حرب كلامية بين أمريكا ومصر
تصاعدت حدة اللهجة بين الادارة الامريكية والحكومة المصرية، حيث اعتبر البيت الابيض ان التغييرات التي باشرتها السلطات المصرية غير كافية. واضطرت واشنطن لنفي سعيها للتدخل في شئون مصر
لكنها دعت مجدداً إلى اقرار اصلاحات تلبي مطالب المتظاهرين في ميدان التحرير بالعاصمة المصرية، وقال روبرت جيبس المتحدث باسم البيت الابيض: "من الواضح ان ما قدمته الحكومة حتى الآن لا يلبي الحد الادنى لما يطالب به المصريون". وانتقد جيبس الخطوات التي اتخذها نائب الرئيس المصري عمر سليمان الذي بدأ حوارا مع عدد من جماعات المعارضة للتخطيط للانتقال السياسي، وقال جيبس: "العملية الانتقالية لا تنسجم على ما يبدو مع تطلعات الشعب المصري. ونعتقد انه يجب القيام بالمزيد"، محذرا من ان عدم تقديم الحكومة ما يكفي من التنازلات سيؤدي الى زيادة الاحتجاجات في مصر. ومن جانبه اشار جايك سوليفان المسئول الكبير في الخارجية الامريكية الى ان الولايات المتحدة لم تقل ابدا إن نائب الرئيس عمر سليمان هو الشخص المناسب لإدارة المرحلة الانتقالية ولم تصدر اي حكم حول من يجب ان يقود البلاد". وقال خلال مؤتمر صحفي: "نحن لا نهتم بالاشخاص.. بل بالنتائج الملموسة"، وكانت السلطات المصرية اعلنت في وقت سابق امتعاضها ازاء الضغوط الامريكية. وقال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط في مقابلة مع تليفزيون "بي بي اس" موجهاً حديثه للامريكيين: "عندما تتحدثون عن تغييرات سريعة وفورية مع دولة كبرى مثل مصر تقيمون معها افضل العلاقات، فإنكم تفرضون عليها ارادتكم"، وقال ابو الغيط: "نحن في صدد التغيير"، مشيرا الى المحادثات التي بدأتها السلطة المصرية مع المتظاهرين المطالبين بسقوط الرئيس حسني مبارك منذ اكثر من اسبوعين، وحذر ابو الغيط من أن الجيش قد يتدخل في حال دبت الفوضى في مصر، بحسب ما نقلت عنه وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الحكومية. وفي تعليق على هذه التصريحات الأخيرة شجعت الولايات المتحدة امس الاول الجيش المصري على الاستمرار في ضبط النفس، وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي :"نحترم الدور الذي اضطلع به الجيش المصري حتى الآن ونشجعه على مواصلة التحلي بضبط النفس الذي اظهره خلال الايام الماضية". وكان نائب الرئيس الامريكي جوزف بايدن اتصل الثلاثاء الماضي هاتفيا بعمر سليمان ليطالبه بالإلغاء الفوري لحالة الطوارئ السارية في مصر منذ 30 عاما.واعرب ابو الغيط في مقابلته مع "بي بي اس" عن استغرابه من هذا الطلب وقال: "في الوقت الذي نتحدث فيه هناك 17 الف سجين طليقون في الشوارع بسبب تدمير السجون، كيف يمكن ان تطالبونني بإلغاء حالة الطوارئ في الوقت الذي امر فيه بصعوبات؟" واكد ابو الغيط انه كان غاضباً في كثير من ألاحيان ازاء رد الفعل الامريكي على التظاهرات الاولى في القاهرة رغم ان الامور عادت وهدأت منذ ذلك التاريخ. ورداً على سؤال بشأن تعليقات ابو الغيط قال كراولي إن واشنطن لا تسعى الى فرض اي شيء، ورفض اعتبار المطالبة بالإلغاء الفوري لحالة الطوارئ تدخلا في شئون مصر، واكد ان حل الازمة يجب ان ينبع من المصريين انفسهم.
قالت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الأمريكية إن التغير في الموقف الأمريكي حول كيف ومتى يغادر الرئيس المصري حسني مبارك الرئاسة يعني وجود خلاف حقيقي داخل إدارة أوباما من الممكن أن يضر بسمعة وصورة السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط على المدى الطويل. وقالت:" بعد صدور إشارات مشوشة من الإدارة، تحول الموقف الأمريكي إلى دعم فترة انتقالية تسهل خروج مبارك. كما أن الموقف الأمريكي الجديد يتضمن الرغبة في أن يقود نائب مبارك عمر سليمان مرحلة