رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خريطة استثمارات المؤتمر الاقتصادي: طاقة.. خدمات.. وتشغيل

بوابة الوفد الإلكترونية

الكعكة تحلو وتتسع يوما بعد آخر، وتلك الكعكة هى خريطة الاستثمار فى مصر والتى توقع كثيرون أن تختلف بشكل كبير بعد مؤتمر «مصر المستقبل» الذى عقد بشرم الشيخ مؤخرا. وبالفعل فقد أعلن خلال المؤتمر عن استثمارات مباشرة بقيمة تجاوز 36 مليار دولار يتم ضخها خلال السنوات الثلاث القادمة.

ولا شك أن متابعة وقائع اعلانات تعاقدات الاستثمارات الجديدة رسمت لنا ثلاثة قوانين رئيسية للخريطة الجديدة، أولها أنه لا بديل عن الاستثمار الاجنبى الذى يُعد الأقدر على ضخ رؤوس أموال كبيرة فى السوق، وأنه مهما كان إقبال المُستثمرين المحليين على إقامة مشروعات جديدة، فإن ذلك يظل دائما محدودا، وغير قابل لتوفير قروض خارجية على خلاف الاستثمار الأجنبى. كما أن عمليات نقل التكنولوجيا الأحدث والأكثر تطورا أكبر وأفضل مع الاستثمارات العالمية.
ثانى القوانين أن القطاعات الخدمية هى الأجدر على جذب استثمارات من القطاعات التقليدية على الرغم من أن تلك القطاعات ليست كثيفة العمالة كما ان جانبا كبيرا منها يعمل بشكل مؤقت، والمثال الأوضح أن أكبر الاستثمارات التى دخلت مصر خلال المؤتمر كانت فى قطاع استكشاف البترول والغاز والمشروعات العقارية، بينما كان نصيب قطاع الصناعة محدودا مقارنة بتلك القطاعات.
ثالث القوانين يؤكد أن مصر رغم عمليات التفزيع والتشويه من جانب قوى التيار الدينى ودول تساندها تعد هى أفضل سوق جاذب لرؤوس الأموال فى المنطقة (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) نظرا لعدة عوامل ربما أبرزها أن لديها سوقا ضخما هو السوق 29 على مستوى العالم من حيث عدد السكان، فضلا عن ارتباطها بأسواق أخرى باتفاقات تجارية لترتفع بعدد المستهلكين إلى نحو مليار و200 ألف شخص.
والواضح أن القراءة المتأنية لاتفاقات الاستثمار تكشف أن قطاع الطاقة هو القطاع الأكثر استحواذا على استثمارات تكاد تمثل 50% من اجمالى الاستثمارات. كما تكشف أن اكثر الدول استثمارا فى مصر من حيث عدد الشركات هى دولة الإمارات والتى شاركت بمؤسسات وشركات من مختلف القطاعات سواء خدمات أو عقارات أو صنا

عية أو تجارية. أما أكبر الدول من حيث الاستثمارات فكانت بريطانيا التى تستثمر شركة واحدة فيها هى شركة «بريتش بيتروليم» 12 مليار دولار فى قطاع استكشاف البترول والغاز.
ويمكن القول إن أهم ممثلى الاستثمار الأجنبى فى الخريطة الجديدة طبقا لاتفاقات المؤتمر هى دول الإمارات، بريطانيا، إيطاليا، السعودية، الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، ألمانيا. والملاحظ أيضا غياب كبير لدول كانت من الدول المتوقع مشاركتها باستثمارات ربما أبرزها روسيا التى لم توقع أى شركة روسية أية اتفاقات لضخ استثمارات جديدة، وهو ما يمكن تفسيره بأن الأزمة المالية التى شهدتها روسيا وأدت إلى انهيار عملتها المحلية بنحو 60% قد دفعت الشركات الروسية الكُبرى إلى الانتظار لحين تحسن العملة نسبيا.
كما تغيب بالطبع دولة قطر التى شاركت بوفد محدود اقتصر على ستة أفراد يترأسهم وزير بدرجة وكيل وزارة الاقتصاد، وهو ما يعود إلى حالة النفور والكراهية السائدة تجاه سياستها فى الشارع المصرى نتيجة سياسات حكومتها الداعمة للتطرف والمناقضة للرأى العام المصرى. وكانت قطر قد بدأت رحلة الاستثمار فى مصر خلال السنوات الأخيرة من حكم الرئيس

الأسبق حسنى مبارك مركزة على قطاع العقارات، ثُم توسعت بعد ذلك لتدخل إلى القطاع المالى والمصرفى من خلال الاستحواذ على بنك الأهلى سوستيه جنرال، والدخول فى مشروعات صناعية من خلال شراكات مع رجال أعمال وصناعة مصريين. لكن على أى حال فإن غياب قطر لم يحدث فارقا خاصة أنه كان متوقعا فى ظل حالة التوتر السياسى السائدة.
كذلك الحال بالشركات التركية التى دخلت إلى السوق المصرى بكثافة عقب توقيع اتفاق التجارة الحرة بين مصر وتركيا عام 2005، فقد غابت تلك الشركات تماما رغم أن هناك استثمارات كبيرة لبعضها فى مصر خاصة فى مدينة برج العرب الصناعية.
أما الشركات الأمريكية فإن مشروعاتها واتفاقاتها أثبتت أن العلاقات المصرية الأمريكية على خلاف ما يتصور كثيرون جيدة وقوية، وأن هُناك فصلا تاما بين مصالح الشركات والقطاع الخاص الامريكى، وبين بعض توجهات الإدارة الامريكية. ولم يكن غريبا فى ذلك أن يلاحظ كثيرون أن أعضاء الكونجرس المشاركين فى المؤتمر يمثلون الحزب الجمهورى المعارض لإدارة أوباما، وقد ذكر لى أحدهم دانا روهرا بشير ممثل ولاية كاليفورنيا أن الشعب الامريكى يتطلع لتعاون أوسع وأكبر مع مصر التى يعتبرها دولة محورية فى المنطقة، وأن الحزب الجمهورى فى أمريكا يدعم موقف مصر فى مواجهة الإرهاب.
ويمكن ترتيب أهم الاستثمارات المعلن عنها خلال المؤتمر كالتالى:
1 - «بريتش بيتروليم» بريطانية 12 مليار دولار قطاع الطاقة
2 - «سوديم» الإماراتية 6 مليارات دولار قطاع اللوجيستيات
3 - «إينى» الإيطالية 5 مليارات دولار قطاع الطاقة.
4 - مجموعة «الفطيم» الإماراتية مليار دولار العقارات.
5 - «جولدن بلازا» الشربتلى السعودية مليار دولار السياحة
6 - «بيبسيكو» الأمريكية 500 مليون دولار الصناعات الغذائية
7 - «كوكا كولا» الأمريكية 500 مليون دولار الصناعات الغذائية
8 - «بيتى المراعى» السعودية 500 مليون دولار الصناعات الغذائية
9 - «جنرال إليكتريك» الأمريكية 200 مليون دولار الصناعات الغذائية
10 - «آبار» إماراتية حوالى 50 مليون دولار استكشاف المياه.
11 - «ماريوت» العالمية غير محدد  مجال السياحة.
12- «تشينى هاربر» صينية مجال اللوجيستيات وإدارة الموانى.
13- «إيه بى بى فاى» الأمريكية، صناعة الأدوية.