رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذبح كلب على طريقة "داعش" يفجر الغضب

بوابة الوفد الإلكترونية

«قالوا للصخر كن إنساناً.. فقال عذراً.. لست قاسياً بما فيه الكفاية» كلمات انتشرت بين نشطاء الإنترنت، وذلك تعقيباً على انتشار فيديو على موقع

التواصل الاجتماعى «فيس بوك» لمجموعة من البلطجية يلتفون حول كلب مربوط بسلسلة فى أحد الأعمدة ينهالون عليه بالضربات والطعنات بأسلحة بيضاء على الطريقة الداعشية، ثم يذبحونه، وذلك فى شارع الأهرام بشبرا الخيمة فى منظر بشع تدمع له العيون وتبكى له القلوب، وهو ما آثار غضب المصريين، ليدشن النشطاء حملة على تويتر باسم «كلب شارع الأهرام» وحذر نشطاء من الأسلوب الوحشى الذى مارسه الشباب حتى قتل الكلب وكأنهم مجموعة من تنظيم داعش الإرهابى يقوم بتنفيذ أعمال القتل والتعذيب وسبب ذبح الكلب يتلخص فى وقوع مشاجرة بين صاحب الكلب واثنين من الأشقاء منذ فترة، فاضطر حينها صاحب الكلب ويدعى محمد سيد إلى الاستعانة بكلبه، وفك السلسلة المربوط بها ليدافع الكلب عنه، وعقر الشقيقين بالإضافة إلى شخص آخر ليس له علاقة بالمشاجرة، وعقب ذلك هرب صاحب الكلب خوفاً من انتقامهم منه، وحرك أطراف المشاجرة دعوى قضائية ضده، وحكم عليه بعام سجن، وحاول محمد سيد العودة والتصالح مع أطراف الخصومة، وتم الاستعانة بأحد نواب المنطقة وبالفعل تم الصلح غير أن أطراف المشاجرة اشترطوا على محمد أن يسلمهم الكلب لقتله انتقاماً من اعتدائه عليهم، وهذا ما تم الاتفاق عليه مع النائب الذى سعى لإرضاء البلطجية، ورفض محمد تسليمهم الكلب وعرض شراء خروف على سبيل الفدية لذبحه بدلاً عن الكلب، فرفضوا، فطلب منهم قتله بالرصاص كى لا يعذب، رفضوا وأصروا على أخذ الكلب لذبحه فى وسط الشارع فى مشهد داعشى بشع، حيث انهالوا عليه بالعصى والأسلحة البيضاء فى وسط الشارع.
حاولت «الوفد» الاتصال بصاحب الكلب ولكن لم يجب على هاتفه، والغريب ما كتبه على الفيس بوك أنه ندمان ويظهر فى الفيديو فى بدايته وقوف الكلب بجانب الجناة مسالماً ولا يتوقع الغدر، وكان لابد من طرح القضية على خبراء ورجال دين وعلم نفس.
فالقضية ليست قتل كلب بوحشية على الطريقة الداعشية، ولكن القضية أعمق من هذا وأخطر، وهى تفشى مشاعر العنف بين الشباب وجرأة هؤلاء لتنفيذ جريمة بهذا النوع ضد حيوان لا حول له ولا قوة.. ومدى تأثير مشاهد العنف اليومية التى نشاهدها فى كل وسائل الإعلام والتى ينفذها الإرهابيون ضد البشر.. وهل هذا العمل الإجرامى فى القاهرة مقدمة لما هو أخطر، سؤال طرحناه على د. منى خليل، رئيس مجلس إدارة جمعية «أسماء» للرفق بالحيوان، فتقول: بعد ما شاهدنا الفيديو تقدمنا ببلاغ رسمى نطلب فيه القبض على هؤلاء بتهمة ممارسة العنف والتحريض عليه وإرهاب المواطنين وترويعهم، لأن الجريمة تمت فى شارع وسط المواطنين، وما حدث كنا نخشاه وكنا ننادى به منذ أكثر من سنتين، وهو تقليص مشاهد العنف إعلامياً والتوعية بحقوق الحيوان، ولكن قوبلنا بسخرية من الناس لطلبنا لحقوق الحيوان، وما نراه هو نوعية غريبة من الممارسات تتم من الكبار والأطفال، وأصبح قتل الحيوان هواية عند البعض، فهناك من يقتل الكلب الأسود ويقول إنه شيطان، ونحن كجمعية نهتم بحقوق الحيوان ونرجو تفعيل المادة 45 من الدستور فى حماية الحيوانات، لأننا تقدمنا بإقرار مشروع تقدمنا به لحماية الحيوانات ولكن وزارة الزراعة رفضت المشروع وقالت إنها ستقوم بتعديله ولكنها تقدمت بمشروع آخر هزيل.
د. آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة القاهرة، تقول: أشعر بحالة من المرارة من المستحدثات التى طرأت على طباع الشعب المصرى، مما كانوا لا يفعلونه بالأمس القريب أصبحوا يفعلونه الآن علانية ودون خوف أو شعور بالندم، هذا النوع من الفجاجة والحماقة التى وصلنا لها سواء من الإنسان لأخيه الإنسان أو من الإنسان للحيوان، ألم يسمعوا عن العاهرة التى وجدت كلباً يلهث فنزلت إلي البئر لتسقيه فدخلت الجنة، ألم يسمعوا بالمرأة التى حبست قطة فدخلت النار، ليتهم تعلموا الدرس من الكلب فى وفائه لصاحبه، لماذا يقتلون حيواناً بهذه الصورة البشعة، وهو حيوان لا ينطق، فقط اندفع ليدافع عن صاحبه بغريزة الوفاء، يا حسرتنا على هذا الطارق القبيح من العنف والوحشية الذى ظل على مجتمعنا، ما حدث سلوك حيوانى عديم الضمير من مجموعة لا تخشى الله، يقلدون أعمال التتار وداعش، هذه الصورة تؤرق أصحاب القلوب الرحيمة، ولا تردع من ماتت ضمائرهم، وأرى أن ما حدث هو تقليد لفيديو داعش الذى ذبح فيه الأقباط، وكنت أشدد على ألا يعاد نشر تلك الفيديوهات حتى لا تألفه النفس، فلو تعود الناس على تلك الممارسات والمشاهد الدموية فسيصبح نوعاً عادياً من الجرائم تألفه العيون والقلوب، وأتمنى أن يوقع على هؤلاء أقصى عقوبة حتى لا يكون هذا السلوك البشع متداولاً ويمارس بعدها ضد الإنسان.
المثير للسخرية تعليق أفيخاى أدرعى، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى على فيديو ذبح الكلب فى شبرا، فقد نسى أدرعى ما يمارسه جنود الاحتلال من بشاعة ضد الفلسطينيين وتعذيب وحشى داخل السجون وخارجها وركب موجة الإنسانية وقام بنشر صورة لجنود إسرائيليين ينقذون كلباً قائلاً: «الصداقة الحقيقية ليست بطول السنين، بل بمساعدة ووفاء»، قائلاً: «خلال دورية روتينية على الحدود الشمالية، رصد جنودنا كلباً وهو محاصر بين الصخور، مما دفعهم لإنقاذه فوراً لأن الإنسانية ليست ديناً، إنما رتبة يصل لها بعض البشر ويموت آخرون دون الوصول لها»، جاء هذا بعد نشر الفيديو.
وأثناء نشر الموضوع ترددت أخبار تفيد القبض على المتهمين وتم مواجهتهم بمضمون ما حدث وتحرر لهم محضر رقم 4310 جنح قسم أول شبرا الخيمة، وقد صرحت وزارة الداخلية بالسماح بوقفة احتجاجية للتنديد بذبح الكلب.