أحمد أبوالغيط.. كاتم أسرار ملفات سفر الرئيس وعائلته
يبدو أحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصري وكأنه رجل ذو بأس شديد عندما ينتقد الشعب المصري وربما يبدو كملاكم سياسي ذي وزن ثقيل عندما حاول تهديد شباب الثورة بتدخل الجيش
لفض اعتصامهم وتظاهرهم بميدان التحرير محرضاً بذلك علي كارثة دموية يمكنها أن تقلب مصر رأساً علي عقب، لكنك ستفاجأ بسلوكه وهو يتعامل كشاب رومانسي وديع عندما يمسك بأيدي تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية، محاولاً إسنادها قبل انزلاقها من علي سلم القصر الرئاسي وكأنه يلتقط عصفورة يحاول الإمساك بها ويخشي أن تفلت من بين يديه، لكن العصفورة كما تلقب في تل أبيب ردت علي تلك الأيدي الناعمة والحانية عليها في ذات الوقت »أيدي أبو الغيط« بصفعة قاسية لن ينساها أبو الغيط مدي حياته عندما ضربت إسرائيل غزة بالصواريخ بعد خروج ليفني من مصر مباشرة في 25 ديسمبر 2008 بعد زيارتها للقاهرة وفي أقل من 48 ساعة من خروجها من مطار القاهرة بعد أن اتخذت ليفني مصر منبراً تعلن من خلاله ضرب غزة فيما عرف إسرائيلياً بعملية بالرصاص المصبوب وأسفرت عن استشهاد 1417 فلسطينياً من بينهم 926 مدنياً و281 طفلاً و111 امرأة استقبل أبو الغيط ليفني ولم تكن جفت بعد دماء محمد القرشي ضابط مصري قتل برصاص الاحتلال الإسرائيلي في 9 يوليو من نفس العام الذي استقبل فيه أبو الغيط ليفني خلال مطاردة مهربين علي الحدود قتلته إسرائيل بدم بارد وفتحت تحقيقاً صورياً في الحادث ليس هذا هو الضحية الوحيدة، بل إنه في 25 مايو من نفس العام قتلت إسرائيل الطفلة سماح نايف سالم أمام منزلها وفي 27 يناير قتلت إسرائيل المواطن السيناوي حميدان سليمان سويلم 41 سنة خلال ذهابه لعمله ولم يتحرك أبو الغيط للدفاع عن هؤلاء بل ظل علي دبلوماسيته الباردة.السلبية التي يتمتع بها أبو الغيط بدت مستفزة للغاية عندما أعلنت السعودية عن حكم بجلد 1500 جلدة إذ كان تعليقه علي جلد المصريين بأن الخارجية المصرية عليها أن تحترم قوانين السعودية!
أحمد أبوالغيط الحاصل علي بكالوريوس تجارة هو أحد بقايا نظام مبارك المخلوع يصفه كثير من الخبراء بأنه وزير ساهم في إهدار كرامة المصريين بالخارج وأن مؤهله الأكاديمي يؤهله للدخول في عالم المال والبيزنس لا إلي الدبلوماسية والسياسة، تولي أبو الغيط وزارة الخارجية عام 2004 ومنذ ذلك التاريخ وتصريحات أبوالغيط هي تصريحات مثيرة وغير مألوفة، فتارة يتحدث بلغة الجزارين مهدداً بقطع رجل أي من أبناء غزة الذين جاءوا إلي مصر لشراء احتياجاتهم بعد فرض الحصار عليهم وتارة أخري يصف شباب ثورة 25 يناير من المتظاهرين بالمغامرين ويهددهم باستخدام قوة الجيش ضدهم كما حاول التسفيه من ثورة الشباب واتهامها بأنها من صنع دول أجنبية، محذراً شباب الدبلوماسيين من المشاركة في الثورة وذلك قبل أن تطيح الثورة بنظام مبارك، تلك التصريحات العنترية لم نشهدها من أبو الغيط عندما أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة في صباح الخميس 18 سبتمبر 2004 علي منطقة تل السلطان برفح علي الحدود المصرية وأعقبها إطلاق ناري عشوائي من الجنود الإسرائيليين تجاه مكان الانفجار الذي أحدثته القذيفة فأصاب ثلاثة جنود مصريين لقي اثنان منهم مصرعهما في الحال. اكتفت الحكومة وقتها باعتذار هاتفي من مجرم الحرب أرييل شارون. وذكرت صحيفة إسرائيلية أن إصابة الهدف المصري كانت متعمدة وكان رد أبو الغيط أن مثل هذه الأعمال من الخطورة بحيث تتطلب من الحكومة الإسرائيلية التعهد بعدم تكرارها.
والذاكرة هنا لا تنسي العمال المصريين الذين تم إجبارهم من صاحب العمل علي النزول لإصلاح أحد المخازن وكان به غاز خانق، مما أدي إلي وفاة هؤلاء العمال ولم تتخذ الخارجية المصرية موقفاً جاداً للمطالبة بحقوقهم وللأسف لا يوجد في الدستور المصري أي مادة تؤكد علي ضرورة حماية حقوق المصريين في الخارج، ففي 15 يوليو 2004 أعلنت إحدي الشركات السعودية وقف نشاطها في نقل الوقود إلي العراق لإنقاذ حياة سائق الشركة المصري محمد الغرباوي الذي احتجزه
علي صفحته علي الفيس بوك لا ينضم إلي تلك الصفحة سوي 240 شخصاً فقط ويضع أبو الغيط ضمن البوم الصور الشخصية له صورة السفير الإسرائيلي بالقاهرة إسحق ليفانون نجل الجاسوسة الإسرائيلية شولا كوهين الملقبة بلؤلؤة الموساد، بالإضافة إلي صورة لعمرو موسي والشاب المصري الذي قتل في لبنان ولا يخجل أبو الغيط من الصورة التي تم وضعها علي صفحته علي الفيس بوك للشاب المصري والذي قتل بشكل »وحشي«، علي يد أهالي قرية »كترمايا« جنوب شرق بيروت، حيث مثلوا بجثته وعلقوه علي عمود كهربائي وسط ميدان عام عارياً مذبوحاً كل ما فعلته وزارة أحمد أبوالغيط أنها طلبت إمدادها بنتائج التحقيقات فقط ومن ضمن الصور التي يغرق بها أبوالغيط صفحته صورة المتطرف افيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي في حكومة بنيامين نتنياهو الذي هدد بضرب السد العالي والذي قال إذا أراد مبارك أن يتحدث إلينا فليأتي إلي هنا وأن لم يرغب فليذهب إلي الجحيم، ورغم إنفاق ملايين الدولارات علي العاملين بالسفارات المصرية بالخارج والذين يتقاضون مرتباتهم بالدولار فإن أغلب هؤلاء لم يعيروا اهتماماً لمشاكل المصريين بالخارج.
كرس نظام مبارك ووزارة الخارجية التي يتولاها أبوالغيط منذ 7 سنوات نظام الاستكانة وإهدار كرامة المصريين بالخارج، ما أدي إلي انهيار الدبلوماسية المصرية علي يديه، فعلي سبيل المثال لا الحصر مقتل مروة الشربيني في ألمانيا لم تعرف.. السفارة عنه شيئاً إلا بعد 4 أيام من الحادث. نفس الأمر تكرر في إيطاليا عندما قتل أحد الشباب المصري هناك.
فالرجل فشل في إدارة ملف الصراع العربي - الإسرائيلي، خاصة ملف غزة، فسلمه إلي عمر سليمان، بالإضافة إلي الفشل في إدارة الملف السوداني، ما أدي إلي انقسام جنوب السودان عن شماله. وقال إن الانفصال لن يؤثر علي حصة مصر ووجود أبوالغيط حالياً بالوزارة الحالية حسب كثير من الخبراء لأنه أحد بقايا نظام مبارك المخلوع ويحمل معه أسرار هذا النظام الساقط، وربما تكشف الملفات السرية لنظام حسني مبارك التي تقع تحت أيدي أبوالغيط كثير من الفضائح، فهل يتستر أبوالغيط علي تلك الملفات حتي لا تنكشف فضائحه وماذا عن الملفات السرية الخاصة بسفر الرئيس وعائلته للخارج فهل سيكشفها أبوالغيط وهو أحد أبناء نظام مبارك الذين يدينون له بكامل الولاء وكاتم أسراره، خاصة أنه يحتفظ ببرقيات وتقارير سرية حول مبارك وعائلته، أم أنه سيتكتم عليها محاولاً إخفاءها.