رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدكتور سعيد صادق‮: ‬التوانسة حققوا حلم المصريين في قلب نظام الحكم

المصريون فرحون - ولو شئنا الدقة يطيرون فرحا - مما جري في تونس.. وكأنهم أطاحوا - بأيدي أشقائهم في تونس - بنظام يكرهونه وحكومة فاسدة تظلمهم ليل نهار.. ثم ذهبوا مطمئنين إلي غرف النوم.

طرحنا اسئلة عديدة حول طبيعة هذا الفرح وأسبابه علي الدكتور سعيد صادق أستاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية فقال: المصريون سعداء بما حدث في تونس لأنهم شاهدوا بأعينهم حلمًا تمنوا تحقيقه.. بالمصريون - ككل الشعوب العربية - يعانون من نظام حكم ديكتاتوري، والكارثة أنه يسعي إلي توريث الديكتاتورية أيضا، ولهذا ازداد احباط الشعب المصري، ووسط هذا الاحباط جاءت أحداث تونس كبصيص نور أشعل الآمال في التخلص من الديكتاتورية والفساد والظلم الاجتماعي الذي يعاني منه.

* هل يفسر هذا أن العقل الباطن للمصريين يتمني اسقاط النظام؟

- لا شك في ذلك.

* ولماذا لم يتحركوا كما فعل الشعب التونسي؟

- هناك فارق بين الشعبين.. أولا: الشعب المصري ينتمي إلي دولة قديمة، عريقة القدم، بينما تونس دولة جديدة العهد.

* وما الفارق؟

- شعوب الدول القديمة لها سمات خاصة، حيت تلتزم بالقوانين أكثر من غيرها، وتقبل إلي حد ما قهر الحاكم، ثم إن عقلية تلك الشعوب تكون أقرب إلي عقلية الموظف، وأي، موظف يلتزم بالروتين واللوائح والقوانين ويرفض التغيير إلا في أضيق الحدود، أما الشعب التونسي باعتباره ينتمي لدولة حديثة العهد لذلك فهو في الغالب متمرد بطبعه، وسريع الغضب.

* معني هذا أن الشعب المصري لا يفضل ثورة من هذا النوع؟

- لم أقصد ذلك أبدا، فالشعب المصري ليس ضعيفًا ولا ميتًا ولا هو خامل أو كسلان، كما يردد البعض، والدليل أن الحكومة اضطرت لتمديد الطوارئ لمدة 32 عامًا متصلة كما أن عدد قوات الشرطة يقترب من 3 أمثال عدد الجيش ولو كان الشعب المصري ميتًا أو خاملاً ما كان نظام الحكم أحاط نفسه بالطوارئ وبحماية الشرطة.

* تقصد أن المصريين أقوياء.. لماذا إذا لا يثورون؟

- من قال إنه لا

يثور.. المصريون يثورون بشكل مذهل، مثلا في ثورة 1919 نظمت مصر اضرابا عاما وهي من المرات النادرة التي يثور فيها الموظفون حتي أن غاندي بعث لسعد زغلول يسأله: كيف اقنعت الموظفين بالمشاركة في الاضراب؟ فلقد عجزت علي أن أقنع موظفي الهند بالمشاركة معنا في الثورة ضد الاحتلال.. وهذه الواقعة تعني أن المصري عندما يثور لا يضاهيه أحد.

> ولكن الشعب التونسي ثار وغير نظام الحكم علي خلفية حرق الشاب محمد بوعزيزي نفسه بينما في مصر آلاف المنتحرين سنويا.. تري ما الفارق؟

- هذا هو الاختلاف بين الشعبين الاختلاف التاريخي والثقافي والاجتماعي.. وبالمناسبة تونس كانت تعاني نظاما قمعيا إلي أبعد مدي.. نظام يفوق ما هو موجود بمصر وسكت التونسيون علي هذا النظام لمدة 23 عاما.

* والمصريون أيضا سكتوا عن نظام يقمعهم بشكل متواصل طوال 60 عاما؟

- المصريون انتفضوا في عهد السادات واغتالوا الحاكم وإذا كانوا لم يثوروا في عهد مبارك فليس معني هذا أنهم استكانوا في مرحلة تخزين للثورة والغضب، وهذا الغضب قد ينفجر في أية لحظة وبشكل مفاجئ.

* وإذا انفجر هذا الغضب هل سيكون علي الطريقة التونسية؟

- لا.. المصريون سيفجرون غضبهم بشكل مختلف.

* كيف؟

- بأن يثيروا قلاقل طائفية أو يشعلوا مظاهرات متفرقة هنا وهناك، أو يلجأوا إلي الاغتيالات السياسية.