هز.. يا عز
المصريون ينتحرون.. حرقاً وشنقاً وبتقطيع شرايينهم.. والشباب غاضب.. والبلاد حزينة بسبب القهر والظلم والفساد والاستبداد والفقر والغلاء وموت الأمل وانسداد شرايين الوطن.
ووسط هذا كله اختفي رموز الحزب الوطني.. تواروا وراء حجاب وتوقفوا عن الكلام المباح، حتي إن جمال مبارك، أمين عام مساعد، الذي كان يطل علي المصريين بشكل دوري متحدثاً في السياسة والاقتصاد والاجتماع والرياضة، لم يطلق تصريحاً واحداً علي مدي 14 يوماً.. ولم يظهر إلا في المباراة النهائية للبطولة الكروية الودية لدول حوض النيل وكان أغلب الوقت صامتاً شارداً مهموماً حزيناً.والسؤال: أين سياسيي الحزب الوطني؟.. أين اختفوا.. أين ذهبوا؟
بحثنا عنهم فوجدنا أغلبهم، يقضي معظم وقته في مكان لا يخطر علي بال أحد.
وجدناهم في »نايت كلب« أحمد عز.. نعم »كازينو« رجل الحزب الوطني الحديدي أحمد عز!
والكازينو تم افتتاحه منذ ما يقرب من عام داخل الدور الأول بفندق شهير تمتلكه الدكتورة شاهيناز النجار زوجة أحمد عز.
ويحمل الكازينو اسماً ذا دلالة كبيرة، حيث أطلقوا عليه اسم »vip« وهي الحروف الثلاثة الأولي من العبارة الإنجليزية »very important persons« أي شخصيات مهمة جداً، وتبلغ مساحته حوالي 300 متر ويتسع لما بين 200 و300 فرد.
والمكان يحظي بحماية فولاذية، وهو ما بدا واضحاً تماماً من خارج الفندق الذي يوجد به »النايت كلب«، حيث اقتصرت الحراسة علي أمين شرطة وعسكري درجة أولي، وبمجرد زواج عز وشاهيناز شددت شرطة السياحة من الحراسة وكلفت قوة شرطة مزودة بسيارة شرطة موجودة بصفة دائمة أمام الفندق.
والقول بأن كازينو »vip« هو كازينو أحمد عز لا يحمل أي تجن علي أمين تنظيم الحزب الوطني، صحيح أنه يوجد داخل فندق تمتلكه زوجته، وصحيح أيضاً أن ترخيص إقامة الكازينو باسم د. شاهيناز زوجة أحمد عز، وصحيح للمرة الثالثة أن د. شاهيناز تركت إدارة الكازينو لثلاثة أشخاص، ولكن وحده أحمد عز يتصدر المشهد، فالمؤكد أن د.
وإذا كان كل »نايت كلب« يقدم لزبائنه خموراً، والبعض يقدم مخدرات، وآخرون يحولون الكازينو إلي علب ليل لممارسة الرذيلة، إلا أن أحداً لا يستطيع أن يدعي أن كازينو أحمد عز يحدث داخله كل هذه الأشياء، والسبب أن شرطة السياحة لم تحرر محضراً واحداً ضد الكازينو منذ افتتاحه حتي الآن!
وحسب شهود عيان فإن أقل مبلغ يدفعه رواد كازينو أحمد عز يبلغ ألف جنيه بخلاف البقشيش والأموال التي يلقيها أغلبهم علي الراقصات، وتتراوح ما بين 5 آلاف إلي 8 آلاف جنيه.
وتبدأ وصلات الرقص في كازينو ـ أمين تنظيم الحزب الوطني ـ بعد منتصف الليل وتستمر حتي سطوع شمس اليوم التالي.
والمثير أن عدداً من صناع القرار في مصر يقضون ساعات طويلة داخل الكازينو وبعضهم يفرطون في تناول الخمور، حتي يفقدوا صوابهم ويأتون أفعالاً صبيانية طائشة ويهذون بكلمات لا تقال إلا في علب الليل ولا ينطق بها سوي الساقطين وأرباب السوابق.
وهكذا انقسمت مصر إلي شعب غاضب ثائر طعنته الأزمات والفساد، وبين صناع قرار يقضون ليلهم وسط الخمور والضحكات الماجنة والهلس!