عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الوفد الأسبوعى تنفرد برصد فتنة " ميت بشار"

بوابة الوفد الإلكترونية

فتاة لم تتعد الـ15 عاماً كادت أن تحرق قرية بأكملها وشباب لم يستجب لصوت العقل ونفخ فى قضية شائكة كانت ستحرق كل من على أرض قرية ميت بشار بالشرقية التى يطل عليها الآن شبح الفتنة

الطائفية الذى يسكن أبوابها ويحاول أن يجد مسلكاً للاندساس بين الأهالى الذين لم يعرفوا يوماً الفرقة بين المسلم والمسيحى حتى إن القرية بداخلها كنيسة على مساحة هائلة جداً وأمامها عدة جوامع فى مشهد يجعل من المستحيل على شبح الفتنة أن يعبر حتى من أمامها.
فى قرية ميت بشار لم يربح أحد فلا المسلمون الذين ثاروا بعد أن اكتشفوا اختطاف فتاة مسيحية وأسلمت ربحوا من الواقعة خاصة ولا الأقباط الذين حاولوا ترغيب الفتاة للعدول عن اعتناقها الدين الإسلامى استفادوا من ذلك فالكل خسر والنار باتت تحت التراب فى القرية التى تعيش حالة من الغليان لم تنجح الحلول الأمنية فى تهدئة حالة الفوران الطائفى التى أصابت أهالى القرية.
ما جرى فى القرية خلال الأيام الماضية ينذر بكارثة لو لم يتم التدخل العاجل خاصة ان الملف برمته أصبح بين أيدى فتاة صغيرة تتحكم فى مصير 60 ألف مواطن هم عدد سكان قرية ميت بشار.
بداية الأزمة جاءت عقب اختفاء فتاة من أهل القرية تدعى رانيا خليل إبراهيم لم يتجاوز عمرها الـ 15 عاما بعد أسبوع واحد من خطبتها على أحد أبناء القرية وهو الشاب أحمد عبد الله الذى ارتبط معها بقصة حب عنيفة بينهما انتهت بحفل خطوبة كبير شارك فيه أهالى القرية.
رانيا قبل 3 أشهر من خطبتها كانت قد أشهرت إسلامها وتركت ديانتها المسيحية وقبلها بـ6 سنوات أشهر والدها خليل ابراهيم إسلامه وانفصل عن زوجته المسيحية وتزوج بأخرى مسلمة وأنجب منها ابنة أخرى لم يتعد عمرها العامين الآن وتركت رانيا منزل والدتها بعد إشهار إسلامها وعاشت مع والدها وبعد أسبوع واحد من خطبتها اختفت رانيا فى ظروف غامضة وبحث عنها الجميع فى كل مكان حتى استطاع خطيبها أن يحدثها عبر الهاتف بعد محاولات شاقة وكان المتحدث على الناحية الأخرى زوج أخت رانيا القبطى الذى نصح أحمد بنسيان خطبته وترك رانيا تعيش فى حالها لأنها عادت إلى دينها الأصلى وهنا ثار شباب القرية خاصة بعد أن سرت شائعات عديدة حول تعرضها للخطف وإجبارها على اعتناق المسيحية مرة أخرى.


لم يجد الشباب سوى التظاهر أمام الكنيسة وإحراق إطارات السيارات أمامها وأحرقت سيارات ملك أقباط بالقرية واختفت الأصوات العاقلة وظهر على سطح الأحداث الأصوات المثيرة للفتن التى كانت تشجع المسلمين على الغضب وتحث الأقباط على الأنتقام حتى تحولت القرية إلى ساحة قتال بين المسلمين والأقباط لم يهدئها سوى صوت قنابل الغاز المسيلة للدموع التى فرقت المتظاهرين وعادت الأصوات العاقلة فى الظهور ولكن بعد أن انفجرت الأزمة واستطاعت قوات الأمن العثور على رانيا عند عمها فى عزبة النخل بالقاهرة وتم التحفظ عليها داخل مبنى مديرية أمن الشرقية وبعد أن هدأت الأوضاع تجددت الأزمة مرة أخرى خاصة بعد إصرار أهالى القرية على رؤية رانيا والتحدث معها وهو ما رفضته رانيا وأصرت على البقاء عند عمها وعدم العودة إلى والدها أو والدتها مرة  أخرى وهو ما جعل أهالى القرية يختارون لجنة مكونة من 10 من كبار رجال قرية ميت بشار لمقابلة الفتاة والتحدث معها ودارت مفاوضات عنيفة فى مديرية الأمن بين أهالى القرية ونواب الشرقية وأهل الفتاة وأسرة خطيبها لوضع حل لتلك المشكلة.
«الوفد الأسبوعى» ذهبت الى قرية ميت بشار لمعرفه تفاصيل ما يجرى فيها واخترقت الجدار الذى أقامه الأهالى لمنع دخول الإعلاميين إلى القرية خاصة مع تخوفهم من تشويه الحقائق وتزييفها، ولحظة دخولك القرية سوف تجد كردوناً أمنياً يحيط بها من كل جانب ففى مدخل القرية الأمامى يوجد 15 سيارة أمن مركزى بالإضافة إلى مدرعات الجيش التى انتشرت فى كل شبر من أنحاء القرية وحاصر رجال الأمن المركزى كنيسة السيدة العذراء التى توجد على مساحة كبيرة من الأرض كما انتشرت قوات الأمن والجيش أمام منازل بعض الأقباط بالقرية التى سادها الهدوء الحذر سرعان ما يتلاشى سريعا فالقرية تشهد اشتباكات عنيفة تتجدد كل عدة ساعات ولكن أعنف اشتباكات شهدها عصر الثلاثاء الماضى حيث قامت قوات الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع بعد حرق إطارات السيارات أمام الكنيسة بغزارة شديدة مما أدى إلى إصابة 8 من الأهالى و6 من عساكر الأمن المركزى والضابط خالد العراقى وتم نقل المصابين إلى مستشفى منيا القمح العام وخرج 5 مصابين بعد عدة ساعات وبقى مصاب واحد من جنود الأمن المركزى.


وشهدت القرية حالة من الهدوء النسبى وعادت الاشتباكات بشكل طفيف مع مساء أمس دون ان تطلق قوات الامن الغازات المسيلة للدموع وسرعان ما انتهت الاشتباكات مع إرسال وفد يضم 10 من كبار رجال القرية للتحدث مع رانيا فى مديرية الأمن وعقد جلسات استماع لها.
اتهم أهالى القرية القس جرجس جميل بإشعال الفتنة وأنه وراء محاولة إعادة تنصير رانيا التى فجرت الأزمة كما اتهموه بممارسة بعض أعمال السحر عليها حتى لا تسترد وعيها وتعود إلى الدين المسيحى.
وقال عماد أبوالحاج إن زوج أخت رانيا القبطى هو الذى قام بخطفها من القرية وذلك عن طريق إحدى الدراجات البخارية وقام بتهريبها إلى القاهرة فى ميكروباص خاص بأحد أقاربه إلى عزبة النخل بالقاهرة وبعد أن قام خطيبها بالاتصال بها أبلغه زوج أختها بضرورة الابتعاد عنها وهو ما أثار حفيظة شباب القرية.
وفى الوقت الذى أكد فيه جورج تادروس جرجس أن المسلمين قاموا بحماية الأقباط إلا أن هناك بعض الأشخاص قاموا باقتحام الكنيسة وحاولوا إشعال النيران فيها وقام بعض المجهولين بإلقاء بنزين على سيارات بعض الأقباط وإشعال النيران فيها وليت الأمر اقتصر على ذلك بل ان هناك من حاول حرق الإطارات أمام الكنيسة ولكن جورج عاد ليؤكد ان من قام بأعمال التخريب ليس من أهل القرية على الإطلاق وأن هناك محاولات عديدة للوقيعة بين المسلمين والأقباط فى القرية.
إلا أن أحد الأقباط وهو عاطف حنين حمل رؤية موضوعية للأزمة وقال إن الجماعات السلفية بالإضافة إلى كاهن الكنيسة هم الذين أشعلوا الأزمة

فالسلفيون شعروا بالغيرة بعدما حاول الإخوان التهدئة وشكلوا لجان لحماية الكنيسة فثار السلفيين لتحقيق مكاسب انتخابية، خاصه أن انتخابات الشورى تجرى وسط الأحداث ويريد السلفيون التفوق فيها على جماعة الإخوان المسلمين، وفى الوقت نفسه فإن تصريحات كاهن الكنيسة فيها قدر كبير من التسرع وعدم التوفيق.


وداخل مديرية أمن الشرقية بدأت جلسات الاستماع الى الفتاة والمفاوضات مع أسرة خطيب الفتاة وبحضور عدد من أعضاء مجلس الشعب على رأسهم النائب الوفدى اللواء محمد هانى أباظة والتى بدأت منذ الساعة العاشرة مساء وحتى الساعات الأولى من فجر أمس الأربعاء.
وفى جلسات الاستماع فجرت الفتاة رانيا مفاجآت بتأكيدها على رفضها العودة الى أبيها أو أمها فى القرية وأنها مصرة على العيش مع عمها بعزبة النخل بالقاهرة وهو ما وضع لجنة الاستماع فى مأزق  خاصة أن القرية كلها فى انتظار أن تعود رانيا إليهم لتؤكد لهم إنها غير مخطوفة لكى تهدئ الأوضاع كما أصرت رانيا على اتباع الديانة المسيحية وقام عقلاء القرية بتقديم عروض كثيرة الى رانيا منها العودة الى القرية ليوم واحد فقط عند أبيها أو أمها حتى تهدئ الأمور وتقرر أن تعيش بعدها مع من تشاء، كما عرض عليها أحد كبار القرية استضافتها لمدة يوم واحد فقط بصحبة بناته الخمسة إلا ان الفتاة طلبت مهلة للتفكير لحين الانتهاء من قرار النيابة حيث مازالت محتجزة على ذمة القضية التى حرر محضر فيها حمل رقم 299 خاصة اتها مازالت قاصراً وتتبع حضانة والدها التى ترفض العيش معه وحتى مثول الجريدة للطبع لم يصدر قرار النيابة فى القضية التى تباشر التحقيق فى القضية.


وداخل مديرية الأمن دار جدل عنيف بين أهالى القرية الذين تجمعوا فى انتظار استرداد الفتاة لتهدئة القرية الغاضبة حول كونها أسلمت بشكل شرعى أم لا وهل تحمل وثيقة إشهار لإسلامها أم لا وحتى انتهاء لجنة التفاوض لم يتم التأكد من حملها الوثيقة لكونها لم تبلغ السن القانونية، وبالتالى فهى مازالت على ديانة والدها المسلم.
وعقب انتهاء المفاوضات التى اسفرت عن استرداد خطيب الفتاة لكامل حقوقه سواء فى الشبكة أو الهدايا التى منحها لها وموبايل وحدثت مواجهة بينهما لم تستمر لدقائق، أكد خلالها خطيب الفتاة أنه لايرغب فى استمرار علاقته بها كما تمسكت الفتاة بديانتها المسيحية أمام 10 من كبار القرية وإنها لا تريد العودة الى القرية.
وفى تصريحات خاصة لـ «الوفد الأسبوعى» أكد والد الفتاة خليل إبراهيم «المسلم» أن رانيا مرتبكة وأفكارها مشوشة وهى الآن اختارت طريقها وربنا يسترها معاها.
وقال أحمد عبدالله خطيب الفتاة إنه اختار الزواج من رانيا بعد قصة حب قصيرة جمعتهما، لكنه الآن أنهى علاقته بها ويشعر أنه ربح كثيراً من وراء ذلك القرار، وأضاف أن بعض النواب الذين على صلة بالقرية لم يقولوا كل الحقائق الكاملة حيث أكد أن الفتاة تريد العودة الى أمها وهو مالم يحدث وآخر المفاوضات بشكل كبير.
وأشار الى إن علاقته برانيا كانت جيدة جداً وفوق أى تصور حتى إنها قبل اختفائها بساعات كانت تتحدث معى فى التليفون لفترة طويلة وبأسلوب جيد ومرح ولا يدل على ما سوف تفعله ويشعر عبد الله ان رانيا واقعة تحت تأثير وضغط شديد لا تستطيع ان تختار ما يتناسب معها بالشكل الواضح حتى الآن ويرجح أن يكون الكاهن جرجس وراء ما يحدث.
وأشار إلى أنه عندما التقاها فى مديرية الأمن اكدت له انها تحبه ولكنها تتمسك بديانتها.
وقال عبد الله ابراهيم فاضل والد خطيبة الفتاة السابقة انهم فؤجئوا بتغيير رانيا ديانتها واختفائها منذ أيام عند طريقه ذهابها الى عزبة النخل فى القاهرة، وقال إن الجلسة العرفية التى عقدت داخل مبنى مديرية الأمن قامت بمنحى كافة حقوقى المالية والأدبية وأنهينا العلاقة بشكل نهائى ومحترم ولكن الفتاة لديها إصرار على استكمال حياتها بالشكل الذى تراه هى فقط.
واكتفت رانيا خليل فى بضع كلمات قالتها بتأكيدها على انها مسيحية  وفى انتظار قرار النيابة. وقال النائب الوفدى محمد هانى درى أباظة إن رانيا رفضت العودة الى أبيها أو أمها واختارت العيش مع عمها ولها مطلق الحرية.