عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

170 ألف موقع إرهابي يبث سمومه

بوابة الوفد الإلكترونية

تتعرض مصر مؤخرا لأبشع هجوم  إرهابي الكتروني يصوب قذائفه الكلامية إلي قلب الدولة المصرية وحسب مركز الإرهاب الدولي فإن عدد المواقع الإرهابية بلغ 170 ألف موقع تبث سمومها عبر شبكة الانترنت ولكل جماعة إرهابية مواقع خاصة وشبكات محددة تتواصل من خلالها  مع قواعدها في كل أنحاء العالم.

فـ«داعش» تفضل التواصل مع أنصارها عبر مواقع تويتر وتنظيم القاعدة و«جبهة النصرة» يفضلان المدونات والشبكات الإلكترونية أما جماعة الإخوان فتتمدد عبر الفيس بوك والمواقع الإخبارية والقنوات الفضائية.
وأكد عمرو عبدالمنعم  الباحث في تاريخ الجماعات الإسلامية أن الجماعات التكفيرية ترفع حاليا شعار «نغزوهم قبل أن يغزونا».. وتابع «عبدالمنعم» لـ«الوفد»: الجماعات التكفيرية بدأت بالفعل منذ فترة في غزو البلدان العربية والـ170 ألف موقع إرهابي يستهدف بالأساس الدول العربية علي رأس استهدافهم  مصر ثم سوريا ثم لبنان ثم السعودية.
وأضاف: بعد دراسة دقيقة لتلك المواقع اكتشفت أن المواقع التكفيرية تشهد إقبالا كبيرا من مواطني اغلب الدول العربية وكان السعوديون الأكثر تصفحا للمواقع الإرهابية يليهم المصريون ثم مواطنو دول المغرب العربي وهذه حقيقة لا ينبغي أن نتجاوزها أو نهون منها لأنها تحمل دلالات كثيرة.
وواصل الباحث عمرو عبدالمنعم: المفاجأة أن النسبة الأكبر من المترددين علي المواقع الإرهابية والتكفيرية هم من البنات  الأقل من 30 عاما يليهم الذكور من سن 12 سنة وحتي 32 سنة والمثير ان أكثر المترددين علي موقع تويتر للقيادي الداعشي «شاكر وهيب» من البنات ووصل الأمر ببعضهن الي التغزل في وسامته!
وللتدليل علي الإقبال المتزايد علي المواقع الإرهابية التكفيرية  قال «عبدالمنعم»:  علي أحد مواقعها وضعت «داعش» كتاب  بعنوان «البشري المهدية في حكم العمليات الاستشهادية» وخلال ايام وصل عدد من قاموا بتنزيل هذا الكتاب الي 4 ملايين شخص والكارثة أن هذا الكتاب الذي ألفه «أبو حسين الفلسطيني» يسرد بالتفصيل كيفية تنفيذ أعمال التفخيخ والتلغيم والتعامل مع الأشخاص أي قتلهم.
وأكد «عبدالمنعم» أن كل المواقع التكفيرية تحوي مضامين متشابهة وكلها تستهدف نشر ثقافة العنف والقتل والتفجير.. وقال: بسبب المواقع التكفيرية أصبح لدينا شباب أقل من 15 عاما ولديهم القدرة علي تصنيع قنبلة في منزله، هذه المواقع استهوت عددا غير قليل من غير العرب ففي الصين هناك من يتصفح المواقع الإخوانية التي تنشر رسائل حسن البنا, وآخرون يقبلون علي تصفح كتب التصوف والمتصوفة أما الماليزيون فيقبلون بشدة علي قراءة كل ما يتعلق بالتفجير والتفجيرات وصناعة القنابل.
وواصل: رغم أن الإخوان كجماعة منبوذون من أغلب الجماعات التكفيرية إذ يعتبرونهم  منافقين بل إن «داعش» نفسها تري الإخوان كفارا وتري محمد مرسي كافرا ومع ذلك تتعاطف المواقع التكفيرية مع بعض ما ينشره الإخوان علي مواقعهم وتحديدا ما يبثونه  من أكاذيب عن تعرض بعض السيدات في مصر للتعذيب أو للاغتصاب وغيرها من الأكاذيب التي يتداولها الإخوان في هذا الشأن.

تمويلات مجهولة
وأكد الباحث عمرو عبدالمنعم ان الجماعات التكفيرية لا يهمها المبالغ التي تنفقها علي إنشاء مواقع تكفيرية، فهم يحصلون عليتمويلات هائلة مجهولة المصدر وهدفهم هو الغزو الفكري لأكبر عدد ممكن بدليل إن جبهة النصرة أنشأت موقعا يحمل

اسم «إصدارات الجهاد» وأنفقت علي الموقع  أكثر من 250 ألف  جنيه ونشرت خلاله كل إصدارات قادة القاعدة والبيانات التي أصدروها منذ تفجيرات 11 سبتمبر وحتى الآن، ولكن الموقع لم يستمر سوي نصف ساعة فقط إذ سرعان ما تدخلت الاستخبارات الأمريكية وأغلقت الموقع.
ومن جانبه كشف الدكتور محمد الجندي رئيس  منظمة أمن المعلومات وخبير الحروب الإلكترونية، أن المواقع الإلكترونية التي تطلقها الجماعات الإرهابية على الإنترنت يتم بثها من أمريكا وأوروبا وتركيا ودول شرق آسيا ولهذا لا تستطيع مصر إغلاقها.
وقال الدكتور الجندي لـ«الوفد»: الغرب وراء تأجيج الخلافات في الدول العربية والإسلامية من أجل  تفتيت شعوبها وشرذمتهم لكي يسهل له استمرار سيطرتهم علي كل تلك الدول، فالمعروف أن فكرة الخلافة الإسلامية استغلها الغرب في الكثير من المواقف لخدمة أهدافه ومنها الحرب في أفغانستان.
وأكد الجندي ان المواقع التكفيرية لا تحتاج سوي بضعة دولارات لكي يتم بثها علي الانترنت وقال: بأقل من 15 دولار يمكن أن تنشئ موقعا علي الانترنت وتبث به ما تشاء وتكلفة الموقع في الشهر لن تزيد علي 50 دولارا.
واضاف: القنوات الفضائية تختلف كثيرا عن المواقع التكفيرية فلا يمكن بث قناة علي قمر صناعي دون موافقة الدولة التي تملك  القمر الصناعي اما المواقع التكفيرية ففي الغالب يقوم الارهابيون بسرقة «كريدت كارد» بعض الأشخاص لفتح المواقع بأسمائهم حتي لا يمكن أبدا التوصل للمستخدم الحقيقي لتلك المواقع.
وواصل: القنوات الإخوانية التحريضية ضد مصر تبث أغلبها عبر القمر الفرنسي، وتردد هذا القمر قريب من النايل سات ولهذا  تتداخل تلك القنوات مع قنوات النايل سات فيتمكن المصريون من مشاهدتها، وهناك أيضا قنوات إخوانية تبث علي قمر الـ«هوت بيرد» ولكن أعدادها قليلة ولا يمكن لمشتركي النايل سات استقبالها.
وقلل الدكتور الجندي من احتمال استجابة فرنسا للطلب المصري بوقف بث القنوات التحريضية من القمر الفرنسي.. وقال: فرنسا ومعها أمريكا والاتحاد الأوروبي عموما تسعي الي تأجيج الصراعات في الشرق الاوسط ولهذا في الغالب لن تحاول فرنسا غلق القنوات الإخوانية التحريضية التي بثها القمر الفرنسي.