استفتاء المصير في السودان الشقيق
تتجه أنظار العالم الأحد التاسع من يناير الجاري، صوب السودان الشقيق، موعد انطلاق استفتاء انفصال الجنوب. وهو الاستفتاء الذي يأتي طبقا لاتفاقية "نيفاشا للسلام" الموقعة بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان الشريك فى الحكم" متمردون سابقون" في يناير من عام 2005.
كاميرات العالم ترصد والمحللون يتبارون فى قراءة الطالع لمستقبل السودان الشقيق، ومع تصاعد الأنفاس وبلوغ القلوب الحناجر في مصر والعواصم العربية والإسلامية لما يحدث من عملية سلخ وبلا رحمة لشقيق عربي أفريقي كبير.
يتزامن ذلك كله ووقع الطبول لتشجيع الناخبين وموسيقى الفلكلور الأفريقي وتنوعها في جوبا حاضرة الجنوب السوداني وترقب الأشقاء في الخرطوم.
وها نحن الآن أمام علمان ودولتان ونشيدان وجيشان وقضايا عالقة تهدد بالانفجار ومخاوف من عودة الحرب الأهلية التي ربما تندلع على جبهتين فى إبييي الحدودية بين شمال وجنوب السودان من جانب فيما يعرف بحد الصراع الدموي.
ووسط هذا المشهد الدراماتيكي يقفز من الذاكرة مشهد إعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بعد الاجتياح البربري للعراق في مارس 2003 بحجة أسلحة الدمار الشامل.
إذ لم يختلف المشهد السوداني كثيرا عما حدث في العراق وما سبقه في أفغانستان، فالدول الإسلامية والعربية تقف فى طابور طويل على المسلخ الأمريكي تغفو من طول الوقوف لتهزها ركلة بين وقت لأخر لتفيق ربما فقط لتسأل من التالي؟.
نترقب ما يجرى فى غرفة "العمليات الأمريكية الصهيونية الاستعمارية"، فإما أن يولد السودان الشقيق من جديد وتدب العافية فى الجسد العربي الأفريقي، ليعود ماردًا مزمجرًا وبقوة وحدته، وإما سينهال عليه ساطور التقسيم لتنجر عناقيد الغضب الانفصالية بلا هوادة ليبتر جنوبه ليضيع جزء غالي من بلد إسلامي عربي أفريقي بحجم قارة؟.
ويظل الأمل معلقا بحدوث المعجزة –فى حال إجراء استفتاء حر ونزيه- لتفوز الوحدة كما حدث في استفتاء مقاطعة كيبيك الفرنسية بكندا في 1995.
نعرض لتفاصيل المشهد السياسي والاجتماعي بتنوعه في السودان الشقيق ومخاطر ما يجري هناك من إعادة لرسم خريطة المنطقة من جديد والآثار السلبية المترتبة على ذلك خاصة وأن استفتاء السودان يفتح شهية الحركات المسلحة في البلد الشقيق، وطالب متمردو دارفور مؤخرًا بإجراء استفتاء حول تقرير مصير هذه السلطنة السابقة مما يهدد بتفتت أكبر بلد في أفريقيا.
وللأسف الشديد أصبح من الآن في وسع مناطق أو حركات تمرد أخرى في أفريقيا أن تطالب بحق تقرير المصير مثل الصحراء الغربية (المغرب) ومنطقة كابيندا النفطية في انجولا والطوارق في شمال مالي والنيجر وكازامانس في السنغال.
وسيكون جنوب السودان سابقة بلا شك، فلم يحدث أبدًا أن أجري استفتاء في أفريقيا يتيح لجزء من السكان أو لمنطقة معينة أن تقرر ما إذا كانت تريد البقاء في دولة موحدة أم الانفصال، والآن الاستعمار يعود في ثوب عصري جديد فقد تقاسمت القوى الاستعمارية الكعكة الأفريقية في مؤتمر
هذا الملف يستعرض أيضًا الآثار السلبية، المترتبة على سودان ما بعد الاستفتاء وآثاره على الأمن القومي المصري وأخطاء السياسة الخارجية المصرية، فيما يتعلق بالملف السوداني تحديدًا.
كما يأخذكم الملف في جولة للتعرف على السودان وجنوبه وملامح الدولة الجديدة – في حال التصويت في هذا الاتجاه-.
طالع في هذا الملف:
- السودان فى سطور | |
|
|
-17الف و500من الشرطة لتأمين الخرطوم | |
|
|
- مصر ..ثمن الغياب | |
|
|
- العمامة والقبعة..وجها الصراع | |
|
|
- ابيي...كشمير السودان | |
|
|
- الفقر والجوع يفترسان الدولة الوليدة | |
|
|
- فى انتظار..... الوليد | |
روابط ذات صلة: