رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صدمات جولة الرئاسة الأولى

بوابة الوفد الإلكترونية

اصابت نتائج الجولة الاولى من انتخابات الرئاسة المصرية جميع اطرافها بالدهشة والصدمة فلم يكن اكثر المتشائمين فى جماعة الاخوان المسلمين اوحزب الحرية والعدالة يتوقع ان يكون الفارق بين مرشحهم الدكتور محمد مرسى والفريق احمد شفيق اقل من نصف فى المائة

.. وكانت الجماعة على ثقة بأن مرشحهم مهما كانت مواصفاته اوسماته اوكاريزميته سينجح بقوة تأثير الجماعة اما الضربة الأوجع فقد كانت تفوق شفيق فى محافظات كانت تعد حتى فى زمن العهد البائد من معاقل الاخوان المسلمين ولم يستطع الحزب الوطنى ان يهزم فيها الجماعة بكل ما كان يقال عن سلطاته وقوته ومناصرة الاجهزة التنفيذية له وبالاخص محافظات القليوبية والدقهلية والشرقية.. الصدمة الثانية كانت من نصيب انصار شفيق الذين لم يكونوا يتوقعون ان يكون انتصارهم بهذه القوة وهو ما شكل ضغطا فى الشارع المصرى بعد بداية ظهور المؤشرات وان كان متوقعا تراجعه بشكل ملحوظ فى محافظات الثورة المصرية وبالاخص الاسكندرية والسويس. اما انصار حمدين صباحى من شباب الثورة والناصريين وجانب كبير من المؤيدين للتيارات اليسارية بالاضافة إلى جزء من  الليبراليين فلم يكونوا يتوقعون خروجهم من هذا السباق فقد اسكرتهم نشوة الحفاوة التى كان يقابل بها مرشحهم فى العديد من المحافظات وتغير الاتجاهات السياسية فى الشارع المصرى خصوصا فى الايام الاخيرة ولم يكونوا يتوقعون ان يكون تراجعهم فى المحافظات ذات الكثافة الريفية بهذه الصورة وهوما يعنى ان خطابهم السياسى الذى اثر بشكل كبير على الطبقات المتوسطة والفقيرة فى المناطق الحضرية بالمحافظات الكبرى فشل فى مخاطبة الفلاح والمواطن المصرى البسيط فى باقى المحافظات ولكن الصدمة الكبرى ان يخرج مرشحهم من السباق بعد ان اوشك على الفوز بمقعد فى جولة الاعادة.
اما صدمة انصار الدكتور عبد المنعم ابوالفتوح فقد كانت بسبب خسارته بهذا الفارق الضخم فالرجل قدم نفسه على انه مرشح الثورة وتلاعب فى خطابه السياسى ليلبسه اكثر من ثوب فى احيان كثيرة وهم ما حسب عليه فقد تناقضت تصريحاته ومواقفه وفقا للموقف الذى كان يواجهه فمرة يقدم نفسه على انه مرشح التيار الاصلاحى فى جماعة الاخوان وهو ما تسبب فى ان يلتف حوله ولو ظاهريا شباب الاخوان ومرة انه مرشح قوى الثورة والقوى الليبرالية وهو ما اقنع جانبًا كبيرًا من القوى الليبرالية بالوقوف خلفه ومن ضمنهم المصريون فى الخارج سواء فى الدول الأوروبية أم أمريكا وحتى فى دول الخليج ولكن الرجل راهن على مدى الانصياع لرأى الجماعة وقرار مكتب الارشاد وخسر الرهان ولم تسعفه اصوات السلفيين والذين اصيبوا بإحباط وخيبة أمل انعكست على مشاركتهم فى العملية الانتخابية عقب خروج مرشحهم الشيخ حازم ابواسماعيل من السباق وكانت صدمة كبرى.. أما عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق وأمين عام جامعة الدول العربية فلم يكن يتوقع اكثر المتشائمين فى حملته ان يكون سقوطه بهذا الانهيار فالرجل لم يحصل على المركز الاول سوى محافظة واحدة فقط هى شمال سيناء والتى لا تتمتع بثقل انتخابى كبير كما تراجع فى معظم المحافظات إلى المركز الخامس ويبدو أن المناظرة التى تمت بينه وبين المرشح الرئاسى الدكتور عبد المنعم ابوالفتوح قد اتت بآثار سلبية على الاثنين فالشعب المصرى لم يستوعب بعد مفهوم المناظرات الرئاسية واثر بشكل كبير تجريح كل منهما للاخر.. وحتى تكون الصورة اكثر وضوحا لنا فدعونا نقارن بين نتائج الانتخابات التشريعية الاخيرة وما حصل عليه كل مرشح من اصوات لنتعرف على التغيرات فى الخريطة السياسية الاخيرة للشارع المصرى.


القاهرة والجيزة


الخصائص السكانية لسكان القاهرة والجيزة مختلفة إلى حد كبير عن الخصائص السكانية لباقى محافظات الجمهورية فهم اكبر تكتل حضارى ممثل فى مدن القاهرة الكبرى ويتمتعون بمستوى معيشى مرتفع عن باقى المحافظات ويضمون كتلة ضخمة من العاملين فى الجهاز الادارى للدولة الذين تأذوا اكثر من غيرهم خلال الفترة الماضية بالاضافة إلى ذلك يتمتع سكان القاهرة الكبرى بنسبة اكبر من الوعى السياسى والملاحظ ان هناك تباينًا كبيرًا بين الطبقات فى القاهرة الكبرى فبينما هناك احياء تنافس اشهر احياء اوروبا وامريكا الراقية بما تضمه من قصور وحدائق.. هناك ايضا عشرات من المناطق العشوائية التى تعانى من تلال من المشاكل وتضم ملايين المواطنين الناقمين على اوضاعهم ويحملون الحكومة السابقة والحالية مسئولية اوضاعهم.
وفى القاهرة، فى الانتخابات التشريعية الاخيرة حصل الاخوان على 14 مقعدًا بنسبة 39% بينما حصل التيار السلفى على 7 مقاعد بنسبة 25% والتيارات الليبرالية الثورية والاقباط 22% وبمقارنة تلك النتائج بما حصلت عليها تلك التيارات فى الانتخابات الرئاسية نجد ان نفوذ الاخوان تراجع بنسبة 21% اذ لم يحصل محمد مرسى حصل على 17% بينما حصل حمدين صباحى على 29% من الاصوات وشفيق على 26٪ وهو ما يعنى ان هناك جانبًا لا يستهان به من الطبقات الكادحة التى ناصرت الاخوان فى الانتخابات الماضية ذهبت إلى كلا المرشحين وهو ما يتضح بشكل واضح فى حلوان والمعادى التى تضم مناطق البساتين العشوائية واعطت صوتها لحمدين ومنشية ناصر التى اعطت صوتها لشفيق.
اما فى الجيزة فقد كان هناك تباين واضح بشكل كبير عن القاهرة فبينما كانت الدوائر فى مدينة الجيزة متفقة لحد كبير مع اتجاهات محافظة القاهرة الا ان مراكز الجيزة بما تضمه من مناطق ريفية اعطت صوتها كالعادة للاخوان وساعدت على ان يحتل مرشحهم المرتبة الاولى كما ساعدت اصوات التيار السلفى فى مدينة اكتوبر على ارتفاع نسبة التأييد لابوالفتوح وتوجهت نسبة كبيرة من اصوات المناطق الشعبية وقاطنيها من الطبقة الكادحة إلى حمدين الذى لعب فى حملته على العدالة الاجتماعية والافكار الاشتراكية وهوما جعله يتبوء المرتبة الثانية ولكن كيف كانت الارقام مقارنة بانتخابات مجلس الشعب الاخيرة.. بالنسبة للاخوان فقد تراجعوا بنسبة 12% فبينما حصدوا عدد 8 مقاعد فى الجيزة من اصل 20 مقعدا بما يعادل 40% لم يحصل محمد مرسى سوى على 28% من اصوات الناخبين وكان معظمها فى الحوامدية والعياط بينما كانت نتائجه منخفضة بشكل كبير فى المناطق الحضارية وذهبت الاصوات المؤيدة للاخوان إلى حمدين وشفيق وظهر تراجع تأثير التيار السلفى بشكل كبير فبينما كانت نسبته فى البرلمان 30% لم يحصل ابوالفتوح سوى على 19% فقط وكانت نسبة كبيرة منها فى مدينة اكتوبر.


الإسكندرية


تعد محافظة الاسكندرية من أهم المحافظات التى شاركت فى الثورة المصرية وقدمت شهيدين سيظلان علامة فى التاريخ السياسى المصرى الحديث وهما خالد سعيد وسيد بلال وتعد الاسكندرية من المعاقل الرئيسية للتيار السلفى وخلال الانتخابات التشريعية حصل الاخوان على 38% من الاصوات، اذ حصدوا 6 مقاعد من اصل 16 والسلفيين 31٪ ممثل فى 5 مقاعد واختلفت الصورة إلى حد كبير فى الانتخابات الرئاسية فلم يحصل مرسى سوى على 12٪ فقط بنسبة تراجع بلغت 16٪ بينما حصل ابوالفتوح مدعوما باصوات التيار السلفى وشباب الثورة على 22٪ أى حدث تراجع فى نسبة تأثير التيار السلفى بنسبة 9٪ على الاقل وتوجهت هذه الاصوات التى شعرت بخيبة امل فى الاخوان إلى حمدين صباحى الذى حاز على المرتبة الاولى بنسبة 34٪ بينما كانت الاسكندرية من اكثر المحافظات التى انخفض بها التصويت لشفيق فلم يحصل سوى على 12٪ بسبب الحرب الشرسة التى تواجهه بسبب الاتهامات الموجهة له من كونه أحد اللاعبين الرئيسيين بالنظام السابق.


محافظات الدلتا


كانت محافظات الدلتا من أكثر المحافظات التى وجهت لطمة قوية للإخوان فرغم انهم يتمتعون بكتلة برلمانية قوية بسبب محافظات الدلتا الا أن احمد شفيق حصل على المركز الاول فى معظم محافظتها والتى كانت تعد من معاقل الاخوان المسلمين طوال السنوات الماضية وبالاخص الغربية والشرقية والدقهلية والقليوبية والمنوفية.
ففى الشرقية بلد المرشح الاخوانى الدكتور محمد مرسى حصل الاخوان فى الانتخابات التشريعية على نسبة 40٪ بينما حصل السلفيون على نسبة 25٪ اما فى الانتخابات الرئاسية فقد حصل الاخوان على نسبة 32٪ بانخفاض 8٪ ولم يحصل ابوالفتوح سوى على 13٪ وتوجهت تلك الاصوات إلى شفيق الذى حصل على المركز الاول بنسبة 38٪ ونتيجة لأن الخطاب السياسى لحمدين صباحى لم يجد صدى فى المناطق الريفية فى المحافظة الثالثة من حيث عدد السكان على مستوى الجمهورية فقد انخفضت نسب مؤيديه إلى 13٪ فقط.
ونفس الاتجاه كان واضحا فى محافظة الدقهلية ويبدو انه تأثير

التجار وكبار اثرياء الريف كان له دوره فى تأييد احمد شفيق رغبة فى الاستقرار وعودة الامن وهما المحوريان الرئيسيان اللذان تحركت فيهما حملة شفيق فى المحافظة كما ظهر واضحا تأثير الدكتور محمد غنيم ودعمه لحمدين صباحى الذى احتل المنصب الثانى بينما تراجع الاخوان بنسبة 14٪ فقد حصل مرسى على 24٪ بينما الاخوان فى البرلمان على 38٪ ولم يحصل ابوالفتوح سوى على 15٪ بينما حصل السلفيين على 29٪ والثورة مستمرة على 13٪ وفى المقابل حصل شفيق على 26% وحمدين على 24٪.
أما فى الغربية وهى من كبرى محافظات الدلتا وتضم فى مراكزها المحلة والتى تعد من قلاع الصناعة الوطنية وشهدت مظاهراتها مولد حركة 6 ابريل ولم تخمد فيها المظاهرات والاعتصامات فقد كانت المفاجأة هى تفوق احمد شفيق كذلك رغم ان الاخوان احتلوا النسبة الاكبر من مقاعد مجلس الشعب كممثلين عن تلك المحافظة وهوما يعكس الاحباط الذى شعر به المواطن الغرباوى بعد انتخابه للاخوان وعدم تحقيق وعودهم الانتخابية وهو ما انعكس على الصندوق الانتخابى فلم يحصل مرسى سوى على 18٪ بانخفاض قدره 17٪ عن نسبتهم فى جلس الشعب كممثلين عن الغربية ولم يحصل ابوالفتوح سوى على 16٪ مقابل 30٪ للتيار السلفى بينما صعد حمدين إلى نسبة 23٪ مدفوعا بالتيارات الاشتراكية فى المدن الصناعية بالمحافظة وكانت المفاجأة فى حصول شفيق على 32%.
وفى القليوبية والذى افرزت نوابا بالاخوان كانت لهم صولاتهم وجولاتهم فى اروقة البرلمان وعلى رأسهم محمد البلتاجى فقد تراجع الاخوان بنسبة 19٪ ولم يحصل مرسى سوى على 23٪ مقابل 42٪ بمجلس الشعب ولم يظهر تأثر الاتجاهات الاشتراكية وبالاخص فى المناطق الصناعية بشبرا الخيمة مع حمدين صباحى كما كان متوقعا وفاز شفيق بنسبة 31٪ مقابل 18٪ لحمدين..أما فى المنوفية محافظة الرئيس السابق ونتيجة لتأييد اسرة الرئيس الراحل السادات فقد ظهر واضحا اتجاهها مع الفريق شفيق وإن كان تأثير المناطق الصناعية فى السادات واضحا فى نسبة مؤيدى صباحى وقد حصد شفيق 53٪ من اصوات المحافظة مقابل 19٪ لمرسى بإنخفاض 21٪ عن مقاعدهم فى البرلمان بينما حصل حمدين على 10٪.
اما فى كفر الشيخ فقد كانت النتيجة طبيعية من احتلال حمدين صباحى على المركز الاول بحكم انها محافظته ومواقفه المدافعة عن الصيادين وقد انسحب ذلك على باقى المحافظات التى توجد بها تجمعات للصيادين ومن بينها دمياط فعلى الرغم من تراجع الاخوان والسلفيين بنسبة 14% لكل منهما عن مقاعدهم فى مجلس الشعب الا انه ظهر واضحا تأثير السلفيين فى دعم ابوالفتوح الذى حصل على 24٪ بينما صعد حمدين للمركز الثانى بدعم من اصوات الصيادين وظهر واضحا انخفاض شعبية شفيق بعد حصوله على 12٪ فقط.


محافظات الصعيد

 


ظهر واضحا وجود تأثير كتلتى الاقباط والجماعة الاسلامية فى التصويت فى انتخابات الرئاسة كما ظهر واضحا انخفاض شعبية موسى واتجاه مؤيديه إلى شفيق وغلب على الانتخابات هناك الوضع القبلى والاسرى وظهر ذلك واضحا بمقارنة نتائج الانتخابات على مستوى المركز فبينما ينخفض شفيق بشكل صريح ليحصل على المركز الرابع او الخامس وبفارق كبير عن منافسيه يرتفع فى مركز آخر ليحصل على المركز الاول وبفارق كبير عن منافسيه وهو ما يعكس حركة الكتل التصويتية وكان من الواضح تصويت شباب الأقباط لحمدين صباحى مدفوعين بشعاراته الثورية.
ففى محافظة قنا حصد الاخوان نفس نسبة مقاعدهم فى البرلمان وهى 25٪ وكذلك حصل ابوالفتوح على نفس نسبة السلفيين وهى ايضا 25٪  بينما ظهر واضحا توجه الكتل التصويتية المسيحية وبعض المختلفين مع اتجاه الاخوان إلى شفيق فحصل  على 20٪.. بينما ظهر تأثير الكتل التصويتية المسيحية فى محافظة اسيوط وانخفض إلى حد ما الكتلة التصويتية للاخوان، فلم يحصل محمد مرسى سوى على 31٪ مقابل 38٪ فى مجلس الشعب، بينما حصل شفيق على 30٪.. وكذلك كان الاتجاه فى سوهاج، فبينما انخفض مؤيدى الاخوان بنسبة 10٪ ولم يحصل مرسى سوى على 32٪ وحصل شفيق على 26٪ ولم يحصل حمدين سوى على 6٪ فقط.
كما ظهر واضحًا تأثير واقعة الحذاء الشهيرة فى اسوان والحملة التى قامت بها جماعة الإخوان وشباب الثورة ضد شفيق على نتائج الانتخابات هناك فى تحول الأصوات إلى عمرو موسى مقابل شفيق فحصل الأول على 24٪ مقابل 18٪ لشفيق، بينما احتفظ الاخوان بنفس وزنهم النسبى فى انتخابات مجلس الشعب.


محافظات القناة والحدود


ويبدو أن محافظات القناة والحدود كانت لهم آراء اخرى، فبينما سيطر التيار السلفى والإخوان على جميع محافظات الحدود ولكن بنسبة اقل من الانتخابات التشريعية عدا البحر الأحمر بأكبر مدنها الغردقة بسبب خوف سكان تلك المحافظة على توجهات الاخوان نحو السياحة نجد أن هناك تحولاً فى نسبة التأييد نحو عمرو موسى مقابل أحمد شفيق بسبب حرص الأول على زيارة تلك المحافظات وعقد مؤتمرات جماهيرية بها.
اما فى محافظة بورسعيد فقد ظهر بشكل لافت للنظر تأثير حمدين صباحى بحكم كون المحافظة حضرية تعانى من العديد من المشكلات، وعلى رغم من تأييدها للإخوان فى انتخابات مجلس الشعب الا ان اداءهم جاء مخيبًا للآمال ولهذا كان هناك تأييدا جارف لحمدين الذى حصل على 40% بفارق كبير عن احمد شفيق اقرب منافسيه الذى حصل على 18%، بينما لم يحصل مرسى سوى على 15٪.. واختلف الحال فى الإسماعيلية التى شهدت مولد حركة الإخوان المسلمين وكذلك السويس التى اندلعت منها شرارة الثورة وظهر ذلك واضحًا فى تراجع مؤيدى احمد شفيق لأقل نسبة ممكنة، بينما ظهر ثقل حمدين وأبوالفتوح ومرسى.