رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رجل أعمال يقدم ملكات الجمال لأبناء الرؤساء بالقصور واليخوت

إيلى نحاس مع ملكات
إيلى نحاس مع ملكات الجمال

قضية آداب عامة بها كل عناصر التشويق والإثارة، أبطالها أمراء وأبناء رؤساء وزوجاتهم وأثرياء وفنانات وعارضات أزياء، وقائعها حفلات خاصة فى قصور وعلى اليخوت فى عرض البحر،

المتهم الرئيسى فيها رجل أعمال لبنانى من أشهر منظمى حفلات ملكات الجمال وصاحب أكبر وكالة لعارضات الأزياء، والأكثر إثارة إغلاق ملفها فى فرنسا منذ 4 سنوات وإخلاء سبيل المتهمين وفجأة يصدر الحكم فيها بالحبس غيابياً على المتهمين بتهمة الدعارة والاتجار بالبشر وغسيل الأموال، قضت محكمة الجنح فى مارسيليا بفرنسا بالسجن 8 سنوات غيابياً مع غرامة 50 ألف يورو على إيلى نحاس صاحب أشهر وكالة لعارضات الأزياء بتهمة إدارة شبكة دعارة زبائنها مشاهير وأمراء وأغنياء عرب، على رأسهم معتصم القذافى الابن الراحل للزعيم الليبى الراحل العقيد معمر القذافى.
وتعود هذه القضية إلى عام 2007 عندما تم ضبط شبكة دعارة خلال مهرجان «كان» فى فرنسا. وكشفت التحقيقات أنها شبكة ضخمة مقرها الرئيسى فى الجنوب الفرنسى ولها فروع فى معظم دول العالم من بينها نيويورك، وتضم عارضات أزياء وملكات جمال وفنانات. وقد بدأ الكشف عن شبكة دعارة نحاس 2004 عام عندما نظم حفل عيد ميلاد معتصم القذافى فى فندق الكارلتون وقد وصفوا هذا الحفل بأنه كان من «ليالى ألف ليلة وليلة» وبلغت تكلفته مليوناً و500 ألف دولار وحضرتها 20 من أجمل عارضات الأزياء ونجوم المجتمع والفن، بينهم المخرج والممثل الأمريكى كيفين كوستنر، والممثلة الأمريكية كارمن أليكترا. كذلك قيل إن نحاس «استقدم بصيف 2007 إلى فندق كارلتون فى كان نجمة أفلام خليعة أمريكية كان المعتصم القذافى مولعا بها».
وحسب أوراق القضية توالت الحفلات وتوسعت شبكة الدعارة وفتحت فروعاً لها حتى تم اكتشافها عام 2007 عندما أحبطت السلطات الفرنسية حفلة دعارة بمنع الفنزويلى «فارياس» من دخول البلاد بصحبة فتيات لإحياء حفلة على متن يخت إيجاره الأسبوعى 350 ألف يورو، فحدثت حالة من الهلع لدى الفتيات «المدعوات» لرفض السماح لهن بالدخول وبعدها تم تعقب الشبكة واكتشافها وإسقاط عملائها واحداً تلو الآخر.


المعتصم القذافى مع صديقة له قبل رحيله


وخلال المحاكمة تم اتهام خمسين فتاة بالدعارة فى الـ «كوت دازور»، منهن ملكة جمال لبنانية وعارضات أزياء من أمريكا وفرنسا ولبنان وفنزويلا. مما دفع المدعى داميان مارتينيللى إلى وصف نحاس بأنه «رجل أعمال فى مجال الدعارة».كما اتهم المدعى العام نحاس بإرغام بعض الفتيات على ممارسة الدعارة من خلال استدراجهن إلى قصور ويخوت فى الـ «كوت دازور».
وكشفت التحقيقات فى القضية أن المحققين تمكنوا بتنصتهم على مكالمات «إيلى نحاس وشركائه» من اكتشاف علاقتهم بأسماء أشخاص مهمين فى الشرق الأوسط منهم أمراء وأبناء رؤساء، كما اكتشفوا أهم الوسطاء والمتورطين معه بالشبكة، وهم ثلاثة لبنانيين آخرين، أحدهم قريبه، إضافة إلى فتاتين من مدينة كان كانتا تعملان وسيطتين، وقد توفيت إحداهما، ثم أمريكى اسمه مايكل أورسويتز، وهو معتقل حاليا فى بريطانيا وسيتم تسليمه إلى فرنسا.
وحكمت المحكمة الفرنسية على «مساعد نحاس» أنطوان مدور بالسجن ست سنوات وبدفع غرامة مالية قدرها 30 ألف يورو، أما شربل شدياق المعاون السابق لإيلى نحاس والمختفى فقد حكم عليه غيابياً بالسجن خمس سنوات وبدفع غرامة مالية قدرها 20 ألف يورو، كذلك أدانت المحكمة المعتقل الوحيد لديها، وهو الفنزويلى فيليكس فارياس، البالغ من العمر 35 سنة، وهو مدير وكالة «نحاس» لعارضات الأزياء فى العاصمة الفنزويلية، كاراكاس، ونصيبه كان السجن 3 سنوات من دون غرامة.
وكان من المفترض أن تمثل أمام المحكمة المرأة الوحيدة المتورطة مع الشبكة، إضافة الى رجلين على الأقل من أصل 8 مطلوبين، أهمهم نحاس البالغ عمره 48 سنة، وهو الدماغ الذى اعتاد تنظيم «سهرات» فى فندق «كارلتون» بمدينة كان، أو على متن يخوت مبحرة فى مياهها، وأحيانا فى مدن وعواصم عدة بالخارج.
تم التعرف خلال التحقيقات بعد تفكيك الشبكة فى 2007 أيضا إلى حوالى 50 فتاة متهمات بممارسة الدعارة، بينهن «حاملة لقب جمالى لبناني» نفت بمعرفتها أصلا بنحاس، إلى جانب عارضات أزياء وعاهرات من لبنان وفنزويلا والولايات المتحدة وفرنسا، وكانت لقاءاتهم دائما «بأثرياء من الشرق الأوسط».
وكانت السلطات الفرنسية أقدمت حين كشفت الشبكة على اعتقال نحاس، المتزوج من عارضة أزياء لبنانية سابقة وهى سابين نحاس واعتقلت معه العارضات ثم أفرج عنهن بكفالات مالية ووجهت إليهن تهما بالدعارة والاتجار بالبشر وغسيل الأموال، وبعدها عاد نحاس إلى لبنان عام 2008 وعقد مؤتمرا صحفيا نفى فيه كل الاتهامات.
أما عن «الأسعار» فقيل إن أعضاءها من فنانات وعارضات أزياء وجميلات «كن يتقاضين بين 5 و8 آلاف دولار وأكثر فى ذلك الوقت مقابل الليلة الواحدة.
وقد أثار الحكم كثيرين، خاصة أنه تم إطلاق سراح إيلى نحاس بعد فترة حبس استمرت 12 شهراً وتساءلوا لماذا أعيد فتح هذا الملف الآن وبعد أربعة أشهر فقط من تولى هولاند الحكم، ورحيل ساركوزى، هل هى تصفية حسابات سياسية بينهما، خصوصاً بعد ما تردد فى وسائل الإعلام من اتهام مباشر لساركوزى من أحد أطراف القضية بأنه تستر على ابن القذافى، وأغلق الملف فى العام 2008 وسط شائعات عن تمويل القذافى الأب لحملته الانتخابية بـ 70 مليون يورو، وأنباء عن علاقة جمعت كارلا برونى زوجة ساركوزى بمعتصم القذافى قبل أن تصبح سيدة فرنسا الأولى؟ هل كان ساركوزى يحمى زوجته أم

الاستثمارات الليبية فى فرنسا أم كليهما؟ وهل يسعى هولاند لفضح ساركوزى الآن؟
صاحب القضية إيلى نحاس صرح لوسائل الإعلام بأنه تم إطلاق سراحه عام 2008 لعدم كفاية الأدلة، وعن قصة الفتيات اللاتى رفضت السلطات الفرنسية السماح لهن بالدخول قال: نعم كنت دعوتهن لحفل على اليخت، ولم أنكر هذا، لكنهم رفضوا دخولهن، وأعادوهن من المطار إلى بلادهن فى حينها لأنهن لم يحملن مبلغاً كافياً من المال، ولم يكن لديهن حجز فى فندق، ولم تقتنع السلطات فى حينها بأنهن فى زيارة واعتبروهن قادمات للعمل، وأضاف رغم اتصاله بالمطار وحجز الفندق، لكنهم رفضوا دخولهن وأعادوهن من حيث أتين فأين الجريمة؟
وقال نحاس إنه عاد الى بيروت عام 2008 مغادراً من مطار شارل ديجول، ومعه ورقة إخلاء سبيل من محكمة مارسيليا، تفيد بأن من حقه مغادرة فرنسا، وأكد أن محاميه سيقدم طلباً لاستئناف القضية وعما إذا كانت هناك علاقة بين كارلا برونى والمعتصم رفض نحاس الإجابة، وقال إنه عمل مع معتصم القذافى منذ عام 2003 وحتى عام 2007، وكارلا برونى كانت عارضة مشهورة، ومعروفاً عن معتصم القذافى أنه يحب العارضات وعى علاقة بكثيرات، ولا يعرف إذا كانت من بينهم أم لا وأكد إيلى نحاس أن الحكم سياسى 100%.
وأشار إلى أن هناك يداً أقفلت الملف ويداً أخرى فتحته، حيث مضى على القضية 5 سنوات ولا جديد فيها. ومنذ عام 2007 وحتى اليوم لم يظهر أى دليل جديد. وقال نحاس هم يبنون حكمهم على ثلاث تهم، الأولى إننى أطلقت حفلة القذافى فى العام 2004 مع أنها كانت فى مراكش، السبب الثانى أننى أقيم حفلات خاصة فى الكارلتون، والثالثة أننى أحضرت له فتاة «بلاى بوي» اسمها ستيفانى تايلر وأننى تقاضيتُ عن حفلة مراكش مليونا ونصف المليون دولار، فما هى مشكلتهم فى فرنسا إذا كنت قد أقمت الحفلة فى المغرب؟
وأشار إلى أن قاعة المحكمة والقفص كانا خاليين ولم يكن هناك غير فتاة واحدة فى قفص الاتهام، فأين البنات اللواتى ادعين بأننى كنت أجبرهنّ على ممارسة الدعارة؟ هل يعقل أن تكون محاكمة رجل متهم بأنه يدير شبكة دعارة ضخمة فيها على الأقل 50 بنتاً خالية من اعترافات هؤلاء البنات؟ وأين القاصرات اللواتى ادعين أننى أجبرتهن على العمل، ملفى لا توجد به فتيات قاصرات.
وأضاف أن هذه الفتاة تدعى سابرينا، وعمرها 32 عاماً، وعندما حضرت الحفلة الخاصة بمعتصم القذافى كان عمرها 27 عاماً ويومها تقاضت ألف يورو وغادرت، وقالت لهم أنا كنت فى السهرة على اليخت وتقاضيت ألف يورو، وغادرتُ ومعتصم القذافى لم ينظر إليّ ولم يحصل أى شيء بيننا. لكن القاضى لم يقتنع بكلامها كما أن سابرينا أساساً فتاة مرافقة، ولديها وكالة مرخصة للعمل، وفى فرنسا هناك وكالات عديدة تعمل بشكل قانونى، أى أنها توفر فتيات لرجال الأعمال الراغبين فى مرافقة فتيات فى حفلات عامة أو خاصة، ولكن بشرط ألا تحصل علاقة جنسية، وألا يقبض أحد عمولة عن هذه العلاقة.
ويضيف نحاس: لكن القاضى اعتبر أنها حضرت الحفل ومارست الجنس وأعطتنى عمولة, وبالتالى أنا أسهل الدعارة وعلى هذا الأساس صدر الحكم. وأكد أنه سيضطر للاستعانة بأسماء ما يزيد على 9 أشخاص كشهود فى هذه القضية, منهم فنانات وملكات جمال وعارضات ورجال أعمال حضروا هذه السهرات ويمكنهم الحديث عمّا دار فيها من خلال مشاهداتهم الشخصية, وقال إنهم سيرفضون الزج بأسمائهم فى هذه القضية، ولكن ما باليد حيلة الموجة أكبر من أن أواجهها بمفردى.