رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اللاجئون الأفارقة.. سلاح الموساد السري ضد مصر!

بعض الافارقة الذين
بعض الافارقة الذين ينوون الهروب إلى اسرائيل

الحرب التي تشنها إسرائيل علي مصر من ناحية الحدود الشرقية لم يعد لها سقف تقف عنده، فهي تلعب في المنطقة بمفردها دون أن تواجه أي منافسة مصرية، لدرجة أن كل عملياتها الاستخباراتية نجحت في تحقيق كل أهدافها أو الغالبية العظمي منها.

فلم يعد اختراق إسرائيل لنا عبر حدودنا الشرقية يقتصر علي تهريب الأسلحة وتحويل أراضي سيناء إلي مزارع للمخدرات، فالخطورة زادت عن هذا الحد بكثير، فالخطط التي تنتهجها إسرائيل في سيناء لها أبعاد استراتيجية خطيرة، تستهدف من ورائها شن هجوم عسكري تعيد به احتلال سيناء مرة أخري، والمفاجأة أنها تسعي لتنفيذ مخططها دون إشراك جنودها في الحرب التي تستعد لها مع مصر، وإنما عن طريق تجنيد الآلاف من اللاجئين السودانيين والإريتريين والصوماليين في الجيش الإسرائيلي، وخير دليل علي ذلك إنشاء الجيش الإسرائيلي لفرقة عسكرية تضم 90 ألف جندي جميعهم من الأفارقة علي الحدود المصرية.
وإذا كان من حق كل دولة الاستعداد بالشكل الذي يحلو لها، فإن من غير الطبيعي أن تستخدم إسرائيل الأراضي المصرية لعبور هذه المجموعات من الأفارقة، واستقطاب عدد من السيناويين للعمل معهم، ومن ثم ظهور تجارة الأفارقة وتجارة الأعضاء فيما بعد إلي تورط عدد من ضعاف النفوس من بعض القبائل في تجارتها، لتتحول العلاقة بين هؤلاء الأفراد إلي حرب علي تحقيق الأرباح والمكاسب، دون أي اعتبار منهم لحق الوطن، لتنجح إسرائيل بذلك في تغيير دفة الأوضاع في سيناء حتي يتسني لها في النهاية تنفيذ مآربها ضد مصر، التي نجحت بالفعل في تحقيق جزء كبير جداً منها.
«الوفد» رصدت في هذا الملف ظاهرة هروب الأفارقة السودانيين والصوماليين منذ دخولهم إلي الأراضي المصرية عن طريق البحر الأحمر ناحية «وادي غرندل» وحتي لحظة عبورهم إلي إسرائيل عبر سيناء في تحقيق استقصائي استغرق 4 أيام كاملة، هي مدة الرحلة التي تستغرقها عملية النقل، في صحبة اثنين من بدو سيناء المقيمين في مدينة «رأس سدر» اللذين يرتبطان بعلاقة وثيقة بتجارة تهريب البشر.

 

يختبئون فى منزل "ابو شادى".. وأفراد من قبيلة شهيرة تهربهم لإسرائيل

منزل بالقرب من الحدود وهو المحطة الاخيرة لتهريبهم

الأفارقة الذين يتم تهريبهم لإسرائيل عبر دروب سيناء أغلبهم من السودانيين ويأتي في المرتبة الثانية الصوماليون ثم الاريتريون، بعضهم يلهث وراء تجار التهريب ليهرب من الحروب الأهلية والصراعات المستمرة في بلادهم أو من المجاعات المنتشرة فيها والبعض الآخر يتم استقطابه بواسطة أشخاص يعملون تحت إشراف مندوبي الموساد الإسرائيلي بشكل مباشر، بالاشتراك مع بعض السماسرة المتربحين من وراء الاتجار فيهم.
لا يحتاج الراغب في التهريب الي أي مؤهلات خاصة سوي القدرة علي دفع مبلغ 5 آلاف دولار الي سمسار التهريب أوأن يكون مالكا لقطعة أرض تطل علي النيل، وإذا لم يقم بسداد المبلغ يلجأ الي بيع أرضه بضعف ثمنها الأصلي الي واحد من مجموعة قليلة ومحددة توجد علي الحدود، تعمل بشكل مباشر مع الموساد الإسرائيلي.
ويرجع الإقبال علي شراء الأراضي طبقا لما أوضحته لنا مصادرنا الي رغبة الموساد في السيطرة علي أكبر مساحة من الأراضي التي تطل علي النيل، تمهيدا لاستخدامها في حرب مياه فيما بعد ضد مصر ومعظم بلاد المنطقة.
وطبقا لهذه المصادر لا يستغرق نقل الافريقي من السودان الي مدينة أسوان حيث يتولي عدد من التجار اخفاءهم عن نظر الأمن المصري ساعات قليلة، الي أن يتم عبورهم الي وادي غرندل وهناك يحدث التبديل الأول عبر مراكب صيد نيلية وبعد عدة ساعات أخري تبدأ الرحلة الثانية لتهريبهم حيث تتولي مجموعات سيناوية المرحلة الثانية ابتداء من الوادي حتي مدينة رأس سدر بجنوب سيناء لينتهي يومهم بالمبيت هناك، ومع شروق شمس يوم جديد تبدأ الرحلة الثالثة لنقلهم الي مدينة العريش في شمال سيناء في سيارات «لاند كروزر» ويتم الهروب بهم من داخل الصحراء بعيدا عن كمائن قوات الأمن المصرية ومنها الي حي «الوسط» ليستقر بهم المطاف في منزل أحد التجار المشهورين بالتهريب في منطقة الجورة وهو مملوك لأحد شيوخ السلفيين الذي يشرف بشكل مباشر علي عمليات التهريب.
وهذا المنزل عبارة عن طابق واحد مطلي باللون الأصفر يقع وسط مزرعة للزيتون يقف منفردا بلا جيران، في منطقة صحراوية لا تقترب منه سوي التلال الرملية والاقتراب منه يمثل خطورة مباشرة علي من يقوم بالمحاولة خاصة في ظل الحراسة المشددة التي تحيط به، الجميع يعلم أن هذا المنزل هو المحطة الأخيرة للتهريب، وعلي الرغم من ذلك لم يقدم أحد علي الابلاغ عنه لأنه حسب اعتقادهم أن تهريب الأفارقة بدون تعذيب عمل خيري لأنه ينقذهم من الجوع الذي يحاصرهم في بلادهم كما انه يحافظ عليهم من عصابات الاتجار في الأعضاء.
وعن طريق إحدي القبائل الشهيرة التي تتمركز علي الحدود مع إسرائيل والتي قامت بطرد قوات الأمن المصرية من مناطقها يتم تهريب الأفارقة في محطتها النهائية في إسرائيل.

"ضرائب التهريب" تُشعل المعارك بين 7 قبائل

رحلة هروب الأفارقة ابتداء من وادي غرندل حتي دخولهم إلي إسرائيل تتطلب المرور في أراضي 7 قبائل سيناوية يعمل بعض أبنائها في هذه التجارة وتتدخل القوانين العرفية لتنظيم طريقة العمل، ومنها أنه لا يحق لأحد العبور بتجارته عبر أرض القبيلة الأخري إلا بعد الحصول علي موافقتها ودفع رسوم العبور - إذا كان لا يوجد بينهم بروتوكول تجاري - أما إذا كانوا يشتركون في هذه التجارة فيتم تسليم الأفارقة الهاربين لهم ليتولوا هم مهمة نقلهم إلي المرحلة التالية، وهكذا دون الإخلال بشروط الاتفاق.
والقوانين المنظمة للتعاون بين القبائل تشترط تقسيم المبالغ المدفوعة بالتساوي علي جميع القبائل وتمنع أياً من أفراد القبيلة الانفراد بتسيير تجارته دون أن يخبر باقي القبائل ليتم تحصيل الضريبة المقررة منه، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلي حدوث أزمات طاحنة بين تلك القبائل تنتهي بنشوب ما يشبه الحرب الأهلية بينها ويقع فيها عدد كبير من القتلي، ولا يتوقف القتال إلا بتدخل باقي القبائل للسيطرة علي الموقف منعاً لتدخل قوات الأمن خشية كشف سرهم.
أما البحث عن الزعامة فهي الخطر الأكبر الذي يسيطر علي كل العاملين بهذه التجارة، فالجميع يتودد للسماسرة المرتبطين برجال الموساد الإسرائيلي رغبة في فتح باب عمل جديد معهم، ومن ثم فتح خط خاص بهم لا يشاركهم فيه أحد، ليتسني لهم الحصول علي الأرباح التي يحددونها هم بأنفسهم، بالإضافة إلي شراء الأراضي من الأفارقة لصالحهم وبيعها إلي الجهات الراغبة في الشراء فيما بعد، إلا أن الصدام بين القبائل وبعضهم يعرقل الكثير من هذه الخطوط.

أسرار مقتل «سلمان» زعيم التنظيم السري للتهريب
مصادر سيناوية: سلمان تمكن خلال شهور قليلة من كسب ثقة الموساد.. وفتح خط تهريب لنفسه

سلمان زعيم التهريب فى استعراض لقوته قبل ساعات من اغتياله

المنزل الذى شهد عملية اغتيال سلمان

شاب لا يتجاوز العقد الرابع من العمر، من أبناء قبيلة النخلاوية، هو ابن لأب ثري، طلب منه والده الاعتماد علي نفسه والعمل من أجل كسب قوته، وما هي إلا أيام معدودة حتي لمع اسمه ضمن الأثرياء والكبار، وامتلك من الأموال الخاصة به ما لا يملكه الكثيرون من الوجهاء، خلال فترة قصيرة اقترب من شباب وشيوخ قبيلة «التياهة» وارتبط معهم بعمل مشترك، ذات يوم أقبل علي عمل شيء غريب غير مألوف لدي البدويين الذين يتحسسون الخوف ويبتعدون عنه، حيث قام بملء عدد من السيارات بالأسلحة الضخمة التي يتم استيرادها من إسرائيل، واستعرضها لإظهار قوته ومعه شقيقه إبراهيم، وأبناؤه جوهر وعبدالله اللذان يبلغان من العمر عشر سنوات، وبعدها بأيام قليلة احتشد أكثر من 500 شخص مسلحين من أبناء قبيلة التياهة وحاصروه وشقيقه في منزله حتي تمكنوا من قتلهما بعد أن أطلقوا وابلاً من رصاص الأسلحة الآلية عليهم، وقاموا بالاستيلاء علي مبلغ 3 ملايين جنيه، بالإضافة إلي 3 سيارات ماركة «لاند كروزر» وأسلحة تقدر بحوالي مليوني جنيه، بالإضافة إلي منزله وقطعة أرض تصل مساحتها إلي فدانين.
التغيير الكبير الذي طرأ علي حياة «سلمان عبدالله» وتمكنه من طرق أبواب الثراء في وقت قصير جداً، بالإضافة إلي مشهد موته لا يدل إلا علي شيء واحد فقط وهو أن هناك سراً يختبئ وراءه، مصادر سيناوية مقربة من قبيلة النخلاوية أكدت لـ «الوفد» أن سلمان اشترك مع أفراد من قبيلة التياهة في العمل بتجارة الأفارقة ونقلهم إلي إسرائيل ضمن مجموعة العاملين معهم، ولكنه في وقت قصير جداً تمكن من كسب ود مندوبي الموساد الإسرائيلي وقام بإنشاء خط تجاري خاص به بالتعاون مع رجال الموساد، وفي خلال فترة قصيرة جداً تحول «النخلاوي» للقائد الأساسي لعمليات تهريب الأفارقة من السودان إلي إسرائيل، بالإضافة إلي مضايقته لأبناء التياهة في تجارتهم، وأخذ مجموعات أفارقة منهم.
وتؤكد المصادر تورط «سلمان» في تجارة الأعضاء وإنشاء خط عمل جديد لنفسه بعيداً عن الخطوط المعروفة أيضاً، الأمر الذي أزعج عملاء الموساد ودفعهم للاتفاق

مع التياهة - الذين يشتبكون معه في مشاكل مسبقة - للانتقام منه وقتله.
«الشيخ عبدالله» والد سلمان الذي التقيناه في مضيفته وسط الصحراء وهو جالس بين شقيقيه وحفيديه «جوهر وعبدالله» بقدمه اليسري المبتورة، القصة عنده تختلف كثيراً عن كل ما يذاع عنها، حيث يؤكد أن كل المعلومات التي تتناولها وسائل الإعلام التي تشير إلي أن سلمان هو «كبير» تهريب الأفارقة في سيناء غير صحيحة، لأن الحقيقة عكس ذلك تماماً.
يلتقط «الشيخ» أنفاسه ويعود ليروي قصة ابنة القتيل قائلاً: نشبت مشاكل بين سلمان مع قبيلة التياهة ومن المفروض - طبقاً للعُرف القبلي - أن يتم مخاطبة شيوخ القبيلة إذا أخطأ أحد أفرادها، لكن ذلك لم يحدث، واتفقوا مع بعضهم علي قتله مع شقيقه في منطقة المالحة التابعة لمدينة رأس سدر، وهجموا عليهما بما يقرب من 500 شخص مسلحين بمدافع وعربات مزودة بأسلحة نارية، وحاصروهما لمدة أربعة أيام كاملة وانسحبوا، وعادوا بعدها بيومين، وظلوا طوال ثلاثة أيام يطلقون أعيرة نارية من أسلحة متنوعة حتي تمكنوا من قتل الاثنين، واستولوا منهم علي مبلغ 3 ملايين جنيه، وخمس سيارات «لاند كروزر» بخلاف المعدات والآلات الزراعية.
يخفي «الشيخ» عينه خشية أن تسقط منها دمعة فتجرح كبرياءه ثم يستطرد: شيوخ وشباب القبائل تجمعوا ودفنوهما بدون علمي ولا حضوري، وبمجرد علمي بما حدث اتجهت إلي قسم شرطة رأس سدر لتحرير محضر بالواقعة ولكنهم رفضوا، فلجأت إلي الحل العرفي ودعيت ما يقرب من 400 من شيوخ قبائل سيناء لحضور مؤتمر يوم 1 من شهر فبراير الماضي وطلبت منهم تطبيق شرع الله في الخصومة الواقعة بيننا وبين قبيلة التياهة.
اقتربت من «عبدالله» وسألته علي استحياء: هناك أقوال بأن سلمان كان يتاجر في تهريب الأفارقة، وأن سبب خلافه مع التياهة تعديه علي عملهم؟.. فأجاب بثبوت نفسي: في ناس كانت بتهربهم وبتقتلهم وترمي التهمة علي ابني، ولكن هذا الكلام غير صحيح.

ذبح الهاربين وبيع أعضائهم.. آخر جرائم تجار البشر!

جثث الافارقة تغطى صحراء سيناء

لم تعد عمليات تهريب الأفارقة عبر سيناء إلي إسرائيل تقتصر علي الأبعاد العسكرية، فقد تزامنت مع هذه العمليات وازدهرت معها التجارة في الأعضاء البشرية للكثيرين من هؤلاء الأفارقة بعد ذبحهم وتقطيع جثثهم، وهي جريمة يرتكبها مجموعة من المهربين المصريين الذين تحولوا إلي قتلة وسفكة للدماء مقابل الحصول علي المزيد من الأموال.
وقد بدأ ازدهار هذه التجارة مع رفض إسرائيل استلام أي أفريقي يتم تهريبه من سيناء إلي أراضيها إلا بعد أن يتم إجراء كافة التحاليل الطبية عليهم ليتأكدوا من سلامتهم وخلوهم من الأمراض المعدية خوفاً من نقلهم إلي أرضهم، مما يضطر الأفارقة إلي الموافقة علي حقنهم بمواد غير معروفة لهم لإجراء التحاليل المقررة.
وطبقاً لمصادرنا فإن بعض التجار السيناويين الذين اشتهروا بدمويتهم يستغلون ظروف الأفارقة الصعبة ويعطونهم حقن بنج طويلة المدي ويقوم عدد من الأطباء المشتركين معهم بإجراء كافة التحاليل الطبية اللازمة لإجراء عمليات جراحية لهم وسرقة بعض أعضاء أجسادهم الحيوية، ويتم وضعها داخل ثلاجات مجهزة وخلال ساعات يتم بيعها للجهات الإسرائيلية التي يتعاملون معها، وعلي رأسها الموساد.
ومنذ عدة شهور تمكن أهالي مدينة رأس سدر بجنوب سيناء من القبض علي عدد من الأطباء ومعهم ممرضات منتقبات أثناء تواجدهم في سيارة شبيهة بالعيادات المتنقلة وتم العثور معهم علي «كبد وقلب ورئتين» موضوعة في ثلاجة بالسيارة.
وكما تؤكد مصادرنا، فقد اضطر الموساد الإسرائيلي لتغيير بعض رجاله الذين يعتمد عليهم في هذه التجارة، والإيقاع ببعض أفراد القبائل المتورطين في هذه التجارة للتخلص منهم، ليس لرفض الموساد القيام بمثل هذه العمليات، ولكن لقيام التجار بفتح خطوط لبيع تلك الأعضاء لجهات أخري ولمن يدفع أكثر، بما يهدد بكشف تورط إسرائيل في هذه التجارة الشيطانية.

«بئر الجورة» مدفن لأشلاء الهاربين

منظر عام لبئر الجورة الذى تدفن فيه اشلاء الضحايا بعد نزع الاعضاء

علي مرأي ومسمع من القيادات الأمنية في سيناء، توجد بالقرب من حدودنا فرقة لقوات الأمن الإسرائيلية، الفرقة تضم حوالي 90 ألف مجند جميعهم من الأفارقة الذين تسللوا إليها عبر الأراضي المصرية، وهؤلاء الجنود يحملون العداء للسيناويين المصريين بسبب المعاملة السيئة التي ينالونها منهم أثناء تهريبهم، الأمر الذي يزيد من كرههم للأراضي المصرية ومن يسكن عليها، خاصة بعد أن يشاهدوا أشقاءهم يباعون ويشترون علي أيدي مصريين، وللأسباب السابقة وضعتهم إسرائيل علي الحدود المصرية في مواجهة القوات المصرية للدفع بهم في حالة بدء الحرب التي يتوقع عدد من الخبراء العسكريين نشوبها بين مصر وإسرائيل خلال عامين علي الأكثر، خاصة بعد تولي التيار الديني مقاليد الحكم في مصر.
قبل انتهاء رحلة التهريب بأميال قليلة، خاصة في منطقة الجورة بوسط سيناء يوجد «بئر الجورة» الذي يعتبر الحلقة الأخيرة في مسلسل الاتجار في البشر الذي اتخذ أسلوباً منظماً ومرتباً إلي أقصي درجة، فهذه العملية يسقط فيها بعض الضحايا الذين يلقون حتفهم وبعدها يقوم بعض مساعدي التجار بحمل أجسادهم الميتة ورمتها في هذا البئر.
يصل عمق «بئر الجورة» إلي عشرات الأمتار وهناك صعوبة في تحديد حقيقة عمقه علي وجه الدقة، فعندما يتم رمي قطعة خشب مشتعلة فيه، تغيب عن البصر دون أن يدرك من يرميها حجم عمق البئر.
استئثار بعض البدويين بالتواجد حول البئر ومنع آخرين من الوصول إليه دفع الأهالي إلي محاولة فهم ما يحدث، حتي تبين لهم استخدامه كمدفن للمتبقي من أجسام الأفارقة الذين يتم الاتجار بأجسادهم كقطع غيار بشرية، وشاهد الأهالي حضور تجار التهريب مساء ومعهم أجولة علي سيارة مملوءة بأشلاء الأفارقة ويتم رميها، وحراستها حتي الصباح ثم الانصراف، كما أن الرائحة الكريهة التي تجذب انتباه القاصي والداني تخرج بطريقة لافتة من البئر، بالإضافة إلي تواجد الذبابة الزرقاء التي تتغذي علي دماء الموتي، وأكد الأهالي استخدام البئر كمدفن، ولكن دون أن يتمكنوا من عمل شيء نظراً لقوة التجار المتورطين في عمليات التهريب.