رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

‮ ‬أسباب توقف ثورات المصريين

في عام‮ ‬1977‭.‬‮. ‬انتفض المصريون وثاروا وخرج الملايين الي الشوارع هاتفين بسقوط رئيس الدولة لأن أسعار بعض السلع زادت مليمات قليلة‮..‬

الآن تقفز الأسعار بعشرات الجنيهات وتتضاعف في‮ ‬غمضة عين ومع ذلك لم‮ ‬يغضب المصريون لم‮ ‬ينتفضوا ولم‮ ‬يثوروا ولم‮ ‬يخرجوا للشارع ليقولوا‮ »‬لا‮« ‬أو علي الأقل ليطلبوا الرحمة من الغلاء‮!‬

والسؤال ماذا حدث للمصريين،‮ ‬ما الذي جعلهم‮ ‬يشتعلون‮ ‬غضباً‮ ‬وثورة عام‮ ‬1977‮ ‬ثم سكنوا وهدأوا فلم‮ ‬يثوروا أبداً‮. ‬

بحثت عن اجابة لهذا السؤال عند خبراء الاجتماع وعلماء النفس فطرحوا‮ »‬9‮« ‬أسباب للتغير الذي أصاب المصريين ولكن ما قاله لي خبير التغذية الدكتور علاء عبدالحميد كان اكثر اثارة وطرافة وغرابة عما قاله الخبراء‮.‬

خبير التغذية اكد ان ما حدث للمصريين ليس مجرد تغير اجتماعي أو نفسي وانما هو نتيجة طبيعية لتغير كبير في طبيعة ما‮ ‬يأكله المصريون‮.. ‬وقال‮ »‬بعض دراسات التغذية التي أجراها خبراء عالميون كشفت ان هناك علاقة بين ما‮ ‬يأكله البشر وبين ما‮ ‬يحملونه من صفات وبعض الدراسات الاسرائيلية ربطت ما بين صفات الشهامة والحمية والحماسة التي‮ ‬يتصف بها أغلب العرب وبين تناولهم لحبوب القمح والذرة التي تنتجها سلالات توارثتها الأجيال العربية وأيضاً‮ ‬تناولهم للحوم حيوانات ودواجن اعتمدت في تغذيتها علي حشائش ونباتات نشأت وترعرعت معتمدة علي أسمدة طبيعية‮.‬

ويضيف الدكتور علاء واستناداً‮ ‬لهذه المعلومات بدأت اسرائيل مخططاً‮ ‬للقضاء علي كل ما هو طبيعي في مصر،‮ ‬واستغلت لتحقيق ذلك ما أتاحته لها معاهدة السلام ونتيجة ذلك اعتمد اغلب المصريين في تغذيتهم علي‮ »‬الفراخ‮« ‬البيضاء مثلاً‮ ‬بعد ما كادت ان تختفي سلالات الدواجن البلدية وهو نفس ما حدث في القمح والذرة،‮ ‬وغيرهما من المنتجات الزراعية‮.‬

ويؤكد خبير التغذية علاء عبدالحميد ان القضاء علي السلالات المصرية الأصيلة من الدواجن والماشية والحبوب وخاصة القمح والذرة مسئول بشكل مباشر عن انطفاء نار الحماسة والحمية في قلوب كثير من المصريين‮!‬

ومن جانبهم‮ ‬يعتبر خبراء الاجتماع وعلماء النفس ان ما‮ ‬يقوله خبير التغذية علاء عبدالحميد مجرد تكهنات تصنف علي انها طرائف،‮ ‬ويرون ان حالة السكون التي أصابت المصريين وراءها‮ »‬14‮ ‬سبباً‮«.‬

اثنان من هذه الأسباب‮ ‬يتفق عليهما خبير علم النفس السياسي قدري حفني وأستاذ علم الاجتماع د‮. ‬أحمد زايد وهما ان الاحوال المعيشية والاقتصادية الآن افضل مما كانت عليه عام‮ ‬1977‮ ‬والسبب الثاني ان الحراك السياسي الحالي‮ ‬يسمح للناس بالتعبير عن آرائهم وهو ما‮ ‬يحول دون انفجارهم كما حدث عام‮ ‬1977‭.‬

ويطرح كمال ابوعيطة رئيس النقابة المستقلة للعاملين بالضرائب وأحد قادة اضراب العاملين بالضرائب الذي استمر لعدة أسابيع أسباباًأخري وراء سكون المجتمع وهدوئه فيقول‮: ‬النظام الحاكم استفاد من تجربة

انتفاضة‮ ‬18‮ ‬و19‮ ‬يناير‮ ‬1977‮ ‬ولهذا جفف كل المنابع التي‮ ‬يمكن ان تزود المجتمع بثوار،‮ ‬فسيطرت علي الجامعات ومنعت الطلاب من ممارسة أي نشاط سياسي،‮ ‬وفي ذات الوقت خربت النقابات تماماً‮ ‬حتي صارت مصر بلانقابات تقريباً‮ ‬كما اخترق جهاز أمن الدولة أغلب الاحزاب وحاصرت الحكومة جميع الأحزاب داخل مقراتها وهكذا تم تجفيف منابع التنشئة السياسية علي عكس ما كان موجوداً‮ ‬عام‮ ‬1977‮ ‬حيث كان اغلب المصريين مثقفين سياسياً‮ ‬ومشاركين بقوة في الأحداث العامة‮.‬

ويضيف أبوعيطة‮: ‬هناك سبب آخر خطير وراء حالة السلبية التي‮ ‬يعيشها أغلب المصريين ويتمثل في تغلغل شركات صهيونية في مصر وتسربها الي مؤسسات الدولة وشركاتها وهيئاتها،وهذه الشركات هدفها تفتيت مصر من الداخل،وهو نفس الدور الذي مارسته شركات مماثلة في لبنان قبيل انفجار الحرب الأهلية هناك قبل اكثر من عقدين من الزمان‮.‬

ويواصل‮ »‬أبوعيطة‮« ‬وحكاية الشركات الصهيونية هذه ليست كلاماً‮ ‬مرسلاً‮ ‬بل رصده نقابي أمريكي كبير ونشره في كتاب صدر مؤخراً‮ ‬بعنوان جواسيس للايجار،‮ ‬وهذا الكتاب‮ ‬يقول بصريح العبارة ان الشركات الصهيونية تغلغلت في مصر وفككتها وقطعت أوصالها‮.‬

ويضيف خبير الاجتماع الدكتور حسام سلطان أسباباً‮ ‬أخري وراء عدم تكرار انتفاضة‮ ‬1977،‮ ‬رغم سوء الاحوال الاجتماعية والاقتصادية فيقول ان نظام الحكم اتبع طريقة تحول دون الانفجار المجتمعي ففي كل أزمة‮ ‬يترك متنفساً‮ ‬ولو صغيراً‮ ‬يحول دون الانفجار،‮ ‬كما انه نجح وبامتياز في تحويل اهتمامات المصريين فلم تعد ممارسة السياسة ومعارضة النظام تلقي اهتماماً‮ ‬من الغالبية العظمي من المقربين الذين انشغلوا بأمور أخري في مقدمتها المكاسب الشخصية وتحقيق الثراء،‮ ‬وآخرون‮ ‬غرقوا حتي أذنيهم في البحث عن لقمة العيش أو فرصة عمل ولم‮ ‬يعد لديهم وقت لممارسة السياسة أو إعلان رأيهم في القضايا العامة والشأن العام‮.‬