رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السلفيون يفتحون باب الجهاد ضد النظام

أثار التصعيد الأمني ضد التيار السلفي خلال الأيام الماضية،‮ ‬ومقتل الشاب السلفي سيد بلال بالإسكندرية والقبض علي‮ ‬250‮ ‬سلفياً‮ ‬بدمنهور،‮ ‬للتحقيق معهم في حادثة تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية مخاوف رموز السلفية والتيارات الإسلامية من أن تؤدي الضغوط الأمنية المتزايدة علي السلفيين إلي تحويل شبابهم من السلفية الدعوية التي تنتهج المدرسة العلمية التقليدية والتي تقوم علي أساس الدعوة إلي الإسلام بالسلم والابتعاد عن السياسة وتحريم الاشتراك بالمظاهرات واعتبار رئيس الجمهورية خليفة المسلمين إلي السلفية الجهادية التي تنتهج منهج العنف وحمل السلاح في مواجهة رموز النظام‮.‬

ورغم نبرة الهدوء التي يلتزمها رموز التيار السلفي بعد مقتل سيد بلال والقبض علي شباب السلفيين وتصريح الشيخ ياسر برهامي،‮ ‬قيم التيار السلفي بالإسكندرية بأنهم لن يلجأوا إلي الاحتجاجات والتظاهرات،‮ ‬رداً‮ ‬علي التصعيد الأمني ضد السلفيين وقتل سيد بلال،‮ ‬واعتباره رئيس الدولة أميراً‮ ‬للمؤمنين،‮ ‬إلا أن شباب السلفيين أكدوا لـ»الوفد الأسبوعي‮« ‬أنه في حال استمرار الضغوط الأمنية علي السلفيين بهذا الشكل الذي أدي إلي مقتل أحدهم،‮ ‬واعتقال المئات منهم،‮ ‬فإنهم قد يضطرون إلي العنف،‮ ‬لدفع الضرر الواقع عليهم،‮ ‬مؤكدين أن المبدأ السلفي درء المفاسد وجلب المصالح،‮ ‬الذي ينتهجه رموز التيار السلفي أمثال الشيخ ياسر برهامي والشيخ محمد إسماعيل المقدم والشيخ سعيد عبدالعظيم والشيخ أحمد حطيبة والشيخ نشأت أحمد والشيخ سيد العفاني والشيخ مصطفي العدوي لن يقتنع به عدد كبير من شباب السلفيين بعد إعلان النظام أن القضاء علي السلفيين هو الحل‮.‬

أسلوب التهدئة الذي اتبعه رموز السلفية،‮ ‬خاصة الشيخ ياسر برهامي بعد مقتل سيد بلال أشعل الغضب في نفوس شباب السلفيين الذين يرفضون التهدئة ويطالبون من رموزهم بالرد علي الحملة الموجهة ضدهم،‮ ‬إلا أن عدم استجابة رموز السلفية لهم،‮ ‬أدي إلي تفكير بعض شباب السلفيين في الانتقال إلي السلفية الجهادية،‮ ‬كما أوضح ذلك عدد من شباب السلفيين لـ»الوفد الأسبوعي‮«‬،‮ ‬ورفضوا ذكر أسمائهم‮.‬

من جانبه،‮ ‬أكد منتصر الزيات،‮ ‬المحامي الإسلامي ومحامي الجماعات الإسلامية،‮ ‬أنه بالرغم من أن المدرسة السلفية العلمية تقوم علي أساس تختلف عن نهج السلفية الجهادية،‮ ‬وأن نهج السلفية العلمية مستقر منذ تأسيس هذا التيار في بداية السبعينيات علي يد الشيخ ياسر برهامي والشيخ محمد إسماعيل المقدم وغيرهما إلا أنه يمكن للأجيال الجديدة من الشباب الذين لم يتم تصنيفهم بعد أن يختاروا الانضمام إلي السلفية الجهادية رداً‮ ‬علي التصعيد الأمني ضدهم‮.‬

وأشار الزيات إلي أن هناك ضغوطاً‮ ‬أمنية تعرض لها التيار السلفي ورموزه منذ بداية الثمانينيات،‮ ‬حيث تم اعتقال

الشيخ ياسر برهامي وإسماعيل المقدم والكثير من رموز وقيادات التيار السلفي ومع ذلك فإن شباب السلفية لم يتحولوا من السلفية العلمية وقتها،‮ ‬كما أن عدداً‮ ‬كبيراً‮ ‬من رواد المدرسة السلفية العلمية تم اتهامهم في قضية أحداث الزاوية الحمراء في عهد الرئيس الراحل أنور السادات،‮ ‬تم اتهام الشيخ محمد الدبيسي وهو من رواد التيار السلفي بضلوعه في الأحداث ومع ذلك أيضاً‮ ‬لم يتحول شباب السلفيين وقتها إلي السلفية الجهادية،‮ ‬إلا أنه في هذا التوقيت ومع استمرار الضغوط الأمنية،‮ ‬فإن هذا الوضع مرشح للتغيير عبر تحول شباب السلفيين إلي العنف وإن كان ذلك سيتم‮ ‬بشكل فردي وفي أضيق الحدود‮.‬

أما كمال حبيب،‮ ‬المفكر الإسلامي،‮ ‬فقال‮: ‬السلفية الدعوية العلمية مدرسة عتيقة لها تاريخ ممتد منذ عام‮ ‬1926،‮ ‬عندما تم تأسيس تيار أنصار السنة وتعتمد علي أصول ورؤي فقهية ترفض المظاهرات وتعتبرها عملاً‮ ‬غير إسلامي وتؤيد الحاكم وتعتمد علي الوسائل السلمية ولها طابع دعوي،‮ ‬إلا أن بعض أعضاء التيار السلفي من الممكن أن يكون عندهم ميل نحو الجهاد واستخدام العنف للرد علي مقتل سيد بلال،‮ ‬واعتقال المئات من السلفيين،‮ ‬مشيراً‮ ‬إلي أن ذلك يعتمد علي أن يكون هؤلاء الشباب لهم تركيبة نفسية تميل للعنف وانتماؤهم للتيار السلفي الدعوي‮ ‬غير كامل وغير مقتنعين به‮.‬

وأكد حبيب أن النظام بدأ يركز علي تيار السلفية بعد الاحتلال الأمريكي للعراق،‮ ‬وذلك لانتقاد التيار السلفي احتلال العراق،‮ ‬كما وصل الأمر إلي محاولة بعض شباب السلفيين السفر إلي العراق للجهاد ضد الاحتلال الأمريكي،‮ ‬وهو ما دفع الأجهزة الأمنية في تصعيد المواجهات معها منذ هذا التاريخ حتي زادت مؤخراً‮ ‬مع أحداث القديسين‮.‬