رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لافتات مجانية لإرشاد الإرهابيين

بوابة الوفد الإلكترونية

تفجير هنا وقنبلة هناك.. ضحايا شهداء الواجب يتساقطون في أشرس المعارك التي تخوضها مصر حماية لأمنها ودفاعاً عن حقها في الحياة ضد أولئك الذين لا يريدون للدولة أن تظل علي قيد الحياة،

والأمن يتعامل على قدر إمكانات ويلهث وراء الأحداث وخطط المواجهة لاتزال عاجرة لأن الأجهزة الأمنية تعمل بمعزل عن بقية أجهزة الدولة، والتي لاتزال مصرة علي أن تجعل من الشرطة والجيش حائط الصد الوحيد للإرهابين.. فرغم اعتراف رئيس الحكومة إبراهيم محلب مراراً وتكراراً بأننا نعمل في أجواء حرب، إلا أن الواقع عكس ذلك.

وخطط الحكومة للمواجهة تتسم بالخلل.. فاستهداف رجال الجيش والشرطة وآخرهم رئيس الأمن العام ولافتات الأبراج الكهربائية المدون عليها مناطق التغذية يدللان على أن الدولة رغم علمها وتأكدها من حصول جماعة الإخوان الإرهابية خلال حكمهم للبلاد على أسرار ومعلومات تخص جميع قطاعات ومرافق الدولة وحاولت ولاتزال الاستفادة منها، آخرها التخابر مع بعض الدول المعادية لمصر.. إلا أنها لم تحاول أن تفكر في تبني خطط تحد من تسرب تلك المعلومات الاستراتيجية عن مرافق الدولة حتي لا يستفيد منها الإرهابيون، بل علي العكس ورغم تأكدها من استهداف أبراج الكهرباء وجدتها تضع لافتات تبين أهمية ومناطق تغذية تلك الأبراج، كما حدث في برجي مدينة الإنتاج الإعلامي كما لا تزال الطرق السريعة والمناطق النائية تمتلئ باللافتات الإرشادية لأهم المرافق والخدمات الحيوية ومراكز الأبحاث والمناطق الصناعية ومراكز التدريب بجهات عدة وحتي لمناطق التجمعات العسكرية والشرطية.. لتصبح الدولة وبطريقة غير مباشرة مرشداً للإرهابيين من خلال تلك اللافتات الدعائية.

يقظة.. ولكن

خلال اجتماع «الرئيس السيسى» بمقر رئاسة الجمهورية مع مجدي عبدالغفار وزير الداخلية ورئيس المخابرات العامة وعدد من القادة العسكريين والأمنيين.. دعا الرئيس على أن يتمتع جميع رجال الأمن بأعلى درجات اليقظة لمواجهة التحديات الأمنية الراهنة والمخططات التي تستهدف زعزعة الاستقرار في البلاد وأكد علي أهمية التصدى بمنتهى الحزم والقوة لأي محاولات اعتداء علي المنشآت العسكرية والشرطية والحكومية والخاصة.. ونسى السيد رئيس الجمهورية أن يطالب بقية وزراء الحكومة بتلك اليقظة وعلي وجه الخصوص وزراء القطاعات الخدمية وفي مقدمتهم وزير الكهرباء والذي لم تروعه هذه الملايين التي أهدرت جراء تفجير الكابلات الكهربائية حتي يستجيب لمناشدتنا منذ أن تولى مهام وزارته بضرورة تخليص الوزارة من أعضاء الجماعة الإرهابية واكتفى فقط بمجرد نقل أو فصل 62 قيادة ثبت تورطهم في الإضرار بالشبكة القومية للكهرباء خلال شهوره الأولى علي تولي الوزارة ولم يكلف خاطره بأن يقوم بفحص سجل العاملين بشركات الكهرباء الذين يدينون بالولاء للجماعة الإرهابية وباتوا يشكلون خطراً فادحاً لأنهم يقومون بتغذية الإرهابيين بمعلومات مهمة خاصة فيما يتعلق بأبراج الكهرباء الحيوية وهم يعلمون المناطق التي تتغذى من كل برج كهربى.. وهو ما كشفته مؤخراً تحقيقات تفجير برجي مدينة الإعلام عن تورط مهندسين بالكهرباء في تلك العملية الخسيسة.. والتي كشفت أيضاً عن خلل فكرى وانعدام الحس الأمني ومتطلبات المرحلة الراهنة وما نمر به من إرهاب تصاعدت حدته وعملياته النوعية من حادثة لأخرى كان من بينها مؤخراً استهداف أبطال المستقبل طلاب الكلية الحربية بكفر الشيخ.. في المقابل وجدنا الحكومة ممثلة في وزارة الكهرباء تقوم دون قصد بدور المرشد للإرهابيين عن الأماكن التي يجب أن تستهدف وكذلك الأهداف الحيوية والمؤثرة وذلك عندما وجدنا لافتات تحدد هوية وتغذية أبراج لأماكن وقطاعات بعينها، فبرجا مدينة الإنتاج الإعلامي كانا يحملان لافتة مفصلة بمناطق تغذية البرجين وكانت الفضيحة الكبرى بخروج مذيعي بعض قنوات المدينة علي الهواء وهم في ظلام دامس تكرر معه انقطاع الكهرباء أكثر من مرة وعلي الهواء.. وكان من السهل اللجوء إلي أرقام كودية أو حتي إلي شفرات خاصة تميز كل برج وما يغذيه عن الآخر بدلاً من أن تتحول لافتة وزارة الكهرباء وشركاتها إلي مرشد جيد لإتمام وتسهيل عمل الإرهابيين.. والمسألة لم تعد تخص لافتات الأبراج الكهربائية إنما لا تزال اللافتات واللوحات الإرشادية تشير إلي أماكن حساسة ومستهدفة في كل مكان مثل أماكن تجمع مراكز ومعسكرات الأمن المركزي والجيش وحتي بعض المصانع والصناعات والمخازن الحيوية وخطوط السير في قطاع المرافق العامة والخدمات.. وجميعها لافتات ولوحات إرشادية يجب إزالتها فوراً والبحث عن بدائل توضيحية وإرشادية غير معلنة وغير مرئية للإرهابيين وغيرهم في تلك المرحلة الراهنة من الإرهاب غير المسبوق الذي تمر به البلاد وحتي لا نسهل مهام استهدافهم تلك الأماكن وهذه القطاعات.

الأهداف.. مرصودة

فالملاحظ للأبراج والمحطات والمحولات التي يستهدفها الإرهابيون يجد أن اختيارها لا يتم مصادفة ولا اعتباطاً وإنما يتم اختيارها بعناية فائقة ودقة شديدة وبشكل مدروس تماماً، والدليل علي ذلك أن التفجير والتخريب دائماً ما نجده يحدث في أبراج ومحطات تغذي بالكهرباء مناطق حيوية وأماكن حساسة مثل مدينة الإنتاج الإعلامي أو أحياء وقرى كاملة يغذيها محول واحد ويشاركها عشرات المدن والقري الأخرى.. ولذلك يسعون فساداً في كل مفاصل الدولة ويساعدونهم بما سرقوه من ملفات في الأماكن والمرافق التي يجب أن تستهدف إما بالتفجير أو التخريب ومن ثم تحولت الدولة إلي مرشد يساعد هؤلاء الإرهابيين في التفجيرات والقتل والحرق من خلال مواقعهم واستكمال ذلك بلافتات بالفعل توضح لهم الطريق للتنفيذ ثم للهروب، ولذلك نجد أن أبراج الكهرباء كانت لاتزال من أهم الأهداف، وبالتحديد عقب ثورة 30 يونية كان البرج 215 الكائن علي خط كهرباء.. دمياط المحلة أول برج يسقط في 11 ديسمبر 2103 وتم إصلاحه بمليون و200 ألف جنيه، ورغم ذلك لم يتم تحرير محضر بالواقعة.. وتوالت بعده وللآن جرائم الاعتداء علي الأبراج والمحطات والمولدات حتي وصلنا إلي يوم الخميس المظلم.. يضرب كبرى المحولات والأبراج والمحطات في وقت واحد.. ونهاية ببرجي 21 و22 المغذيين لكهرباء مدينة الإنتاج الإعلامي.. ومن الملاحظ أيضاً أن كل الأبراج ومحطات الكهرباء التي تتعرض للتفجير أو التخريب من ذوات الجهد العالى، فنجدها ما بين جهد 220 كيلو فولت و500 كيلو فولت وقليل جداً منها ما يكون جهد 66 كيلو فولت أو حتي 33 كيلو فولت.. مما يدلل علي أن الاختيار محدد ومقصود حتي يحدث أكبر تأثير ممكن كما حدث باختبار محطة بني سويف وتفجيرها وهي تغذى 13 قرية بالكهرباء.. كذلك لوحظ أن طرق التخريب واحدة والجرائم تتم ضمن 7 طرق مختلفة أولها التفجير بالقنابل ثم التفجير بأنابيب البوتاجاز أو المناشير لقطع القوائم الحديدية التي تحمل أبراج الكهرباء وقد يقومون بقطع القوائم بلمبات اللحام أو بفك صواميل الأبراج أو حتي اللجوء إلي إطلاق الرصاص علي الكابلات التي تحمل الكهرباء وكذلك قد يقومون بقيادة سيارات النقل الثقيل والعمل علي اصطدامها بقوائم الأبراج أو المحطات.. كل ذلك ولاتزال الحكومة لا تعد للأمر عدته ولم تتخلص من الأخونة المتغلغلة داخل مؤسسات الدولة، بل علي العكس لاتزال عن غير قصد ترشد الإرهابيين عن أهم الأهداف والمواقع الحيوية التي يجب أن تستهدف، فمن يسير علي وجه الخصوص في الطرق السريعة من طريق مصر إسكندرية لطريق الواحات إلي دهشور و6 أكتوبر يري اللافتات

الإرشادية تدل على المناطق العسكرية والشرطية كقطاع العمليات الخاصة ومراكز أبحاث الجهد الفائق التابع لوزارة الكهرباء والطاقة ومراكز التدريب للنقل البري والبحرى، علاوة علي الأبراج الكهربائية السهل استهدافها لكونها دون حراسة ولو بكهربتها!!

 

حالة.. حرب

اللواء محمد صابر، خبير مكافحة الإرهاب ومساعد وزير الداخلية الأسبق.. يأخذ علي الحكومة أنها تعترف بأننا في حالة حرب ولكنها لا تطبق ذلك علي أرض الواقع وأن التعامل لايزال عقيماً وغير مبتكر وليس علي قدر تنوع وتوحش العمليات الإرهابية التي تتم بين اليوم والآخر.. ولذلك فهي مطالبة قبل الشعب بأن تقوم بما يشبه التعبئة العامة بعد عام 1967 ولكن للأسف لايزال المجتمع ككل غير مستوعب أن مصر في حالة حرب، فالحكومة لاتزال تترك عناصر الإخوان الإرهابية داخل جميع مؤسسات الدولة وعلي وجه الخصوص الكهرباء، الحكومة تتناسي أن تنظيم الإخوان لديه مجموعات خاصة بالرصد للأهداف إلي جانب المجموعات المسلحة وأن كلا المجموعتين حدث بهما تطور نوعى يجب أن تضعه الحكومة في الحسبان بخطط متطورة أهمها وأولها أن تعترف الحكومة بوجود خلل في النهج السائد لإدارة الأمور وحتي المواجهات، مما يتطلب تدريب أجهزة المعلومات وتوفير جميع طرق الدعم وخاصة ما يتعلق بالتقنية الحديثة بالرصد والمتابعة، فالعالم كله يشهد حرب معلومات مما يستدعي أيضاً العمل بقوة لإعادة أمن الدولة لسابق عهده والذي كان أول أهداف جماعة الإخوان الإرهابية.

< كما="" يطالب="" -اللواء="" محمد="" صابر-="" بأن="" تقوم="" الدولة="" بدور="" واضح="" لمنع="" انضمام="" عناصر="" جديدة="" لتلك="" التنظيمات="" الإرهابية="" بالتوازى="" مع="" المواجهة="" المسلحة="" والمجتمعية="" علي="" حد="" سواء..="" وبذلك="" يكون="" التجنيد="" الداخلي="" والخارجي="" أمام="" أعين="" المسئولين="" مما="" يحد="" من="" تلك="" العمليات="" الإرهابية="" ويقلل="" من="" الأرواح="" التي="" تزهق="" من="" يوم="" للثانى..="" وهناك="" أدوار="" يجب="" أن="" يقوم="" بها="" الإعلاميون="" ومسئولو="" التربية="" والتعليم="" وحتي="" الشئون="" الاجتماعية="" للحد="" من="" انضمام="" عناصر="" جديدة="" لتلك="" التنظيمات،="" مما="" يستدعى="" أيضاً="" وبقدر="" الإمكان="" أن="" يكون="" هناك="" كنترول="" علي="" مواقع="" التواصل="" الاجتماعى..="" عندئذ="" يكون="" الجميع="" محاربين="" فيما="" تمر="" به="" مصر="" من="" حالة="" حرب="" تستدعى="" تكاتف="" أبناء="">

لافتات.. وأخونة

الشيخ نبيل نعيم -القيادى السابق بتنظيم الجهاد- يري أن الدولة للآن لم تواجه جماعة الإخوان الإرهابية وبقية الجماعات بما يجب وما تستدعيه الحالة المزرية التي وصلنا إليها في مواجهة هؤلاء الإرهابيين.. والقضية ليست لافتات إرشادية تسهل من استهداف الإرهابيين لبعض المواقع أو المرافق الحيوية أو العسكرية والشرطية، بل الخطورة في ترك الدولة لعناصر تلك التنظيمات الذي يتم تخريبها بعد اختيارها بكل دقة وعناية وكذلك استهداف رجال الشرطة والجيش وهم فوق المدرعات أو حتي عند عودتهم إلي منازلهم، فهم جميعاً مرصودون.

< ويطالب="" الشيخ="" نبيل="" نعيم="" الدولة="" باليقظة="" التامة="" والبدء="" فوراً="" في="" مناهضة="" أخونة="" مؤسسات="" الدولة="" وقبل="" ذلك="" أن="" يكون="" العقاب="" رادعاً="" وفورياً="" وأن="" يصل="" إلى="" حد="" الإعدام="" لكل="" من="" يفجر="" أو="" يخرب="" مرفق="" من="" مرافق="">

المطار.. السرى

عباس الطرابيلى -الكاتب الصحفى والسياسى المعروف- معلقاً علي ما يحدث من استهداف لأبراج الكهرباء وأكمنة الشرطة والجيش بأنها تذكره بما كان يحدث في الستينيات من وجود محطة للأتوبيس تسمي بمحطة المطار السرى، وهو بالفعل كان مطاراً سرياً أقامته مصر لأكبر قاعدة جوية في بلدة شاوه ما بين المنصورة والزقازيق حتي لا تكون هدفاً للطيران الإسرائيلى فيما بعد هزيمة 1967 مما يدلل أنه لم يكن هناك شىء سرى ومخف عن عيون العالم وإسرائيل على وجه الخصوص في مصر.. ولذلك كما يقول عباس الطرابيلى علي الدولة إعادة النظر في خطط مواجهة الإرهابيين في مصر وسيناء علي وجه الخصوص بشأن كيفية الحفاظ على أسرار الدولة ومواقعها الحيوية ومرافقها الخدمية وخط سير رجال الشرطة والجيش، بل والقضاة.. لأنه بخلاف استهداف أبراج الكهرباء، فاصطياد طلبة الكلية الحربية باستاد كفر الشيخ دليل آخر على اختراق أجهزة الدولة مما يتطلب إعادة النظر فى خطط تأمين تلك الأجهزة وأن نحسن اختيار العاملين في المواقع الحيوية وتقييمهم كل فترة وألا تستمر أي قيادة في موقعها مدة أكثر من 4 سنوات، أسوة بما يحدث في كل دول العالم، وحتي لا تتحول القيادة إلي نقطة ضعف أو قوة، كما يجب علي الدولة إزالة أى لافتات قد تسهل من استهداف مواقع ومرافق حيوية وأن يكون التعامل معها من خلال أرقام كودية أو شفرات خاصة تسهل للفنيين وقت الحاجة الوصول إليها ولا تكون متاحة لكل من هب ودب في الوزارات المعنية.

< ويشارك="" صلاح="" عيسي،="" الكاتب="" الصحفى،="" الأستاذ="" عباس="" الطرابيلى="" في="" ضرورة="" توخي="" الحكومة="" الحذر="" كي="" لا="" يتمكن="" الإرهاب="" من="" الاستفادة="" من="" تلك="" المعلومات،="" خاصة="" ما="" يتعلق="" بأجهزة="" الأمن="" ولتكن="" البداية="" إزالة="" أي="" لافتات="" إرشادية="" تسهل="" للإرهابيين="" الوصول="">