رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أشرس معارك الوفد ضد نظام مبارك

ستبقى قبة البرلمان شاهدا حيا على معارك نواب الوفد ضد نظام مبارك منذ سنواته الأولى فى الحكم..

كانوا شجعانا فى الحق..فلم يستطع نظم مبارك أن يسكتهم ،وكلما زادت الضغوط عليهم أمعنوا فى انحيازهم للشارع والمواطن.. فخلدوا اسماءهم بحروف من نور داخل جدران البرلمان وسجلت مضابط مجلس الشعب مواقفهم الوطنية التى فشل النظام السابق فى محوها لتبقى دليلا على انحياز الوفد لأبناء هذا الوطن.
النائب الراحل علوى حافظ كان على رأس كتيبة المحاربين البرلمانيين..حجز الرجل مقعد الدرب الأحمر  لمدة 30 عاما قبل أن يغلبه المرض ويجبره على التقاعد، وخاض داخل المجلس اعنف المعارك البرلمانية وكان صاحب أشهر أستجوابات الفساد وكان الجميع ينتظر استجواباته الساخنة حتى أن رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب كان يخشى من حديثه تحت القبة.
فى السبعينيات كانت الدرب الأحمر والباطنية تحت حصار المخدرات بينما عجز الأمن عن التصدى لها، ولكن علوى حافظ رفض الاستسلام وقرر القضاء على تلك الظاهرة فقام بالتجهيز لوفد شعبى من أهالى دائرته وبعض القوى السياسية واقتحم البؤر والمقاهى وقام بتحطيم الغرز وأشعل النار فى المخدرات أمام أعين الجميع حتى يلفت انتباه الداخلية والشارع المصرى لتلك الظاهرة.
وقدم حافظ أخطر استجواب فى تاريخ البرلمان عام 1988والذى تأخرت مناقشته حتى 5 مارس1990 حيث كشف بالأرقام عن فساد حسين سالم صديق مبارك ، وبدأه بالحديث عن عمولات السلاح كاشفا عن تربيح سالم 73 مليون دولار من صفقات السلاح الأمريكى المصدر إلى مصر، وقال: إنه قدم فواتير مزورة الى وزارة الدفاع الأمريكية باسم شركة وهمية يرأسها هى «أنسكوا» والتى يشاركه فيها بعض كبار المسئولين فى مصر.
كما كشف أنه دفع 3 ملايين دولار الى محكمة أمريكية وجهت له تهم التزوير ولكن رأس النظام تدخل لحفظ التحقيقات.. وكشف علوى فى ذات الاستجواب عن وصول ديون مصر العسكرية لأمريكا إلى 4.5 مليار دولار بفائدة سنوية 14 %.
وقال حافظ عن حسين سالم: «إن رئيس العصابة أعطته الحكومة أغلى وأغنى وأجمل أرض فى سيناء ليقيم عليها فندقا عالميا من أموال الشعب».. بل واتهم رئيس الحكومة عاطف صدقى بأنه أصر على أن تقدم امريكا المساعدات العسكرية فى صورة قروض رغم أنه من الممكن ان يحصل عليها فى شكل منح لا ترد وهو ما أثار دهشة الجانب الأمريكى لآن المنح لن تعطى للعصابة فرصة للتلاعب والنهب حتى إن العمولة التى اقتنصها سالم لنقل المعدات خالفت كل المتعارف عليه فالدبابة التى يصل ثمنها الى 2 مليون دولار تنقل بتكلفة تصل الى 250 الف دولار.
وبعد220 دقيقة من المناقشات الحادة تقدم كمال الشاذلى بطلب حذف أسماء المسؤولين من المضبطة، ورفضت أغلبية «الوطنى» تشكيل لجنة تقصى حقائق فى القضية، فيما تم إخفاء الاستجواب نهائيا من المضبطة.
كما تصدى لقانون تنظيم تملك غير المصريين للعقارات وقال عن القانون فى جلسة 5 أبريل 1988 مخاطبا الحكومة « كل الأدلة معى وسأفضحكم..الحكومة تقدم تشريعا فاشلا وفاسدا ضد مصلحة مصر»..وقد أثبتت الأيام صدق مقولة علوى حافظ عندما تم الكشف عن بيع أراضى مصر إلى الأجانب بتراب الفلوس.
ثم قال مخاطبا عاطف صدقى» انت رئيس حكومة فاسدة..اللصوص يحكمون مصر واحنا بنبيع البلد ماحدش هاينفعكم ولا حتى الرئيس دى حكومة فاشلة يا لصوص هانروح جهنم علشانكم».
وبسبب تلك الكلمات تمت إحالته إلى لجنة القيم التى أوصت بحرمانه من حضور عشر جلسات.
ولن ينسى أحد استجوابه ضد وزير الإسكان حسب الله الكفراوى حينما حذره من وجود عيوب فنية فى نفق الشهيد احمد حمدى ورغم أن الكفراوى تحداه فى تلك الجلسة الذى استخدم فيها حافظ القلم الرصاص وقام بكسره أمام أعين النواب لتشبيه حالة النفق بعد بروز العيوب الفنية إلا أن الكفراوى رفض الاتهامات التى ثبت صحتها بعد عدة سنوات حيث اضطرت الحكومة الى معاقبة الشركة اليابانية التى نفذت النفق.
ومن استجواباته تفجير قضية الأغذية الفاسدة وزيت الشلجم الذى كان يتم خلطة بزيت التموين مسببا السرطان.. واستجواب البحيرات المرة الذى كشف عن قيام عبد المنعم عمارة محافظ الإسماعيلية بتوزيع أفضل الأراضى فى منطقة لسان البحيرات التى اطلق عليها لسان الوزراء على الكبار بسعر30 جنيها للمتر ما أضاع على الدولة 100 مليون جنيه وقتها.
ولن تنسى ذاكرة مصر النائب المستشار ممتاز نصار أفضل نائب فى مجلس 1976..وسيظل التاريخ يحفظ لنصار أنه وقف فى وجه الرئيس السادات حين راح يوقع اتفاقية كامب ديفيد ، فما كان من السادات إلا أن قرر حل المجلس وأمر بإسقاطه فى الانتخابات ولكن أهالى دائرة البدارى بأسيوط خرجوا عن بكرة أبيهم لانتخابه وحرسوا الصناديق بأجسادهم حتى تم إعلان فوزه رغم أنف الرئيس.
وفى منتصف الثمانينات وقف نصار أمام المجلس محذرا من تهريب أموال 17 ألف مليونير للخارج ، حيث كشف عن تهريب 150 مليار دولار فى حراسة مافيا دولية مقابل عمولة 10 مليارات دولار سنويا. 
نصار وقف من قبل فى وجه الرئيس عبد الناصر عندما كان رئيسا لنادى القضاة إذ رفض ضم القضاة الى الاتحاد الاشتراكى بناء على اقتراح المستشار عصام حسونة وزير العدل الذى عرض على نصار أن يتولى أمانة القضاة بالاتحاد، فقال «إن القضاء ملك للشعب كله ولا يمكن ان يكون ملكا لحزب بعينه»..وكان

احد ضحايا مذبحة القضاة التى رد بها عبد الناصر على هذا الرفض.
كان لنصار موقف بارز من محاكمات الإخوان إذ وقف بجانبهم واعلن أن قرار سجنهم كان باطلا لأن مجلس الأمة ومجلس قيادة الثورة لم يطلعا عليه وطالب بالإفراج عنهم وبالفعل وقف نصار بجانبهم فى المحاكم العسكرية التى تعرضوا لها حتى الإفراج عنهم وحصولهم على تعويضات عن سنوات الاعتقال.
وقف نصار تحت القبة ضد بيع أرض هضبة الأهرام وقاد واحدة من أكبر المعارك البرلمانية حتى نجح فى إلغاء البيع..وقد أرسلت اليونسكو خطاب تقدير لموقفه فى هذه القضية.
وتوالت استجوابات نصار ضد فساد رجال مبارك فى عنفوان سطوته، ومنها طلب إحاطة حول قيام شركة بوينج بدفع رشوة قدرها 8.7 مليون دولار لجهتين حكوميتين لتسهيل تصدير طائراتها لمصر.
النائب الوفدى عبد المنعم حسين واحد ممن حفروا اسماءهم فى سجلات الكفاح المبكر ضد فساد نظام الحزب الوطنى ، فالرجل الذى دخل البرلمان عام 1976 وقف فى وجه رفعت المحجوب رئيس المجلس وأحرجه ووجه له اتهامات بأنه رأس لجنة البت فى مشروع إعادة بناء مستشفى قصر العينى وقال إنه حصل على أتعاب مبالغ فيها بالدولار وهو الاستجواب الذى أحرج المحجوب بشدة، كما قدم حسين عددا من الاستجوابات تفضح فساد الحكومة.
ولن تنسى ذاكرة البرلمان النائب طلعت رسلان الذى رد كرامة المعارضة كلها عندما توجه إلى وزير الداخلية الشرس زكى بدر فى عز سطوته وصفعه على وجهه وهو على المنصة أمام عيون العالم،ردا على تلفظ بدر بشتائم بذيئة للمعارضة وقوله» هالبس المعارضة كلها طرح وأقعدهم فى بيوتهم»..وذلك رغم علمه ان ما فعله سوف يكلفه كثيرا إلا أنه اختار أن يدافع عن مواقفه وبالفعل خسر مقعد البرلمان وتكاتفت الدولة كلها لإسقاطه فى الانتخابات التالية.. وبالفعل خسر رسلان البرلمان ولكنه كسب احترام الشارع.
رسلان صاحب تاريخ نضالى عظيم حيث تم اعتقاله عدة مرات كان أشهرها فى سجن القلعة  لقيامه بخطف أحد الجنود عام 1971، كما تميز بالعديد من المواقف الوطنية داخل البرلمان.
الكاتب مصطفى شردى مؤسس جريدة الوفد انضم الى كتيبة الوفد فى البرلمان، حيث تميز بإزعاج السلطة التى قادت تحالفا لإسقاط عضويته ففشلت، ووقف خطيبا فى المجلس قائلا»الفساد امتد إلى كل ربوع مصر وهو أخطر عدو لنا وعدو كثير من الشرفاء وأن مقاومته هو جهاد فى سبيل الله لأنه خطر على الأمة وأنا مكلف من الشعب للحفاظ عليه من الفساد وأن الفساد يبقى فى التاريخ لصاحبه».
شردى ناضل داخل البرلمان من أجل عدم إقرار القوانين الفاسدة ووقف للفاسدين من نظام مبارك بالمرصاد وقدم العديد من الاستجوابات التى كشف فيها عن أخطاء وتجاوزات الحكومة ومن شدة عشقه لمصر كانت هى آخر الكلمات التى نطقها قبل أن تفيض روحه.
اما الشيخ صلاح ابو اسماعيل فقد خاض معارك عديدة تحت راية الوفد فى البرلمان، وقد تبنى  مشروع قانون لتطبيق الشريعة وجمع توقيعات 324 نائبا عليه، وعندما عرض الأمر فى جلسة المجلس صفق له النواب حبا ولكن فؤاد محى الدين وزير شئون مجلس الشعب رد عليه بأن الحكومة لا تقل عنه حماسا لتطبيق الشريعة الاسلامية ولكن يجب منحها الوقت للمواءمة السياسية».
ورغم أن كثيرا من أعضاء جماعة الإخوان وجهوا له انتقادات لخوضه معارك فى البرلمان تحت اسم الوفد إلا انه رد عليهم قائلا: «إن العلمانية هى فصل الدين عن الدولة ولكن الوفد هو حزب عريق يؤمن بأن الاسلام مصدر للتشريع ويؤمن بالحرية والديمقراطية».