عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البدوى: نرفض شماعة الطرف الثالث

د. السيد البدوي
د. السيد البدوي

عقد حزب الوفد مؤتمرًا جماهيريًا حاشدًا مساء الخميس الماضى بمدينة قنا، حضره الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد، لمساندة مرشحى حزب الوفد فى محافظة قنا بالدائرتين الأولى والثانية.

حضر المؤتمر مرشحو قائمتى حزب الوفد، وهم فى الدائرة الأولى : يس تاج الدين مساعد رئيس حزب الوفد،العمدة مبارك أحمد عامر،عبدالمحسن أبو الحمد، ود. أمانى سعد. كما حضر المؤتمر مرشحو قائمة الوفد فى الدائرة الثانية بمحافظة قنا وهم أحمد مختار عثمان، كمال محمود موسى، محمد أبو المجد محمد، حمام على عمر،  وفاء محمد رشاد،  محمود محمد محمود،  أنهار على صادق. إبراهيم عبدالرحمن، على سليم، وحضر المؤتمر أيضًا مرشحو قائمة الوفد لإنتخابات مجلس الشورى وهم عبدالسلام محمد مصطفى وشهرته عبدالسلام الشيخ، عاطف محمود جابر، عمرو عبدالمتعال، نادية محمد كامل يوسف،وحضره الكاتب الصحفى محمود بكرى ابن محافظة قنا. وترددت هتافات الحاضرين قبل وأثناء خطاب الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد حيث هتفوا «يحيا الوفد يحيا الوفد» «عاش الوفد ضمير الأمة» وارفع راسك فوق إنت وفدى» وعاش الهلال مع الصليب». تحدث يس تاج الدين مساعد رئيس حزب الوفد رأس قائمة الوفد بالدائرة الأولى فقال : بعد الانتفاضة الشعبية الهائلة التى أطاحت بالنظام الفاسد الذى طال جهادنا ضده نضع نصب أعيننا ضرورة التغيير والإصلاح السياسى، وقد سبق أن تقدمت عام 2005 لأنال شرف تمثيل قنا فى مجلس الشعب واختارتنى الأغلبية، لكن النظام الفاسد زور الانتخابات وحرمنى من هذا الشرف والآن يتقدم لكم حزب الوفد ببرنامجه ولأول مرة منذ سنوات طويلة يخرج الشعب المصرى ويدلى بصوته فى انتخابات ستكون حرة نزيهة فى مجملها وهناك برنامج انتخابى لحزب الوفد لتنمية قنا وحصول المواطن على حقوقه كاملة، وأشار يس تاج الدين إلى ان قنا مليئة بالخيرات التى لو أحسن استغلالها ستقضى على البطالة. وقال: نعاهدكم ونعاهد الله تنفيذ هذا البرنامج الطموح الذى تعتمد على تنمية قنا للقضاء على المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، وأشار إلى أن حزب الوفد تبنى فكرة خريطة الأمل التى طرحها منصور عامر بحيث تمتد محافظة قنا إلى ساحل البحر الأحمر وتدخل فيها الغردقة وسفاجا والقصير، خاصة أن أغلب سكان هذه المدن من أهل قنا،ولذلك عندما تمتد قنا لساحل البحر الأحمر ستفتح آفاقًا جديدة للقضاء على البطالة. كما أن حزب الوفد يسعى لخلق مناخ ديمقراطى يضمن للفرد حرية كاملة فى إطار مؤسسى ودستور ونظام برلمانى حر، وقال إن الذين يطلقون على أنفسهم التيار الإسلامى يزايدون علينا لأن الوفد فى دستور 1923 هو الذى وضع مادة تقول إن الإسلام دين الدولة وكذلك مادة  تتضمن أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع فلا يجوز لهم أن يزايدوا علينا، والمسلمون وغير المسلمين كلهم مصريون لهم نفس الحقوق والواجبات ولا ينبغى أن ننزل بالدين إلى مستوى المنافسة السياسية.
وتحدث الكاتب الصحفى محمود بكرى ابن محافظة قنا فوجه التحية إلى أهل قنا وضيفها الكبير الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد وأضاف: لست عضوًا فى حزب الوفد، لكننى آثرت أن آتى إلى هنا بصحبة الدكتور السيد البدوى الذى أثق فى وطنيته وحكمته لصالح هذا البلد،خاصة أننى عرفت الدكتور السيد البدوى عن قرب فى بعض الرحلات خارج مصر ببساطته وتلقائيته، وعلى سبيل المثال فى رحلة إلى شمال وجنوب السودان كان الدكتور السيد البدوى يرأس وفد القوى الوطنية المصرية لحل المشاكل مع السودان وشماله وجنوبه فوجدته مواطنًا مصريًا لا يتقدم الصفوف إلا لمقابلة رئيس أو مسئول كبير، وكانت تصرفاته هى تصرفات  الكبار وهذه ملامح نحتاجها خاصة أن الصغار يتقدمون الصفوف وهذا هو الفارق. وأشاد «بكرى» بمواقف الدكتور السيد البدوى قبل وبعد ثورة 25 يناير، حيث اتخذ مواقف شجاعة وحادة ضد نظام مبارك وكان يمكن أن تدمر شركاته ويحدث له ما يحدث للشرفاء إلا أنه كان يقول كلمة الحق لصالح الوطن الذى يحتاج إلى الشجعان فقد كان «البدوى» يقف ويقول كلمة الحق أمام حاكم ظالم فى وقت كان من الصعب فيه على رؤساء وقادة أحزاب وقوى سياسية أن يقفوا مثل هذه المواقف بل كان هناك من يسعون لاسترضاء الحاكم طوال الوقت وأكد الكاتب الصحفى محمود بكرى أن الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد يمثل فى هذه المرحلة الحساسة من تاريخ مصر صوت العقل والإتزان والموضوعية وما أشد حاجتنا لهذه الشخصية العاقلة فى هذا المنعطف الخطير من تاريخ مصر خاصة مع وجود جهات داخلية وخارجية تحاول تركيع مصر وتقسيم الوطن لتحقيق مطامع القوى الأمريكية والصهيونية من خلال مؤامرة كبرى تسعى لتخريب هذا الوطن وتدمير كبريائه، لذلك فإن مصر بحاجة إلى صوت العقل الذى يجسده الدكتور السيد البدوى وأمثاله من الشرفاء الأحرار. ثم تحدث الدكتور مصطفى محمود رئيس فرع الهيئة المصرية للثروة المعدنية فى قنا فأكد أن محافظة قنا من أكثر المحافظات مصر ثراء بالثروات البشرية والطبيعية مشيراً إلى أن قنا تمتلك كل ما نحتاجه من خام الفوسفات والذى يصل إلى 1.5 مليار طن. كما يوجد فى قنا خامات الحجر الجيرى والطفلة الخاصة بصناعة الأسمنت وكذلك يوجد بها أنواع متعددة من الرخام بالإضافة إلى خامات الذهب والفضة، وثروات زراعية من الأراضى فى وادى قنا، حيث يوجد 16 مليون فدان قابلة للزراعة وهى ضعف مساحة الأراضى الزراعية فى مصر. وأضاف: أن قنا أيضاً بها أطول واد بعد وادى النيل وطوله 350 كيلو مترًا وعرضه 20 كيلو مترًا وبها أيضًا 200 ألف فدان فى منطقة اللقيطة يمكن أن تكون منطقة صالحة جديدة. ودعا « محمود» أهالى محافظة قنا إلى انتخاب مرشحى حزب الوفد.
كما تحدث أمام المؤتمر العمدة مبارك عامر مرشح قائمة الوفد بالدائرة الأولى فأكد أنه بعد قيام ثورة 25 يناير المجيدة تلمسنا نسيم الحرية ورأينا أنه لابد من استكمال مسيرة الديمقراطية لذلك قررت أن أخوض الانتخابات على قائمة حزب الوفد أعرق الأحزاب المصرية وصاحب التاريخ الطويل فى النضال ضد النظام البائد ونحن فى مرحلة تحتاج إلى من يمثلنا خير تمثيل لأنه جاءت فرصة الاختيار السليم. وأضاف أن حزب الوفد وضع برنامجًا لمكافحة البطالة ونقص الخدمات وغيرها. ودعا مواطنى قنا لانتخاب قائمة حزب الوفد.
مواجهة الخطر
وتحدث الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد أمام المؤتمر الجماهيرى الحاشد فقال:
أتوجه لحضراتكم بخالص شكرى وعظيم امتنانى على حسن الاستقبال ودفء المشاعر.. وأقول لكم أن الطريق اليوم إلى قنا قد بدا لى أطول وأصعب كثيرا عما تعودناه بسبب الإحساس الداهم والثقيل بالخطر الذى يحيط بنا و يطل علينا من كل جانب،هذا الخطر الذى نرى بسببه شبابًا مصريين يصابون ويقتلون،وكما نعلم جميعًا فإن الدم المصرى دم غال وأن للدم فاتورة صعبة.  نحن هنا اليوم من اجل ان نواجه الخطر والقصور الذى نعانى منه فى كل شيء. أنا هنا معكم اليوم من اجل الا نسمع عند كل كارثة حديثاً عن اليد الخفية، والطرف الثالث.. و لا ينفصل ذلك عن سعينا لإعادة بناء الاقتصاد المصرى الذى لن يتم طالما لم تتحقق ضرورات الاستقرار السياسى والأمنى.
كل ما نحن فيه اليوم لا يمكن تغييره إلا باستكمال خارطة الطريق التى تم الاتفاق عليها مع المجلس العسكرى والتى تنتهى بانتخاب مجلسى الشعب والشورى واختيار الجمعية التأسيسية التى ستضع دستورًا جديدًا للبلاد يؤسس لدولة ديمقراطية حديثة وعادلة، دولة أساسها المواطنة وسيادة القانون وفتح باب الترشيح لانتخابات رئيس جديد للبلاد يوم 15 ابريل 2012 لمدة 5 أيام ثم يتم انتخاب الرئيس الجديد يوم 20 يونيو والإعادة 27 يونيو ويصبح لمصر رئيس جديد منتخب فى أول يوليو تسانده وتراقبه وتسائله مؤسسات سياسية وشعبية، ولهذا نرى افتعال الأزمات والمؤامرات حتى ينهار الطريق الوحيد الشرعى للانتقال بمصر من عصر الى عصر.
لا جدال أيها الإخوة أنكم قد سئمتم هذا الحال،ونحن أيضاً سئمناه. نرفض كما ترفضون هذا التردد و العجز فى مواجهة التحديات والمخاطر التى تتعرض لها البلاد.. يمكن لنا ان نتجادل و نتناقش ونهدر الوقت والطاقة بلا طائل او فائدة. لكننا نرغب و نسعى ونطالب بالمحاسبة عن كل ما فات، وما يجرى الآن والسعى الفورى لإغلاق كل الملفات المعلقة التى تجر مصر نحو الماضي.  لن يتحقق ذلك الا بالانتخابات، فلن تقوى اى مؤسسة الا بتكليفكم واكتساب شرعيتها بتأييدكم . و لن تخدم اى حكومة او تؤدى الا عندما تقف امام كل مواطنيها وهى تعلم انهم هم من جاءوا بها ويملكون عزلها، ولن يتحقق إلا بمجلس شعب ونائب يدرك أنكم من وضعتموه فى مكانه وأنكم أصحاب القرار فى تغييره وإسقاطه.
إن كل ما نراه اليوم و نعانى منه هو إصرار على إثارة الذعر والخوف، وإرهاب الناس حتى لا تتم اول انتخابات حقيقية فى وطن مستهدف من الداخل و الخارج ولن يتصدى له الا كل المصريين بكامل إرادتهم  واختياراتهم عبر صندوق الانتخاب.
هذا ما يتطلبه الوضع الحرج الذى نعيشه الآن، وهو ما نعمل عليه  ونمارس الضغط فى اتجاهه بكل السبل،لكنه لا يتعارض مع رؤية شاملة لمصر  و المصريين، لا يفرق بينهم لون او دين او مذهب.
السؤال الذى يفرض نفسه هل يريد أعداء مصر فى الخارج  أن تصبح مصر أكبر دولة ديمقراطية فى المنطقة. ما يعنى أمريكا فى المنطقة أمرين، الأول تدفق البترول العربى والثانى أمن إسرائيل.
لقد أدهش المصريون العالم يوم 25 يناير ورغم كل ما يقال ضد هذا البلد من أعداء الداخل والخارج إلا أننا كمصريين قادرون على إدهاش العالم مرة أخرى بما نمتلكه من إرادة صلبة ووعى متأصل فى جذور هذا الشعب .. هذا الوعى الذى لايمكن لأحد مهما رفع من شعارات أن يصادر عليه أو يتصور أنه قد استطاع السيطرة عليه أو امتلاكه.
رأينا معاً عبر الأيام الماضية ما يثير الفخر والاعتزاز بهذا الشعب العظيم، ورأينا أيضاً ما يثير القلق .. رأينا كيف خرج ملايين المصريين للإدلاء بصوتهم بشكل أذهل الجميع . ظهر المعدن الأصيل للشعب المصرى العظيم أكثر شعوب المنطقة استحقاقاً للديمقراطية وذلك بما له من تاريخ وثقافة وحضارة.. وكما رأينا مايثير الفخر بشعب مصر العظيم رأينا أيضاً من يحاول الخداع والتوجيه باستخدام أسلوب قديم ثار عليه الشعب قبل شهور قليلة.. للأسف لم يفهم هؤلاء رسالة ميدان التحرير.. لم يفهم هؤلاء أن اللعبة القديمة قد انتهت وانهارت وأن الباطل لن يبقى أو يصمد مهما بدا قوياً أو ثابتاً ومهما توهم أصحابه انتصاراً مؤقتاً.. عام إلا بضعة أيام مر على الثورة التى صنعها الشعب بعيداً عن أروقة السياسة وألاعيبها. وها هى ألاعيب السياسة تحاول السيطرة عليها وتوجهيها ..قد ينجح ذلك لفترة ولكن لايمكن أن يستمر مع شعب بوعى وإدراك وفطنة المصريين.. كان من السهل والمربح أن نكون ضمن هؤلاء اللاعبين.. بل أن الوفد وقد شهد عبر تاريخه كل أشكال المناورات الانتخابية كان من السهل أن يمارسها.. نعم نحن أقدم وأعرق الأحزاب المصرية،لكننا نمارس السياسة بروح جديدة.. لم نوجه،أو نتجاوز خطوطاً رسمها القانون ولم تقدم شكوى واحدة تتهم الوفد بانتهاك قانون الانتخابات ومحاولة التأثير على الناخبين بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة كما فعل البعض، ولقد اخترنا أن نبتعد عن كل أشكال الخداع ودغدغة مشاعر البسطاء بشعارات لا تقدم رؤية ولا تبنى وطناً سقط من أجله الشهداء يوم 25 يناير.
نعم نحن الأعرق تاريخاً والأكثر خبرة، ولكننا ندرك أن السياسة وخدمة الناس هى أشرف رسالة بعد النبوة، لذلك لايمكن أن تمارس أساليب الخداع ولن نقول أن الغاية تبرر الوسيلة، لن نقبل أن نقتحم المسجد أو الكنيسة فى التنافس الانتخابى .. لن نتاجر بكلمات الله،و لن نمارس الانتهازية السياسية التى كان يمارسها حزب حكم كثيرا و ظننا ألا مهرب منه حتى استيقظ المارد المصرى وأسقطه يوم 25 يناير.
نعم نحن الأعرق والأقدم،لكننا فهمنا الرسالة جيدا . فهمنا ما قاله شباب مصر من أنهم سئموا الغش و الخداع و المصادرة على الرأى و تهميشه. فهمنا أن مقاعد البرلمان إن جاءت بثمن أو تضليل أو خداع أو توجيه،فقدت شرعيتها و تحولت إلى مشهد زائف ينفصل عن الناس و لا يعبر عنهم .. بالطبع لا يمكن أن نقارن بأى شكل من الأشكال بين ما حدث فى آخر انتخابات أدارها النظام السابق، وبين ما يحدث هذه الأيام. لكن ما نراه هذه الأيام قد يكون نفس مقدمات ما دفع شباب المصريين دماءهم للخلاص منه. بعد سنوات طوال وهذا ما نخشاه .. تيار سياسى يكبر ويتغول ولا يرى تعدد أطياف المجتمع الذى يعيش فيه ويستخدم أساليب التزوير المعنوى كى يستأثر بالسلطة.. تحققت مقولة الإمام محمد عبده التى قالها: «مارأيت بلداً يستخدم فيه الدين دكاناً كما فى هذا البلد».. وهنا يجب أن أشيد بالدور الوطنى للأزهر الشريف ممثلاً فى الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب الذى أصدر بياناً طالب فيه المصريين بانتخاب من يَصلح ومن يُصلح وألا يكون التصويت على أساس طائفي.
حقبة جديدة
أيها الإخوة المواطنون
نحن اليوم على أعتاب حقبة جديدة فى تاريخ هذا البلد، الذى يجب ألا نخذله .. لن نيأس أو نتراجع . لن يؤثر فى رؤانا أو عقيدتنا ما نراه من إصرار الخصوم على اللعب بقواعد الماضي. سيبقى الوفد ملاذ كل المصريين، وسيبقى أبناء الوفد و شبابه هم الأقدر على فهم الزمن الجديد و ملامح المستقبل.
كان من السهل أن ننسق ونعقد الصفقات.. كان ذلك سهلا قبل الثورة،و كان سهلا اليوم ولكننا لم نفعلها أمس، ولن نفعلها اليوم.. لن نسىء إلى التاريخ الناصع لهذا الحزب العظيم الذى كان على مدار تاريخه ينحاز لقضايا الوطن مهما كان الثمن غالياً .. واجه الاستعمار وواجه القصر وواجه أحزاب الأقليات ولم يساوم أو يهادن أو يتردد أمام صالح مصر والمصريين، لذلك ظل فى ذاكرة المصريين حتى اليوم.. كان وسيظل حزب الوطنية المصرية والوسطية والاعتدال .
الإخوة المواطنون
أقف هنا كى أتحدث  عما نستطيعه، وعما سنفعله. أتحدث عما يستطيع أن يقدمه الوفد بكل أطيافه وأجياله، وما هو قادر على تحقيقه وتقبل المسئولية عنه.. لن أخوض فى جدال غير منتج عن هوية المصريين وثقافتهم و انتمائهم. سأخوض معكم فيما يحتاجه المصريون فعلا حتى لا يقفوا أمام حاكم غاشم مجددا أو سلطة مطلقة ..أتحدث دائماً عن بيئة سياسية و اجتماعية و اقتصادية متكاملة يقدمها الوفد و يقبل الحساب عليها. هذا ما سنفعله و سندافع عنه مهما كانت المواقع سواء كنا فى الحكم أو المعارضة.. لن أخوض فى حديث عن مدى انتماء المصريين لوطنهم،و قد أعياهم المرض و عجزوا عن مقاومته، أو أعيا شبابهم البحث عن مكان لائق فى الحاضر أو المستقبل.. ولكن ما أود أن أؤكد عليه أن مصر ستبقى الوطن الذى يستوعب كل أبنائه دون تمييز.. سيبقى نموذج مصر كما هو دون أن يتأثر بثقافات مجتمعات أخرى تدفع ملايين الدولارات أو الريالات حتى يتلون المصريون بألوانهم وأفكارهم وتوجهاتهم.. يخطئ من يظن أن هذا ممكن أو متاح.. يخطئ مرتين الأولى عندما يتوهم قدرته على إملاء أفكاره على شعب يمتلك حضارة سبعة آلاف عام ويخطئ ثانية عندما يسمح بأن يكون جسراً أو بوابة لأفكار الاتجاه الواحد واللون الواحد القادم لنا من خارج حدود الوطن.. هذا الاتجاه الذى يرفض الاختلاف بل أن يذهب لأكثر من الرفض فيكفر من يختلف معه ويرميه بالباطل بما ليس فيه.. الاختلاف الذى هو سنة الخلق ومشيئة المولى سبحانه وتعالى كما يقرر القرآن الكريم فقد خلق الله البشر مختلفين فى الأشكال والأحجام والألوان والألسن بسم الله الرحمن الرحيم (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ  ) صدق الله العظيم .
أيضاً خلقنا الله مختلفين فى الجهد والتحمل، ولذا قرر القرآن أن الله تعالى لايكلف نفساً إلا بقدر طاقتها ووسعها.. بسم الله الرحمن الرحيم « لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا « صدق الله العظيم .. وهنا ندرك أن مشيئة الله اختلاف الخلق « وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ « صدق الله العظيم.. ومن هنا ليس غريباً اختلاف الناس فى الأفكار والتصورات والمعتقدات، ولكن الغريب حقاً محاولة البعض جعل الناس يؤمنون بفكر واحد وثقافة واحدة وقيادة واحدة ونية واحدة.
لقد قام الفقه الإسلامى على الاختلاف فقد قال رسولنا الكريم « إن اختلافهم رحمة» ومن قصدهم كانوا أعلام الصحابة

وأئمة الإسلام والمقصود بالاختلاف، هنا هو الاختلاف فى الفروع وأمور الدنيا والحكم والسياسة وليس بالتأكيد الاختلاف فى العقيدة والعبادات.. قال الخليفة عمر بن عبد العزيز «ما سرنى لو أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا،لأنهم لو لم يختلفوا لم تكن رخصة».
من يجرؤ أو يتجرأ أن يصدر فتوى بأن التصويت لمنافس تيار معين حرام شرعًا.. من يجرؤ أو يتجرأ أن يرى نفسه حامياً للإسلام ووصياً عليه ومشككاً فيما فى النفوس من نوايا إلا إذا كان يدعى لنفسه ما لله من إطلاع على النفوس والنوايا.. وأنا هنا أقول وسأظل أقول أن بيننا فى حزب الوفد من هم أحسن ديناً وأصدق وعداً وأوفى عهداً وأحسن خلقاً من كثير ممن يملئون الدنيا ضجيجاً بأنهم حماة الإسلام  والمتحدثين باسمه .. لقد أمرنا رسولنا الكريم بأن نستفتى القلب فيما يخص عبادتنا وأن نتشاور فيما يخص حياتنا وما تحمله أيامنا من تحديات فى الحاضر والمستقبل .. ونحن اليوم نجد من يحاول أن يحتكر مفاهيم الدين التى ستظل أكثر اتساعاً من كل الآفاق والأفكار الضيقة التى تحاول أن تتمسح بقشور الدين لا جوهره.. من يملك اليوم إيمان وحصافة وفهم ومعرفة وفقه وعدل عمر بن الخطاب الذى قال وهو على المنبر « أصابت امرأة وأخطأ عمر».
فى هذه الأيام يا إخوانى نرى مقولة الإمام محمد عبده تتحقق «يستخدم الدين دكانًا» وهو ماسنقف أمامه ولن نكون عليه شهوداً مرغمين.. لكننا أيضاً لن نرتكب الأخطاء التى ننقدها.. لن نستخدم نصاً نشترى به مصلحة سياسية أو ندغدغ به مشاعر البسطاء للحصول على أصوات عن غير جدارة أو استحقاق لقد قال على بن أبى طالب إن القرآن حمال أوجه، لكنها لخير المجتمعات وتقدمها ورخاء أبنائها كما نفهم ونؤمن وليست لمن يشترى بها صوتاً أو مقعداً فى البرلمان أو لمن يكفر مخالفيه فى الرأى والتوجه السياسى أو لمن يصادر بها مستقبل أمة بأكملها حكمها الخلفاء الراشدون وقد ساوت بين مواطنيها.
من أجل ذلك نستحضر من واقعنا و حاضرنا ما نحن قادرون على تحقيقه و تطبيقه فى مواجهة تحديات اليوم و مستجدات المستقبل فالبرلمان القادم أمامه تحديات جسام.. تحديات داخلية وتحديات إقليمية وتحديات دولية وما أخطر تلك التحديات الدولية والتى يجهلها ولا يدركون بعدها هؤلاء الذين يستخدمون الدين دكانًا.
المبادئ والثوابت
أيها الإخوة المواطنون
إن برنامجنا لا ينفصل عن مبادئنا و ثوابتنا بل هو امتداد و انعكاس لسياسات كنا أول من طبقها ونحن حزب حاكم وسعينا إلى تطبيقها ونحن فى المعارضة عندما اختلفت المواقع و تبدلت،وسوف نظل متمسكين بما يشكل عقيدتنا و ثوابتنا الوفدية .
لا يقدم الوفد برنامجا من فراغ، و لا يعرض إلا ما مارسه و اختبره، و عمل على تحقيقه فى تاريخ مضى،و يعود اليوم لينشد تفويضا مصريا خالصا عبر صندوق الانتخاب حتى يصل رصيد التاريخ برؤية المستقبل الجديد فى الأيام القادمة .. .وكما اختار الوفد الانحياز لأبناء الوطن وعدم التواطئ عليهم بالانسحاب من سباق مزور ومجلس شعب مزور عام  2010 أقول لكم اليوم إن الوفد سينحاز لكل المصريين بالمواجهة السياسية التى يحسمها صندوق الانتخابات ولحق كل مصرى فى أن يختار مصيره بمشيئته وإرادته الحرة .. نختار اليوم ألا ننساق وراء نزاعات وخلافات واتهامات تستهلك الطاقة والجهد وتنحرف بنا عن الطريق الصحيح الذى يجب أن نسلكه جميعاً وهو طريق التنمية وتقديم الحلول لمشكلاتنا الحقيقية .. ندرك أننا لدينا فى حزب الوفد ما نستطيع أن نقدمه تجاه رغيف الخبز وفصل المدرسة وسرير العلاج ووظيفة للمتعطلين وأن ذلك هو مايهم المواطن فى المقام الأول والأخير .. ندرك أن المعارك المختلفة لاتدفع المجتمعات إلى الأمام وإنما تجرها للخلف وأن التوافق حول ما يحقق صالح مصر والمصريين هو أهم ما نحتاجه الآن .. نجح الإسلام وساد المسلمون عندما أهتم الحكام بصالح الناس وتراجع عندما تاجر به الساسة وأصحاب الهوى حدث ذلك فى إيران وفى السودان وفى الصومال وفى أفغانستان .. نجح الأتراك عندما قرر رئيس وزرائهم العمل وليس تقسيم المجتمع .. صنع نجاحاً فى تركيا أيده المواطن وأعلن عن رغبته فى مزيد من النجاح والتقدم .. لذلك فإننا لن نخطئ بالانزلاق إلى معارك كلاميه وخلافات مصطنعة سعينا وسنظل نسعى من أجل التوافق من أجل بناء مصر الجديدة .. مصر الحرية والعدالة الاجتماعية .. مصر الرخاء والتنمية .. مصر القوية الآبية .. وسنقدم البديل الآمن والمشروع الحقيقى الذى يحقق الرخاء والتنمية وتقدم الإنسان فيحقق هدف الأديان .. فأمن مصر واقتصادها واستقرارها ووحدة نسيجها أصبح فى خطر كبير.. إن مصر تحترق بأيدى المغرر بهم من أبنائها.. إن أبناء مصر يتقاتلون وتسال دماؤهم .. إن أفراداً من شعب مصر يتصادمون لأول مرة فى تاريخنا مع أفراد من جيش مصر.. إن هناك من يسعى لإسقاط المؤسسة العسكرية.. المؤسسة الوحيدة الباقية والتى إن سقطت لا قدر الله سنتحول إلى عراق آخر وهذا ما يخطط له أعداء الثورة فى الداخل والخارج .. أعداء الثورة فى الداخل الذين يريدون أن نترحم على النظام السابق أما أعداء الخارج فلا يريدون لمصر أن تقوم كى لا تصبح أقوى دولة فى المنطقة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً.
الإخوة المواطنون
ندرك أن الفساد والبلطجة وارتفاع الأسعار وتدنى الأجور وتراجع المؤشرات الاقتصادية والسياحية والاستثمار وكل ملفات التنمية الحقيقية ووحدة النسيج الوطنى وتماسكه هى الملفات التى يجب أن نلتفت إليها الآن .. وألا يتم استدراجنا للفتن تارة بين الشعب والشعب تارة أخرى وبين الشعب والشرطة وأخيراً بين الشعب والجيش .. هذا هو ما يريده لنا الأعداء وأعوانهم من المحرضين ومثيرى الفتن ويقع البعض فيه دون قصد أو وعى أو إدراك .. نحن فى الوفد نعرف المعركة الحقيقية التى علينا أن نخوضها ونحشد كل الطاقات من أجلها ألا وهى معركة التنمية ورخاء المواطن وسيادته فى وطنه فى مرحلة تاريخية غير مسبوقة يختار فيها كل مصرى شكل وملامح المستقبل ويمارس حقه الذى لاينازعه فيه أحد كمواطن يختار مصيره ويرسم مستقبله بمشيئته وقراره وتصوره الحر . 
  و نحن فيما نطرح عليكم لا ننفصل عن واقعنا و مشكلاتنا،و ما نواجهه من صعاب حياتنا،و ما نفكر فيه يوميا كمواطنين باحثين عن حاضر يلبى احتياجاتنا ويتيح لنا عيشة كريمة، و مستقبلا يضمن النمو و التطور والرخاء لأبنائنا . ومن اجل تحقيق ذلك لابد وأن تكون السياسة خادمة لمجتمعها لا منفصلة عنه . و تكون التشريعات من قمتها متمثلة فى نصوص الدستور،و حتى اقلها و أدقها مما ينظم نشاطا أو إجراء تعبيراً و ضمانا لحرية المواطن و سيادته على مقدراته تحت حماية قوانين لا تميز او تفرق فى حق أو واجب .
نحن فى حزب الوفد نؤمن بثوابت لا يملك أحد أن يزايد علينا فيها .. نؤمن أن الإسلام دين الدولة وأن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع وأنه لغير المسلمين حق الاحتكام إلى شريعتهم فى أحوالهم الشخصية وشئونهم الدينية.. نؤمن بأن الوحدة الوطنية هى صمام أمن وسلامة واستقرار البلاد.. نرفض العلمانية التى تفصل بين الدين والدولة كما نرفض الدولة الثيوقراطية التى تسمح بسيطرة رجال الدين على الحكم فالسلطة فى الإسلام مبدأ وتاريخًا مدنية.. والسلطة واجبة ولكن شكلها وكيفية ممارستها متروك لجماعة المسلمين حيث إنه لاعصمة بعد النبى صلى الله عليه وسلم إلا للجماعة فها هو الفاروق عمر يقول « يا معشر المسلمين ماذا تقولون لو ملت برأسى على الدنيا؟ إنى أخاف أن أخطئ فلا يردنى أحدٌ منكم تعظيماً لى.. إن أحسنت فأعينونى وإن أسأت فقومونى» وها هو خليفة رسول الله أبو بكر الصديق يقول: «وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينونى وإن أسأت فقومونى الصدق أمانة والكذب خيانة والضعيف فيكم قوى عندى حتى أرد عليه حقه والقوى فيكم ضعيف عندى حتى آخذ الحق منه، أطيعونى ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لى عليكم».. كل ذلك يؤكد أن السياسة فى الإسلام من أمور الدنيا التى يجتهد فيها صاحب الأمر فرداً كان أو مؤسسة فى البحث عن أفضل السبل لتحقيق مصلحة الجماعة التى اختارته وبقيت رقيبة عليه فأبو بكر وعثمان وعلى رضى الله عنهم لم يأتوا إلى الخلافة ويعتلوا رئاسة الدولة لأنهم الأفقه فى أمور الدين ولكن لأنهم الأقدر على قيادة الدولة ورسم سياستها فى ظل الظروف الاجتماعية والتاريخية السائدة فى ذلك الوقت .. كانوا يفقهون الدين وفق أركانه المعروفة ووفق حرامه المحدود ومباحه غير المحدود.
آمن الوفد وسيظل يؤمن بالديمقراطية القائمة على أسس التعددية الحزبية والفكرية واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة وتداول السلطة فى انتخابات حرة تحت إشراف قضائى كامل .. الديمقراطية التى يحميها سيادة القانون والقضاء المستقل والرقابة الشعبية والمساءلة السياسية والصحافة الحرة والإعلام المستقل .. الإعلام الوطنى الذى يبنى عقل وضمير ووجدان الأمة وليس الإعلام المنفلت الذى يبحث بعض أصحابه عن زعامة زائفة والذى يمول بعض منه بأموال عربية وأجنبية لهدم مصر فبعد أن هدم شباب ثورة 25 يناير نظام كان يزيف إرادة الأمة عن طريق صندوق الانتخاب انتقلنا إلى مرحلة تزييف عقول الأمة من خلال إعلام منفلت.. آمن الوفد وسيظل يؤمن بالحرية الاقتصادية الملتزمة بالعدالة الاجتماعية القائمة على حسن توزيع الدخل وتقريب الفوارق بين الطبقات وضمان حد أدنى من الدخل لكل مواطن يكفل له حياة كريمة .. آمن الوفد وسيظل يؤمن بالدور الإقليمى الرائد لمصر فى محيطها العربى والإسلامى والأفريقي.
وقبل أن أختم حديثى أروى لكم ما قاله  الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله الذى كان وفدياً وكان رئيسا للجنة الطلبة الوفديين وكان من المقربين إلى الزعيم مصطفى النحاس.. سُئل الشيخ الشعراوى ذات يوم لماذا لا تنتمى إلى حزب دينى؟ فأجاب لأن الانتماء إلى حزب دينى ليس من ركائز الإسلام ولا يضير إسلامى شيئًا إن لم انتم لحزب دينى فأنا مسلم قبل أن أعرفكم وأنا مسلم قبل أن تكونوا حزباً وأنا مسلم بعد زوالكم ولن يزول إسلامى بدونكم لأننا كلنا مسلمون ولستم أنتم وحدكم من أسلمتم و لأننى أرفض أن أنتمى إلى حزب يستجدى عطفى مستنداً إلى وازعى الدينى قبل أن يخاطب عقلى و لأننى أرفض أن أستجدى دينى فى صندوق انتخابات فدينى لا أستجديه من غير خالقى «رحم الله إمامنا الجليل وهدانا جميعاً إلى ما فيه خير مصر ورخاء شعبها.. هذا الشعب الذى عاش آلاف السنين على ضفاف نيل واحد يعبد ربًا واحدًا لمجتمع واحد أهدى العالم فكرة التوحيد قبل الأديان وعلم العالم كيف تكون الوسطية الحقيقية .. هذا الشعب يستحق أن يجنى ثمار ثورته والتى لا يمكن أن تتحقق فى ظل الفتنة والاختلاف والتربص والاصطياد . 
حمى الله مصر وحمى ثورتها المجيدة
وحمى شعبها الطيب الأبى ووقاه كل سوء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته