رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأسعار تجهض فرحة أول "أضحى" الثورة

قبل ساعات من استقبال أول عيد أضحي بعد الثورة.. لم تتغير مصر كثيرا نفس المشاهد في نفس اللوحة التي تعودناها في مثل هذه المواسم، صرخات من ارتفاع الأسعار.. وعجز

عن شراء اللحوم التي ارتفعت أسعارها بشكل رآه الجميع «جرعة إنسانية في حق المواطنين.. لم تتمكن أسر كثيرة من شراء خروف العيد الذي ارتفع سعره ومازال منحني الأسعار في ارتفاع مستمر.
أسواق الملابس شبه خالية من الزبائن رغم الموسم الشتوي.. وكالعادة ذهب راغبو العودة إلي بلادهم الصغيرة الي محطات القطار ليجدوا التذاكر نفدت فيما تباع جهراً بالأسواق السوداء بأضعاف ثمنها.

هدوء في «عبود» ومخاوف من زحام مفاجئ في آخر لحظة!
سادت حالة من الهدوء النسبي مواقف سفر سيارات السرفيس والأتوبيسات إلي المحافظات والأقاليم، فالتذاكر موجودة بل وتبحث عن مسافرين، كما تراجعت حدة المشاجرات واستغلال الزحام والفوضي التي كانت أحد معالم السفر قبل العيد.
داخل موقف عبود اصطف عدد كبير من السيارات في طابور طويل ووقف السائقون مداخل الموقف للنداء علي الركاب لتحميل سياراتهم في صورة مغايرة تماما للفوضي العارمة التي يشهدها الموقف في أيام العيد والتي يستغلها السائقون أسوأ استغلال بزيارة تعريفة الركوب وتحميل السيارات أكثر من طاقتها بحثا عن أرباح إضافية بل وكان بعضهم يجلس واضعا ساقاً علي ساق رافضا السير بسيارته إلا بعد موافقة الركاب علي شروطه وهو ما يحدث في أغلب الأحيان مضطرين ليسافروا. الوضع هذا العيد اختلف تماما أمام الوجه البحري الذي لم يواجه عددا كبيرا من المسافرين بسبب قرب عيد الأضحي من عيد الفطر الذي شاهد كثيرة من المسافرين وضيق مدة الإجازة لهذا العيد.
أكد سائقو السرفيس والبيجو في موقف عبود أن الإقبال هذا العيد علي السفر للوجه البحري ضعيف مقارنة بالعيد الماضي الذي كنا نضطر الي تحميل عدد أكبر من المسافرين داخل السيارات لحل جزء من الأزمة، وقد يزيد عدد الراغبين في السفر مع قرب أيام العيد والوقفة.
وقال علي «مسافر» اخترت السفر يوم الوقفة بعد ان علمت ان الأقبال علي السفر هذا العيد داخل الموقف ليس كبيراً ولا يوجد زحام، وكنت سأقرر وأسرتي ألا نسافر هذا العيد في حال الزحام وصعوبة السفر بدل من البهدلة خاصة أن مدة الأجازة صغيرة.


أما بالنسبة لحركة الأتوبيسات داخل موقف القللي فاختفت الطوابير الطويلة التي سيطرت علي شباك تذاكر في العيد الماضي، ولم يتم توفير اتوبيسات إضافية كعادة كل موسم بسبب قلة الزحام ورأت إدارة الشركة التابعة للموقف أن أعداد الأتوبيسات المتوفرة الآن كافية لنقل الركاب.

..واللحوم.. للفرجة فقط
لاتزال أسعار اللحوم تشهد ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأيام الحالية، ويتوقع الجزارون أن تستمر الأسعار في ارتفاع خلال أيام عيد الأضحي المبارك علي الرغم من انخفاض القوة الشرائية للجماهير.
وقال أشرف «جزار بمنطقة سليمان جوهر» إن سعر اللحوم الكندوز ارتفعت من 57 و58 جنيهاً إلي أن وصل سعرها ما بين 63 و65 جنيهاً، بينما ارتفع سعر الضأن من 65 إلي 70 جنيها، فيما يباع كيلو البتلو بالمذبح بسعر 65 جنيهاً وبسعر 85 جنيهاً للمستهلك.
وأرجع أشرف ارتفاع أسعار اللحوم إلي زيادة أسعار الأعلاف، مؤكداً ان حجم المبيعات تراجع بنسبة 20٪ بعد اندفاع ثورة 25 يناير، متوقعا أن تستقر أسعار اللحوم علي الأسعار المرتفعة خلال أيام الأضحي المبارك.
وأضاف عفيفي «جزار» ان المستهلكين قللوا كميات الشراء بشكل كبير، وأن المستهلك الذي كان يشتري ما يعادل 2 كيلو من لحمة أصبح يقوم الآن بشراء كيلو واحد فقط.
وأكد سيد «جزار» أن أسعار اللحوم الضأن شهدت ارتفاعاً ملحوظا حيث بلغ سعر الكيلو 58 جنيها بالمذبح ويباع الكيلو للمستهلك بسعر 70 جنيها بالأحياء الراقية مقابل 65 جنيهاً بالأحياء الشعبية.
وأكد حسن إن أسعار اللحوم واصلت ارتفاعاتها، في الوقت الذي تعاني فيه الأسواق نقصا حادا في المواشي لارتفاع أسعار الأعلاف، وليس كما يعتقد المواطن أن السبب جشع التجار.
وأعربت عواطف «ربة منزل» عن استيائها من ارتفاع الأسعار المستمر في كل موسم، وأن الارتفاع هذا العام ملحوظ جدا قبل عيد الأضحي كما أن ترتفع الزيادة تقريبا كل ثلاثة أيام، وكنا نأمل غير ذلك في ظل العدالة الاجتماعية ومراعاة أصحاب الدخول البسيطة والتي تكاد معدومة.
كما طالب البعض بإقامة منافذ بيع للحوم البلدي بأسعار مخفضة تناسب محدودي الدخل والطبقات المتوسطة، مع اتخاذ الإجراءات للسيطرة علي ارتفاع أسعار اللحوم قبل العيد، وضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير اللحوم بكميات كافية وبأسعار المزارع.
كما شهدت أسعار الأضاحي أيضا ارتفاعا ملحوظا في الأسعار قبل الساعات الأخيرة قبل العيد يتراوح سعر الكيلو في الخروف قائم من 30 لـ 35 جنيها بعد ان كان 30 جنيهاً منذ أسابيع قليلة ليتراوح سعر الخروف من 500 إلي 1800 جنيه وسعر كيلو البقري وصل سعر العجل قائم 30 جنيها بعد ان كان ما بين 26 و29 جنيه. ليواجه سوق الأضاحي ركودا أكثر لما كان عليه قبل العيد بأسبوعين وتصبح اللحم للفرجة فقط أو قد يستبدلها المواطنون بالفراخ أو بأي شيء آخر.
تذاكر الصعيد بأضعاف أثمانها في السوق السوداء ولا مشاكل بالبحري!
حتي الساعات الأخيرة قبل العيد ظلت أزمة تذاكر القطارات تهدد آلاف العائدين لبلادهم في الأقاليم، وأصبح المسافرون الذين يرغبون في قضاء إجازة العيد وسط أهاليهم في ورطة، بسبب نفاد التذاكر من شبابيك الحجز، بعد تهريبها إلي السوق السوداء، ومضاعفة أثمانها لتصل إلي أكثر من ضعفين، وحجزها للمعارف وأصحاب النفوذ من العاملين في السكة الحديد، وتصاعدت الأزمة في تذاكر رحلات الصعيد، حيث يواجه المتجهون إلي الوجه القبلي مشاكل كبيرة في الحصول عليها، مما يضطرهم للإقلاع عن السفر، أو اللجوء إلي السفر بالميكروباص والرضوخ لمعاناته وبلطجة السائقين وطول المسافة.
حيث تشهد محطة سكة حديد «القاهرة» زحاما شديداً من المواطنين الراغبين في حجز تذاكر السفر إلي محافظات الوجه القبلي لقضاء إجازة العيد وسط ذويهم. وقامت هيئة السكة الحديد برفع لافتات تعلن عن نفاد التذاكر حتي بعد انتهاء العيد، ومع ذلك لم يمتنع المواطنون والوقوف أمام شباك التذاكر بحثا عن وسيلة شرعية سفر أملا في توفر تذاكر أو تراجع أحد عن السفر وإعادة التذكرة أو ظهور تذاكر تباع بالسوق السوداء.
وقال عبدالحليم «مواطن» إنه حضر من أجل حجز تذاكر سفر إلي محافظة سوهاج لقضاء العيد مع أسرته، إلا أنه فوجئ بعدم وجود حجز حتي يوم 13 نوفمبر القادم وذلك نظرا لنفاد الكميات، مشيراً إلي ان موظف حجز التذاكر أخبره بأنه سيتم طرح تذاكر إضافية يوميا قبل موعد القطار بساعات لمواجهة الزيادة المتوقعة في عدد الركاب ومنع تجار السوق السوداء من الاتجار في التذاكر.
وأضافت سناء ان تذاكر الدرجة المكيفة الثانية اختفت تماما منذ عدة أيام لعدم وجود حجوزات لمحافظات الصعيد مؤكدة ان بعض العاملين في الفنادق الشعبية يقومون ببيع تذاكر القطارات المحجوزة عن طريق الإنترنت بأسعار باهظة في السوق السوداء تصل إلي ضعف قيمة التذكرة.
وكانت منافذ بيع التذاكر بمحطة مصر قد شهدت حدوث بعض المشادات الكلامية بين المواطنين والعاملين في الهيئة نظرا للزحام الشديد علي منافذ بيع التذاكر التي اختفت قبل

العيد بنحو أسبوعين وهو ما أثار غضب المواطنين.


وهو ما اضطر إدارة الحجوزات للمسافات الطويلة لرفع لافتة علي منافذ التذاكر تعلن عن نفاد جميع التذاكر قبل اجازة عيد الأضحي وحتي أسبوع قادم بعد العيد.
بينما أكد إسماعيل أنه جاء باحثاً عن تذاكر للصعيد وبالطبع لم يجد في ظل هذه الأزمة، بالإضافة إلي ان أول ميعاد متاح فيه التذاكر هو في 16 نوفمبر وهو ميعاد مستحيل، كما أوضح انه علي استعداد تام لشرائها من السوق السوداء ولكن الغريب انه أيضا لم يجد سوقاً سوداء من الأساس ونصحه أحد العاملين في المحطة بأن ينتظر أحد المسافرين الذين يعيدون تذاكر السفر، فتعتبر هذه رحلة أخري شاقة لأنه من الصعب في هذا التوقيت وجود من يعيد تذاكر السفر.
وسعر التذاكرة قد يتجاوز الـ 200 جنيه في السوق السوداء وباتت الأزمة غير مقصورة فقط علي اختفاء التذاكر وقلة القطارات وزحام المواطنين، بل تكمن أيضا في التجديدات التي لم تنته بمحطة مصر التي أصبحت مكاناً يكتظ بالفوضي ويثير اشمئزاز المسافرين ويزيدهم عذاباً علي عذابهم في وجود التذاكر، فهذا هو حال المحطة منذ سنوات يتجول المسافر بها بين الرمال والطوب والأسمنت ومواد أخري غريبة هذا غير أسلاك الكهرباء المتناثرة هنا وهناك مما قد تصيب أحدهم بأذي.
بينما أكد المسافرون نحو الوجه البحري توافر التذاكر حتي هذه اللحظة ولا يوجد مشاكل بالنسبة لهم، وأرجعوها إلي قلة الأعداد المسافرة للوجه البحري مقارنة بالقبلي وقرب المسافة بينه وبين القاهرة.

رغم موسم الملابس الشتوي والعيد:
أسواق وسط البلد بدون زبائن والعتبة تستقبلهم

يصيب سوق الملابس حالة من الركود قبل أيام قليلة علي عيد الأضحي المبارك في الفترة التي تعتبر موسما للتجار في جني الأرباح، ووصلت حالة الركود لأكثر من 50٪ حسب تقديرات التجار وهي النسبة الأعلي في مواسم الأعياد والإقبال الجماهيري علي شراء ملابس بداية الموسم الشتوي.
وأكد التجار أن قدوم العيد وموسم شراء الملابس الشتوي لم يسمح برواج حركة البيع والشراء بسبب ارتفاع الأسعار في إشارة الي ان الأسر الراقية فقط هي التي تقبل علي الشراء ونسبتهم ضئيلة جدا، وفيما تقبل الأسر المتوسطة علي شراء ملابس الأطفال فقط أما الأسر التي تقترب إلي حد الفقر لا تقوم بسوي المشاهدة والمراقبة عن بعد.
وفيما قال علاء مدير محل ملابس بوسط البلد إن حركة البيع والشراء ضعيفة للغاية، مؤكداً أن أسعار الملابس الجاهزة لم تشهد ارتفاعا بل إن التجار قللوا هامش الربح بنسبة كبيرة. أكد يحيي صاحب محل ملابس أن الأقبال ربما ينشط ولكن بعد العيد وقال ان ظروف المواطنين والبلد الصعبة وتلاحم المواسم بالإضافة إلي زيادة أعداد الباعة الجائلين في ظل الغياب الرقابي والأمني ولكنه يتوقع زيادة الإقبال علي شراء الملابس بعد انتهاء أيام العيد وهوجة الالتزامات المتتالية علي عاتق رب الأسرة. وبعد عرض الملابس الشتوية كاملة وعودة الرقابة علي الباعة الذين احتلوا الطرق والأرصفة.
وعلي الجانب الآخر شهدت منطقة «العتبة» إقبالا شديداً علي الملابس المعروضة التي جاءت أسعارها مناسبة لجميع مستويات الدخل وكذلك لجميع الأعمال المختلفة، حيث وصل فرق الأسعار بين العتبة ومحلات وسط البلد إلي 75٪، مع وجود فرق كبير في الخامات المعروضة.
وقال محمود صاحب محل ملابس بالعتبة ان الاقبال علي شراء الملابس خلال هذه الأيام ضعيف جداً مقارنة بالعام الماضي، مضيفاً أن أسعار الملابس لم تشهد ارتفاعاً كبيرا بعد الزيادة التي طرأت عليها منذ عيد الفطر الماضي. وتوقع أن يشهد السوق حالة رواج بعد انتهاء عيد الأضحي وتتزايد حجم القوة الشرائية وخصوصاً علي كل من ملابس الأطفال والحريمي، مؤكداً ان نسبة الاقبال من الرجال علي شراء الملابس خلال أيام الموسم تكون ضعيفة للغاية. وأشار إلي أن أعمال العنف والبلطجة اتي تشهدها الأسواق الكبري والخلافات الدائمة والتي يتم فيها إطلاق الأعيرة النارية وإلقاء زجاجات الموتولوف والمشاجرات بالسلاح الأبيض تخلق حالة من الفزع والرعب لدي الزبائن، الأمر الذي يؤدي إلي انخفاض حجم القوة الشرائية بالإضافة الي ان المحلات يتم إغلاقها.
وقال حسام: أشتري كل احتياجاتي من العتبة لانخفاض أسعارها مقارنة بالمحلات الكبري التي تزيد ثلاثة أضعاف علي أسعار العتبة رغم ان المنتج لا يقل كفاءة وجودة، اشتريت بنطلون جينز مستوردا من العتبة بـ 30 جنيها فقط وسعره في المحلات أكثر من 100 جنيه ولا يوجد أي فرق في الخامة.
وأضاف أحمد ان ارتفاع الأسعار في محلات وسط البلد بسبب استهلاك الكهرباء والضرائب ومصاريف المحل والعمال إضافة إلي الموقع، ولذلك تجد الأسعار مختلفة في مصر الجديدة فنجد ثمن البنطلون 180 جنيها في حين لا يزيد سعره في الوكالة أو العتبة علي 30 أو 40 جنيهاً رغم أنه نفس الخامة والصناعة.