رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أسرار ساعات السقوط

لم تكن ساعات الخميس‮ ‬10‮ ‬فبراير والجمعة‮ ‬11‮ ‬فبراير مجرد ساعات عادية في حياة الرئيس المخلوع حسني مبارك وأسرته،‮ ‬ولكنها كانت أصعب ساعات العمر‮..

‬وكانت ساعة واحدة من الرعب والخوف كفيلة بإزالة آثار النعيم الذي عاش فيه الرئيس وأسرته‮ ‬30‮ ‬عاماً‮ ‬كان فيها فرعون مصر صاحب الجاه والسلطان‮.. ‬يأمر فيطاع‮.. ‬النظرة منه أمر‮.. ‬والإشارة تعليمات‮.. ‬والابتسامة تمنح السعادة للكثيرين‮.‬

بدأ الرئيس المخلوع ساعات الخميس‮ ‬10‮ ‬فبراير بإجراء مقابلات مهمة أبرزها كانت مع اللواء عمر سليمان والفريق أحمد شفيق وبحث الرئيس معهما استمراره في السلطة مع تفويض سلطاته الدستورية إلي نائبه عمر سليمان،‮ ‬وقام الرئيس المخلوع بتسريب أخبار تفويض سلطاته لاستطلاع رد الفعل‮.. ‬وفي مساء نفس اليوم جاءت الأنباء تؤكد زيادة حدة الغضب ورفض الشعب وجود الرئيس بأي شكل وأن الحل الوحيد هو الرحيل‮.. ‬وهنا استدعي الرئيس مبارك وزير إعلامه أنس الفقي لتسجيل خطاب التنحي ولكن جمال مبارك وقف بشدة ضد هذا الاقتراح وطلب من أبيه أن يسجل خطاباً‮ ‬بتفويض السلطات،‮ ‬وقال له لن نسلم بهذه السهولة‮.. ‬وأجبر جمال الرئيس المخلوع علي تغيير خطته من التنحي إلي التفويض علي أمل أن تنتهي الثورة عند هذا الحد‮.‬

وحضر الوزير أنس الفقي تسجيل الخطاب وأشرف بنفسه علي عملية المونتاج،‮ ‬وغادر الرئيس مبارك القاهرة متوجهاً‮ ‬إلي شرم الشيخ قبل ساعة من إذاعة الخطاب‮.. ‬وصل مبارك إلي شرم الشيخ مع زوجته ونجليه جمال وعلاء وعينه علي القاهرة وتطورات الأوضاع فيها‮.‬

واضطرب الرئيس عندما علم برد الفعل الغاضب علي خطابه،‮ ‬خاصة عندما وصلته الأنباء بتحرك الحشود عقب انتهاء الخطاب قاصدة قصر العروبة ومبني التليفزيون‮.. ‬وفي الساعات الأولي من يوم الجمعة أيقن مبارك أن نظامه قد سقط وأن الملايين التي خرجت إلي الشوارع منذ الصباح الباكر لن تقبل بديلاً‮ ‬سوي التنحي‮.. ‬وهنا تحدث الرئيس مع قادة الجيش قائلاً‮: »‬اتصرفوا انتوا‮«.. ‬وبعدها كانت عبارات التنحي التي نطق بها اللواء عمر سليمان وسط فرحة عارمة للمصريين‮.‬

وأكدت مصادر لـ‮ »‬الوفد‮« ‬أن الذين أداروا الأزمة مع الرئيس هم الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب وصفوت الشريف أمين الحزب الوطني السابق ورئيس مجلس الشوري المنحل ونائبه اللواء عمر سليمان ونجله جمال وكان ينضم إليهم في بعض الأوقات الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء‮.‬

وقالت المصادر إن الذين أداروا الأزمة تسببوا في زيادة الفجوة بين الرئيس والشعب وأداروها بمنطق وعقلية الستينيات والسبعينيات وتناسوا أن الذين قادوا الثورة هم الشباب الذي لا يعرفهم مبارك ولا جيله ولا أركان حكمه‮.‬