رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حياة "يعقوبيان" وتجنيده وإعداده للمهمة بتل أبيب

بوابة الوفد الإلكترونية

سنتناول في تلك الحلقة حياة إسحاق كاوتشوك، أو زكي بن سليم، أو "كابورك يعقوبيان" في محاولة للتأكيد على الظروف السابقة لتجنييده، ولماذا تم اختياره من قبل المخابرات المصرية للقيام بذلك العمل الجليل والخطير.

هو من مواليد القاهرة في 1938،  مصرى أرمنى الأصل، هرب أبواه من تركيا بعد مذبحة الأرمن حصل على الابتدائية بتفوق، ثم البكالوريا وكاد يدخل الجامعة لولا أن توفى والده فتحمل عبء إعالة أمه الفقيرة.
كان الشاب الوسيم "كابورك" يهوى التصوير، وبعد وفاة والده تحولت هوايته إلى مهنة واحتراف، حيث احتضن كاميرته وتجول فى الحدائق يلتقط الصور للعشاق.
في عام 1959 ألقت الشرطتة المصرية القبض عليه هو وصديقه أثناء تواجدهما مع عاهرات، فرض أن يشهد ضد العاهرات، الأمر الذي أدى لمحاكمته والحكم عليه بالسجن لمدة عام ونصف بتهمة إدارة بيت دعارة.
أثناء قضائه مدة السجن، وتحديداً في يناير 1960، انتشرت في السجن شائعة تفيد بأن السلطات تبحث عن متحدثين للغات الأجنبية، فقدم نفسه وأجريت مقابلة معه في السجن بواسطة ضابط مخابرات مصري، والذي حاول تجنييده للقيام بمهام مخابراتية في الخارج. 
عرض عليه الضابط صفقة: "عفا الله عما سلف، ونؤمن مستقبلك، ومستقبل أسرتك مقابل العمل لصالح المخابرات العامة المصرية"، فرفض في البداية، حسبما تزعم الرواية الإسرائيلية، إلا أن مصادر أخرى تؤكد أن الرجل وافق على الفور بلا تردد حيث اشتاق للحرية.
قدم يعقوبيان طعناً في حكم حبسه وأطلق سراحه من السجن، وخلال مدة قصيرة تعرض لضائقة اقتصادية شديدة، ووجد صعوبة في الحصول على عمل بسبب ماضيه الجنائي، وفي تلك المرحلة جدد ضابط المخابرات المصري الاتصالات بهوأقنعه بالتجند لحساب المخابرات المصرية لثلاث سنوات، مع وعده بمنحه الجنسية المصرية، والتي لم يكن قد حصل عليها بعد، فضلاً عن إعفائه من الخدمة بالجيش المصري، فوافق الرجل  على الفور.
كان "يعقوبيان" شخصا نموذجيا بالنسبة لأى ضابط تشغيل يبحث عن عميل لزرعه فى "مجتمع مهاجرين"، حيث لديه موهبة طبيعية فى تعلم اللغات، قبل أن يتم الثانية والعشرين من عمره أتقن الإنجليزية، والفرنسية، والعربية، والإسبانية، والتركية.

استغرق اعداده عاما كاملا قبيل

إرساله لإسرائيل، حيث دربه الخبراء على أساليب العمل السرى، والتخلص من المراقبة، واستعمال الحبر السرى، وتصغير الصور، وجمع المعلومات، وتحليلها.
كما تم تأهيله لتقمص شخصية يهودى مصرى وتم إخضاعه لعملية ختان رغم أنه أرمني، لأن الختان فى اليهودية هو دليل الولاء لعقيدة "إسرائيل".
في الهوية الجديدة تقمص "يعقوبيان" شخصية يهودي من مواليد مدينة سالونيك اليونانية، والذي هاجر لمصر مع أمه، وزودته المخابرات المصرية بصورتين الأولى صورة المقابر اليهودية في القاهرة، والثانية صورة قبل أمه المزعوم، كما زار عدة مراة المعبد اليهودى بشارع عدلى معبد "شعاري شمايم"، وبصفة خاصة في أيام السبت والأعياد.
تم تجهيز وثائقه كمواطن عديم الجنسية باسم "إسحاق كوتشوك"، وبعد مرور تسعة أشهر، وفى خريف 1960، حصل "إسحق كوتشوك" على "شهادة لاجئ" من وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، واللذان جهزا له هدفين للهجرة، اختار منهما البرازيل، حيث توجه إلى قنصلية البرازيل، طالباً تصريح هجرة.
كان اختيار المخابرات المصرية للبرازيل كـدولة انتقالية فى منتهى الذكاء،  بعد أن شددت الحكومة المصرية القيود على هجرة اليهود إلى أوروبا اعتبارا من1960، وبدت الهجرة من مصر إلى البرازيل مقنعة وأكثر منطقية.
تقدم "كوتشوك" بطلب للقنصلية البرازيلية مرفقاً بالأوراق اللازمة وشهادة من الحاخامية اليهودية بالقاهرة، والتي أكدت هويته كإسحاق كوتشوك، وهي بالطبع شهادة مزورة أعدتها المخابرات المصرية.


انتظروا الحلقة الثالثة
من القاهرة حتى التجنيد بالجيش الإسرائيلي .. طريق الخداع