رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصانع البنجر "تلهف" قوت الفلاحين (1)

بوابة الوفد الإلكترونية

يعد بنجر السكر أحد الركائز الأساسية التي تعتمد عليها الدولة لتلبية احتياجات المواطنين من السكر.. والإسهام في دعم الاقتصاد المصري.

ورغم أهمية المحصول وتحقيقه أرباحاً طائلة للمصانع.. إلا أنها تجاهلت الفلاح وأخرجته من حساباتها.. ولم تهتم إلا بتحقيق الارباح على حساب خسارة المزارع الذي تكبد المشقة ستة أشهر حتى حصاده.. فاحتكرت المصانع تجارته فيما لم يجد الفلاح منفذاً آخر يستطيع بيعه له سوى المصنع.
توجهت «الوفد» إلى الحامول بكفر الشيخ والتي يوجد بها أحد أكبر مصانع البنجر بالشرق الأوسط لنلتقي الفلاحين ونستمع الى مشاكلهم.
يصرخ ابراهيم عبد الصمد البلاحي، قائلا: لن أزرع المحصول مرة أخرى فالحكومة لا تراقب مصانع السكر ولا تحمينا من التجار الذين يتحكمون في تحديد أسعار التوريد وفقاً لأهوائهم دون وازع من رحمة أو شفقة، مشيراً الى أنه تعاقد مع مصنع الحامول على زراعة فدانين بنجر فسلم صورة بطاقة الرقم القومي والحيازة الزراعية لمندوب المصنع بسيدي سالم وسدد 120 جنيهاً عن كل شيكارة تقاوي زنة أربعة كيلو جراماً وزرع البنجر.. بعد الحرث والتقصيب وتخطيط الأرض لم أر مهندساً يشرف على زراعته ولم أتسلم المبيدات الحشرية من المصنع.
كما سددت 2880 جنيهاً ثمناً شيكارة أسمدة أزوتية و656 جنيها ثمن 16 شيكارة سوبر فوسفات فضلاً عن مصاريف العمالة اليدوية.
ويوضح البلاحي، بعد المعاناة تلقيت كشف حساب من المصنع يحمل كود المورد رقم 27050041 في 12 فبراير الماضي خصم فيه خمسة أطنان شوائب من المحصول البالغ وزنه 33 طناً و200 كيلو بواقع 15.28٪.
منصور عبيدي أحد المتعاقدين يقول تعاقدت مع مصنع الحامول على زراعة تسعة أفدنة منها فدانان عروة أولى إلا أنهم ضغطوا علىَّ لتقليع العروة الأولى ولم يمر عليها المدة القانونية 220 يوماً وفوجئت بعد التوريد بخصم 2430 جنيها شوائب.
وهدد عبيدي بالإحجام عن زراعة البنجر بسبب نقص الأسمدة وارتفاع أسعارها في السوق السوداء.
وطالب وزير الزراعة بالتدخل وتحديد السعر الذي يتواءم مع  المحاصيل الأخرى مع الوضع في الاعتبار أن زراعة البنجر مكلفة.
محمد السيد موسى أحد المزارعين بمنطقة ائتمان كفر الشيخ يقول تعاقدت مع مصنع السكر على زراعة فدانين بنجر وفوجئت باحتساب نسبة الشوائب بـ 3 أطنان ولا أعرف على أي أساس تم احتساب هذه النسبة.
يضيف حسن يوسف حماد أمتلك عشرين قيراطاً زرعتها بالبنجر بمشاركة أحد المزارعين بنسبة الربع لكنني فوجئت بتركه الأرض فتحملت أموالاً كثيرة ولم أحصل على ربح من زراعتها.
عارف سلامة الغباشي - أحد المزارعين من قرية الشيخ مبارك - يقول: إن مصنع البنجر بالحامول يستخرج علف الماشية والمولاس ويتم تصديره إلى ألمانيا، ويتساءل الغباشي لماذا لا ينتفع الفلاح المصري بإنتاج المصنع من العلف الذي نشتريه بـ 4 آلاف جنيه في حين يصدر بـ 1400 جنيه للخارج.
رمزي محمد أحمد أحد المزارعين يقول: تعاقدت على زراعة خمسة أفدنة دون أن أعرف وزنه فمسئولو المصنع يقومون بكل مراحل الوزن وتحديد نسبة الشوائب والسكر.
مصطفى أحمد، جاء مع أحد الفلاحين يقول: إن المصنع إذا رفع نسبة السكر يعوضها في الشوائب فيخصم الزيادة بإنقاص 3 أطنان شوائب.
وفي نفس السياق تقابلنا مع علي رجب نقيب الفلاحين بسيدي سالم، قال: إن النقابة تلقت خلال الفترة الماضية شكاوى المزارعين من مصنع السكر بالحامول تضمنت أن الفلاح يوقع على صورة واحدة من العقد يتسلمها مندوب المصنع ولا يأخذ الفلاح نسخة منها.
كما تضمنت قيام المصنع منفرداً بمراحل الميزان وقياس نسبة السكر والشوائب.
وأضاف رجب: توجهت لنائب مدير المصنع بالحامول وأبلغته بشكاوى المزارعين وطالبته بأن يتم الميزان في حضور سائق سيارة المصنع والفلاح في «بسكول ميزان» أو في حضور العاملين بجمعية القبانية.
كما طالبت نائب المدير بأن تشترك نقابة الفلاحين في الإشراف على سحب عينات البنجر لتحديد نسبة السكر والشوائب.
ويطالب رجب بوضع حد أدنى لسعر طن البنجر 450 جنيهاً دون النظر لنسبة السكر لأن المصنع متسبب في نسبة السكر لتعاقده على تقاوي رديئة وليس للفلاح علاقة بهذه الجزئية.
وأضاف رجب: اتفقت مع نائب مدير المصانع على عقد اجتماع لنقباء الفلاحين بمراكز المحافظة ومجموعة كبيرة من الفلاحين للتوصل الى حلول ترضي كافة الاطراف.
من جانبه أكد المهندس محمد عبد الحكيم حجازي نائب الوفد عن الدائرة الأولي بكفر الشيخ أنه سيتقدم بطلب إحاطة عاجل لرفع سعر توريد بنجر السكر ليتناسب مع المحاصيل الأخري، وسأسعى الى تفعيل دور لجنة الزراعة بالمصنع لحضور مراحل الميزان وقياس نسبة السكر والشوائب حتى يطمئن الفلاح.
وأضاف «حجازي»: سأطالب بحضور أعضاء من جمعية القبانة بالمحافظة لمرحلة الميزان، كما سأسعى الى أن يكون للفلاح المصري الأولوية في شراء العلف الحيواني من مصانع البنجر المنتشرة في المحافظات بدلاً من تصديره للخارج بأسعار زهيدة.

مدير المصانع
تقابلنا مع الكيميائي محمد مصطفى الطباخ نائب مدير مصنع شركة الدلتا للسكر بالحامول ليؤكد أن المصنع تأسس عام 79 وبدأ الانتاج فيه عام 81 بخط واحد وأضيف اليه خطان آخران في عامي 1998 و2005.
وأوضح الطباخ أن المصنع قطاع خاص استثماري تمتلك فيه الشركة القابضة للصناعات الغذائية 51٪ من أسهمه والباقي يساهم فيه بنك مصر وبنك الاسكندرية وهيئة الأوقاف المصرية وبنك ناصر الاجتماعي وشركة مصر للتأمين وشركة كيما بنسبة 44٪ بينما يتبقى 5٪ للأشخاص.
وعن انخفاض سعر البنجر وتحديده من طرف واحد، أوضح الطباخ أن الشركة تقوم جاهدة بتثبيت سعر السكر وزيادة أسعار البنجر على النحو الذي يحقق استمرار الانتاج وزيادة دخل المزارع المصري.
وأضاف أن الحكومة فرضت على المصنع تثبيت سعر السكر 4400 جنيه للطن رغم زيادة اسعار البنجر ومستلزمات الانتاج التي تضيف تكلفة عالية لإنتاج طن السكر.
وعن إحجام المزارعين عن زراعة البنجر أوضح الطباخ سيتم استيراد سكر خام لتكريره وهذا وحده لا يفي بسد الفجوة بين الانتاج والاستهلاك.
وأوضح أن مساحة البنجر المتعاقد عليها تبلغ 105 آلاف فدان والكمية المتوقع توريدها مليونان و200 ألف طن بنجر.. وسعة المصنع 16 ألف طن بنجر يومياً.
وعن كمية السكر والمستخلصات الأخرى من طن البنجر أوضح الطباخ أن الكمية تستخرج حسب نوعية البنجر وجودته بمتوسط 15٪ سكر أبيض ويستخرج المولاس بنسبة 5٪ والعلف الحيواني بنسبة 6٪ وبذلك يتكون بنجر السكر من 74٪ ماء و26٪ مواد جافة.
وعن مستخلصات بنجر السكر أوضح الطباخ أنه يتم استهلاكه داخلياً وخارجياً ومرتبطين بتعاقدات، حيث يتم تصدير السكر والمولاس والعلف الحيواني لدول الاتحاد الأوروبي ويقدر السعر وفقاً للأسعار العالمية.
وأوضح أن ميزان الشركة تراقبه مصلحة الدمغة والموازين، وأوضح أيضاً وجود لجنة من وزارة الزراعة تضم أربعة مهندسين في كل دورية يقومون بدورهم الرقابي المكلفين به، ومن بينهم عناصر من جمعية مزارعي ومنتجي البنجر والمحاصيل السكرية بالمحافظة.
وعن شكوى المزارعين من عدم استلام نسخة من عقد الشركة أوضح الطباخ أن المصنع يرسل العقود بمديرية الزراعة بكفر الشيخ والتي تقوم بدورها بتوزيعه على الجمعيات الزراعية، والعقد منصوص به النظام المالي بين الشركة والفلاح.
وعن تحديد نسبة السكر والشوائب من المصنع قال الطباخ: إن المصنع به أجهزة عالمية لقياس نسبة السكر بشكل منتظم، فطريقة القياس أوتوماتيكية دولية معترف بها ولا يتم التدخل فيها إطلاقاً، ويشرف على ذلك الجهاز الرقابي بوزارة الزراعة وعلى الفلاح أن يصاحب شحنته من البنجر ويحضر كافة العمليات التي تخص تقدير المحصول حلاوة وسكر وشوائب ووزن.
وعن الحوافز التي يقدمها المصنع للفلاحين لتحفيزه على زراعة البنجر، أوضح الطباخ نقوم بدعم البذور والمبيدات لمكافحة الآفات وتتحمل الشركة نولون النقل وتسوية الأرض بالليزر والزراعة الآلية والإرشاد الزراعي والبحث العلمي.