رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«الشخصية المُلتهبة» جاسوس صهيونى فى التحرير

بوابة الوفد الإلكترونية

اسمه الحركى «الشخصية المُلتهبة» جاسوس من أسرة يهودية يرتدى قناع الناشط فى مجال حقوق الإنسان، مهمته اذكاء الفتن وإثارة الوقيعة والفوضى بالبلدان الساخنة بالمنطقة العربية وعلى رأسها مصر

، ولد فى الجزائر عام 1948 ، واصطحبته عائلته مطلع عام 49 للعيش فى فرنسا ، يعمل لحساب الاستخبارات الإسرائيلية ، انه الصهيونى الفرنسى بيرنارد - هنرى ليفى «BERNARD-HENRI LÉVY» الذى روجت له اسرائيل فى وسائل الإعلام العالمية على انه ناشط سياسي ، كمدخل لتسهيل مهامه القذرة، والوفد تكشف فى السطور التالية أسرار رحلته للقاهرة إبان الثورة ، والدور الذى قام به بتوجيهات من الموساد.
جاء «ليفى» إلى القاهرة إبان ثورة 25 يناير وتجول فى شوارعها، وحرص على التواجد فى ميدان التحرير، اندس بين الثوار فى أحاديث سرية وأخرى علنية، حمل العلم المصرى وهو يؤجج الفتنة بين الثوار على غرار الجاسوس «إيلان حاييم جرابيل»، وبعد أيام قلائل من تواجده اشتعلت أعمال العُنف فى التحرير بين الثوار ورجالات الأمن، والغريب أن أعين الأمن لم تلتقطه، ولم يتم كشفه من قبل الثوار ، ولم يكتف بذلك ، بل أجرى لقاءات مع شحصيات مصرية متوشحا بصفته كحقوقى فرنسى ، فقد التقى فى 22 فبراير هذا العام بالمهندس «سعد الحسيني» - عضو المكتب التنفيذي لحزب الحُرية والعدالة ، والعضو السابق فى جماعة الإخوان المسلمين ، والنائب فى مجلس الشعب عن الدورة البرلمانية لعام 2005 ، وهو الاجتماع الذى تم منع الصحفيين الأجانب والمصريين من حضوره ، وعلى اثر ذلك قامت حملة شرسة من شباب فى المحلة الكُبرى ، انتقدت بشدة  لقاء وفد من الإخوان مع «ليفى» ، كما التقى أيضاً «أحمد السيد النجار» ، الخبير الاقتصادي بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام ، رغم علم كل هؤلاء ان «بيرنارد - هنرى ليفى» من اكبر المدافعين عن دولة إسرائيل ومهاجمته للعرب وسخريته من المسلمين.
ذاع صيت ليفي إبان حرب انفصال بنجلادش عن باكستان عام 1971 ، حينما تخفى فى شخصية صحفى ، وعمل مُراسلاً عسكرياً هناك ، وزادت شهرته أكثر فى أوروبا عام 1995 بسبب دعوته لحلف شمال الأطلنطى «الناتو» للتدخل فى منطقة البلقان ، وقد ارتبط اسمه بكثير من مناطق الصراع فى العالم ، وهو سبب إطلاق الوصف الحركى عليه بالشخصية المُلتهبة ، فقد كان له دور خفي فى بنغازي الليبية ، حيث رتب لعقد لقاءات سرية بين أعضاء من المجلس الانتقالى الليبى وصُناع القرارات السياسية الفرنسية ، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسى «نيكولا ساركوزى» الذى استقبلهم فى قصر الأليزيه ، وذلك قبل انتصار الثوار الليبيين ومقتل القذافى بعدة اسابيع.
حاز على ثقة «جاك شيراك» رئيس فرنسا الأسبق ، وعينه مبعوثاً خاصاً له في أفغانستان عام 2002 ، وبعد ذلك بعام واحد نشر كتاباً بعنوان: «من قتل دانييل بيرل؟» سرد فيه نشاطه فى تعقب قتلة الصحافي الأمريكي «بيرل» الذي أعدمه تنظيم القاعدة ، وهو الكتاب الذى ساهم فى توطيد علاقته بأمريكا ، وقد دعمت المنظمات الصهيونية هذا الكتاب فى وسائل إعلام ذات صلة بها ، وكان أحد الأهداف السياسية هى الترويج لما أطلق عليه الخطر الباكستاني ، والدعوة لضربها وتجريدها من السلاح النووي .
وفى عام 2006 قام  بيرنارد - هنرى ليفى بتوقيع بيان مع عدد من المثقفين من بينهم الكاتب الإيرانى الأصل المُثير للجدل «سلمان رشدي» صاحب كتاب آيات شيطانية ، تحت عنوان: «معاً لمواجهة الشمولية الجديدة» يرد فيه على الاحتجاجات الشعبية في الدول الإسلامية ، ضد الرسوم الكاريكاتورية التي تناولها رسام دنماركى حول سيدنا محمد «ص»، ووقع البيان انطلاقا من عدائه للإسلام عقيدة وأعراف ، وكان من ضمن تعبيراته ضد الاسلام تلك التى صرح بها لصحيفة يهودية «جويش كرونيكل» فى اكتوبر عام 2006 حيث قال: «إن الحجاب ليس لحماية المرأة  بل هو دعوة للاغتصاب» ، وفي كتابه «يسار في أزمنة مُظلمة .. موقف ضد البربرية الجديدة» قال: إن النزعة الإسلامية تهدد الغرب ، مثلما هددتها الفاشية فى الماضى ، ودعا التدخل الغربى في العالم الثالث مؤكداً انه أمر مشروع !


ولأنه الشخصية الملتهبة التى تجوب مناطق الصراع الساخن فى الدول العربية والاسلامية ، كانت تنقلاته المرصودة  بين جبال ووديان أفغانستان وسهول السودان ، وكذلك فى مراعي دارفور قبيل اشتجار الصراع بتلك المنطقة ، كما زار جبال كردستان العراق قبل تصاعد أصوات بانفصال الأكراد عن العراق ، يعرف المستوطنات الصهيونية فى تل أبيب أكثر مما يعرف عن بلده الأصلى فرنسا ، طاف مُدن وقرى شرق ليبيا ، وعلل ذلك بتلقيه دعوة لزيارة مدينة بنغازي ، ويصف نفسه بأنه كان «مواطن شرف» في مدينة مصراتة فى اوج الحرب الليبية الاخيرة، وهو ذات التعبير الزئبقى الذى استخدمه من قبل لإضفاء مشروعية على تواجده فى البوسنة إبان اشتعال عمليات التصفية العرقية ضد المسلمين على أيدى الصرب ، وشبه الأوضاع فى البوسنة فى حينه ،  بوضع إسرائيل بالنسبة له عام 1948 ، وهى السنة التى شهدت قيام عصابات الهجانة بقيادة «مناحم بيجين»  بمذبحة دير ياسـين.
ويشير تاريخه الموثق الى ارتباطه كصهيونى فرنسى بصداقة قوية منذ شبابه بمناحم بيجين ، مجرم المذبحة التى ارتكبتها مُنظمتان عسكريتان صهيونيتان هما الإرجون «التي كان يتزعمها بيجين ، رئيس وزراء إسرائيل فيما بعد» هذا الهجوم الذى تم باتفاق مع الهجانة ، وراح ضحيته مئات الفلسطينيين من أهالي القرية العزل ، للسيطرة على الأراضى الفلسطينية تمهيداً لإقامة الدولة الصهيونية.


ويعتبر بيرنارد - هنرى ليفى أحد الكوادر الصهيونية الذى تستفيد منه إسرائيل فى تحقيق مآربها فى المناطق العربية والإسلامية وأفريقيا ، وفى كثير من المناطق التى حدثت فيها اضطرابات سياسية واجتماعية ، وزرعت فيها بذورا طائفية أدت الى تفجر حروب أهلية ومجازر مرعبة ، وتقسيم وتمزق أفرز حالات من الخراب والدمار ، كان لـ «برنارد هنرى ليفى» دور تحريضي ، لإحداث الفرقة فى أجساد تلك المُجتمعات ، وهو قادر على التلون والتخفى فى شخصيات مختلفة ، حيث يُقدم نفسه على أنه رجل سلام وتسامح يدعو للحوار ، ويُمثل أحياناً دور الكاتب الصحفى المُتخصص ، والباحث فى شئون الشرق الأوسط ، والمُفكر السياسى ، والداعية الذى يناصر قضايا حقوق الإنسان ، والفيلسوف صاحب نظريات بناء المجتمعات متعددة الأجناس  ، الا انه معروف لدى الغرب ، ولدى المنظمات الحقوقية بأنه سفير الخراب والفوضى الإسرائيلية  ، ودوره بث الفتن لتنفيذ سياسة إحراق الأرض تمهيداً لتحقيق حلم إسرائيل الكُبرى من النيل الى الفرات ، بداية من خلق ما يُطلق عليه فى أروقة جهازى الاستخبارات الإسرائيلية «الموساد وأمان» إسرائيل الجديدة ، التى تعتمد على تغيير كيان وأنسجة الدول العربية ، وتعطيل أى مشروعات وحدوية لقومية عربية إسلامية ، اقتصادية كانت أو سياسية ، وذلك من خلال خطة «تحقيق خلق عرب جُدد فى شرق أوسط جديد».
اطلق «ليفى» من قبل مُبادرة للقاء عناصر من المُعارضة السورية في العاصمة الفرنسية باريس ، سبقها بلقاء عدة مرات مع شخصيات من المعارضة الليبية ، فى ذات الوقت كان يُحرض الحكومة الفرنسية على التدخل فى كل من سوريا وليبيا ، ومازال يعمل جاهداً من خلال

ندوات ومؤتمرات ، القليل منها علنى لكن معظمها يتم بأشكال سرية ، لحث فرنسا على دفع حلف شمال الأطلنطى التدخل فى البلاد التى لم تكتمل فيها ثورات الربيع العربى رغم زعمه بالدعوة الى تحرر الشعوب العربية من حكامها ، وذلك فى تناقض يكشف اساليبه الخداعية ومُفارقات سياسته وأهدافه ، فيما  أجندته تماماً من الدعوة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى العربية فى قطاع غزة والضفة الغربية ، ويصف مُعاناة الشعب الفلسطينى فى غزة بأنها ليست بسبب حصار اسرائيل ، لكن بسبب سياسة وسلوك الفلسطينيين أنفسهم ، وهى بالطبع وجهة النظر الرسمية لحكومة المُحتل الإسرائيلى .
وتعتبر كل من فرنسا واسرائيل ليفى ثروة هذا القرن ، لأن الرجل يقوم بدوره المرسوم له ، بعيدا عن الشكل التقليدى للجاسوس المتعارف عليه من قبل رجالات الاستخبارات فى عالمنا العربى ، لكنه فى الواقع أخطر من الجاسوس التقليدى  ، فدوره المتمثل فى إشعال فتيل الحرب هنا وهناك ، والاندساس بين الثوار ، واذكاء الخلافات لتحويل المظاهرات السلمية الى طابع عسكرى يتسم بالعنف والمواجهات الدامية ، هو أخطر ، حيث لا يمكن كشفه بسهولة، وهو يعمل بلا ضجيج تحت أغطية إعلامية خادعة ، ومن هنا أطلق كبار جنرالات الموساد الإسرائيلى اسم «الشخصية المُلتهبة» وذلك لقدرته على الاستحواذ على شهرة فى وسائل الإعلام ، وميله الشخصى للشهرة وإظهار نفسه كرجل سلام ، مدافعا عن حقوق الإنسان فى العالم ، وهذه الشهرة والغطاء الاعلامى تبرر له بالطبع سفراته وتواجده الدائمين  فى مناطق الحروب والخطر اى فى المناطق الساخنة بالعالم .
وليس غريبا ان يكون «ليفى» هو أول من كتب تقريرا سياسيا استراتيجيا عن المجلس الوطنى الليبى ، وهو التقرير الذى استعان به الرئيس الفرنسى «نيكولاى ساركوزى» ومرره لقيادة حلف شمال الأطلنطى «الناتو» فى العاصمة البلجيكية بروكسل ، وجاء بالتقرير  «ان أعضاء المجلس الوطنى الليبى ليسوا ديمقراطيين كما يعتقد البعض ، ولن يكونوا كذلك، انهم سيحكمون الشعب الليبى لسنوات أطول مما حكمهم العقيد القذافى ، لكن ستكون اياديهم ملساء ناعمة كالحرير ، سيرضى عنهم الشعب الليبى وسيرضى عنهم الغرب الأوروبى وامريكا واسرائيل ، حيث سيكون البترول الليبى فى مأمن، ولن تدخل الحكومة الليبية المُقبلة فى صراعات مع اسرائيل ، ولا استبعد ان يعترف المجلس الوطنى بإسرائيل كدولة يهودية مُستقبلاً ، واستطرد ليفى فى تقريره «ان المتمردين على نظام العقيد القذافى لن يكون لهم صلات بتنظيم القاعدة ، وليبيا ليست تونس حيث ان الاسلام السياسى ليس له مكان حقيقى فى أذهان أعضاء المجلس الانتقالى الليبى».


ومن الغريب ان التقرير ورد به «ان النتيجة المثلى للعملية العسكرية في ليبيا كان يجب عليها ان تطول اكثر مما استغرقته من وقت ، وان رحيل القذافى جاء سريعا وغير مفيد لنا كما ينبغى ، فبقاء القذافى حي وتقديمه للمحاكمة كان سيعود بالنفع الأكبر على إسرائيل وأمريكا والغرب كله ، بداية من محكمة الجزاء الدولية ، وكان للغرب فرصا كبيرة لجعل القضية ساخنة ، فقد قتل القذافى 12 ألف شخص فى سجن طرابلس ، وساعد فى الماضى الجيش الأيرلندى ، وكان لنا ان نفتح ملف قضية لوكيربى من جديد ، لتبدو محاكمته عادلة ومُقنعة وأكثر فائدة من موته على النحو الذى تم» ويتضح من هذا التقرير الانتماء الحقيقى لليفى ، وأيضا أهدافه.
  وفى تقرير آخر له عن ثورات الربيع العربى جاء فيه «لن تكون هذه الثورات جيدة بالنسبة للغرب ، الذى عليه ألا يتفاءل كثيراً ، و ينبغي على اوروبا وامريكا أن تتخذ موقف الانتظار والترقب ، فلو تحققت ديمقراطية حقيقية خاصة فى مصر ، كبلد مؤثر ذي إشعاع سيضر بمصالح الغرب فى المناطق منتجة النفط ، ولا استبعد ان يحدث ذلك فى افريقيا ايضاً ، ويجب علينا ان نوقف تساقط القتلى والجرحى ، وان يتم ذلك من خلال جمعيات ومؤسسات حقوق الانسان ، فوقف العنف يساهم فى برودة جسد الثورات هناك ، ومن مصلحة الغرب عودة الهدوء لهذه الشعوب ، حتى لا تصل لمستوى تتنافس فيه مع ما وصل اليه الغرب من أنظمة سياسية واقتصادية ، قد تؤثر على مصالح الغرب ، ويضيف: لا يجب أن نكون أوفياء أكثر من اللازم لقيم الحرية فى هذه البلدان ، وعلينا أن نتساءل على أى جانب سنكون ؟ الجانب الآمن أم الجانب الخطأ ؟  وماذا يمكن يحدث بعد ذلك لو نال هؤلاء الناس قيمنا وامتلكوا العلم الحديث ، لن يكون هذا بالطبع وردياً للغرب .
وهكذا يتحرك هذا الجاسوس الناعم المظهر ، الخطير الأهداف بحرية متقنعا باسم حقوق الانسان ، فى مصر وفى بلدان ثورات الربيع العربى ، دون ان تلقطه أعين الأمن او تكشفه أجهزة الاستخبارات.