عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

معهد «راند» الدولي: دور «الفقيه» الإيراني يربك الحسابات الأمريكية بعد الاتفاق

بوابة الوفد الإلكترونية

سلط معهد «راند للدراسات الدولية» والمعني بقضايا الشرق الأوسط الضوء على تصورات السياسة الخارجية الأمريكية والإيرانية، وردود أفعال كل من إسرائيل والمملكة العربية السعودية، فى الفترة ما بعد دخول الاتفاق النووى حيز التنفيذ.

و توصل كل من: لين دافيس، وداليا كاى وأليرزا نادر، وجيفرى مارتينى، المتخصصين فى العلوم السياسية والشرق أوسطية، فى بحثهم الذى حمل عنوان «أيام ما بعد الاتفاق» إلى النقاط التالية:

 وربط الخبراء بين إزالة العقوبات الاقتصادية وتخفيفها تدريجيا بمصاحبته بالتدخل العسكرى والتواجد العسكرى الأمريكى فى إيران، ولكنهم لم يرصدوا رد الفعل الإيرانى تجاه هذا التدخل الأمريكى العسكرى على الأراضى أو الحدود الإيرانية، هل ستسمح به إيران مع الوضع فى الاعتبار اشتراك الخومينى فى إدارة وتوجهات شئون البلاد مع باقي الهيئات والجهات المتخصص، أى أن هناك خطا مرسوما من الرمز الدينى وهو الفقيه متفق عليه من الجميع.

وفى الحالة سابقة الذكر فإن الجيش الأمريكى سيقوم بدور مزدوج، وربما متناقض فى حماية ومساندة حليفه الجديد وهى إيران التى تعيش الآن حالة ضعف عسكرى، فى وجه أعدائها وهم العرب وإسرائيل التى هم فى الأصل حلفاء وأصدقاء الأمريكيين، وكان الجيش الأمريكى مرابضاً فى الخليج بقواعده العسكرية على حساب العرب لحماية البترول وحمايتهم من خطر داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية والإثنية كما هو الحال فى العراق.

وهذه الأدوار المتعددة للجيش الأمريكى خارج حدوده والتى تعبر أو تترجم سياسة الإدارة الأمريكية الخارجية ستمثل عبئاً مضاعفا أو ثلاثى الأبعاد، غير معلومة نتائجه أو مداه أو إلى أين سيقود المنطقة، وإذا وقعت الواقعة وقامت حرب أو تصاعدت الأمور بين أي من الأطراف على سبيل المثال السعودية حليف الولايات المتحدة القديم والدائم، وبين إيران الحليف والصديق الجديد، أو بين إسرائيل الابنة المدللة للولايات المتحدة وإيران التى تمثل الخطر النووى الذى يهدد الغرب الآن، فإلى أى فريق سينتمى الجيش الأمريكى ومن سيسانده على حساب الآخر وكلهم فى معركة واحدة ومع نفس الحليف والصديق؟

يعتبر الخبراء أن إحساس إيران بالتهديد من الدول المحيطة بها سيجعلها تنتهج رد فعل إيجابياً ومسالماً وليس العكس، وذلك نتج عن إرشاد أو رأى الولايات المتحدة الذى ستبادر به الولايات المتحدة دائما مع إيران، والذى ينبع عن مخاوف الولايات المتحدة من أية مجازفات أو مخاطرات بين إيران وآخرين فى المنطقة التى ستصبح كتلة نار مشتعلة ولا أحد يعرف متى ستنطفئ، فضلا عن معارضة البرلمان لأية تحرك للولايات المتحدة تجاه أى طرف ضد إيران حيث مازالت الشكوك والتخوفات من إيران قائمة عند الأمريكيين، حتى وإن أثبتت إيران حسن النية بالتزامها حتى الآن بتطبيق بنود الاتفاق النووى مع الدول الكبرى «5 + 1»، مما يعيد التفكير فى الموقف المتناقض الذى تحياه الولايات المتحدة الآن فى توجهات سياستها الخارجية.

دور الفقيه

لا يتوقع الخبراء والباحثون أن تحدث انفراجة أو انقلاب فى الموقف الإيرانى الذى إتخذ توجها على طول الماضى باعتبار الولايات المتحدة وإسرائيل أعداءها الأوائل دائما، وذلك جراء تدخل الفقيه أو الإمام الخومينى فى سياسة إيران تجاه الآخرين، ولا يتفاءل الباحثون بتغيير إيران لهذه النظرة أو سياستها الخارجية تجاه هاتين الدولتين، إلا أن رفع العقوبات سيحدث نوعاً من حرية الحركة أكثر للرئيس حسن روحانى فى تدبير الشئون الاقتصادية مع توفير السيولة المالية اللازمة، وبالتالى ستنكسر العزلة الاجتماعية والمصحوبة بالسياسية التى عاشها الشعب الإيرانى طوال السنوات الماضية من 2006 حتى الآن.

ورقة إسرائيل

 إن عودة العلاقات لمزيد من القرب والتفاهم بين الولايات المتحدة وإيران لها انعكاس خطير على إسرائيل من عدة وجوه، أولها أن إسرائيل لن تغير وجهة نظرها وعقيدتها فى التهديد الذى تمثله إيران عليها حتى وإن أظهرت رضاءها وإلتزامها الكامل بتنفيذ بنود الاتفاق، وبناء عليه ستستمر إسرائيل في ممارسة ضغوطها فى أروقة وعلى أعضاء الكونجرس ممن يولون بالولاء لإسرائيل بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية، وإن تعذر تحقيق مثل هذا النوع من العقوبات بعد إزالته، إعادة فرض الوصاية والعقوبات بحجة الإرهاب وملف حقوق الإنسان

فى إيران، ثانيا ستسعى إسرائيل فى طرح الخيار العسكرى ضد إيران فى حالة مخالفتها للاتفاق، مع استمرار الدولة اليهودية فى إظهار الخداع الإيرانى دائما أمام كافة الأطراف فى مخالفتها وكسرها للاتفاق، وذلك ليس من منطلق تأليب الغرب على إيران ولكنه نابع من ان القيادات الإسرائيلية ليس لديها أية احتمال للثقة ولو واحداً فى الألف فى تنفيذ إيران للاتفاق.

و لكن يضع الباحثون فى اعتبارهم أن هناك قوى سياسية ونخبة كانت مؤيدة لاتفاق النووى فى إسرائيل منذ عام 2013، حيث اعتبرته تجميداً رسمى لازم التطبيق على إيران لبرنامجها النووى وكبح جماح لطموحاتها فى امتلاك الأسلحة النووية، وكانت هذه النخبة معارضة بشدة لوجهة نظر رئيس الوزراء الحالى بنيامين نتنياهو الذى حارب الاتفاق على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، وبناء عليه ستشهد الساحة الإسرائيلية عملية جدال واسع خلال الفترة القادمة بعد دخول الاتفاق حيز  التنفيذ بين المؤيدين والمعارضين له، كما يتوقع المتخصصون فى العلوم السياسية ان يشارك الخبراء الأمنيون فى الجدال الذى ستشهده إسرائيل، من حيث قياس مدى فوائد وأضرار الاتفاق بالنسبة لإسرائيل، وهل من المجدى أن يستمروا فى الرفض أم التوقف عن إثارة البلبلة والفتن؟

ويرى الخبراء أنه من الناحية الأمنية لم يستجد على السعودية أية تهديدات جديدة، حيث إن إيران لها أدوار سلبية فاعلة على الصعيدين العربى الإيرانى بصفة عامة وعلى السعودى الإيرانى بصفة خاصة، كما أن تهديد تنظيم داعش للدول العربية والسعودية ما زال قائما، فضلا عن التحدى القائم بين الدولتين فى كل من سوريا ولبنان والعراق واليمن مؤخرا، ومع كل هذه التحديات يؤكد الباحثون أن السعودية لم تفقد الثقة يوما واحدا فى أن الولايات المتحدة ما زالت هى الضامن لاستقرار الأوضاع.

وعلى الجانب الآخر تضاعف الرياض من نشاطها الخارجى الذى يلوح للولايات المتحدة من بعيد ان المملكة العربية السعودية وليست إيران هى ما زالت لديها مقاليد ومفاتيح المنطقة، اى أنها القادرة على إدارة دفة الأمور.

ومن هنا، ليس أمام الولايات المتحدة سوي طريق واحد عليها ان تسلكه وهو ان تظل علاقتها بالبلدين الفاعلين على أعلى مستوى، طالما ان الاتفاق النووى ماض فى طريقه المرسوم له، مع التلويح للسعودية وإسرائيل بأن أى إخلال من جانب إيران ببنود الاتفاق، سوف يقابله رد فعل عنيف وواسع المدى يمتد إلى تحالف دولى آخر ضدها، وهو اداء أمريكى يعتبره الباحثون رسالة تطمين وبقاء ووفاء من الولايات المتحدة لحلفائها القدامى، كل ما سبق لابد ان يصطحبه تأثير فاعل من الولايات المتحدة على أفعال إيران فى المنطقة من حيث إثارتها للفتن الطائفية التى تعصف بكيانات دول المنطقة واستقرار شعوبها.