رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فتاوى ابن تيمية باطلة والإرهابيون يستخدمونها وقوداً لجرائمهم

بوابة الوفد الإلكترونية

يعتبر ابن تيمية الذي عاش في القرن الثامن الهجري «الثالث عشر الميلادي» أخطر أئمة الفتنة الذين نشروا الفكر المتطرف والإرهابي في الأمة الإسلامية من تكفير المسلمين واستحلال دمائهم وحرماتهم لمجرد الاختلاف علي أبسط المسائل في أداء العبادات «كما سنعرض في العديد من الأمثلة من فتاواه»..

وبلغ ابن تيمية أبعد درجات التوسع في التكفير والحكم بالقتل حتي أصبحت العبارة الشهيرة «يستتاب.. فإن تاب وإلا قتل» علماً تتميز به مؤلفات ابن تيمية وفتاواه وتستند إليها وتتناقلها عنه الجماعات الإرهابية والمتطرفة.
وأثار ابن تيمية وأتباعه العديد من الفتن الخطيرة في الأمة الإسلامية في أشد الأوقات خطراً حيث كانت الأمة تتعرض لهجمات التتار والصليبيين في آن واحد.. ولم يكن حدوث هذه الفتن في ذلك الوقت بالتحديد مصادفة، وإنما كان أمراً متعمداً ومدبراً لتفريق الأمة الإسلامية، وبث الوهن والضعف فيها وإلهائها عن محاربة الأعداء بما يجري من الصراعات الدموية بين المسلمين والأعداء الذين احتلوا الأرض والمقدسات وراحوا ينهبون ثروات البلاد الإسلامية في غفلة من أهلها المشغولين بالمؤامرات والفتن التي أثارها ابن تيمية وأتباعه.
واليوم تتكرر المؤامرة نفسها علي أيدي الإخوان المسلمين وأتباعهم من الجماعات الإرهابية المتطرفة الذين ينشرون الفتن والصراعات الدموية ويسعون إلي تمزيق وتدمير وتخريب المجتمعات الإسلامية استناداً إلي نفس الفتاوي لابن تيمية بالتكفير والقتل واستحلال حرمات المسلمين في أشد الأوقات حرجاً علي الأمة الإسلامية، حيث يحتل اليهود القدس ويخططون لهدم المسجد الأقصي ويتكالب الأعداء علي الأمة لاستنزاف ثرواتها والتحكم في حاضرها ومستقبلها.. ويهدف الإخوان المسلمون وأتباعهم من الإرهابيين والمتطرفين اليوم - كما فعل ابن تيمية من قبل - إلي إضعاف المجتمعات الإسلامية وشق صفوفها وتمزيقها وشغل جيوش المسلمين وإلهائها وإضعافها وهي تخوض معركة المصير دفاعاً عن الإسلام ومقدساته.
وتعتبر فتاوي ابن تيمية في تكفير المسلمين واستحلال دمائهم الأساس الذي تستند عليه جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية التابعة لها في ارتكاب جرائمها:
أ - فالأساس الفكري لجماعة الإخوان المسلمين في تكفير المجتمع في مصر ومقاتلة أهله يستند إلي أقوال وفتاوي ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، كما جاء نصاً في الكثير من المواضع في كتابي سيد قطب «معالم في الطريق» و«في ظلال القرآن».
ب - والأساس الفكري لتنظيم الجهاد - الذي قام عام 1981 بقتل الرئيس أنور السادات وأكثر من مائة وعشرين من جنود وضباط الشرطة في أسيوط - يستند إلي فتاوي ابن تيمية.. ولقد وضع هذا الأساس الفكري منظر الجماعة المدعو «محمد عبدالسلام فرج» في كتاب بعنوان «الفريضة الغائبة» وهو نقل حرفي للجزء الرابع من باب الجهاد في كتاب «الفتاوي الكبري لابن تيمية» طبعة دار المعرفة في بيروت عام 1976، ورغم إعدام صاحب كتاب «الفريضة الغائبة» عام 1982 إلا أن هذا الكتاب لم يزل منشوراً علي مواقع التنظيم علي شبكة الإنترنت بكل ما يحويه من فتاوي ابن تيمية في التكفير والقتل.
ج - والأساس الفكري للعديد من الجماعات الإرهابية التي اتسع نشاطها في أوائل التسعينات «كالجماعة الإسلامية وجماعة الشوقيين وجماعة السماوي وغيرها» كان مستنداً علي «فتاوي ابن تيمية» كما جاء في أقوال المدعو «عادل عبدالباقي» الذي كان يعمل منظراً لهذه الجماعات ثم أعلن توبته.. وقد اعترف في لقاء طويل عرضه التليفزيون المصري يوم 27/3/1994 بأنه كان يروج للدعوة إلي استحلال دماء المخالفين وأموالهم وحرماتهم استناداً إلي فتاوي ابن تيمية والكتب التي تأخذ عنه مثل كتاب «الحكم الجديرة بالإذاعة» وكتاب «معالم في الطريق».. وكانت هذه الجماعات تقوم بعمليات السطو المسلح علي محلات الذهب وسرقة السيارات وتفكيكها، فضلاً عن الاغتيالات والاعتداء علي الكنائس وعلي رجال الأمن استناداً إلي هذه الفتاوي.
د - والأساس الفكري لجماعة «داعش» الإرهابية كما أعلنت في مواقعها الإلكترونية المنشورة عام 2014 مأخوذ من «فتاوي ابن تيمية».. ولم تكن جرائم هذه الجماعة التي فاقت كل ما عرفه العصر الحديث من الشراسة والدموية والوحشية سوي تنفيذ وتطبيق حرفي لفتاوي ابن تيمية في كتابه «الفتاوي الكبري» في باب الجهاد الذي سبق الإشارة إليه!

أمثلة من فتاوي ابن تيمية بتكفير المسلم وقتله:
تحفل كتب ابن تيمية بالفتاوي الباطلة المخالفة للقرآن والسنة التي تحكم بتكفير المسلمين وقتلهم واستحلال الدماء والحرمات.. وهذه الفتاوي الباطلة ليس لها أي سند علي الإطلاق.. وهي كلها تتعارض تعارضاً كاملاً مع القرآن والسنة.. وتصل فتاوي ابن تيمية - التي سوف نورد أمثلة منها في السطور القادمة - في دعوتها إلي التوسع في قتل المسلم لأخيه المسلم، إلي حد الحكم بقتل من يؤدي الصلاة ولكنه يجهر بالنية في صلاته بدعوي أنه بذلك يشوش علي من حوله في المسجد!
وكذلك قتل المسلم الذي لا يحضر صلاة الجماعة بالمسجد إن كان يسكن قريباً منه!.. وقتل المسلم الذي يؤخر صلاة الفجر إلي بعد طلوع الشمس!.. بل والفتوي بقتل المسلم لأخيه المسلم لمجرد أنه يخالفه في الرأي في المسائل الفقهية الفرعية كصيام المسافر في رمضان وقصر الصلاة في السفر!.. وأخيراً يفتح ابن تيمية باب القتل علي مصراعيه بالحكم بقتل أي مسلم بالشبهات وبمجرد اتهامه بأنه منافق يظهر الإسلام ويبطن الكفر رغم أن حقيقة هذا الاتهام لا يعلمه إلا الخالق عز وجل!
وسوف نورد فيما يلي أمثلة من نصوص فتاوي ابن تيمية في تكفير المسلمين وقتلهم.. وهي كلها بلا سند أو دليل وتتعارض تعارضاً كاملاً مع القرآن والسنة الشريفة:
1 - المسألة الأولي بالمجلد الأول من كتاب «الفتاوي الكبري» لابن تيمية ص 1:
في «رجل يصلي يشوش علي الصفوف التي حواليه بالنية وأنكروا عليه مرة ولم يرجع».. وقد أفتي ابن تيمية بقتله حيث يقول: «من ادعي أن ذلك من دين الله وأنه واجب فإنه يجب تعريفه الشريعة واستتابته من هذا القول فإن أصر علي ذلك قتل».. ومن الجدير بالذكر أن هذه الفتوي لابن تيمية تخالف ما ورد عن أئمة الفقه الأربعة.. فقد جاء في كتاب «الفقه علي المذاهب الأربعة» للشيخ عبدالرحمن الجزيري طبعة دار الإرشاد عام 1962 الجزء الأول صفحة 214 أن «التلفظ بالنية» جائز في بعض المذاهب الأربعة.. ولقد بين الإمام مالك - كما ورد في كتاب «الإمام مالك» للشيخ محمد أبوزهرة صفحة 181 - أن الاختلاف فى أقوال أئمة الفقه هي رحمة للأمة، حيث يقول الإمام مالك ما نصه: «إن اختلاف العلماء رحمة الله علي هذه الأمة.. كل يتبع ما صح عنده وكل علي هدي وكل يريد الله».. أما ابن تيمية فإنه لم يتورع عن الحكم بالكفر علي كل من يخالفون آراءه وأقواله.. بل والحكم بقتلهم كما جاء في هذه الفتوي!
2 - المسألة الثامنة بالمجلد من كتاب «الفتاوي الكبري لابن تيمية» الثاني ص 50:
أفتي ابن تيمية بأن المسلم الذي لا يلتزم بأداء الصلاة في وقتها يجب قتله.
وفي ذلك يقول: «من أخر الصلاة لصناعة حتي تغيب الشمس وجب عقوبته بل يجب قتله عند جمهور العلماء بعد أن يستتاب».
3 - المسألة 220 المجلد الأول من كتاب «الفتاوي الكبري لابن تيمية» ص 366:
في «رجل جار المسجد ولم يحضر مع الجماعة الصلاة» أجاب ابن تيمية: «يؤمر بالصلاة مع المسلمين فإن كان لا يصلي فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل».
4 - المسألة 223 بالمجلد الأول من كتاب «الفتاوي الكبري لابن تيمية» ص 367:
في «المسافرين في رمضان ومن يصوم ينكر عليه» حكم ابن تيمية بقتل من يخالفونه الرأي ويجيزون الصوم للمسافر في رمضان.. وقال بالحرف الواحد: «من قال إن الفطر لا يجوز إلا لمن عجز عن الصيام فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل».
5 - المسألة ص 52 بالمجلد الثاني من كتاب «الفتاوي الكبري لابن تيمية» ص 114:
في «قصر الصلاة للمسافر».. وقد حكم ابن تيمية بأن من يخالفونه الرأي في قصر الصلاة يجب قتلهم.. حيث قال: «من قال إنه يجب علي كل مسافر أن يصلي أربعا فهو بمنزلة من قال إنه يجب علي المسافر أن يصوم شهر رمضان.. وكلاهما مخالف لإجماع المسلمين.. يستتاب قائله فإن تاب وإلا قتل».
6 - المسألة في المجلد الأول من كتاب «الفتاوي الكبري لابن تيمية» ص 359:
وفيها يفتح ابن تيمية الباب علي مصراعيه لقتل أي مسلم بالشبهات باتهامه بأنه منافق يبطن الكفر.. فيقول بالحرف الواحد: «أما قتل من أظهر الإسلام وأبطن كفراً منه وهو المنافق الذي يسميه الفقهاء الزنديق فأكثر الفقهاء علي أنه يقتل وإن تاب».
ومن الجدير بالذكر أيضاً أن هذه الفتاوي الخطيرة تتعارض تعارضاً تاماً مع آيات القرآن التي تبين أن المولي عز وجل هو وحده الذي يعلم حقيقة ما في قلوب المنافقين، كما يقول عز وجل: «وليعلم الذين نافقوا» 167 آل عمران.. وكما يقول تعالي: «وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا علي النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم» 101 التوبة.. كما تبين آيات القرآن أيضاً أن الله تعالي وحده هو الذي يتكفل بحساب المنافقين فيعذبهم أو يتوب عليهم، كما يقول عز وجل: «ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم» 24 الأحزاب.. فعلي أي أساس تستند فتوي ابن تيمية بدعوة أتباعة إلي الحكم علي من يشاؤون من الناس بالنفاق؟.. وعلي أي أساس يعطيهم الحق في قتلهم؟!

إكراه المسلمين وقتل من لا يستجيب
يدعو ابن تيمية إلي إكراه المسلمين بالسيف علي الالتزام بأمور الدين، كما يراها هو وأتباعه.. وقتل من لا يلتزمون بالعبادات «كالصلاة أو الحج أو الصيام».. بل وقتل من يتركون صلاة السنة!.. وقتل من بلغته الدعوة ولم يستجب لها!.. إلي آخر فتاواه الخطيرة في الإكراه والقتل التي أوردها في كتابه «السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية» والتي نورد أمثلة منها بالحرف الواحد فيما يلي:
1 - يدعو ابن تيمية في صفحة 14 من كتابه «السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية» إلي أن يضرب بالسيف كل من يعدل عن المصحف فيقول: «إن قوام الدين بالمصحف والسيف».. ثم يشرح ذلك بقوله: «لقد أمرنا رسول الله أن نضرب بهذا - يعني السيف - من عدل عن هذا يعني المصحف».. وهذه الفتوي لابن تيمية تذكرنا بشعار جماعة الإخوان المسلمين الذي يتمثل في سيفين متقاطعين وبينهما المصحف وكلمة «أعدوا»!
2 - يدعو ابن تيمية إلي قتل من يترك الصلاة حتي ولو كان يقر بوجوبها ولكنه تركها تشاغلاً أو تكاسلاً.. ويقول ابن تيمية بالحرف الواحد في صفحة 38 من الكتاب المذكور: «يجب قتل تارك الصلاة إذا امتنع عن الصلاة بعد أن يستتاب.. فإن تاب وصلي وإلا قتل.. وهل يقتل كافراً أو مسلماً فاسقاً فيه قولان: وأكثر السلف علي أنه يقتل كافراً.. وهذا كله مع الإقرار بوجوبها».
3 - يزعم ابن تيمية بجواز قتل من يقصر في أداء السنن في الصلاة كركعتي الفجر.. فيقول في صفحة 64 من الكتاب المذكور: «اختلف الفقهاء في الطائفة الممتنعة لو تركت السنة الراتبة كركعتي الفجر هل يجوز قتالها؟.. علي قولين».
4 - يزعم ابن تيمية بوجوب قتل من يرتكبون محرمات.. وكذلك قتل من لا يلتزمون بالصلاة وحج البيت الحرام والصيام والزكاة.. فيقول في صفحة 64 من الكتاب المذكور: «أما الواجبات والمحرمات الظاهرة والمستفيضة فيقاتل عليها بالاتفاق حتي يلتزموا أن يقيموا الصلوات المكتوبات ويؤدوا الزكاة ويصوموا شهر رمضان ويحجوا البيت».
5 - يدعو ابن تيمية أي جماعة إلي مقاتلة غيرها من المسلمين لإلزامهم بما تراه من أمور الدين.. وأن تقتل كل من يقف أمام دعوتها ولا يستجيب لها.. فيقول بالحرف الواحد في صفحة 109 من نفس الكتاب: «كل من بلغته دعوة رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي دين الله فلم يستجب لها فإنه يجب قتاله».
عاش ابن تيمية في الفترة من «1263 - 1328 ميلادية» التي توافق «661 هـ - 728 هـ».. ويرجع أصله إلي حران وهي موطن الصابئة.. وكان نسبه مجهولاً وكذلك اسمه الذي ينسب إلي «تيمية» وهو اسم امرأة قيل إنها جدته.. وقد هاجر ابن تيمية بشكل غامض أيضاً من حران إلي دمشق في الوقت الذي كان التتار يستعدون فيه للهجوم علي الشام بعد اجتياحهم للعراق وإسقاط الخلافة فيها.. كما كانت الأمة الإسلامية تتعرض في نفس الوقت للحروب الصليبية وهجمات الصليبيين.. وكان التتار يعدون لمهاجمة مصر التي كانت تمثل القلعة الأخيرة في الدفاع عن الإسلام بعد أن اجتاحوا البلاد الإسلامية واحدة بعد الأخري.. وفي هذا الوقت الحرج بدأ ابن تيمية وأتباعه في أداء دورهم الخطير في إثارة الفتن والقلاقل بين المسلمين وبث الفرقة بينهم وشغلهم وإلهائهم عن التصدي للخطر الجسيم الذي يحيق بهم علي أيدي أعداء الإسلام.. وقد أثار ابن تيمية وأتباعه في وقت قصير العديد من القضايا الدينية التي تفرق الناس وتخلق الصراعات بينهم.. فأخذ ابن تيمية يشكك في «شفاعة الرسول».. ويدعو إلي محاربة كافة مظاهر الحب والمودة لسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ويصفها في فتاواه «بأنها شرك» وأفتي بتحريم السفر لزيارة مسجد سيدنا رسول الله في المدينة المنورة ووصفه بأنه «سفر في معصية».. كما راح يردد أقوال المشبهة والمجسمة ويتطاول علي الذات الإلهية ويثير القضايا الخلافية حول الصفات الإلهية وينكر تأويل الآيات المتشابهات التي وردت فيها.. وراح أيضاً يتطاول علي كبار الصحابة جميعاً ويتهمهم بأسوأ الاتهامات وعلي رأسهم سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر وسيدنا علي وسيدنا خالد بن الوليد.. وقد واجه ابن تيمية معارضة شديدة من العامة وعلماء عصره علي السواء بسبب تطاوله علي الذات الإلهية وعلي الرسول وحضرات الصحابة وتمت محاكمة ابن تيمية وسجنه في مصر والشام مرات متعددة طوال حياته حتي أنه عند موته كان مسجوناً في سجن القلعة في مدينة دمشق الذي مات فيه.. وقد قام العشرات من العلماء المعاصرين لابن تيمية واللاحقين له حتي اليوم بالرد علي مزاعمه وفتاواه وكشف حقيقته ودوره في نشر الفتن والقلاقل في الأمة الإسلامية ومحاربة المعتقدات الصحيحة للمسلمين:
أ - العلماء السابقون:
من أشهر ما كتبه العلماء السابقون عن ابن تيمية ما جاء في كتاب ابن حجر العسقلاني المسمي «الدرر الكامنة» طبعة دار الجيل ببيروت.. وقد ذكر ابن حجر العسقلاني في هذا الكتاب في صفحة 145 أن فتاوي ابن تيمية أوقعت الفتن بين العلماء والعامة وأن ابن

تيمية كان يردد أقوال المجسمة ومعتقدات اليهود وأنه قد نودي في دمشق أن «من اعتقد عقيدة ابن تيمية حل دمه».. كما قال في صفحة 155 أن ابن تيمية قد لاحقته الاتهامات بأنه من المجسمة «لأنه كان يردد معتقدات اليهود في التشبيه والتجسيم».. وبأنه زنديق (لتطاوله على الرسول) وبأنه منافق (لتطاوله على الصحابة بأشنع الاتهامات).
ب - العلماء المحدثون:
من أشهر ما كتبه العلماء  المحدثون عن ابن تيمية ما أورده مفتي الديار المصرية الشيخ محمد بخيت المطيعي المتوفي عام 1935.. فقد هاجم ابن تيمية هجوماً شديداً في كتابه المشهور (تطهير الفؤاد من دنس الاعتقاد) طبعة مكتبة الحقيقة عام 1992.. واتهم مفتي الديار المصرية ابن تيمية بالخروج عن الدين وإثارة الفتن والقلاقل وسوء المعتقدات في الله تعالى والرسول وكبار الصحابة:
فقال في صفحة 11: (إن الكثيرين من علماء عصر ابن تيمية قد حكموا عليه بالكفر.. وإن العلماء الأقل تشدداً قد حكموا عليه بالفسق).
كما قال في نفس الصفحة: (إن ابن تيمية لم يقنع بسب الأحياء حتى حكم بتكفير الأموات ولم يكفه التعرض لمن تأخر من صالحي السلف حتى تعدي الى الصدر الأول ومن له أعلى المراتب في الفضل فنسب الى سيدنا عمر بن الخطاب وعلى بن ابي طالب الأخطاء والغلطات وبليات أي بليات وزعم أن الأنبياء غير معصومين وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا جاه له ولا يتوسل به وأن السفر إليه للزيارة معصية لا تقصر الصلاة فيه).
كما قال في صفحة 12: (إن ابن تيمية كان يقول بالجسمية والجهة والانتقال وأن الله بقدر العرش لا أصغر ولا أكبر تعالى الله عن هذا الافتراء الشنيع والكفر البواح الصريح وخذل متبعيه وشتت شمل معتقديه).
وقال في صفحة 17: (إن ما يزعمه ابن تيمية من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كان سبيلاً إلى هتك الأستار والأعراض واثارة الفتن والقلاقل ليقع الناس في فتنة عامة).
وإذا كانت المعتقدات الفاسدة التي دعا إليها ابن تيمية عن الذات الالهية والرسول وحضرات الصحابة لم تجد قبولاً او استجابة من العامة والعلماء على السواء في مصر والشام وكانت سبباً في محاربة المسلمين المعاصرين له لأقوله وفتاواه ودخوله السجن مراراً حتى مات فيه.. إلا أن أخطر ما فعله ابن تيمية واتباعه هو نشرهم للفتن بين المسلمين ودعوتهم الى فكر التكفير واستحلال دماء المسلمين وأموالهم وحرماتهم والتي عاني منها العالم الاسلامي أشد المعاناة في وقت ابن تيمية.. وكان الهدف منها هو شق الصف ونشر الفرقة والتشتت بين المسلمين في اشد الأوقات حرجاً وخطورة وتفتيت الأمة الاسلامية وهى تواجه الخطر الجسيم على الاسلام ومقدساته وارضه على ايدي الصليبيين والتتار في وقت واحد.
ولعل ذلك الأمر هو نفسه ما يتكرر اليوم على أيدي دعاة الفتنة من الاخوان المسلمين واتباعهم من الجماعات الارهابية الذين يعيدون نشر فكر ابن تيمية من أجل اضعاف الأمة وتفتيتها ونشر الفرقة والصراع والتقاتل بين أبنائها في أخطر الأوقات التي تعاني فيها الأمة من احتلال المقدسات الاسلامية على أيدي اليهود واستنزاف الشرق والغرب لثروات العرب والمسلمين وتحكم الأعداء في مصائر المسلمين ومقاليدهم.
دعوة أتباع ابن تيمية الى القتل واستحلال الحرمات تحت شعار الجهاد:
لا يتورع دعاة الفتنة من اتباع ابن تيمية عن الدعوة صراحة الى ارتكاب ابشع الجرائم من سفك الدماء وقتل الابرياء من المسلمين تحت شعارات «الجهاد».. ويكفي في هذا الصدد أن نورد بعض الأمثلة من الدعوة الصريحة على ألسنة دعاة الفتنة الذين يروجون لدعاوي ابن تيمية الى أتباعهم لارتكاب جرائم القتل والسلب والنهب تحت ستار الجهاد.. ومن بينها ما يلي:
أ - ما يقوله سيد قطب في نهاية كتابه «معالم في الطريق» طبعة دار الشروق صفحة 184 تحت عنوان «هذا هو الطريق».. حيث يصف الطريق الذي يسلكه الاخوان المسلمون بأنه الطريق الدامي المفروش بالجماجم والأشلاء وبالعرق والدماء!.. ويدعو أتباعه إلى عدم إعمال عقولهم أو التفكير في عاقبة ما يوكل إليهم من مهام وتكليفات وفي اتفاقها أو تعارضها مع الحق والباطل، فيقول بالحرف الواحد: (هذه اللفتة جديرة بأن يتدبرها الدعاة إلي الله فهي كفيلة بأن تريهم معالم الطريق واضحة بلا غبش ثم يكون قدر الله بدعوته وبهم ما يكون.. فلا يلتفتون في أثناء الطريق الدامى المفروش بالجماجم والأشلاء وبالعرق والدماء إلي نصر أو غلبة أو فيصل بين الحق والباطل).. وهذه الدعوة من سيد قطب لأتباعه إلي التسليم الأعمى وعدم إعمال العقل أو التفكير في عاقبة ما يؤمرون به من القتل وسفك الدماء والتمثيل بالمسلمين هي أمر طبيعى.. لأن أي فرد من أتباعه يرجع نفسه ويفكر فيما يؤمر به من الجرائم سيدرك علي الفور أنها تتعارض تعارضاً كاملاً مع القرآن والسنة ومع أدنى مراتب الإنسانية ولا يمكن أن يقبلها العقل أو الفطرة السليمة.
ب - يدعو كتاب (الحكم الجديرة بالإذاعة) تقديم وتعليق الشيخ ناصر الدين الألباني من يسميهم (بالمجاهدين) صراحة إلي السلب والنهب واستحلال الأموال والحرمات وسبي النساء من المسلمين المخالفين لهم تحت الزعم بأن ذلك كله هو (رزق الله للمجاهدين)!!.. وهذا الكتاب هو أحد المراجع الفكرية للتنظيمات الإرهابية التي نقل عنها منظر الجماعات الإرهابية التائب عادل عبدالباقي نظريته في استحلال الحرمات كما ذكرنا.. ويقول الكتاب بالحرف الواحد في صفحة 35 (إن رزق المؤمنين لا يتحقق بالسعي في طلب الدنيا والاجتهاد في أسبابها.. وإنما جعل الله رزقهم يتحقق بقتل أعدائهم الممتنعين عن قبول دعوة التوحيد واستباحة أموالهم وسبي نسائهم وذراريهم).. ويزعم الكتاب أن المجاهدين يجب ألا ينشغلوا بالزراعة كالناس فيقول في صفحة 39: (إن الله جعل أرزاق المجاهدين في أسنة رماحهم فإذا زرعوا كانوا كالناس).. ويزعم أن المجاهدين الأوائل كانوا يقولون (والله ما جئنا زراعين ولكن جئنا لنقتل أهل الزرع ونأكل زرعهم)!!

مخالفة فتاوي ابن تيمية لكتاب الله وسنة رسوله:
لا يخفي علي أي مسلم التعارض الكامل لدعوة ابن تيمية وفتاواه في التفكير والقتل واستحلال الحرمات مع آيات القرآن وأحاديث سيدنا رسول الله.. فلقد نهي الله تعالي عن تكفير المسلم لأخيه المسلم.. وحذر سيدنا رسول الله تحذيراً شديداً من هذا المسلك في الحديث الشريف (إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما) وفي الحديث الآخر: (لا يرمي رجل رجلاً بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك).. كما حذرت آيات القرآن أشد التحذير من استحلال حرمات المؤمنين من الدماء والأموال والأعراض.. ووصف الحديث الشريف المؤمن الصادق بأنه من يأمنه الناس علي دمائهم وأموالهم وذلك في قوله صلي الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس علي دمائهم وأموالهم والمهاجر من هجر ما نهي الله عنه)..
وتتعارض فتاوي ابن تيمية بالقتل لكل من يحكم عليه بالكفر من المسلمين تعارضاً تاماً مع القرآن والسنة.. فلقد حرم الله تعالي قتل أي إنسان لمجرد أنه كافر حتي ولو كان يعترف بكفره ويعلنه.. وجعل الله قتال الكافرين مشروطاً بأن يبدأوا هم بقتال أو اعتداء أو أن يمثلوا خطراً أو تهديداً للمسلمين وأرضهم وحرماتهم ومقدساتهم وهو ما يتبين في قوله تعالى (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) «البقرة 190».. ويحذر المولي عز وجل في نفس الآية المسلمين من الاعتداء علي غيرهم دون سبب أو مبرر وذلك في قوله تعالى (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين).. فما بالنا بهؤلاء الخوارج الذين يحكمون بالكفر علي المسلمين الذين يؤدون كل الفرائض لمجرد مخالفتهم لدعوتهم وعدم اتباعهم لجماعاتهم؟! وما بالنا بمن يقتلون ويرتكبون أبشع الجرائم ويستحلون حرمان المؤمنين وأموالهم وأعراضهم بدعوي أنها رزق الله الذي يرزق به هؤلاء (المجاهدين)؟!

لمصلحة من ما يحدث اليوم في البلاد الإسلامية؟
بعد أن أوردنا أمثلة في فتاوي ابن تيمية التي تدعو إلي تكفير المسلمين واستحلال دمائهم وحرماتهم وتحض علي نشر التقاتل والصراعات الدموية بين المسلمين وتؤدى إلي خلق الفوضى والقلاقل والفتن في الأمة الإسلامية.. وبعد أن أوضحنا أن هذه الفتاوى الباطلة ليس لها أي سند علي الإطلاق وأنها تتعارض تعارضاً كاملاً مع القرآن والسنة.. فإننا نسأل: من الذي يقف وراء الترويج لهذه الفتاوى؟ ولمصلحة من ينفذ الإرهابيون من الإخوان المسلمين واتباعهم فتاوى ابن تيمية في العالم الإسلامي اليوم؟.. ومن هو المستفيد من نشر الفوضى في المجتمعات الإسلامية وتخريب البلاد وتشريد العباد وتدمير مصادر الثروة والمرافق والمؤسسات حتي لا تقوم لهذه البلاد قائمة؟.. ولمصلحة من يجري تسريح الجيوش الإسلامية أو إضعافها وتشتيتها وإلهاؤها بهذه الصراعات والفتن؟.. ولماذا تحدث هذه الفتن في هذا الوقت الحرج الذي تتعرض فيه الأمة الإسلامية لأشد المؤامرات ضراوة في تاريخها حيث يحتل اليهود المسجد الأقصي وينفذ الأعداء مؤامراتهم في تفتيت الأمة الإسلامية والقضاء علي وحدتها وانتهاب ثرواتها؟
لقد ارتضى هؤلاء الخوارج من اتباع ابن تيمية من الإخوان والجماعات الإرهابية في العالم الإسلامي أن يكونوا عوناً للأعداء علي الإسلام وعلي المسلمين في أشد الأوقات خطراً.. وهذه هي أشد صور الخيانة للدين ولله وللرسول.. وسينصر الله الإسلام وينصر مصر وجندها بإذن الله كما نصرهم من قبل علي الصليبيين وعلى التتار وعلي غيرهم ممن أرادوا السوء بمصر وبالإسلام.. وسيكون الهلاك هو مصير أعداء مصر وأعداء الإسلام ومن والاهم من الخوارج الذين توعدهم سيدنا رسول الله في حديثه الشريف (مصر كنانة الله في أرضه من أرادها بسوء قصمه الله).