رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ"الوفد": الشرق الأوسط يمر بمرحلة إعادة التشكيل.. ومصر نجت من مخطط الفوضى الخلاقة

السفير محمد أحمد
السفير محمد أحمد إسماعيل فى حواره مع الوفد

أكد السفير محمد أحمد إسماعيل، أن الشرق الأوسط يمر بمرحلة إعادة التشكيل وأن مصر نجت بمعجزة 30 يونية من مخطط الفوضى الخلاقة مؤكداً أن ثورة الشعب المصرى فى 30 يونية أصابت القيادة الأمريكية بصدمة وخيبة أمل لم يستطيعوا تداركها حتى الآن، وأن مصر لم ولن تنسى الدور الحاسم والفاصل للملك عبدالله والأمير سعود الفيصل فى 30 يونية.

مشيراً إلى صعوبة التحالفات والصراعات الإقليمية المعقدة التى أصبحت تتمحور حول سوريا وليبيا واليمن بعد أن تراجعت القضية الفلسطينية، مضيفاً أن انخفاض سعر البترول سيؤثر على جميع الدول العربية لأنه مفاجئ وحاد، وأن سيناريو انفجار الشرق الأوسط سيكون من سوريا أو ليبيا بخطأ مقصود، أو غير مقصود، وأن خسائر الأزمة السورية 250 ألف قتيل و4 ملايين لاجئ و8 ملايين نازح وفقدان 80٪ من قيمة الليرة السورية وانخفاض إنتاج البترول من 387 ألف برميل إلى 10 آلاف برميل واستحواذ «داعش» على 60 ألف برميل من البترول السورى يومياً وأن تكلفة إعادة إعمار سوريا 200 مليار دولار.

 

> كيف ترى المشهد الإقليمى وتطوراته؟

- المنطقة الإقليمية تمر بمرحلة دقيقة فى تاريخها وتحتاج إلى تعميق ودراسات واهتمام شديد جداً لأنها مرحلة إعادة تشكيل لمنطقة الشرق الأوسط وهذا يتوقف على ما ستسفر عنه هذه المرحلة على مستقبل المنطقة العربية لسنوات عديدة، لوجود قوة خارجية تلعب دوراً رئيسياً فيما يحدث ولديها مخطط واضح لما تريده، مع أنه ليس بالضرورة أن يتحقق ما تريده، كما حدث مع مصر التى كان مخططاً لها الانهيار وعدم التماسك وألا تسيطر على أوضاعها داخلياً وخارجياً، ولكن بفضل القوات المسلحة الباسلة والتى أدارت الأمور وأعادتها إلى نصابها، وتمكنت من قيادة المسيرة بما حقق استرجاع الاستقرار إلى الدولة المصرية.

> وما التداعيات الإقليمية على المشهد المصرى؟

- بالطبع توجد تداعيات لأن إضعاف أى دولة عربية يؤثر على مصر لأنه يرتبط بالأمن القومى المصرى ولكن المشهد المصرى فى الداخل حالياً أفضل بكثير من بداية ثورة يناير و30 يونية لأن جميع الثورات لها انعكاسات داخلية تؤثر على التنمية والأوضاع الداخلية بشكل عام، ولكن الثورتين لهما آثار إيجابية لما انتهجته الدولة من تحقيق أهداف الثورتين عيش، حرية، ديمقراطية وقد رأينا الدستور الجديد والبرلمان الجديد والشعب انتخب رئيساً وطنياً ولديه شعبية كبيرة ورغبة حقيقية بالقفز بمصر إلى مصاف الدول الناهضة مثل كوريا الجنوبية وماليزيا، وبعد القضاء على الإرهاب سنرى تحرك مصر أسرع وأقوى فى مجالات التنمية.

> كيفية التعامل مع التأثيرات الإقليمية؟

- علينا أن نكون جاهزين بالدراسات والبدائل والسيناريوهات المتوقعة للتأثير فى التطورات التى تحدث، خاصة فى السودان وليبيا وسوريا بدراسة مراحل التحرك المصرى وكيفية التحرك والتعامل مع الأحداث حتى يكون لها تأثير مباشر، وبالنسبة لسوريا قد تحقق هذا منذ بداية ثورة 30 يونية بتغيير السياسة المصرية بشكل إيجابى تجاه سوريا حتى يكون لنا اتصالات مباشرة مع جميع الأطراف السورية ولا تتوقف عند طرف واحد طالما أصبحت لدينا رؤية فى الأحداث وأن تكون لنا مشاركة ومشاورات فى جميع التسويات السورية، وهذا لا يمنع وجود علاقات حتى مع النظام السورى بقيادة «الأسد».

سياسة التقشف

> إلى أى مدى يمكن أن يزيد انخفاض سعر البترول على أزمات المنطقة العربية؟

- بالطبع انخفاض سعر البترول سيؤثر على دول المنطقة لأن الانخفاض جاد ومفاجئ والمساعدات الخارجية لمصر ستتأثر لأن الدول ستقوم بتطبيق سياسة التقشف الداخلى ولهذا فإن المساعدات لن تكون بنفس القدر ولكن لا تنس أنه كان لدينا دعم الطاقة بـ120 مليار جنيه ومصر خفضت هذا الدعم بـ40 ملياراً وتبقى 80 ملياراً دعماً لمواد الطاقة وسوف يقل بشكل تدريجى وهذا سيحقق وفراً فى الموازنة العامة، ولكن سوف تقوم الشركات بتوفير العمالة وهذا سيؤثر على مصر بصفة عامة وعدد كبير من العمالة المصرية سوف تعود ولابد من توفير أماكن عمل فى الداخل بما سيؤثر على العمالة الموجودة فى مصر التى تعانى من أزمة بطالة ولهذا لابد من الإسراع بدراسة تأثير انخفاض سعر البترول وتداعياتها على المشاكل الاقتصادية.

> وماذا عن مخاطر الصراع الإيرانى السعودى على أمن الشرق الأوسط؟

- هما دولتان كبيرتان فالسعودية أكبر دولة عربية خليجية، وإيران لها دور إقليمى نشط فى بعض المناطق ووجود صراع بينهما ليس فى مصلحة الأمتين العربية والإسلامية ولهذا لابد من احتواء هذه الأزمة ومصر مؤهلة لأن تلعب هذا الدور للتهدئة لأن استفحاله فى غير صالح الأمة العربية ولا فى صالح مصر، لأنه ربما تجد نفسها فجأة عليها القيام بدور ربما يأخذ شكلاً من الأشكال خاصة أن الرئيس السيسى قال إن أمن الخليج خط أحمر ونحن نتفق معه فى هذا، خاصة أننا لم ننس دور الملك عبدالله رحمه الله ودور سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودى، فى 30 يونية والذى كان دوراً حاسماً فاصلاً فى وقت كانت مصر تحتاج إليه، مع أن مصر فى وضع لا يسمح الآن بالتورط فى أى نزاعات وبأى شكل من الأشكال ولهذا فإن من مصلحتنا تهدئة الأمور ونزع فتيل الأزمة بين إيران والسعودية.

 

> لكن إيران لها دور مقلق فى بعض الدول العربية؟

- هذا صحيح.. لكن المفترض وجود (4) دول فى الشرق الأوسط هى إسرائيل وإيران ومصر وتركيا وهذه هى الدول الإقليمية الأقوى بالمقاييس العسكرية لأنها تعتبر فى مربع واحد بعد الدول الرئيسية الكبرى، ولهذا إذا نشبت حرب بين دولة منها وأخرى ستؤثر على الجميع، ولهذا مقبول من هذه الدول أن تتحرك فى المحيط الإقليمى، ولكن الأهم هو أن نقوم نحن بدورنا ولا ننكمش ونترك الساحة بغيابنا فتشغله دولة إقليمية أخرى ولنضع «هيلارى كلينتون» مثلاً عندما شغلت منصب وزيرة خارجية أمريكا قالت: سأتجه إلى آسيا لوجود فراغ أمريكى هناك والصين أصبحت تشغل هذا الفراغ، ولهذا أرى بعد أن تماسكنا ونجاح 30 يونية واستكمال خارطة الطريق أن نأخذ وضعنا ونملأ فراغنا الذى كنا نشغله حتى تحترمنا الدول الأخرى، ولهذا فإن تحرك إيران هنا أو هناك فهذا أمر طبيعى لدولة إقليمية لا يستطيع أحد أن يمنعها ولكن علينا القيام بدورنا تجاه الإقليم كدولة إقليمية كبرى تتحرك أيضاً من منطلق قوتها الإقليمية.

تحريك الأمور

> ولكن الدور الإيرانى مؤثر فى اليمن وسوريا ولبنان؟

- بالفعل.. وهذا الدور لا يمكن تجاهله لأنه مؤثر لكن يمكن أن يكون لنا دور لمواجهته وتحجيمه والتقليل من فاعليته وتأثيره بدليل هذا الدور فى اليمن ووجود مقاومة وإذا سبقت إيران فى منطقة ما علينا التحرك والمواجهة دون الدخول فى صراعات، وعلينا أن نستغل الدور الإيرانى فى مواجهة الدور التركى وأطماعه بما يحقق مصالحنا وعلى الجميع أن يعرف أن مصر مازالت قائمة وفى مقدرتها لعب دورها وتحريك الأمور.

> هل يمكن أن تشهد المنطقة العربية حرباً مذهبية؟

- لا.. وأنا أستبعد حرباً مذهبية فى المنطقة العربية، مع أنه قد يكون هذا فى غير صالح من يسعى إلى هذه الحرب لأنه هو الأضعف ولن تكون الحرب فى صالحه.

> تقصد من هذا الطرف؟

- أقصد الشيعة، فلو قامت حرب بين السنة والشيعة فلن تكون فى صالحها مع أن حروب المنطقة العربية لم تقم على أساس مذهبى بين سنة وشيعة، ولكن علينا أن نرى أن السعودية ومن خلال دقائق استطاعت عمل تحالف سنى، ولو إيران سلكت هذا المسلك ستسير فى الطريق الخاطئ.

> وما خريطة التحالفات فى الشرق الأوسط؟

- اليوم خريطة التحالفات أصبحت معقدة، مثلاً نرى السعودية متزعمة دول الخليج ولكن يوجد جانبها اليمن بمشاكلها، ومصر تساند القضايا العربية ولكن نرى بجوارها ليبيا وأزماتها وما تحويه من تنظيمات إرهابية تهدد المنطقة العربية بل والعالم أجمع.. ثم سوريا وبها تحالفات عسكرية مع روسيا، وتقوم بضربات وطلعات جوية ولها قاعدة عسكرية فى «طرطوس» لا تستطيع الاستغناء عنها، فمشهد التحالفات أصبح معقداً وسوف يسفر عنه شرق أوسط جديد لم يتضح بعد لكن يوجد تخوف وقلق على سوريا من خطر التقسيم.

تطورات جديدة

> وما خريطة الصراعات؟

- صراعات المنطقة تتمحور فى سوريا واليمن، وليبيا وبالطبع فلسطين هى الصراع الأصلى والثابت فى المنطقة العربية، والتحركات أصبحت واضحة للجميع وقد يسفر عنها تطورات جديدة وخطيرة، خاصة مع تراجع القضية الفلسطينية أمام قضايا المنطقة الأخرى.

> وما سيناريوهات الانفجار؟

- سيناريوهات الانفجار قد تبدأ فى سوريا وفى رقعة محددة منها بسبب وجود قوة عسكرية متعددة هناك، وقد يحدث صراعات بينها كما حدث بين تركيا وروسيا سواء كان خطأ مقصوداً، أو غير مقصود، قد يؤدى إلى الانفجار، ثم تحرك «داعش» نحو ليبيا بشكل كبير بسبب الضربات العسكرية الموجعة ضدها، وعدم قدرة الجيش الليبى على مواجهة تدفق «داعش» قد يؤدى إلى تطورات أخرى تسبب انفجار الموقف فى الشرق الأوسط.

> وما سيناريوهات حل الأزمة؟

- أولاً هذا صعب فى الفترة الحالية، لكن لو أن روسيا وأمريكا وهما الدولتان الكبيرتان والقوتان الأعظم اتفقا فيما بينهما مع أن هذا الحل نظرى لأن كل دولة لها مصالح وأهداف ونقطة البداية يجب أن تكون سوريا، ولكن قرار مجلس الأمن بشأن سوريا كان إيجابياً لأنه حدد (18) شهراً لحل الأزمة بإقرار دستور جديد وحكومة جديدة.

وانتخابات رئاسية وبرلمانية يشارك فيها السوريون فى المهجر، ولكن الأهم هو اتفاق الدولتين الكبار على الحل مع إن أمريكا قالت أنها ستقضى على داعش خلال 3 سنين مع أنها مجموعة معظمها من المرتزقة متواجدة فى مكان محدد وأمريكا أكبر قوة مسلحة فى العالم، بينما الروس أثبتوا نتائج سريعة فى ضرب داعش وقد شهد لها بشار الأسد خلال أيام لم تحققها أمريكا فى عدة أشهر.

> هل أصبحت ليبيا ملجأ لجماعات التطرف والإرهاب وهى على حدودنا؟

- بالطبع مع ازدياد شدة الضربات على داعش فى سوريا ينتقل التنظيم إلى ليبيا

وبالتالى هذا يشكل ضغطاً كبيراً على مصر ولهذا لابد أن يكون لنا دور إيجابى واضح بالتنسيق والاشتراك مع الدول التى تحارب داعش والأهم وجود تنسيق كامل مع فرنسا بعد 13/11/2015 لأن داعش لا تهدد الدول المتواجدة بها فقط بل تهدد مصر حالياً ومستقبلاً مع الأخذ فى الاعتبار احتمال تزايد وجودها فى ليبيا وهى دولة الجوار.

هدم سوريا

ما يحدث فى الشرق الأوسط من أزمات يصب فى صالح من؟

- كل ما يحدث فى الشرق الأوسط من تشتت للقوى العربية يصب فى صالح إسرائيل ثم فى صالح إيران ثم تركيا، ولا أعتقد أن إسرائيل تشاهد هدم سوريا ولا تشارك فى هذا الهدم مع أنه يمكن تبريرها لهذا من وجهة نظرها، ثم أن كوندوليزا رايس أعلنت عن تبنى أمريكا لما يقال عنه الفوضى الخلاقة فى المنطقة، ومصر نجت منها بمعجزة 30 يونية، لأنه الأفضل لهذه القوى التعامل مع كيانات صغيرة لا تستطيع أن تقاوم أو تعارض ما يفرض عليها بدلاً من التعامل مع كيانات وقوى كبيرة ترفض وتقاوم ما يحاك لها من دسائس وإملاءات.

> وما خطورة المشهد الليبى على الأمن القومى المصرى؟

- أولاً.. كان المخطط لمصر أن تصبح محاصرة من جميع الجوانب بالصراعات والقلاقل، وبالطبع عدم استقرار ليبيا يؤثر على مصر لأنها دولة جارة وحدودها مع مصر شاسعة ومتسعة وليبيا عمق استراتيجى وجار رئيسى ووجود أى اضطرابات بها يجب أن يحسب له ألف حساب لأن تأثيره سلبى وكبير جداً، ولهذا يجب على مصر أن يكون لها دور مهم فى ليبيا فى مساعدتها فى عودة الاستقرار بأسرع وقت ممكن، وهذا ما تسعى إليه مصر بالفعل، وأنها لا تترك الأمور الليبية تسير كيفما يحاك لها لأن هذا سوف يضع مصر فى موقف صعب جداً.

> وماذا عن الدور التركى فى الإقليم واستفادته من الصراعات الطائفية؟

- تركيا تأكدت أنه بعد 30 يونية الحلم التركى تبخر ولهذا عليها أن تواجه هذه الحقيقة فى المنطقة وهو عودة الاستقرار إلى مصر، لكن تركيز تركيا الحالى ينصب على سوريا، ولا أعتقد أنها ستفتح جبهات صراع أخرى وفى الفترة الحالية تحاول إعادة علاقتها القوية مع إسرائيل، لأن فشل المخطط بالطبع أثر على تركيا بالإضافة إلى التوجه الروسى فى سوريا والمنطقة أيضاً ساعد على زيادة هذا التأثير وبالاحتكاك مع روسيا بعد حادث إسقاط الطائرة الروسية أثر على الأتراك فى المنطقة الآمنة وعلى تدفق اللاجئين على تركيا وعلى حصولها على البترول الرخيص من داعش ولكن علاقتها بالسعودية مازالت قوية وليس فى صالحها التورط فى خلافات مع إيران فى الوقت الحالى.

خلافات شكلية

> ولماذا المشهد السورى هو أعقد مشهد عربى؟

- لأن الوضع السورى أصبح مأساوياً بل فى منتهى السوء، حيث وصل عدد القتلى إلى 250 ألف قتيل والدول العربية لم تعط الاهتمام الإنسانى فى سوريا و4 ملايين لاجئ و8 ملايين نازح، وتقلص عدد السكان من 22 مليون نسمة إلى 18٫5 مليون نسمة والليرة السورية فقدت 80٪ من قيمتها مقارنة بـ2011 وتراجع إنتاج البترول السورى من 387 ألف برميل يومياً إلى 10 آلاف برميل يومياً وداعش تحصل على 60 ألف برميل من بترول سوريا يومياً والبيئة المعيشية أصبحت تشبه القرون الوسطى وتكاليف إعمار سوريا الآن 200 مليار دولار وبالطبع كل هذا أثر على افتقاد المنطقة وتكلفة الخسائر العربية مما يحدث فى سوريا وصلت إلى 35 مليار دولار بسبب خلافات شكلية هل يستمر بشار الأسد أم لا؟! مع أن الذى له الحق فى تقرير هذا هو الشعب السورى، خاصة بعدما تقرر وجود انتخابات يشرف عليها الأمم المتحدة والجامعة العربية التى يجب أن تساعد مصر على تنشيطها بما أنها رئيس هذه الدورة وحصولها على عضوية غير دائمة فى مجلس الأمن، لأن الاستقرار السورى هو أمن قومى عربى ومصرى.

 

> أين تتجه بوصلة الانحياز الأمريكى فى الأحداث الإقليمية بالشرق الأوسط؟

- بالطبع الإنجاز الأمريكى يتجه نحو مصالح إسرائيل لأن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية فى منتهى القوة، وهذا يرجع إلى إسرائيل التى تسيطر على مراكز القرار وعلى الكونجرس وتتبع المرشحين للرئاسة سنوات طويلة قبل وصولهم للرئاسة ويقومون بعمل علاقات قوية معهم حتى يكون لهم وسائل سيطرة على من يأتى للحكم، بالإضافة إلى سيطرتهم على البيت الأبيض والبنوك والإعلام، ولهذا أمريكا مع مصالح إسرائيل فى المنطقة.

> ومتى بدأ هذا الانحياز يكشف عن وجهه؟

- منذ أن أعلنت كوندوليزا رايس عن مخطط الفوضى الخلاقة وبعد أن شعر الأمريكان بأن نظام الحكم فى مصر بدأ يترهل وشاخ فى مكانه فقاموا بدراسة البدائل الموجودة ووجدوا أن البديل الذى سيوافق على تنفيذ مخططاته ومؤهل للوصول إلى الحكم كان جماعة الإخوان، فحدث التربيط والتخطيط معهم، ولكن التخطيط لم يسير كما أرادوا فأصيبوا بصدمة وخيبة أمل لم يتداركوها حتى الآن لدرجة أن القيادة الأمريكية لم تفق من صدمة 30 يونية حتى هذه اللحظة ومع هذا أمريكا يهمها مصر ولا يستطيعون التفريط فيها بسهولة، وبالطبع مصر يهمها الإبقاء على علاقات طيبة مع أمريكا ولكنها تختلف عن العلاقة السابقة بل علاقات من الندية وليس علاقات التابع بالمتبوع، خاصة أن أمريكا هى الدولة الضامنة لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل ودورها الحفاظ على استمرار حالة السلام بين دولتين لهما شأنهما فى الإقليم.

> وما دور الأطراف الإقليمية الكبرى فى الأزمة السورية؟

- بالطبع لهم دور بارز فى الأزمة، فالسعودية تساعد المعارضة السورية، وتركيا تساند المعارضة بسبب موقفهما العدائى مع بشار الأسد وإيران لها دور فى مساعدة النظام السورى بواسطة حزب الله ومصر تسعى لتهدئة الموقف للحفاظ على وحدة الأراضى السورية وترفض التقسيم الذى سيفتت الكيانات العربية القائمة بما يضعف القوى العربية.

> وما دور الجامعة العربية فيما يحدث من أزمات إقليمية؟

- أرى أن الجامعة العربية لها دور مهم جداً فى المنطقة العربية لأنها منظمة إقليمية مهمة ولكنها تحتاج إلى إرادة عربية لتفعيل دورها وتنشيطه خاصة أنه تولى الأمانة العامة للجامعة واحد من أمهر الدبلوماسيين الذين شهدتهم الدبلوماسية العربية، وهو عمرو موسى الذى كان له دور فى الجامعة العربية وعمل إنجازات ملحوظة ونشط أجهزتها وطور فيها وأعاد تشكيلها ولكن التفعيل يحتاج إلى إرادة عربية وإذابة التجمعات الجانبية داخل الجامعة وبهذا سيكون دورها أكثر إيجابية وفاعلية فى الشأن العربى وستحمى الدول العربية من شبح التقسيمات التى تؤثر على القوة العربية وعلى وحدتها وتماسكها وعلى المسيرة العربية وعلى الجامعة العربية ذاتها.