رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكرسي البابوي..لمن ولماذا؟

بوابة الوفد الإلكترونية

لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ، لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ بِاسْمِي. إنجيل يوحنا 15: 16
قداسة البابا

شنودة الثالث هو البابا رقم 117 في تاريخ الكنيسة القبطية، وبمعني أدق جاء بعد أن تنيح مائة وستة عشر بطريركا قبله، ومن المؤكد ان البطريرك الذي سوف يخلفه سوف يكون البابا الثامن عشر بعد المائة،لكن من الذي يسعي إلي المنصب، ليس البابوية فقط،ولكن غيرها سواء كان منصب الأسقفية أو درجة كهنوتية أعلي سواء بين الرهبان أو الكهنة العلمانيين وما هي الصفات الواجب توافرها في المرشح لأي منصب؟.
عندما اختير البابا شنودة أسقفا للتعليم في عام 67 كان له قصة غريبة نوعا ما فقد حاول البابا كيرلس السادس وكان بطريرك الكنيسة المصرية في ذلك الحين أن يرسم الراهب انطونيوس السرياني – البابا شنودة - أسقفا للتعليم، وعندما علم الأخير بذلك هرب من وجه البابا كيرلس لتتكرر تلك الحادثة مرة أخري ويضع البابا يده عليه ويرسمه أسقفا دون رغبته أو دون علمه،ولكنه في النهاية أطاع وكان يوم ثلاثاء،ويذكر البابا شنودة الثالث انه مكث في قلايته بدير السريان يبكي خوفا من هذا المنصب حتي يوم الأحد.
وهناك حوادث أخري مشابهة مثل ما حدث مع البابا متاؤوس الرابع البابا 102 والذي عرف باسم متي الميري،فيذكر كتاب السنكسار انه لما تنيح البابا مرقس السادس البابا 101 وطلب الشعب من الآباء الأساقفة والكهنة أن يختاروا بابا صالحا لهم أنهم أرسلوا إلي الأديرة لكي يرشحوا من يرون فيه مستحقا لهذا المنصب فرشحوا الراهب جرجس الذي أصبح فيما بعد البابا متاؤوس الرابع فاضطروا أن يرسلوا إليه جنديا من قبل الدولة ليقبض عليه ويأتي به مقيدا لتتم رسامته بطريركا،حيث أن الكثيرين كانوا يهربون من هذا المنصب في ذلك الوقت،أما أهل مصر فقد امسكوا قسا آخر يسمي حنا وأرادوا أن يرسموه بطريركا،ووقع خلاف بسبب ذلك وقبض الوالي في ذلك الوقت علي المرشحين الاثنين ووضعهما في السجن عنده حتي ينتهي الخلاف ويختاروا احدهما،ولما طالت الفترة ووصلت إلي أربعين يوما اجتمع الآباء الأساقفة وعملوا قرعة هيكلية ثلاث مرات متتالية وفي كل مرة تكون باسم الراهب جرجس،حينها فقط تمت رسامته بعد خلاف كبير في 6 ديسمبر 1660 في عهد السلطان محمد الرابع العثماني،وأيضا الأنبا خايال البابا الثالث و الخمسون والأنبا شنودة البابا الخامس والخمسون و الأب غبريال البطريرك السابع والخمسون و مينا البطريرك الحادي والستون الذي أخذوه قهرا وقيدوه بالحديد في رجليه وحملوه إلي الإسكندرية فأسموه فيها بطريركا وأنبا افرهام السرياني البطريك الثاني والستون المعروف بابن زرعة.
أما سبب هروب البعض من هذا المنصب، فيرجع إلي حساسية ومسئولية المنصب،فيذكر أن أنبا مقاره البطريرك وهو البابا التاسع والخمسون انه ذهب يوما لزيارة والدته ويسرها بما صار إليه من الموهبة العالية،وكانت قد كبرت جدا فلما وصل إلي الضيعة ومعه شعب كبير من الأساقفة وغيرهم ليودعوه ذهب لوالدته،وهي جالسة تغزل في منزلها وقالوا لها :هوذا ابنك مقاره قد صار بطريركا ووصل إلي هنا لكي يفتقدك،فلم تجاوب الذي قال لها ذلك بكلمة واحدة ولا تحركت من موضعها ولا خرجت للقائه،بل كانت تلك العجوز العارفة جالسة في شغلها تبكي بكاء عظيما،فلما دخل من باب منزلها لم تقم للقائه بل بقيت جالسة تبكي،وأما هو فكان مسرور بما أعطي من الموهبة،فلما رآها على هذه القضية احتشم جدا من الذين كانوا معه لأنها أهانته أمامهم إذ لم تتلقاه وتفرح به،بل كانت باكية وهو قائم،فقال لها يا كبيرة لعلك لم تعرفيني إنا ولدك مقاره قد أعطاني الرب هذا المجد العظيم فيما تفرحين أنت الآن معي وأنا في هذا اللباس،الذي هو لباس ومجد الملوك،فأجابته بفم وقالت له:أما أنا فعارفة بك يا ولدي،وأما أنت فما تعرف ما صرت إليه وأنت مسرور بما نلته وأنا حزينة عليك،فليت لو أتوني بك محمولا على نعش ميتا ولا تدخل على بهذا المجد الفارغ،لا تنظر يا ولدي إلي ما نلته وتفرح بل ابكي واحزن لان هذا الشعب كله الذي يمجدك أنت مطلوب بخطاياهم.
وأيضا من العصر الحديث نذكر قصة رسامة الأنبا باسيليوس مطران القدس المتنيح وتبدأ عندما وقع اختيار قداسة البابا كيرلس السادس للقمص كيرلس الأنطوني (الأنبا باسيليوس فيما بعد) ليكون مطراناً على القدس والشرق الأدنى وقد أيد هذا الاختيار جميع أصحاب النيافة أحبار الكنيسة حينئذ .
لكن رأى القمص كيرلس الأنطوني أنه ليس أهلاً لكرامة الأسقفية، فهرب واختفى وظل مدة مختفياً بينما كان الآباء المسئولين يطلبونه بالإلحاح ، وقد أرسل المتنيح الأنبا إغريغوريوس أسقف الدراسات العليا اللاهوتية والبحث العلمي رسالة إلى القمص كيرلس الأنطوني جاء فيها: ولعل قبولكم لمنصب مطران للقدس كسب للكنيسة من حيث إن الكنيسة اليوم ترجو ألا يحتل مثل هذه المناصب إلا أشخاص يُقدَّرون معنى الخدمة ولهم رغبة صادقة فى العمل المُثمر، على كل حال المرجو من قدسكم أن تعودوا إلى الظهور من جديد للتفاهم أيضاً، ولعلكم فى كل هذه الفترة صليتم إلى الله وطلبتم الإرشاد.
ثم ظهر القمص كيرلس الأنطوني ورسمه البابا كيرلس السادس والآباء المطارنة  مطراناً على الكرسي الأورشليمي يوم الأحد 7/6/1959 بالكاتدرائية المرقسية بالأزبكية بإسم .
أما كيفية اختيار البطريرك فيذكر انه في إحدي المرات سأل شخص قداسة البابا شنودة الثالث هذا السؤال: كيف يتم اختيار البطريرك قبل ظهور الرهبنة وقبل ظهور الأنبا انطونيوس وعلي أي أساس وما هي درجاته الروحية؟
وأجاب قداسة البابا شنودة الثالث عن هذا السؤال فيقول: بالنسبة لنا في مصر وقبل الرهبنة أغلبية البطاركة كانوا يختارون من الكلية الاكليريكية،والأمر لم يكن وقتها مقيدا بموضوع الرهبنة بل إن الرهبنة في بدايتها كانت حياة وحدة وصلاة دائمة وتأمل،ولم يكن اختيار البطريرك من الرهبان في بداية الرهبنة،والقديس العظيم أثناسيوس الرسولي اختير بطريركا في حياة القديس العظيم الأنبا انطونيوس أب جميع الرهبان وأيضا خلفاء اثناسيوس اختيروا للبطريركية في حياة آباء الرهبنة الكبار كلهم فلم تكن الرهبنة لها علاقة بالبطريركية إطلاقا بل كانت حياة وحدة وتأمل وصلاة دائمة، واختتم البابا شنودة إجابته قائلا: ولم يكن لها علاقة بالكهنوت خالص يعني ممكن شماس زي اثناسيوس كان يبقي بطريرك.
أما الآن فيتم اختيار البطريرك عن طريق الانتخاب بين مرشحين وفقا لشروط خاصة لهذا المنصب لا تتوفر بين الكثيرين بل قصرتها علي طغمة معينة من الرهبان المتبتلين ثم تجري بعد الانتخابات العلنية والتي يشارك فيها بعض من الشعب، تجري القرعة الإلهية بين ثلاثة من المرشحين الحاصلين علي اعلي الأصوات، هذا بالنسبة لمنصب البطرك،وأما بالنسبة إلي الأسقفية أو الدرجات الكهنوتية الأخري فالأمر يختلف،فالذي يختار الأسقف هو البطريرك ويكون عن طريق ترشيح الأديرة لبعض رهبانها لتولي هذا المنصب، ويكون الأمر متروكاً في النهاية إلي البطريرك الذي يفاضل بين المرشحين لاختيار الأنسب للمنصب،وهذا ينطبق أيضا علي المناصب الكهنوتية بالنسبة للعلمانيين أي الكهنة المتزوجين،فيقوم شعب كنيسة ما بترشيح احد أبنائها لنول درجة الكهنوت ويصادق عليه مطران أو أسقف الأبراشية التابع لها المرشح للكهنوت.
والسؤال الآن من الذي يسعي إلي ذلك المنصب الذي هرب منه الآباء الأوائل وأيضا من الذي يسعي إلي أي منصب داخل الكنيسة وهو يعلم جيدا أن هذا المنصب خدمي في المقام الأول.. ومن الذي يسعي إليه المنصب بينما هو يرفضه و يهرب منه خوفا ورعبا من ذلك المنصب؟
كيف جاء البابا شنودة إلي الكرسي البابوي؟

قبل أن نتحدث عن كيفية مجئ البابا شنودة إلي كرسي البابوية نستعرض سابقه وهو البابا كيرلس السادس وعن كيفية اختياره بابا الــ 116 للكنيسة الأرثوذكسية.
كان ترتيب البابا كيرلس بين المرشحين السادس، وكان على لجنة الترشيح حسب لائحة السبت 2 نوفمبر 1957 أن تقدم الخمسة رهبان المرشحين الأوائل للشعب0 وفي اللحظة الأخيرة للتقدم بالخمسة الأوائل، أجمع الرأي على تنحي الخامس، وتقدم السادس ليصبح الخامس. ثم أجريت عملية الاختيار للشعب لثلاثة منهم فكان آخرهم ترتيبا في أصوات المنتخبين وبقى إجراء القرعة الهيكلية في الأحد 19إبريل 1959 ولم يخطر ببال أحد أن يكون إنجيل القداس في ذلك اليوم يتنبأ عنه إذ يقول هكذا «يكون الآخرون أولين والأولون يصيرون آخرين» وكانت هذه هي نتيجة القرعة.
ودقت أجراس الكنائس معلنة فرحة السماء وأتوا بالقمص مينا البرموسي المتوحد ليكون البابا كيرلس السادس بابا الإسكندرية المائة والسادس عشر.
أما عن كيفية انتخاب الأنبا شنودة ليصبح البابا 117 البابا شنودة فقد أجتمع أعضاء المجمع المقدس مع أعضاء هيئة الأوقاف القبطية ولجنة إدارة أملاك البطريركية لاختيار قائمقام يتولى إدارة البطريركية أثناء فترة خلو كرسى مار مرقس وقد قام المجتمعون طبقاً للوائح بترشيح نيافة الأنبا مرقس مطران أبو تيج ولكنه أعتذر. فأختار المجتمعون الأنبا أنطونيوس مطران كرسى سوهاج وسكرتير المجمع ليصبح القائمقام كما تم اختيار الأنبا أثناسيوس أسقف كرسى بنى سويف ليكون سكرتير المجمع المقدس وبدأت اجتماعات المجمع المقدس لمناقشة موضوع اختيار البابا القادم, واستمرت المناقشة أياماً وبعد فوضعوا قواعد يقوموا بمقتضاها باختيار البابا القادم فأعلن القائمقام بدء عملية الانتخاب طبقاً لهذه القواعد وفشل المجمع المقدس والمجالس الشعبية فى الاتفاق على أسم البابا الجديد وقام أعضاء المجمع المقدس بكتابة أسماء المرشحين وكانوا 23 اسماً بطريقة سرية وأصبحوا 17 أسما فى المرة الثانية وأخيرا شكلوا لجنة لفحص هذه الأسماء واختيار أحسن 11 اسماً منهم فاختاروا:ـ
الأنبا انطونيوس, الأنبا باسيليوس, الأنبا شنودة, والأنبا صموئيل, الأنبا لوكاس, الأنبا بولس, الأنبا يوساب مع بعض الرهبان مثل القمص قزمان المحرقى, القمص متى المسكين, القمص شنودة السريانى, القس كيرلس المقارى.
ثم أجرى المجمع المقدس انتخابات لاختيار 5 فقط من المرشحين فكان الثلاثة الأولون حسب فوزهم بأعلى الأصوات هم: الأنبا شنودة أسقف التعليم, الأنبا أنطونيوس, الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة.
وتساوت ألاصوات بين ثلاثة آخرين هم: الأنبا باسيليوس, الأنبا لوكاس, القس كيرلس المقارى.
فأجريت انتخابات لترجيح اثنين من الثلاثة الذين تساوت الأصوات بينهم, وكانت النتيجة فوز الأنبا باسيليوس, والأنبا لوكاس.
ولوحظ فى هذه الانتخابات اختيار أساقفة وليس رهبانا وكانت نية المجمع المقدس انتخاب ثلاثة من الخمسة أساقفة ثم اختيار واحد من الثلاثة ليصبح البابا117وحدث أن أعلن الأنبا شنودة عن رفضه لإتمام الانتخاب وتكملته بهذه الصورة عملا بالمبدأ الذى نادى به «من حق الشعب أن يختار راعيه» وأصر على رأيه بالرغم من احتجاج بعض الأساقفة خوفاً من المهاترات والتشهير.
وقال الأنبا انطونيوس: «هل يرضيكم أن يأتى البابا الجديد مجرحاً؟» فقال الأنبا شنودة: « وأيضاً لو اختير البابا فى هذه الحجرة المغلقة سيكون هذا سببا فى تجريحه لنأخذ رأى الشعب بأى صورة تقترحونها»
ونزل الجميع عن رأيهم لتنفيذ كلمات الحكمة التى تفوه بها الأنبا شنودة واتفق أعضاء المجمع على عقد اجتماع مشترك مع هيئة الأوقاف القبطية ولجنة إدارة أملاك البطريركية على اعتبار أنهم يمثلون شعب الأقباط على أن يكون هذا الاجتماع المشترك على اختيار واحد من الخمسة الذىن اختارهم المجمع من 23 اسماً ليكون بطريرك الأقباط الأرثوذكس, وتم الاجتماع ولم يتوصلوا إلى شئ فاستقر الرأى على تنفيذ اللائحة وبدء الانتخابات الشعبية.
وحسب اللائحة التى كانت سارية فى انتخاب المرشح للكرسى الباباوى أن يزكيه 6من أعضاء المجلس المقدس أو 12من أعضاء المجلس الملى وفى أواخر شهر 1971 م كانت نتيجه التزكيات هي ترشيح سبعة هم :-
الأساقفة: الأنبا أنطونيوس, الأنبا باسيليوس, والأنبا شنودة, والأنبا صموئيل, والأنبا بولس ومن الرهبان: القمص متى المسكين والقمص شنودة السريانى .
وحدث أن رفعت قضية ضد اختيار الأنبا أنطونيوس لمنصب قائمقام على اعتبار أن المجلس الملى لم يشترك فى انتخاب الأنبا أنطونيوس لمنصب القائمقام حسب نصوص اللائحة فى ذلك الوقت.
واجتمع مجلس الشعب فى أبريل 1971م وقرر تعديل اللائحة بأن يحل أعضاء هيئة الأوقاف القبطية ولجنة إدارة الأملاك البطريركية مكان المجلس الملى فى اختيار القائمقام فى التزكيات وفى باقى بنود اللائحة, وبناء على هذا القرار الجديد اعتبرت جميع التزكيات السابقة لاغية وبدأت تزكيات جديدة.
وكانت نتيجة التزكيات الجديدة فى أواخر ابريل على ترشيح 9أشخاص هم:-
الأساقفة:الأنبا باسيليوس, الأنبا دوماديوس, الأنبا بولس, الأنبا شنودة, الأنبا صموئيل, الأنبا غريغوريوس.
واختاروا من الرهبان: القمص متى المسكين, القمص شنودة السريانى, القمص تيموثاوس المقارى.
واجتمعت اللجنة مرة أخرى لتصفية المرشحين التسعة واختاروا خمسة هم:-
الأساقفة: الأنبا باسيليوس, الأنبا صموئيل, الأنبا شنودة, الأنبا دوماديوس.
واختاروا راهبا واحدا هو: القمص تيموثاوس المقارى .
بحيث يختار الأقباط شخصا واحدا من هؤلاء الخمسة ليكون البابا الجديد.
وفى يوم الجمعة 29 من أكتوبر 1971م توجه الناخبون لاختيار شخص واحد أو أثنين أو ثلاثة من الخمسة السابقين وكان مقيداً فى جداول الناخبين 700ناخب حضر منهم 622ناخب حضروا من كل مكان في أرض مصر, وكانت اللائحة تنص على أن وكلاء الشريعة فى المطرانيات و 24كاهنا من القاهرة و 7من الإسكندرية وأعضاء المجلس الإكليريكى لهم حق الانتخاب .
كما حضر عملية الانتخاب وفد من الكنيسة الأثيوبية هم: المطران توماس والقمص هايت مريم سكرتير إمبراطور إثيوبيا ورئيس كلية الثالوث اللاهوتية, وحضر أيضا مع الوفد الأثيوبي سفير أثيوبيا فى مصر فى هذا الوقت السيد ملس.
وكان مقر الانتخاب هو الكنيسة المرقسية بالأزبكية, وحضر عملية الانتخاب مندوب من وزارة الداخلية منذ البداية وحتى النهاية وانتهت عملية الانتخاب فى الساعة الخامسة مساء وكان آخر من أدلى بصوته هو الأنبا مرقس مطران كرسى أبو تيج, أما الأنبا شنودة فلم يدل بصوته إذ كان يصلى فى صباح اليوم فى كنيسة القديس مار جرجس بروض الفرج وفى المساء كان يلقى عظته الأسبوعية فى الكاتدرائية التى يحضرها الألوف من الشعب القبطى, كما لم يشترك الأنبا صموئيل الذى كان معتكفاً فى الدير, ولم يشترك القمص تيموثاوس المقارى فى الانتخابات إذ كان فى مكان خدمته بالكويت وكانت نتيجة فرز الأصوات أسفرت عن اختيار ثلاثة من الخمسة وهم:-
الأنبا صموئيل وحصل على 440 صوتاً
الأنبا شنودة وحصل على 434 صوتاً
القمص تيموثاوس المقارى وحصل على 312 صوتاً
وفى يوم الأحد 31 أكتوبر 1971 م بدأ القداس الذى يسمي قداس القرعة حوالى الساعة السابعة والنصف صباحاً وحضر أعضاء المجمع المقدس وأعضاء لجنة الأملاك بالبطريركية وأعضاء هيئة الأوقاف والوزراء الأقباط ومندوبو الإذاعة والتلفزيون والصحافة وحضر أيضاً سفير أثيوبيا بالقاهرة والآلاف من الشعب القبطى.
وبعد رفع بخور باكر وقبل تقديم الحمل دخل نيافة الأنبا أنطونيوس القائمقام وأحضروا مائدة وضعوها أمام الهيكل ووقف الأنبا أنطونيوس وفى يده ثلاثة أوراق بكل واحده اسم من أسماء المرشحين وقال الأنبا أنطونيوس:
سأريكم الآن الثلاث ورقات كلها بمقاس واحد, ولون واحد, ومختومة من الجانبين بختمى وختم لجنة الانتخاب, سأطبق كل واحدة أمامكم وسأضعها فى العلبة وأقفلها وأشمعها أمامكم وأختمها بختمى»
وأمسك الأنبا أنطونيوس بالعلبة الفارغة وأراها للناس ثم أمسك بالورقة الأولى وبسطها أمام الجميع ليراها الناس وقرأ الاسم الموجود فيها وطبقها ووضعها فى العلبة وكذلك فعل نفس الشئ مع الورقتين الأخيرتين, ثم أغلق العلبة وختم على العلبة بخاتمة وسلم الخاتم للسيد الوزير المهندس  إبراهيم نجيب, ثم أخذ العلبة ووضعها على المذبح لتحضر القداس, وبعد انتهاء القدس أعادوا المائدة مرة أخرى أمام الهيكل.
وجمعوا كل الأولاد الذين حضروا الصلاة وتناولوا حتى يختاروا واحداً ليسحب ورقة (القرعة) وكانوا تسعة أولاد, ووقع اختيارهم على أصغرهم وكان فى العاشرة من العمر واسمه أيمن منير كامل غبريال, والعجيب انه حضر مع أبويه من الإسكندرية ولم يكن معهم تذاكر لدخول الكنيسة يومها ولكنهم استطاعوا حضور القداس بعد مشقة كبيرة, وشاءت المشيئة الإلهية أن تكون يد الطفل غير المدعو من الناس لهذا الحفل أن تسحب ورقة بابا الأقباط القادم.
وألبسوا الطفل أيمن ملابس الشمامسة وحمله نيافة الأنبا أغابيوس وأتى به إلى القائمقام, وهنا رفع الأنبا أنطونيوس العلبة التى بها الثلاثةورقات إلى أعلى مربوطة ومختومة حتى يراها الناس بأربطتها وأختامها ثم أدار العلبة فى يده عدة مرات وهزها حتى لا تثبت الأوراق كما وضعها ثم فض الأختام من على العلبة ووقف أمامه الطفل أيمن بعد أن أخفوا عينيه حتى لا يرى شيئاً من الأوراق التى سوف يسحب إحداها, وأثناء ذلك بدأ الآلاف من الشعب القبطى المتواجد فى الكنيسة يصلون قائلين كيريالايصون 41 مرة ومعناها يارب ارحم.
ثم مد الطفل أيمن يده إلى العلبة وهو مغمض العينين وسحب ورقة فأخذها منه القائمقام الأنبا أنطونيوس وكان الجميع صامتين, وأمسكها بيده واخذ يفتحها والكل مترقب وقرأ الأنبا أنطونيوس الاسم المكتوب فى الورقة وأعلنه للشعب وهو نيافة الأنبا شنودة .. أسقف التعليم ليصبح البابا شنودة الثالث.

النص الكامل للائحة ترشيح وانتخاب البابا
نظرا لما تمر به الكنيسة الأرثوذكسية المصرية حالياً فهو يعتبر حدثاً فريداً وهو انتخاب بابا أو بطريرك للكنيسة الأرثوذكسية فإننا ننشر اليوم وعلي صفحات «الوفد» النص الكامل للائحة انتخاب البابا، تلك اللائحة التي أثارت جدلا ومازالت داخل الأوساط القبطية سواء في الداخل أو الخارج.
قرار رئيس الجمهورية رقم ـ لسنة 1957 باعتماد لائحة ترشيح وانتخاب بطريرك الأقباط الأرثوذكس
رئيس الجمهورية
بعد الاطلاع على الأمر رقم 37 لسنة 1942 باعتماد لائحة ترشيح وانتخاب بطريرك الأقباط الأرثوذكس، المعدل بالأمر رقم 33 لسنة 1946، وعلى ما ارتآه مجلس الدولة
قـــرر:
مادة 1 ـ تعتمد لائحة ترشيح وانتخاب بطريرك الأقباط الموافقة لهذا القرار.
مادة 2 ـ يلغى الأمران رقم 37 لسنة 1942 ورقم 33 لسنة 1946 المشار إليهما.
مادة 3 ـ على وزير الداخلية تنفيذ هذا القرار ويعمل به من تاريخ نشره فى الجريدة الرسمية.
مشروع لائحة ترشيح وانتخاب بطريرك الأقباط الأرثوذكس
الباب الأول
فى اختيار قائمقام البطريرك
مادة1: إذا خلا كرسى البطريرك بسبب وفاة شاغله أو لأى سبب آخر فيجتمع المجمع المقدس والمجلس الملى العام بناء على دعوة أقدم المطارنة رسامة وبرياسته وفى ميعاد لا يجاوز سبعة أيام من تاريخ خلو الكرسى لاختيار أحد المطارنة قائمقام البطريرك، ويصدر أمر جمهورى بتعيين القائمقام البطريرك ليتولى شئون البطريركية الجارية بحسب القوانين والتقاليد الكنسية، وطبقاً للوائح المعمول بها وذلك الى أن يتم تعيين البطريرك.
الباب الثانى
فى الترشيح للكرسى البطريركى
مادة2 : يشترط فيمن يرشح للكرسى البطريركى :
أ ـ أن يكون مصرياً قبطياً أرثوذكسيا.
ب ـ أن يكون من طغمة الرهبنة المتبتلين الذين لم يسبق لهم الزواج سواء كان مطراناً أو أسقفا أو راهباً، وأن تتوافر فيه جميع الشروط المقررة فى القوانين والقواعد والتقاليد الكنسية.
ج ـ أن يكون قد بلغ من العمر أربعين سنة ميلادية على الأقل عند خلو الكرسى البطريركى،

وأن يكون قد قضى فى الرهبنة عند التاريخ المذكور مدة لا تقل عن 15 عاماً.
مادة 3: تتولى وضع قائمة المرشحين لكرسى البطريركية لجنة تؤلف من القائمقام البطريرك رئيساً ومن 18 عضواً يختارهم المجمع المقدس بحيث يكون نصفهم من المطارنة والأساقفة والنصف الآخر من أعضاء المجلس الملى العام أو نوابه الحاليين أو السابقين.
ويجب أن يتم تأليف هذه اللجنة خلال شهر من تاريخ خلو الكرسى البطريركى على الأكثر، ويكون اجتماعها بناء على دعوة الرئيس فإذا غاب أو منعه من الحضور مانع ينوب فى توجيه الدعوة وفى الرياسة أقدم المطارنة رسامة، ولا يكون هذا الاجتماع صحيحاً إلا إذا حضره ثلثا أعضاء كل من الهيئتين المكونتين لها، فإذا لم يتكامل هذا العدد أرجئ الاجتماع إلى جلسة أخرى ويكون هذا الاجتماع فيها صحيحاً أياً كان عدد الحاضرين، وتصدر قرارات اللجنة بالأغلبية المطلقة للحاضرين.
مادة 4: على من يريد ترشيح نفسه لمنصب البطريرك أن يقدم إلى اللجنة المشار إليها فى المادة السابقة خلال شهرين من تاريخ خلو الكرسى تزكية مكتوبة موقعة من ستة من المطارنة أو الأساقفة أو رؤساء الأديرة، أو من اثنى عشر عضواً أو نائباً من أعضاء المجلس الملى العام ونوابه الحاليين أو السابقين.
وتعطى إيصالات لمقدمى هذه التزكيات كما تقيد فى دفتر خاص يبين فيه تاريخ ورود كل منها وساعته، ولا يجوز لأحد من المذكورين أن يوقع أكثر من تزكيتين وإلا اعتبر توقيعه صحيحاً على التزكيتين السابقتين فى القيد بدفتر التزكيات وباطلاً فيما تلاهما.
مادة 5: تجتمع لجنة الترشيح خلال الخمسة عشر يوماً التالية لانتهاء ميعاد تقديم التزكيات المبين فى المادة السابقة، وتقوم بفحص التزكيات المقدمة لها، وتستبعد ما كان منها مخالفاً لما نص عليه فى المادة السابقة ثم تعد قائمة بالتزكيات الموافية منها.
وتقوم بعرضها بعد نهاية المدة المذكورة فى الدار البطريركية بالقاهرة وفى دور المطرانيات بالجهات الأخرى مدة خمسة عشر يوماً وتعلن عن إجراء هذا العرض فى ثلاث صحف يومية تصدر فى القاهرة باللغة العربية.
مادة6: يجوز لكل نائب مقيد فى جدول الانتخابات البطريركى أن يطلب فى الخمسة عشر يوماً التالية لتاريخ النشر استبعاد من لا يرى فيه الأهلية أو توافر الشروط اللازمة للكرسى البطريركى، وذلك بعريضة يقدمها لرئيس اللجنة مبيناً فيها الأسباب وتعطى إيصالات لمقدمى هذه الطلبات.
وتتولى اللجنة خلال الشهر التالى لانتهاء ميعاد تقديم الطلبات فحص التزكيات والفصل فى الطلبات سالفة الذكر ولها الحق فى استبعاد أى شخص من مقدمى التزكيات إذا لم تتوافر فيه الشروط المشار إليها فى المادة الثانية، وتضع اللجنة القائمة النهائية بأسماء المرشحين اللائقين للكرسى البطريركى من بين مقدمى التزكيات الذين تتوافر فيهم الشروط على ألاَّ يقل عددهم عن خمسة ولا يزيد علي سبعة، وترتب أسماؤهم بحسب الحروف الهجائية.
مادة7: تحدد اللجنة موعداً للانتخاب وتعلق صورة من القائمة النهائية للمرشحين على باب الدار البيطريركية بالقاهرة وعلى باب كل مطرانية فى الجهات الأخرى وبين فى ذيلها موعد الانتخاب ودعوة الناخبين فى الزمان والمكان المحددين له وينشر عن ذلك فى ثلاث صحف تصدر بالقاهرة باللغة العربية، ويجب ألا يجاوز هذا الموعد ثلاثين يوماً من تاريخ النشر.
الباب الثالث
فى انتخاب البطريرك
النــاخــبون
مادة 8 : يعد بديوان البطريركية جدول لقيد أسماء الناخبين، ويشترط فى الناخب أن يكون مصرياً قبطياً أرثوذكسيا، وأن يكون معروفاً بصادق إيمانه واتصاله المستمر بالكنيسة، وألاَّ يكون قد سبق الحكم عليه فى جناية أو جنحة ماسة بالشرف.
بالإضافة إلى ما تقدم فإنه يشترط فيمن يقيد بجدول الناخبين من الأراخنة:
أ ـ أن يكون قد بلغ من العمر خمسة وثلاثين سنة ميلادية على الأقل فى تاريخ خلو الكرسى البطريركى.
ب ـ أن يكون حاصلاً على شهادة دراسية عالية أو أن يكون موظفاً حالياً أو سابقاً فى الحكومة المصرية والهيئات ولا يقل مرتبه عن أربعمائة وثمانون جنيهاً سنوياً، أو موظفاً بأحد المصارف أو الشركات أو المحال التجارية أو ما يماثلها ولا يقل مرتبه عن ستمائة جنيه سنوياً، أو يكون ممن يدفعين ضرائب لا تقل عن مائة جنيه سنوياً ويشترط فى الحالة الأخيرة أن يكون الناخب ممن يجيدون القراءة والكتابة.
ج ـ أن يتم اختياره بمعرفة إحدى الجهات الموكول إليها ذلك فى المادة التالية وبالطريقة التى تحددها لجنة الترشيح.
مادة9: تقوم بتحرير جدول الناخبين لجنة تؤلف من ثلاثة من رجال الدين واثنين من أعضاء المجلس الملِّى العام أو نوابه الحاليين أو السابقين، ويختار القائمقام البطريرك أعضاء اللجنة وتكون رئاستها لأعلى رجال الدين من أعضائها رتبة أو لأقدمهم رسامة.
وتقوم هذه اللجنة طبقاً للبيانات الكتابية التى تتلقاها بقيد أسماء الناخبين من الفئات الآتية:
المطارنة والأساقفة ورؤساء الأديرة ووكلائها وأمنائها.
أعضاء المجلس الروحى بالقاهرة ووكلاء المطرانيات ووكلاء الشريعة فى المدن والبنادر.
أربعة وعشرون كاهناً من كهنة القاهرة وسبعة من كهنة الإسكندرية.
الوزراء الأقباط الحاليون والسابقون، وأعضاء مجلس الأمة الحاليون من الأقباط.
أعضاء ونواب المجلس الملِّى العام الحاليون والسابقون.
أثنان وسبعون من أراخنة مدينة القاهرة، وأربعة وعشرين من أراخنة مدينة الإسكندرية تختارهم لجنة الترشيح.
اثنا عشر من أراخنة كل أبروشية فى الجهات الأخرى تختارهم لجنة برياسة مطران أو أسقف الأبروشية وعضوية خمسة من الأراخنة الذين يختارهم المطران أو الأسقف المذكور لهذا الغرض.
أصحاب الصحف ورؤساء تحريرها ومحررو الصحف اليومية من الأقباط بشرط أن يكونوا أعضاء فى نقابة الصحفيين.
وتقيد أسماء الناخبين من الفئات الخمس الأولى بناء على بيانات من القائمقام البطريرك.
كما تقيد أسماء الناخبين من الفئة السادسة بناء على بيانات لجنة الترشيح.
ومن الفئة السابعة بناء على بيانات المطران أو الأسقف حسب الأحوال.
ومن الفئة الثامنة بناء على بيانات نقابة الصحفيين.
ويحصل القيد بدون رسم، ويجب أن يتم خلال شهرين من تاريخ خلو الكرسى البطريركى.
مادة10: بانتهاء إعداد جدول الناخبين على الوجه المبين فى المادة السابقة، ينشر عن ذلك فى ثلاث صحف يومية تصدر فى القاهرة باللغة العربية، ويعرض هذا الجدول بالدار البطريركية لمدة خمسة عشر يوماً من تاريخ الإعلان المشار إليه.
ولكل من أُهمل اسمه بغير حق أو حصل خطأ فى البيانات الخاصة بقيده أن يطلب قيد اسمه أو تصحيح البيانات الخاصة بالقيد، ولكل من كان اسمه مقيداً فى الجداول أن يطلب حذف اسم من قيد بغير حق أو قيد اسم من أهمل قيده بغير حق أو تصحيح البيانات الخاصة بالقيد.
وتقدم هذه الطلبات إلى القائممقام البطريرك خلال مدة العرض والخمسة عشر يوماً التالية لها وتعطى لمقدميها إيصالات، وتفصل فيها لجنة برياسة القائمقام البطريرك وعضوية اثنين تختارهما لجنة الترشيح يكون احدهما من رجال الدين، وقرارات هذه اللجنة نهائية، وتقوم لجنة القيد بتنفيذها على أنه إذا قررت اللجنة حذف اسم أحد الأراخنة المشار إليهم فى البندين السادس والسابع من المادة التاسعة تقوم لجنة الترشيح باختيار من يحل محله ممن تتوافر فيهم الشروط الواردة بهذه اللائحة، وتقوم لجنة القيد بدرج أسماء من يقع عليهم الاختيار فى الجدول.
مادة 11: تسلم لكل من قيد اسمه فى جدول الانتخاب شهادة بذلك يبين فيها اسم الناخب ولقبه وصناعته وسنه وقت القيد ومحل إقامته ورقم القيد وتاريخه، ويوقع هذه الشهادة رئيس لجنة القيد وتختم بخاتم البطريركية، ويقوم بالتسليم رئيس لجنة القيد أو أحد المطارنة أو الأساقفة كل فى الأبروشية التى يقع بدائرتها محل إقامة الناخب ويوقع الناخب عند تسلمه الشهادة كما يوقع من قام بتسليمها إليه على حافظة تعد لهذا الغرض، ويجب أن يتم تسليم هذه الشهادات قبل اليوم المعين لعملية الانتخاب بخمسة عشر يوماً على الأقل.
ثانياً: عمـــــلية الانتخاب
مادة 12 : تؤلف لجنة الانتخاب من القائمقام البطريرك رئيساً ومن ثلاثة من رجال الدين يختارهم المجمع المقدس وثلاثة من الأراخنة تختارهم لجنة الترشيح قبل الموعد المعين للانتخاب بثلاثة أيام على الأقل، ويعهد الرئيس إلى أحد أعضائها بأعمال السكرتارية.
يحضر عملية الانتخاب مندوب من وزارة الداخلية بناء على طلب رئيس هذه اللجنة وإذا غاب الرئيس أو منعه من الحضور مانع ناب عنه أقدم المطارنة الحاضرين رسامة، وإذا غاب أحد أعضاء اللجنة اختار الرئيس من يحل محله من الناخبين فى جمعية الانتخاب.
مادة 13: تجتمع اللجنة المذكورة بالدار البطريركية فى اليوم المعين لإجراء الانتخاب وتستمر عملية الانتخاب من الساعة التاسعة صباحاً إلى الخامسة مساء وإذا وجد فى جمعية الانتخاب فى الساعة الخامسة مساء ناخبون لم يبدوا آراءهم فتحرر اللجنة قائمة بأسمائهم وتستمر فى عملها حتى تنتهى من تلقى آرائهم، ويكون الانتخاب صحيحاً مهما كان عدد الناخبين الحاضرين.
مادة 14: لا يدعى أمام لجنة الانتخاب لإبداء الرأى سوى الناخبين المقيدة أسماؤهم فى الجدول المشار إليه فى المادة الثامنة من هذه اللائحة، واستثناء من ذلك تتلقى اللجنة آراء الكنيسة الأثيوبية التى يدلون بها بأنفسهم أو بواسطة وكلائهم الرسميين، وهؤلاء المندوبون هم :
أ ـ أصحاب النيافة المطران والأساقفة والأنشجى.
ب ـ مندوب حضرة صاحب الجلالة الإمبراطور.
ج ـ أربعة وعشرون كبيراً من كبراء الإمبراطورية يعينهم جلالة الإمبراطور.
ويتم تحديد أسماء هؤلاء الناخبين بإخطار يتلقاه القائممقام البطريرك من السفارة الأثيوبية بالقاهرة.
مادة 15: تعد بطاقات مرقمة فى دفاتر بقدر عدد الناخبين المقيدين بالجدول، وتختم هذه البطاقات بخاتم رئيس لجنة الانتخاب، وتسلم لكل ناخب عند حضوره إلى جمعية الانتخاب فى اليوم المعين لذلك البطاقة التى تحمل اسمه ورقم قيده بالجدول ويوقع باستلامها على سجل يعد لذلك، وتوضع بطاقات المتخلفين عن الحضور من الناخبين المقيدين فى ظرف يكتب عليه عددها ويسلم إلى رئيس لجنة الانتخاب ليقوم بمراجعة العدد وختم الظرف بالجمع الأحمر.
وتقوم بتسليم البطاقات والإشراف على جمعية الانتخاب لجنة تؤلف من ستة من الناخبين تختارهم لجنة الترشيح قبل يوم الانتخاب بثلاثة أيام على الأقل.
مادة 16: عند حضور الناخب أمام لجنة الانتخاب فعليه أن يسلم إلى سكرتيرها البطاقة المشار إليها فى المادة السابقة، وعلى السكرتير أن يقوم بطى البطاقة ووضعها فى صندوق يعد لذلك ثم يسلم الناخب ورقة انتخاب، وتعد هذه الورقة بحيث تشمل أسماء المرشحين الواردة بالقائمة النهائية المشار إليها فى المادة السادسة.
ويكون إبداء الرأى بأن ينتحى الناخب خلف ساتر ويقوم بشطب أسماء المرشحين الذين لا يرغب فى اختيارهم بحيث لا تزيد الأسماء الباقية بدون شطب على ثلاثة.
ولا يجوز للناخب أن يكتب اسمه على ورقة الانتخاب أو أن يضع عليها أية علامة أو إشارة تميزها أو تدل عليه وإلا اعتبرت الورقة باطلة.
مادة 17: بعد إتمام عملية الانتخاب تقوم اللجنة بإحصاء عدد الناخبين المتخلفين وعدد ممثلى الكنيسة الأثيوبية ثم تفتح صندوق البطاقات، وصندوق أوراق الانتخاب للتحقق من أن عدد البطاقات مضافاً إليه عدد الناخبين المتخلفين يطابق الناخبين المقيدين فى جدول الانتخاب. ومن أن عدد أوراق الناخبين مضافاً إليه عدد الناخبون المتخلفون يطابق عدد الناخبين المقيدين فى جدول الانتخاب المضاف إليه عدد ممثلى الكنيسة الأثيوبية.وبعد أن يقوم السكرتير بإثبات ذلك فى المحضر تقوم اللجنة بفرز الآراء، وتفصل فى جميع المسائل المتعلقة بعملية الانتخاب وفى صحة إبداء كل نائب برأيه أو بطلانه.
وتكون مداولات اللجنة سرية وتصدر قراراتها بالأغلبية المطلقة، وفى حالة تساوى الأصوات يرجح رأى الجانب الذى فيه الرئيس.
وبإتمام الفرز يعلن الرئيس أسماء الثلاثة الحائزين على أغلبية الأصوات بحسب ترتيب حصولهم عليها، ويحرر سكرتير اللجنة محضراً بأعمالها من نسختين يوقع من الرئيس والأعضاء ومندوب وزارة الداخلية.
ويحدد فى المحضر يوم الأحد التالى لعملية الانتخاب موعداً لإجراء القرعة الهيكلية بالكنيسة المرقسية الكبرى بالقاهرة، وترسل نسخة من هذا المحضر إلى وزارة الداخلية، أما النسخة الأخرى فتحفظ بالبطريركية وكذلك سائر أوراق عملية الانتخاب بعد وضعها فى مظاريف وختمها بالجمع الأحمر.
مادة 18: يعلن القائممقام البطريرك عن موعد إجراء القرعة الهيكلية ومكانه وتتم القرعة وفقاً للقواعد والتقاليد الكنسية، ويعلن القائممقام البطريرك اسم من اختارته القرعة ويعمل عن ذلك محضر يحرر من نسختين ويوقعه رئيس لجنة الانتخاب والحاضرون من أعضاء المجمع المقدس ولجنة الترشيح وترسل نسخة منه لوزارة الداخلية فى اليوم التالى.
ويصدر قرار جمهورى بتعيين البطريرك ويقوم القائممقام البطريرك برسامته وفقاً لتقاليد الكنيسة.
الباب الرابع
حكم عام وآخر وقتى
مادة 19: يجوز عند الضرورة بقرار من لجنة الترشيح إطالة المواعيد المبينة في هذه اللائحة أو تقصيرها.
مادة 20: عند تطبيق أحكام هذه اللائحة لأول مرة يعتبر تاريخ العمل بها تاريخاً لخلو الكرسي البطريركى.