلغت 41 ألفاً و598 حالة تعد علي مساحة ألف و818 فداناً، وازدادت عقب أحداث ثورة 25 يناير عن طريق استغلال الأوضاع الأمنية وحالة الانفلات الأمني التي شهدتها البلاد، ومن عجائب الشرقية أن المسئولين حظروا زراعة الأرز في جزء من أراضي الشرقية وسمحوا بزراعته في أجزاء أخري.. فالأرز ممنوع في 5 مراكز هي بلبيس ومشتول السوق ومنيا القمح وجزء من الزقازيق.. أما الـ 9 مراكز الأخري فزراعة الأرز مسموح ومرحب بها.
الأمر الذي دعا بعض المزارعين إلي رفع دعوي في محكمة القضاء الإداري بالزقازيق للمطالبة بالسماح لهم بزراعة الأرز مرة أخري لأن أراضيهم لا تصلح إلا لزراعة الأرز، نظراً لارتفاع منسوب المياه فيها، وبالفعل أصدرت المحكمة حكماً بالسماح بزراعة الأرز في كل مراكز الشرقية، ولكن حكم المحكمة لم يتم تنفيذه.
وفي الشرقية 120 تلاً أثرياً أغلبها تعرض للنهب حتي إن جملة التعديات علي أراضي الآثار بالشرقية تجاوزت الـ 500 فدان.

في مسقط رأسيهما
«شفيق» يتقدم.. و«مرسي» يلاحقه

الشرقية هي مكان أقوي معارك أحمد شفيق ومحمد مرسي، فكلاهما يحرص علي أن يفوز بأغلبية أصوات أبناء محافظته، حتي لا يقال إن أهله لم ينتخبونه.
في الجولة الأولي لانتخابات الرئاسة تفوق أحمد شفيق علي محمد مرسي في الشرقية، وفاز الأول بـ 627 ألفاً و808 أصوات، بينما حصل الثاني علي 536 ألفاً و634 صوتاً.
ومع اقتراب جولة الإعادة زادت شعبية «شفيق» بشكل يفوق كثيراً مما كانت عليه في الجولة الأولي والسبب الرئيسي في ذلك هو توالي الاعتداءات علي مقراته الانتخابية في القاهرة وبعض المحافظات، وهو الأمر الذي زاد عدد مؤيدي «شفيق» في الشرقية، وهو ما يجعل الإخوان أمام تحد كبير في مسقط رأس مرشحهم محمد مرسي.
ويؤكد الدكتور حاتم الأعصر عضو الهيئة العليا لحزب الوفد أن التظاهر حق لكل مصري بشرط أن تكون المظاهرات سلمية.. وقال: حرق مقر حملة الفريق أحمد شفيق جاء بنتائج عكسية حيث إنه تسبب في ارتفاع شعبية الفريق ونال تعاطف العديد من أفراد الشعب.
وكشف محمد زكي برعي بإدارة غرف الزقازيق التعليمية عن انتشار اسم الفريق شفيق بين الفلاحين البسطاء والطبقات الشعبية الراغبة في الأمن والأمان الرافضين للعنف بشتي أشكاله.. وأضاف أن الأغلبية من الشعب المصري يرفضون المظاهرات التي تؤدي إلي أعمال عنف مثل التي قام بها المتظاهرون مؤخراً وتسببت في حرق مقر حملة «شفيق» مؤكداً أن صناديق الانتخابات هي الفيصل والناخب له مطلق الحرية في الاختيار دون أي مؤثرات خارجية.
وأعرب أحمد الألفي من شباب الخريجين عن أسفه الشديد لحرق مقر حملة الفريق شفيق، رغم أنه من مؤيدي حمدين صباحي.. وقال: هذه الأفعال المشينة ستصب في مصلحة الفريق شفيق لأن الشعب المصري شعب طيب وينبذ العنف ويفضل الاستقرار.