عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أردوغان .. بطل حقيقي أم بهلوان سياسي؟

بوابة الوفد الإلكترونية

يمكن للمتابع للشأن المصري بمختلف تفاصيله أن يلحظ بسهولة أن النموذج التركي أصبح جاثما وبقوة على صدورنا

.. حتى يكاد أن يتحول إلى عقدة.. فلا يكاد يخلو حديث عن مسيرة الأوضاع في مصر بعد الثورة إلا ويتم استدعاء هذا النموذج، تركيا فعلت..  وتركيا أنجزت.. تركيا تقدمت.. على هذا النحو الذي يذكرنا بنموذج سابق يتم استدعاؤه كثيرا على المستوى العربي وهو النموذج الماليزي. وإذا كان هذا الأخير ارتبط بالزعيم مهاتير محمد، فإن الأول – التركي – ارتبط بشخصية رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء الحالي الذي زار مصر مؤخرا.
لقد نقلت الزيارة الحديث من المستوى النظري إلى الواقعي وهو ما بدا في طبيعة الاستقبال الحافل الذي لقيه الضيف التركي، وانعكس في نقاش محتدم حول طبيعة هذا النموذج ومدى ملائمته لمصر. وفي كل الأحوال فإن الدعوات تتوالى بأن نحذو هذا النموذج خطوة بخطوة باعتباره الأكثر مناسبة لنا ولظروفنا.. فتركيا دولة شرق أوسطية وتنتمي إلى تراثنا ذاته.. التراث الإسلامي.. وقد كانت حتى وقت قريب تمر بمرحلة تراجع اقتصادي.. غير أنها تمكنت من الصعود ثانية واحتلال مرتبة متقدمة ليس في الإقليم الذي تنتمي إليه فقط وإنما على المستوى الدولي بشكل يعكس فعاليتها وقدرتها.
وإذا كانت مجالات المقارنة عديدة فقد كان تزامن تبعات الأزمة التركية مع تل أبيب على خلفية مقتل تسعة من مواطنيها على يد إسرائيل، مع أزمة مقتل عدد من الجنود المصريين على يد القوات الإسرائيلية، بمثابة الكلمة الفصل في التأكيد على مدى الاختلاف في مواقف أنقرة والقاهرة.. وأنه فيما تصرف الأولى من منطق يعكس تقديرها لذاتها وقوتها، فقد كان تصرف الثانية امتدادا لإرث نظام سابق يتمثل في الخنوع لإسرائيل، وهو ما انعكس في ضرورة استلهام الدروس والعبر من هذا النموذج – التركي!

الحرية «كلمة السر» فى  تحول تركيا من دولة مفلسة لقاعدة صناعية عظمى
أردوغان استفاد من شعبية حكومته فى تنفيذ سياسات اصلاحية جيدة بمجال الاقتصاد

شعبية الحكومة التركية مكنتها من تحقيق هدف الإصلاح الاقتصادي بسهولة

ثلاثة أعوام وانا أذاكر فى التجربة التركية بحكم العمل وبحكم زيارات عديدة الى اسطنبول  مدينة القباب المبهرة.. لقد اطلعت على التجربة التركية فى التنمية، وأدهشنى ذلك التحول المذهل غير المسبوق الذى جرى للاقتصاد والنظام والناس، والآن استطيع أن أدعى أننى خلصت للأسباب الحقيقية للتقدم الاقتصادى فى هذه الدولة الناهضة والتى يمكن تلخيصها فى كلمة واحدة «الحريات».
فى عام 2001 كانت تركيا على وشك الافلاس وكان الناس محبطين بسبب تزايد معدل البطالة وانخفاض مستوى دخل الفرد الذى بلغ حينئذ 3 آلاف دولار سنويا.. وفى عام 2010 ارتفع متوسط دخل الفرد الى 12 الف دولار سنويا (فى مصر اقل من ألفي دولار سنويا)، وصنفت تركيا كثالث اكبر دولة صناعية فى اوروبا، واعتبرت شركات المقاولات والانشاءات التركية هى ثانى أقوى الشركات أداء على مستوى العالم فى أعمال البناء.

طفرة اقتصادية هائلة
وخلال السنوات العشر الأخيرة تم انشاء طرق جديدة يزيد طولها علي اجمالى الطرق التى أنشئت منذ تأسيس الجمهورية عام 1924 وحتى 2001 . وقفزت قيمة الصادرات الى 73 مليون دولار عام 2005 ثم واصلت صعودها لتصل الى 180 مليار دولار عام 2010 (لاحظ أن قيمة صادرات مصر فى أعلى معدلاتها لم تتجاوز 30 مليار دولار).
كيف تحقق ذلك؟ يقول متين توران صحفى تركى يعمل بالقاهرة  «استفادت حكومة حزب العدالة من كونها حكومة شعبية منتخبة وتتمتع برضا الشارع فى تنفيذ سياسات اصلاحية جيدة كانت مطلوبة فى مجال الاقتصاد، مع اطلاق كثير من الحريات وتحقيق مشاركة مجتمعية أكبر», وصاحب ذلك نموا كبيرا فى طبقة رجال الاعمال والتجار، وهو ما دفع الحكومة لفرض ضرائب على السلع والخدمات الترفيهية لم تجد معارضة فى ظل الشعبية التى تتمتع بها الحكومة. وتضمنت تلك الضرائب مثلا فرض 23 % على الاستهلاك الترفى بتوصيف المجتمع التركى مثل جميع انواع الاتصالات، والسيارات، والكحوليات والسجائر.
واستفادت الحكومة التركية من تلك الضرائب فى تمويل برنامج شامل واجبارى للتأمين الصحى يغطى جميع من يتمتع بالجنسية التركية سواء كان يعمل او لا يعمل .
كما وفرت الدولة كتب التعليم للمرحلة الابتدائية مجانا ، ولاشك ان ذلك يذكرنا بمقولة مونتسيكو الشهيرة بأن «الشعوب الحرة أكثر دفعا للضرائب من الشعوب المستعبدة».

ازدهار القطاع الخاص
وفى قطاع الصناعة نجحت تركيا خلال سنوات قليلة فى تبوؤ مكانة رفيعة بين دول العالم، واعتمد الاتراك على القطاع الخاص بنسبة كبيرة وتم انشاء مناطق وتجمعات صناعية متخصصة وتركزت في معظمها المشروعات الصغيرة. وتم التوسع فى صناعة السيارات والصناعات المغذية حتى ان عدد السيارات المنتجة فى 2008 تجاوز 800 الف سيارة . ( لاحظ ان اجمالى انتاج السيارات فى مصر لم يصل بعد الى مائة الف سيارة ) .
ولا شك أن الاصلاحات التى تمت لم تكن لتتم لولا الشعبية الواسعة التى يحظى بها رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء المنتخب الذى لم أجد شعبا راضيا عن حاكمه مثلما رأيت الشعب التركى مع هذا الرجل . عندما كنت اتحدث مع المثقفين داخل المجتمع التركى كنت ألحظ   اشادة دائمة  بنزاهة  وقوة  أردوغان على الرغم من  الاختلاف الايدلوجى بينه وبين كثير من المثقفين الاتراك.
ظهر رجب طيب اردوغان المولود فى اسطنبول عام 1954 لعائلة بسيطة فى بدايات التسعينيات عندما ترشح عن حزب الخلاص الوطنى بقيادة نجم الدين اربكان ثم دخل معترك الحياة السياسية خلال فترة حكم حزب الرفاه ونجح فى انتزاع مقعد عمدة اسطنبول وحاز شعبية جيدة بما انجزه من اصلاحات وبما قدمه من خدمات وبعد انقلاب العسكريين على حزب الرفاه عام 1998 تمت محاكمته استنادا لخطبة القاها عام 1995 وقال فيها ان» مآذن المساجد هى رماحنا « وصدر حكم بحبسه ودخل بالفعل السجن لمدة عام قبل ان يعود مرة اخرى للحياة السياسية بفكر جديد واسلوب اكثر تسييسا .

جرأة وشجاعة أردوغان
أردوغان حاز اعجاب الناس العامة  لجرأته وشجاعته فى التعامل مع القضايا السياسية التى تمس مباشرة مصالح تركيا . وفاز بتأييد رجال الاعمال لإصراره على الحاق تركيا بالاتحاد الاوروبى وهو ما يفتح مجالا تجاريا جيدا للصناعة التركية. واكتسب الرجل مناصرة وحب الليبراليين بتأكيده على ضرورة اطلاق الحريات والاعتراف بالاقليات والسماح بتعددية اوسع. كما انه نال رضا الكماليين الذين يمثلون عماد الدولة التركية بتأكيده على عظمة المبادئ التى صاغها اتاتورك ودوره العظيم فى بناء الدولة،  ونجح السياسى الكبير فى عدم استفزاز المؤسسة العسكرية بأى توجهات دينية مباشرة تجعل مصيره  ومصير حزبه عرضة للقمع كما جرى مع الرفاه . وفى المجمل استطاع اردوغان أن يقدم نموذجا جديدا لحزب سياسى حديث قائم على مبادىء الدولة الكمالية التى تفصل تماما بين الدين والسياسة مع استناده الى قاعدة  دينية تركز على العدل واحترام حقوق الانسان والحرية . وقد كان اردوغان واضحا عندما سأله السفير الامريكى عن رأيه فى قضية ظهور زوجات المسئولين الاتراك بالحجاب فى المناسبات الرسمية واعتراض المؤسسة العسكرية على ذلك فأجاب انه اذا كان يسأله عن رأيه الشخصى فإن مسألة الحجاب لا اختيار فيها، أما اذا كان يسأله عن رأيه السياسى فإن مسألة الحجاب ليست من أولويات حكومته.

تجاوز الكمالية
إن تاريخ الكمالية فى تركيا تاريخ مرير يحتاج الى تعامل اكثر حنكة . فعندما اعلن مصطفى كمال اتاتورك الغاء الخلافة العثمانية عام 1923 كان حريصا على  نزع كل صلة تربط بين تركيا والعالم الاسلامى،  واستبدل الحروف اللاتينية بالحروف العربية فى اللغة التركية ومنع رفع الاذان وشنق المئات من شيوخ المساجد . وظلت تركيا فى طريق التغريب حتى بعد وفاته عام 1938 وعندما استطاع عدنان مندريس الفوز فى الانتخابات عام 1950 وبدأ بعض الاتجاهات لاعادة احياء التوجهات الدينية قامت القوات المسلحة بالانقلاب عليه عام 1960 وأعدم مع عدد من رفاقه . وبقت الكمالية كوثن لا يجوز الاقتراب منه وهذا ما ادركه اردوغان بوعيه السياسى فترك الوثن ومضى يبنى مشروعه النهضوى الى جواره.
ماذا فعل اردوغان ورفاقه ؟؟ ماذا قدموا ؟ لا شىء سوى الحرية . كان الرجل رغم جذوره الاسلامية المعروفة واضحا وصريحا وقال: إنه يسعى للقضاء على الفساد واطلاق الحريات وتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية.. لم يقل الرجل إنه يسعى لاقامة نظام اسلامى ولكنه فعل، فمن يحقق ما حققه لا يمكن أن يكون بعيدا عن النظام الاسلامى الذى نأمله. لم يستطع أحد من العسكر اجهاض التجربة أو التصدى لها لأنها لم تعلن ثورة اسلامية ولا حكما باسم الاسلام وانما اعلنت تحولا نحو الحريات بمفهومها السياسى والاقتصادى وأوفت ما تعهدت به.


زيارة رئيس وزراء تركيا تشق صف المصريين وتثير التساؤلات حول مستقبل الثورة 
استقبال الفاتحين للضيف التركي يعكس الشوق لبطل  طال انتظاره دون مجيء

طرحت زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لمصر أسئلة أكثر مما قدمت أجوبة بشأن الكثير من القضايا محل الجدل والنقاش.. وعلى رأسها التساؤل حول الطموح التركي في ظل حكم أردوغان، وهو ما فرض حالة من الاستقطاب بين رؤيتين أولهما أنه جاء كخطوة على طريق الوحدة العربية الإسلامية وثانيهما أنه جاء حاملا لأجندته الخاصة التي لا نحتل فيها سوى موضع «الترس»!
وبدا الترحيب بالزيارة، والذي يعكس الشوق إلى بطل طال انتظاره، هو الأكثر شيوعا وهو ما جرى التعبير عنه بشعار «مصر وتركيا إيد واحدة»  الذي ردده المصريون خلال زيارة أردوغان لمصر في إطار جولته للدول التي تخلصت من أنظمتها الاستبدادية الحاكمة وهي: مصر وتونس وليبيا والتي أطلق عليها «دول الربيع العربي»، إلي جانب سعي سوريا واليمن لانتزاع حريتهما.
كان من الطبيعي أن يبدأ أردوغان جولته بزيارة تونس لكونها الدولة الأولي التي تخلصت من نظام رئيسها المخلوع زين العابدين بن علي ثم مصر وليبيا نظرا لترتيبها في سقوط الأنظمة، لكن تقدير أردوغان لأهمية ومكانة مصر كان الباعث الذي استمد منه رئيس الوزراء التركي قراره بزيارة مصر أولا.
جاءت الزيارة في توقيت كان الشارع المصري يشتاط غضبا بعد استمرار المظاهرات ضد إسرائيل بل واقتحام سفارتها بالقاهرة ردا علي قتل جنود وضباط مصريين علي الحدود علي أيدي القوات الإسرائيلية، في الوقت الذي قررت فيه  تركيا طرد السفير الإسرائيلي وتجميد معاهداتها معها بعد صدور التقرير الذي أثبت تورط إسرائيل في الاعتداء علي أسطول الحرية التركي المتجه لغزة لتقديم المساعدة منذ عام.
وقد أحدثت تلك الخطوة جدلا واسعا داخل الأوساط الدولية المحلية خاصة في إسرائيل التي استهدفتها المظاهرات والقرارات، ثم جاءت زيارة أردوغان لتزيد قلق إسرائيل وتشعرها بأن هناك قوة تبدأ في استعادة دورها ومواقفها تجاه المساس بكرامتها وسيادتها ونهاية عصر الخنوع والاستسلام اثناء فترة حكم الرؤساء المخلوعين. وتثير التساؤلات لدى قطاع كبير من المصريين هل يمكن للثورة أن تحقق القفزة التي استطاع أردوغان تحقيقها لبلاده؟

الفرحة.. والصدمة
عمت الفرحة شوارع مصر بمجرد الإعلان عن زيارة أردوغان لمصر ورحبت كل القوي الوطنية والأحزاب السياسية والتيارات الدينية ومنها جماعة الإخوان المسلمين بهذه الزيارة وخرج المئات لمطار القاهرة بما فيهم اعضاء من جماعة الإخوان المسلمين لاستقبال أردوغان استقبال الفاتحين بعد مواقفه تجاه إسرائيل وطرد السفير وقطع العلاقات في الوقت الذي لم تتخذ فيه مصر نفس الموقف رغم كون الاعتداء علي سيادة مصر أكبر وأهم وأصعب مما حدث تجاه تركيا.
من هنا كان استقبال رئيس الوزراء التركي بهذه الحفاوة مثار دهشة لدى العديد من المراقبين، وقد زاد مستوى هذه الحفاوة لدى المواطن المصري خاصة بعد إعلان أردوغان عن زيادة الإستثمارات التركية في مصر ثلاثة أضعاف الاستثمارات الحالية،كذلك إعلانه عن التعاون العسكري بين مصر وتركيا.
غير أنه يمكن القول إن المواقف قد تنوعت من زيارة أردوغان وقرأها كل تيار انطلاقا من منظوره وهو ما يؤكده أن بعض التيارات الدينية رأت في الزيارة بداية لما يمكن وصفه بالحكم الإسلامي وقيام الدولة الإسلامية في مصر. غير أن هذا الموقف سرعان ما شابه التحول إثر تصريحات أردوغان الداعية للدولة العلمانية في مصر وصياغة دستور يقوم علي المباديء العلمانية أسوة بتركيا في الوقت الذي أكد فيه علي التفرقة بين علمانية الدولة وعلمانية المجتمع والمواطنين مشيرا إلي أن الدولة العلمانية لاتعني اللا دين وانما تقف علي الحياد من جميع الأديان وكانت هذه التصريحات بمثابة الصدمة لهم.
وفي ذلك راح رئيس الوزراء التركي يؤكد على هذا المعنى بقوله: «أنا مسلم لكني رئيس وزراء دولة علمانية وأقول للشعب المصري ألا يكون قلقا من العلمانية، وأظن أنه سيفهمها بشكل مختلف بعد تصريحي هذا واعتبر أن الدولة العلمانية لا تعنى دولة اللادين، متمنيا وجود دولة مدنية تقوم على احترام جميع الأديان والشرائع في المجتمع في مصر». 
من هنا خرجت تصريحات قيادات جماعة الإخوان الرافضة لدعوة رئيس الوزراء التركي بل اعتبروا تصريحاته تدخلا في شئون مصر الداخلية، إلا أن ذلك لم يمنع الدكتور محمد بديع،المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين والوفد المرافق له من زيارة اردوغان في مقر إقامته وتبادل الحديث في شئون أخري مثلما فعل رؤساء الأحزاب وبعض مرشحي الرئاسة.

أردوغان .. مواصفات القيادة
من المؤكد أن نشأة أردوغان في أسرة فقيرة.. ومعاناته حتي الوصول لهذا المنصب الذي استطاع به أن يجعل دولته في ركب الدول المتقدمة بعد أن كانت علي شفا حفرة من الانهيار كان سببا مباشرا في كسب التعاطف معه وتأييده. بل يتفاخر أردوغان نفسه بأسرته الفقيرة وقال إنه نشأ في أسرة فقيرة ولم يجد أمامه سوي بيع البطيخ في مرحلتي الابتدائية والاعدادية لمساعدة والده إلا أنه تخرج في كلية الاقتصاد والأعمال في جامعة مرمرة بتركيا ليدخل العمل السياسي ويستطيع تكوين حزب العدالة والتنمية عام 2001 الذي يستحوذ علي غالبية مقاعد البرلمان التركي الآن وأصبح رئيسا للوزراء منذ 14مارس 2003 بعد توليه عمدة اسطنبول في الفترة من 1994 حتي عام 1998 بعد فوزه في الانتخابات ممثلا لحزب «الرفاه».
كانت تلك الظروف والمواقف عاملا لتدعيم وتأييد أردوغان ممثلا للموقف التركي، عزز منها صعوده ببلاده وهو ما جعله متصدرا للمشهد السياسي العربي وولد شعورا لدى العالم العربي بأن هناك زعيما يولد من جديد ربما تتوحد الدول الإسلامية خلفه.

المربع الإسلامي .. ومثلث الرعب
وبعيدا عن الأجواء الداخلية لبلاد الربيع العربي وموقفها من تحركات أردوغان، سيطرت حالة من القلق علي الغرب وتحديدا الولايات المتحدة وإسرائيل التي تيقنت رسميا بأن هناك عهدا جديدا يبدأ مع بزوغ فجر الحرية.
وتسعي تركيا لقيادة العالم الإسلامي وإعادة العلاقات العربية - التركية لنصابها في ضوء رؤية تقوم، حسب بعض المتفائلين بالحضور التركي القوي في المنطقة على أنه إذا تحقق التعاون المشترك بين «مصر وتركيا وإيران» فإن ذلك سيصبح مثلث رعب بالنسبة لإسرائيل نظرا لما يمكن أن يمثله هذا المثلث من قوة عسكرية واستراتيجية، مما قد يفرض على الكيان الصهيوني التعامل بحذر في القضايا العربية الإسلامية خلال الفترة القادمة.
ومن السيناريوهات التي يروج لها البعض كذلك هنا الحديث عما يسمى بضرورة البدء في إيجاد مربع إسلامي يجمع مصر وتركيا وماليزيا وأندونيسيا،علي أن تكون مصر في القيادة ويكفيها وجود الأزهر الشريف الذي بدأ يستعيد دوره لخلق هذا المربع.
وسط هذه الحفاوة الشعبية ومن قبل بعض التيارات بأردوغان وزيارته ظهرت على جانب آخر بعض الأصوات التي تقلل من شأن الزيارة، بل خرج البعض يرفض الطريقة التي استقبل بهاء أردوغان بحجة أنه ليس الفاتح الإسلامي ليستقبل على هذا النحو. وانتقد فريق من هذا التيار ما بدا من قيادة تركيا للأمور في حين أن مصر هي التي يجب أن تقوم بهذا العمل، وسط تأكيد في الوقت ذاته على أننا يجب ألا ننساق وراء عواطفنا بشأن مواقف أردوغان وحكومته والتي تقوم على أسس عملية بحتة تحكمها النظرة لمصلحة تركيا سواء كانت مع إسرائيل أو العرب أو حتى إيران.
ورغم صحة هذه الرؤية بشكل كبير إلا أن ذلك لا ينبغي أن يكون مدخلا للوقيعة بين العرب وتركيا وهو الهدف الذي يسعى له الكيان الصهيوني لنشر الفرقة بين العرب والمسلمين بل بين أبناء الشعب الواحد والطائفة الواحدة، وفي الوقت نفسه يتطلب ذلك من مصر ألا تكون مجرد عجلة في السيارة وانما في مركز القيادة ليقول العالم من مع مصر ومن ضد مصر وليس مصر مع من أو ضد من.
قد يكون الزخم الذي اكتسبته العلاقات المصرية – التركية بداية لوحدة الصف العربي المسلم تجاه أي مخاطر و داعم لإقامة الدولة الفلسطينية وفتح صفحة جديدة في الصراع العربي الإسرائيلي يكون أساسه السلام مقابل السلام والقوة مقابل القوة بعد ان عانت هذه العلاقات علي مدار عقود من اتباع سياسة السلام مقابل الخنوع والقوة مقابل الاستسلام، وقد تكون ورقة يستخدمها أردوغان لتعزيز أسهمه في الداخل والخارج وبمجرد تحقيق ما يريد يتنكر للجانب العربي، غير أنه في كل الأحوال فإن مصر والعرب بشكل عام يجب ألا ينتظروا ليكونوا مفعولا بهم وإنما عليهم المبادرة إلى الفعل ليكونوا طرفا فاعلا على الأقل في تحديد مسار الأوضاع في المنطقة التي يمثلون الطرف الأساسي فيها.

 


«العثمانية الجديدة» بين الربيع العربي

والمخالب الإيرانية والكمون الإسرائيلي
توجس إقليمي من تصاعد الأهداف التركية لإعادة ماض مندثر وفرض الهيمنة

الإمبراطورية العثمانية حلم يبعث من جديد على يد أردوغان

المتأمل لمسارات الأوضاع الإقليمية في المنطقة في الوقت الراهن لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يخطئ في قراءة تلك الإشارات الصادرة من تركيا وكونها تسعى لتدشين وضع جديد يقوم على صعود تركيا في مواجهة الأطراف الرئيسية الفاعلة في الإقليم. وما بين ثورات الربيع العربي حيث يبدو العالم العربي مهيض الجناح بفعل ما يواجهه من تحولات، وما بين المناورات الإيرانية للحفاظ على دور في قضايا المنطقة، والكمون الإسرائيلي بفعل الرياح التي لايشتهيها قادة الكيان الصهيوني تتحرك القيادة التركية يمينا ويسارا في تأكيد لفاعليتها وأنها أصبحت صاحبة الكلمة الأساسية في المنطقة، وهو ما يفرض حالة من التوجس من هذا الصعود الذي يراه البعض منذرا بالخطر.
لقد أدى ذلك بالكثيرين إلى التأكيد على أن حلم عودة الدولة العثمانية الجديدة أصبح ماثلا للعيان.. وقد يكون رهن التحقق على يد رجب اردوغان رئيس وزراء تركيا .فبعيدا عن الكاريزما التى يتمتع بها هذا الرجل الذى ساهم فى اخراج دولته من ازمة اقتصادية طاحنة كادت ان تفتك بها،وسيطرته على طغيان العسكر داخل الدوله. فإنه يمتلك نفس «الجينات» التى  جعلت من عثمان بن ارطغرل مؤسس الدولة العثمانية القديمة صاحب اكبر امبراطورة اسلامية منذ ستة قرون. فكلاهما اراد ان يكون له الهيمنة العظمى فى المنطقة.. إلا أن اردوغان قد يسعى الى الاستفادة من اخطاء اجداده، ليؤسس ما يمكن وصفه بعثمانية جديدة في نظام دولي بالغ الاختلاف عن ذلك الذي بزغت فيه الدولة العثمانية القديمة.. خاصة وان الطريق ممهدا الآن لإحياء هذا الارث القديم والذى يمتد جذوره الى نحو 600 عام.. حيث كانت الإمبراطورية العثمانية إحدى أهم ظواهر التاريخ العالمي المذهلة جداً، والخارقة للعادة كما يقول  المؤرخ الإنجليزي داوني.

ماض تليد
لقد بلغت الامبراطورية العثمانية مجدها وقوتها خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، حتى  وصل عدد الولايات العثمانية 29 ولاية، حيث كان لها السيادة بحكم كونها اكبر الدول الاسلامية فى المنطقه فى ذلك الحين، وحافظت على رواسخ الدين الاسلامى امام التيارات المعادية.
وتشير القراءات والتحليلات المتعمقة فى الملف العثمانى القديم الى ان الديكتاتورية العسكرية وشيوع حالة التذمر بين رعايا الدولة فضلا عن فقدانها لمعظم ممتلكاتها في البلقان وفي شمال أفريقيا، حيث شكلت الحرب العالمية الأولى حدثا حاسما، أسفر عن فقدان الإمبراطورية العثمانية لكل ممتلكاتها التي تقاسمتها كل من بريطانيا وفرنسا باستثناء مناطق الأناضول الأصلية التي شكلت الجمهورية التركية، الأمر الذي انتهى بسقوط امبراطورية العثمانيين وترتب عليه الكثير والكثير من العقبات كان من ابرزها  انفراط الوحدة السياسية للعالم الإسلامي، ووقوعه فريسةً للصهاينة الذين واصلوا مخططاتِهم لإقامة دولتهم فى  فلسطين.
السوال الذى يطرح نفسه بقوة: كيف يستطيع اردوغان مواصلة حلم اجداده فى احياء دولة عثمانيه جديدة قوامها الاسلام والعلمانية؟ قد يبدو الامر صعبا. إلا أن الظروف التى تشهدها المنطقه قد تؤهل اردوغان التركى الى الوصول لمشواره خلال فترة قصيرة.. فما تشهده مصر باعتبار ما تمثله فى المنطقة العربية والافريقية بعد ثورة 25 يناير وتعثر خطوات الشعب المصرى على طريق إرساء أسس الديمقراطية الحقيقيه قد يساهم فى كسب اردوغان لعدد من النقاط.. وهو ما حدث بالفعل خلال زيارته الاخيره لمصر، حيث لاقى حبا واحتراما من الشباب المصرى على وجه الخصوص وبرز ذلك فى اللافتات التى اعتلت اسطح بعض العمارات دعما لأردوغان.

مغازلة المشاعر العربية
هذه الحالة لا تعبر عن شعب مصر بمفرده بل تتعداه إلى كثير من الدول فى ضوء الثورات العربية المتلاحقة.. وتغير المناخ والثقافة الديمقراطية لدى الشعوب. ولما لا فقد كسب اردوغان الاحترام على خلفية مواقفة المعادية للكيان الصهيونى «والذى صعد على اكتاف الدولة العثمانية الجديدة بعد سقوطها». لقد راح أرودغان يصف الممارسات الإسرائيلية بـ «الإرهاب»، وذلك على خلفية الغارات الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، وبرز نجمه مع ارساله لأسطول الحرية لفك الحصار الإسرائيلي عن غزة.. وهو الأمر الذى فشلت شعوب المنطقة العربية في الإقدام عليه لدعم الشعب الفلسطينى الاعزل. فضلا عن موقفه المعروف ضد شيمون بيريز رئيس اسرائيل فى موتمر دافوس الاقتصادى.. كل ذلك عزز الموقف التركي في مواجهة إسرائيل وتوجها إعلانه قطع العلاقات الدبلوماسية التى بدات منذ عام 1949، وطرده للسفير الاسرائيلى موخرا في واحدة من اهم الخطوات التى قد تعجل من تسيد العثمانيين الجدد للمنطقة.
الجدير بالملاحظة ان الخطوات التى أقدم عليها اردوغان خاصة فى الفترة الاخيرة قد تبدو متزامنة ومتلاحقة بشكل اسرع مما كانت عليه من قبل.. وحقيقة الامر انها قد تسير مع نفس رياح التغيير العربى.. وفى هذا الصدد ذكرت صحيفة «نيوزويك «أن تركيا تحاول بدهاء اقتناص الفرص ضمن الثورات الشعبية العربية، فتستنكر وتدين المجازر السورية وتحرص على اختبار إيران بين الحين والاخر.. دلالة ذلك التصريحات الاخيرة التى ادلى بها اردوغان في زيارته  لتونس وزعمه عدم وجود  توتر ملحوظ بين تركيا وإيران، على خلاف الحقيقة حيث قامت انقرة بتحذير طهران من مساندة الرئيس السورى بشار الاسد فى أفعاله الوحشية تجاه شعبه. المعطيات تشير إلى ان العلاقات التركية الايرانية تسير على قدم وساق رغم الخلافات التي قد تبدو على السطح وهو أمر يأتي لأسباب عملية عديدة أبرزها التنسيق السرى المشترك بين القوات الإيرانية والتركية فى قصف سفوح جبل قنديل في إقليم كردستان، للقضاء على مقاتلي حزب (بيجاك) الإيراني المعارض، وحزب العمال الكردستاني التركي المحظور.. الأمر الذي حقق للدولتين قدرا من الاطمئنان في مواجهة قوى معارضة شرسة ..لكن فى نفس الوقت فان لكلاهما اطماع داخل المنطقة وإن كانت تركيا بقيادة اردوغان قد تكون الاقرب الى اصطياد الكعكة الكبرى خاصة فى ظل التخبط الذى تعيشه مصر. 


علاقات تركيا وإسرائيل .. من الصعود إلى الهبوط
الندية والبرجماتية .. محددات مواقف أنقرة في مواجهة سياسات تل أبيب

قصف أسطول الحرية .. نقطة تحول في علاقات تركيا وإسرائيل

لم تكن قرارات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان  بتجميد العلاقات العسكرية والتجارية وطرد السفير الإسرائيلي وتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي لمستوى السكرتير الثاني على خلفية رفض تل أبيب الاعتذار لأنقرة عن سقوط تسعة قتلى أتراك إثر مهاجمتها سفينة «مرمرة» التركية التي كانت تحمل مساعدات إنسانية لغزة  فى مايو من العام الماضي، لم يكن كل هذا، مجرد رد فعل غاضب من دولة فى مواجهة دولة أخرى، وإنما كان في حقيقة الأمر درسا في إدارة العلاقات الدولية وترسيخا لمعنى «سيادة الدولة» والعمل وفقا لأجندة نابعة من المصالح لشخصية الدول.
فقد تحول الأداء التركي الى نموذج كثيرا ما حلمنا به في وطننا العربي العليل، وقد تم ترجمة هذا الإعجاب عمليا عند زيارة اردوغان للقاهرة منذ أسبوعين، فقد كانت فرحة المصريين نابعة بالأساس من الانبهار بمن يقف أمام «الشبح» الاسرائيلى الذي طالما انحنت أمامه حكومات وقيادات المنطقة، وهنا لم يكن بعيدا عن المشهد رد الفعل المصري عقب استشهاد ستة من قواتنا على الحدود المتاخمة لإسرائيل خلال أغسطس الماضي، يضاف إليها مرارات تراكمت عبر سنوات طويلة رأى فيها المصريون خنوعا رسميا أمام إسرائيل.
فقد حظي موقف تركيا بقدر كبير جدا من اهتمام قيادات الدولة العبرية الذين عبروا جميعا عن قلقهم حول علاقة بلدهم مع الحليف الأكبر فى المنطقة، وحاولوا بطرق مختلفة منع الأمور من التدهور أكثر، فإسرائيل المتعجرفة تعرف تماما أهمية علاقتها بتركيا . تلك العلاقة التي امتدت لعقود طويلة تطورت فيها بصورة متلاحقة على كافة المستويات التجارية والسياسية والعسكرية.

من الصداقة للعداء
فقد كانت تركيا أول بلد اسلامى يعترف بإسرائيل عام 1949 فى حكومة عصمت إينونو ثم سرعان ما  وقّع رئيسا حكومتي الدولتين دافيد بن جوريون وعدنان مندريس عام 1958 اتفاقاً ضد «الراديكالية الشرق أوسطية وضد التأثير السوفيتي». وكانت كان لدى الدولتين نفس الدوافع تقريبا لبناء هذه العلاقة، فمن جانب ظهرت إسرائيل كدولة عنصرية استيطانية مرفوضة فى محيطها الجغرافي خاضت حروبا كبيرة  لا يمكنها خلالها الاعتماد فقط على الدعم الدولي من خارج الإقليم، ومن ناحية أخرى كانت تركيا تخاف من مطامع جيرانها «سوريا، العراق، إيران». ومن جهة ثانية فإن الدولتين «تركيا، إسرائيل» كانتا تعتبران نفسيهما نموذجا حديثا ديمقراطيا وسط محيط اقليمى متخلف، والاثنتان تريدان توطيد علاقتيهما بالغرب بصورة اكبر باعتبارهما جزءا منه.
ومع تطور الظروف وقيام الثورة الإسلامية فى إيران والإطاحة بالشاه خسرت إسرائيل حليفها الثاني «إيران» ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد وإنما اعتبرت إيران الجديدة أن إسرائيل سرطان يجب الخلاص منه وأعلنت صراحة عداوتها للدولة العبرية، فصب ذلك بالطبع في مصلحة العلاقات الإسرائيلية - التركية، وقد عزز من ذلك الرغبة التركية الملحة فى الانضمام للاتحاد الاوروبى.
وعلى مدار عقود تطورت العلاقات التركية – الإسرائيلية في إطار مصلحي بعيدا عن القضايا الخلافية  ففى عام  1986، بادرت أنقرة إلى تسمية قائم بأعمال تركي برتبة سفير لدى الدولة العبرية، قبل أن يتم تبادل السفراء في 1991. ثم توطدت العلاقة أكثر حتى تحولت إلى التحالف الاستراتيجي، ودخل الطرفان فى مناورات حربية مشتركة وصفقات سلاح عسكرية،  قدرت عام 2008 بمبلغ 1.07 مليار دولار، ناهيك عن التبادل التجاري الذي بلغ في نفس العام 1.53 مليار دولار مع وجود 250 شركة إسرائيلية تعمل فى تركيا، و580 شركة تركية تعمل في إسرائيل.

سياسة متوازنة
ونتيجة ذلك بدا الموقف التركي القوى والمتدرج فى قوته ضد اسرئيل مفاجئا للبعض،  ولكن الحقيقة ان هذه القوة في العلاقة هى الركيزة الأساسية لتركيا فى مواقفها وقراراتها، خاصة أنها علاقة تقوم على أمرين مهمين لابد منهما فى صياغة السياسية الدولية المتوازنة لأي بلد.
الأمر الأول : الندية فى العلاقة، فكلما كانت العلاقة او التحالف بين الدول قائم على « الندية « تحقق الحجم الأكبر من المصالح للطرفين، وكانت السيادة لكل طرف حاضرة عند التعاون والخلاف أيضا.
الأمر الثاني: «البرجماتية» فالدولة الحديثة الديمقراطية لا تعرف العواطف، ولا تعترف إلا بلغة المصالح، وهذا هو النهج الذي تتبعه تركيا في جميع علاقاتها الدولية، وطبقته بصورة رائعة في علاقتها بإسرائيل.
إن تحقق هذين الأمرين لدى تركيا بالإضافة إلى كونها تمثل رقما صحيحا في المعادلة الدولية، من حيث امتلاكها المقومات الأساسية للدولة الحديثة القوية من اقتصاد وبنية تحتية وخلافه، مع وجود حكومة مدعومة بقوة الأتراك الذين انتخبوها ديمقراطيا، كل ذلك منح اردوغان القوة التي تمكنه اتخاذ مواقفه وهو يقف على ارض صلبة.
والمسألة الأخيرة التي يجب الإشارة إليها ان العلاقات التركية – الاسرئيلية مرت بمنعطفات خلافية وأزمات على فترات مختلفة ابتداء من تنديد تركيا بحركة التطهير العرقي التي قامت بها إسرائيل ضد الفلسطينيين فى الانتفاضة الثانية، ورفض تركيا للحربين الاسرئيليتين على لبنان 2006 وغزة 2008، ثم انسحاب رئيس الوزراء التركي  2009  من مؤتمر دافوس احتجاجا على عدم منحه فرصة الرد على الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الذي كان يدافع عن عدوان إسرائيل على غزة.
كما كان هناك ما يعرف بأزمة «وادي الذئاب» عندما أجبرت تركيا إسرائيل على الاعتذار العلني على قلة الاحترام التي عاملت بها السفير التركي في تل أبيب، في ردة فعل على أحد مشاهد المسلسل التركي «وادي الذئاب» أضف إلى ذلك أزمة قناة «تي آر تي» التركية عندما عرضت مسلسل «انفصال» الذى يوثق للحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة.