عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خطابات مبارك التي‮ ‬أشعلت الثورة

أربعة خطابات من رئاسة الجمهورية الي‮ ‬ميدان التحرير تطور منهج النظام خلالها فبدأ بالعناد ثم المناورة فالتراجع وأخيراً‮ ‬الاستسلام‮. ‬

في‮ ‬تمام الثانية عشرة صباحاً‮ ‬ـ عشية‮ ‬يوم دامٍ‮ ‬أطلق عليه الثوار جمعة الغضب حيث ظهر الرئيس مبارك برابطة عنقه السوداء حداداً‮ ‬علي‮ ‬حفيده المتوفي‮ ‬منذ أكثر من عام والنصف وليس حداداً‮ ‬علي‮ ‬الشهداء الذين سقطوا أمام عيون العالم منذ بدء الثورة‮.‬

خطابه الذي‮ ‬أقال فيه الحكومة كان‮ ‬يؤكد وبقوة ان الرئيس السابق اعتمد فقط علي‮ ‬قنوات النيل والفضائية المصرية لاستياق المعلومات عن تطور أحداث الثورة فالمصريون لن‮ ‬يصمتوا عن دم أبنائهم فقط لأن مبارك أقال أحمد نظيف‮. ‬

‮"‬خطاب الفتنة‮"

وأمام الاحتجاجات العارمة التي‮ ‬شملت جميع محافظات مصر خلال الثلاثة أيام التي‮ ‬أعقبت الخطاب الاول والتي‮ ‬انتهت بمسيرة مليونية‮ ‬يوم الثلاثاء‮ ‬1‮ ‬فبراير طل علينا الرئيس المتنحي‮ ‬في‮ ‬تمام الساعة الحادية عشرة مساء بخطاب أقل ما‮ ‬يوصف به من صاغه له بـ»الخبيث‮« ‬ليعلن عدم ترشحه في‮ ‬الانتخابات الرئاسية المقبلة وتعديل المادتين‮ »‬76‮ ‬و77‮«.‬

ولاول مرة منذ بدء الثورة‮ ‬ينقسم المصريون علي‮ ‬أنفسهم بل‮ ‬يصل الحد الي‮ ‬التخوين والاتهام بالعمالة لجهات أجنبية لمن أصروا علي‮ ‬مطلب رحيل مبارك‮. »‬انت مع ولا ضد‮« ‬هكذا لخصت مصر بعد خطاب الانقسام فأصبح من مع مبارك هم دعاة الاستقرار ومن ضدهم المخربين ولا‮ ‬يمكن تجاهل دور الاعلام الرسمي‮ ‬في‮ ‬تقليب مشاعر المؤيدين لمبارك ضد المطالبين برحيله بدءاً‮ ‬من توزيع وجبات كنتاكي‮ ‬الي‮ ‬اندساس عناصر أجنبية بين المتظاهرين الي‮ ‬ضرورة محاصرة المعتصمين بميدان التحرير حتي‮ ‬الموت‮.‬

وبعد هجوم بلطجية الحزب الوطني‮ ‬يوم‮ ‬2‮ ‬فبراير علي‮ ‬المعتصمين بالميدان فيما عرف بـ»موقعة الجمل‮« ‬بدأ الانشقاق‮ ‬يعود من جديد ولكن داخل صف المؤيدين لمبارك فانقلب كثيرون عليه لتزداد أعداد

المطالبين برحيله‮.‬

‮"‬خطاب الاستفزاز‮"‬

وبعد تسعة أيام من الاعتصام وتبادل الاتهامات والمحاولات المضنية من مبارك وحاشيته لعدم تكرار مشهد هروب الرئيس التونسي‮ ‬السابق زين العابدين بن علي‮ ‬ظهر مبارك‮ ‬يوم الخميس‮ ‬10‮ ‬فبراير وكل أماني‮ ‬المصريين معلقة علي‮ ‬أن‮ ‬يكون هذا هو الخطاب الاخير الذي‮ ‬يعلن فيه تنحيه وكعادته خيب الآمال ليعلن تفويض سلطاته لنائبه عمر سليمان وأخيراً‮ ‬يتذكر مبارك سقوط شهداء فينعاهم في‮ ‬خطابه‮ »‬المستفز‮« ‬والذي‮ ‬أصر المصريون بعد الاستماع اليه الي‮ ‬الخروج في‮ ‬اليوم التالي‮ »‬جمعة الحسم‮« ‬مقسمين بعدم العودة الي‮ ‬منازلهم إلا بعد تنحي‮ ‬الرئيس‮.‬

‮"خطاب الاستسلام‮"

احتشد الملايين في‮ ‬ميدان التحرير وأمام مبني‮ ‬الاذاعة والتليفزيون وقصر العروبة وميدان المنشية وفي‮ ‬جميع المحافظات منذ صباح‮ ‬يوم‮ ‬11‮ ‬فبراير ليؤكدوا انه‮ »‬لا تراجع ولا استسلام‮« ‬فالرحيل هو المطلب الرئيسي‮ ‬ولا بديل عنه‮.‬

ساعات ثقيلة قضاها المصريون في‮ ‬الشوارع منتظرين ذلك الخطاب الهام من رئاسة الجمهورية والذي‮ ‬نوه عنه التليفزيون الرسمي‮. ‬وفي‮ ‬تمام الخامسة و45‮ ‬دقيقة ظهر النائب عمر سليمان وبكلمات سريعة مقتضبة زف لهم النبأ الذي‮ ‬انتظره المصريون طيلة‮ ‬18‮ ‬يوماً‮ ‬وهو تنحي‮ ‬مبارك وتسلم المجلس الاعلي‮ ‬للقوات المسلحة مقاليد الحكم في‮ ‬فترة انتقالية‮.‬