رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وراء كل ديكتاتور امرأة تعشقه!

بوابة الوفد الإلكترونية

هل اختلفت نساء الديكتاتوريين المعاصرين عن نساء الديكتاتوريين السابقين في القرن العشرين؟.. بعد الأباطرة الفاشيين والشيوعيين في القرن العشرين اهتمت المؤرخة الفرنسية الشابة «ديان دوكريه» بنساء وعشيقات وخليلات

الديكتاتوريين المعاصرين، وأجرت تحقيقاً حول ملامح هؤلاء النسوة من هافانا إلي الشرق الأوسط مروراً ببلجراد وبيونج يانج.
ونشرت التحقيقات في الجزء الثاني من كتابها «نساء الديكتاتوريين» عن نساء كاسترو وصدام حسين وميلوسوفيتش والخوميني وكيم جونج إيل وبن لادن والقذافي وحسني مبارك.
نساء الديكتاتور بلا مستقبل.. القذافي وبن علي ومبارك جذبوا مع سقوطهم زوجاتهم.. أكدت المؤلفة أن الديكتاتوريين تحترمهم زوجاتهم ويشهدن أنهم كانوا علي المستويين الإنساني والجنسي أكثر حيوية من حياتهم السياسية وأقل دموية، يتمتعون بحساسية شديدة وهم عاشقون بدرجة عالية، لم تحاول «ديان» التأريخ للديكتاتوريين ولكنها سعت لتقديم تشريح تفصيلي للسلطة والسياسة والقلب الإنساني.
وتؤكد المؤرخة أن مقولة «الحب أعمي» صادمة حتي لدي الأباطرة الأكثر دموية.
في ليبيا كان أحد الألقاب التي أطلقت علي القذافي «الدكر» لأنه يجذب اهتمام العديد من النساء، فهو دائماً محاط بحارسات شخصيات «الأمازون» ينظم مؤتمرات لا يتحدث فيها سوي للنساء ويتظاهر بأنه يحررهن، من جهة أخري يظهر كديكتاتور دموي وبلا رحمة.


يحتاج الديكتاتور لإغواء النساء سياسياً.. من ناحية يمثل كأنه منقذ ومحافظ علي شرفهن، وفي نفس الوقت يسعي لإبراز نفسه باعتباره الفحل الأعلي.. عندما يستعرض أمام النساء اللواتي يعتقدن بمبرراته، يقنع الديكتاتور الرجال الذين يرون أنه نموذج للفحولة، وهذا الجدل بين الدور الأبوي والفحولة يعتبران العنصرين الضروريين لسلطة الديكتاتور.
أوضحت «ديان» أن القذافي عقد اجتماعاً حضرته 200 امرأة ليبلغ العالم بأن النساء يصفقن له ويعشقنه وهذا ما يعني ضمنياً أنه الأفضل والأعلي.
وأشارت إلي أن الديكتاتوريين يستشعرون النقد الخبيث وحساسون للانتقادات التي تلمس ذكوريتهم أو حياتهم الجنسية، فمثلاً أطلق أعداء «هلتر» أغنية عنه تستهدف قتل سمعته كفحل وتحطيم صورته التي اعتادوها عن الفوهرر.
نموذج آخر في السيرة الذاتية التي كتبها كويتي أكد المؤلف أن صدام حسين شارك في أفلام جنسية موجهة للشواذ ليؤكد أنه لا يعشق فقط النساء.. وهذه الهجمات لإنكار فحولة الديكتاتوريين أخذتها المخابرات الأمريكية لتواجهه بها، وبالتالي تنجح في الهجوم علي سياسته.
تثير المنظمات العدائية لديكتاتور ما نظرية ضعفه ذكورياً ليضطر شعوبهم إلي التساؤل عن صحة الصورة التي عملوا علي بنائها لسنوات طويلة.

الديكتاتوريون المعاصرون
أكدت «ديان دوكريه» في حديث لها مع صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية أن الفروق بين نساء الديكتاتوريين في القرن العشرين والديكتاتوريين المعاصرين ضخمة ولا يستطيع أحد إنكارها، فيما مضي كانت النساء يعشن في ظل أزواجهن الديكتاتوريين، ويضحين من أجلهم بكل شيء حتي الممات، لكنهن تغيرن في الزمن المعاصر منذ إيلينا كوسيسكو وجيان كينج الزوجة الرابعة للزعيم الصيني ماو، فمنذ تلك الحقبة وزوجات وعشيقات الديكتاتوريين صاحبات إرادة ونفوذ ويفعلن الكثير بل أنهن يتشاركن مع الديكتاتور الحكيم بدلاً من البقاء في الظل.. فاليوم ليلي الطرابلسي وسوزان مبارك وسيمون جاباجبو، سرن علي هذا الخط وكل منهن ابتكرت شبكتها الخاصة، كن يسيطرن بشكل أساسي علي الاقتصاد والاتصالات.
وبحثت النسوة الثلاث عن أفضل الوسائل لتقديم أنفسهن وإثراء صورتهن وتطويرها لتصل إلي صورة نموذج امرأة الإقليم، تدير ليلي الطرابلسي ضمن عدة منظمات أخري منظمة المرأة العربية لتكافح من أجل استقلال النساء، في حين أن سوزان مبارك تلقت عشرات التبرعات الإنسانية لمجهوداتها في مجالي التعليم والدفاع عن حقوق الطفل.

سقوط الشيوعية.. والأباطرة
منذ سقوط الأنظمة الشيوعية والديكتاتوريون يعانون من بند الدبلوماسية العالمية، وعليهم اليوم السعي لتحسين صورتهم أمام العالم وتقديم أدلة علي احترام الحريات الشخصية حتي لا يتم استبعادهم من المجتمع الدولي، فاليوم التبادل التجاري والمالي الدولي أصبح أكثر أهمية بالنسبة للديكتاتور ويستحيل عليه أن يسود ويسيطر بانعزاله عن العالم.
ويسعي بعضهم إلي استغلال العنصر النسائي عندهم في محاولة لخدمة صورة زوجاتهم.. إن معظم الديكتاتوريين المعاصرين يستخدمون زوجاتهم لتحسين صورتهم أمام العالم، وإضفاء طابع إنساني وأخلاقي عليها.. ففي الزمن المعاصر قلما نتحدث عن سلطة رجل واحد يسيطر علي المجتمع مثل حالات هتلر وسالازار أو فرانكو، لكن غالباً ما يثار حديث عن الزوجين.

ديكتاتور الدول النامية
في بعض مناطق من العالم لا يتاح للمرأة دخول المعترك السياسي والوصول إلي السلطة، فمثلاً في أمريكا اللاتينية حيث يستمر الديكتاتور لسنوات طويلة ودائماً يكون عسكرياً، تمنع المرأة من الظهور باستثناء مؤخراً عندما بدأ قبول النساء في الجيش، أما في الشرق الأوسط فهي دائماً قضية دين، فالمرأة في الدول الإسلامية نادراً ما تدفع إلي مقدمة المسرح السياسي، ففي معظم تلك المناطق ترغب النساء في البقاء في الظل خلف زوجها السياسي أو الديكتاتور، ترغب النساء في الحكم بجوار أزواجهن ولكن لم تسع أي منهن في تقديم نفسها مباشرة وممارسة سلطة الحكم دون مشاركة باستثناء جيان كينج.
أعربت «دوكريه» عن اعتقادها بأن المرأة الديكتاتورة ستكون أكثر قسوة، فمنذ شاركت المرأة الديكتاتور السلطة والحروب مع النساء الأخريات، خاصة كانت بلا رحمة ولا هوادة.. إن الغيرة تسيطر علي سلوكياتهن، خاصة عندما يتعلق الأمر بالجمال أو بالملابس الفاخرة فإنها تعمل علي سجن منافستها أو قتلها.
عندما تصبح المرأة ديكتاتورة فسيكون لديها استراتيجية أكثر مما كانت لنظيرها الرجل، وسيصبح الأمر أكثر صعوبة علي الشعب معارضتها.

الديكتاتور قوي المشاعر
أكدت «ديان دوكريه» أن رجالاً مثل هتلر وموسوليني وستالين قضوا أوقاتاً في لقاء عشيقاتهم أكثر مما قضوه في كتابة خطبهم السياسية، وأوضحت أن الديكتاتور يرتاح من القضايا السياسية علي شاطئ الإغراء والعشق.
كما أكدت أن الديكتاتور يكون مع عشيقته أو زوجته أو خليلته بشكل يختلف تماماً عما يمثله علي المستوي السياسي، وأشارت إلي أنها اختارت في كتابها ستة شخصيات سجلوا لحظات فارقة في التاريخ المعاصر، بل وصنعوا أمن أوطانهم فوق صفيح ساخن وعاشوا حياتهم مع كراهية شديدة تجاه الغرب سواء لأسباب الجغرافيا والسياسة أو لأسباب دينية، مما دعاها للاهتمام بكاسترو وميلوسوفيتش عن القذافي أو أمين دادا ومبارك.
واهتمت بحياتهم العاطفية والإنسانية أكثر من الصورة التي سعوا لإبرازها للعامة التي تتسم بالعنف والقسوة.. فمن يتخيل أن آية الله الخوميني كان

ينظف الحمامات ويغسل الأطباق لإرضاء زوجته والعمل علي راحتها، وأن فيدل كاسترو كان يلهو بسيارته الصغيرة في مكتبه وهو يستعرض خليلاته.. وأكدت «ديان» أن جميع الوحوش الآدمية في حياتهم الشخصية يميلون للإنسانية أكثر من أي شخص طبيعي.
رفضت «ديان» وضع مقياس واحد لجميع نساء الديكتاتوريين لأن هناك نساء لم يكن أكثر من مجرد أتباع لأزواجهن أو كلاب سلطة، مثل ميرجانا ماركوفيتش زوجة سلوبودان ميلوسوفيتش.. وآخريات يناصرن سياسة أزواجهن مثل زوجات الخوميني أو صدام حسين، أو خادمات لرغبات الديكتاتور الجنسية أو انتحاريات لخدمة أهداف أزواجهن مثل «أمل» آخر زوجات بن لادن.
وهناك نساء يعشقن أزواجهن دون تفكير أو تقييم لهم مثل «ماجدة جوبيلز» لكن الشيء الوحيد المشترك بينهن أنهن يستحيل عليهن هجرة رجالهن الديكتاتوريين لأنهن إما يطاردهن إذا ما هجروهم أو لأنهن غارقات في العشق لدرجة العمي.

مارجريتا سارفاتي.. أول من هجرت الديكتاتور
علي مدي التاريخ لم تهجر امرأة ديكتاتوراً سوي مارجريتا سارفاتي، واحدة من أوائل عاشقات موسوليني.. إحدي نجمات الطبقة البرجوازية بفينيسيا وهي التي ساهمت في تكوين معتقداته وأيديولوجياته، ودفعته إلي الفوز بالسلطة خلال المسيرة نحو روما عام 1922 لكنه تردد واستعد للهروب إلي سويسرا.. ومن سخرية القدر دفعتها قوانين النظام التي ساهمت هي نفسها في إقرار تطبيقها إلي مغادرة روما.

سلوبودان.. ملاك!
لا تزال ميرجانا ماركوفيتش التي تعيش حالياً في موسكو تعتقد أن زوجها سلوبودان ميلوسوفيتش أنه وطني ولم يسع لإبادة السلوفاك، لكنه دافع عن بلاده ضد الهجمات غير الشرعية، فقد رأت ميرجانا أن الغرب سعي لإنهاء الماركسية من علي الأرض.. وماريتا لوينز التي أجبرها كاسترو علي الإجهاض لم تفلح في قتله، بالرغم أن وكالة المخابرات الأمريكية وعدتها بـ 2 مليون دولار لمساعدتها علي قتله، لكن ماريتا كانت تعشق كاسترو ولا تزال حتي اليوم.. وإيزابيل كاستوديو عشيقة أخري لكاسترو.. تذكر أنه سجن وقتل العديد من معارضيه وحدد حريتها لكنها لم تأسف يوماً علي علاقتها وعشقها له.
أكدت «ديان» أن جميع النسوة اللواتي كن علي علاقة بالديكتاتوريين لم يطوين صفحة الديكتاتور من حياتهن، حتي الزوجة الأولي لبن لادن «نجوي» التي شاركت رغماً عنها في تصاعد العنف الذي مارسه زوجها، بالرغم من رؤيتها لأبنائها يصبحون جثثاً أمام أعينها، لم تحفظ «نجوي» في عقلها غير صورة الرجل الحنون الذي التقته عندما كانا شابين يحيطها بالهدايا ويعشق الغزلان الصغيرة، بالنسبة إليها أسامة بن لادن لا يمثل سوي الحنان والحب والرقة والوداعة المجسدة علي الأرض.
تختلف النساء في النظم الديكتاتورية عن نساء النظم الديمقراطية، بالرغم من أن العناصر المؤثرة في الاثنين واحدة، «الغيرة - الرغبة في التضحية - عشق الفخامة، والاهتمام بالفنون المشتقة».. لكن نساء النظم الديمقراطية لسن سجينات أو ضحايا بل أحرار يملكن حقوق هجرة رجالهن عندما يحتجن إلي ذلك.
تعتبر سيليا سانشيز، أكثر نساء الديكتاتوريين إخلاصاً وقوة والأكثر عطاء وتضحية بين العشيقات، فقد ذكرت سيليا في إحدي رسائلها أن محاربة الباتيستا والمخابرات والإدارة الأمريكية أسهل من كفاحها للاحتفاظ بحبها لفيدل كاسترو وكوبا.
كذلك ساجدة حسين، زوجة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين التي سعت لإثبات احترامها لذاتها والحفاظ علي توازنها وكرامتها بالرغم من معاناتها الشديدة من خيانته.
المعروف أن لصدام عشيقة يونانية تعيش حالياً بجبال سويسرا في منزل تحوطه حراسة مشددة.
أما أكثر النساء قسوة كانت جيانج كينج، زوجة الزعيم الصيني ماو الرابعة التي كانت تعاني من غيرة حادة.. ففي إحدي السهرات ارتدت زوجة أحد الوزراء رداء مدوناً ووضعت عقداً من اللؤلؤ مما جذب انتباه ماو بملبسها وأناقتها اللذين أضفيا جمالاً عليها.. فما كان من جيانج كينج إلا أن ألقت القبض عليها وحاكمتها في ميدان عام وأجبرتها علي ارتداء جميع ملابسها، ووضعت حول عنقها سلسلة منضدة البينج بونج وضربتها وعذبتها وسجنتها، وتوفيت المرأة في السجن.
أما المرأة المثيرة للانتباه ويصعب تفسير عقليتها وسلوكياتها كانت ماجدة جوبليز الشابة التي كانت تضع نجمة داود حول عنقها، وعندما انتحرت بعد قتلها لأبنائها عثر علي جسدها علامة ذهبية للحزب النازي.