العالم يترقب الحكم على "مبارك" غداً
تصدر غداً محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكادمية الشرطة حكمها على الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك ونجليه جمال وعلاء مبارك، وصديقه حسين سالم رجل الأعمال الهارب، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و6 من مساعديه السابقين «المخلى سبيلهم» وهم اللواء أحمد رمزي مساعد الوزير ورئيس قوات الأمن المركزي الأسبق، واللواء عدلي فايد مساعد أول الوزير للأمن ومدير مصلحة الأمن العام الأسبق، واللواء حسن عبدالرحمن مساعد أول الوزير مدير
جهاز مباحث أمن الدولة المنحل، واللواء إسماعيل الشاعر مساعد أول الوزير مدير أمن القاهرة الأسبق، واللواء أسامة المراسى مدير أمن الجيزة الأسبق، واللواء عمر الفرماوى مدير أمن 6 أكتوبر السابق، لاتهامهم بقتل المتظاهرين السلميين خلال أحداث ثورة 25 يناير، والإضرار بالمال العام من خلال تصدير الغاز لإسرائيل. يصدر الحكم برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي وعضوية المستشارين إسماعيل عوض وجدي عبدالمنعم وسكرتارية محمد السنوسي وصبحي عبدالحميد.
أكد المستشار محمود كامل الرشيدى، رئيس المحكمة، التى ستصدر حكمها فى القضية أنه ستيم النطق بالحكم فى القضية بمشيئة الله صباح غد، ولن يتم التأجيل أو مد أجل النطق بالحكم مرة أخرى. وأشار «الرشيدى» إلى أنه لهذا السبب تم استدعاء طبيب فرنسي لتوقيع الكشف الطبي عليه من خلال مركز علاج العمود الفقري التابع للقوات المسلحة بالعجوزة، والذى أوصى بضرورة وضع أوراق القضية بزاوية محددة لقراءتها حتى لا تؤثر حركته على العمود الفقري ، وذلك بدلاً من سفره للخارج حتى لا يتم مد أجل النطق بالحكم في القضية لمرة ثانية.
وانتهت وزارة الداخلية من وضع خطة لتأمين المحكمة وتأمين القضاة والمتهمين وجميع الطرق المؤدية الى المحكمة ونشر قوات من الامن المركزى خارج المحكمة وداخلها بالإضافة الى الاستنفار الأمنى بجميع ميادين ومحافظات مصر تحسباً لأى أعمال شغب تصدر من مؤيدى مبارك أو الحركات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية.
سيناريوهات المحاكمة
رصدت «الوفد» سيناريوهات المحاكمة التي تنحصر في البراءة أو الإدانة أو إعادة المحاكمة مرة اخري، وجميعها سيناريوهات مطروحة، وفقًا للمعطيات السياسية وأوراق الدعوي.
قال المستشار بهاء الدين أبو شقة المحامى بالنقض، وسكرتير عام حزب الوفد: «إذا قضى بالبراءة فمن حق النيابة العامة وفقاً للقانون أن تطعن على الحكم خلال 60 يوماً من تاريخ صدور الحكم، فى مذكرة توضح فيها العوار الذى شابه الحكم من وجهة نظرها، وكذلك الحال بالنسبة للمحكوم عليه فى حالة صدور حكم بالإدانة ولم يرتضه ، فمن حقه أيضاً الطعن خلال 60 يوماً أمام محكمة النقض.
وأضاف «أبو شقة» أنه فى هذه الحالة يكون الطعن للمرة الثانية، فإذا قبلت محكمة النقض الطعن للمرة الثانية ففى هذا الحالة تحدد جلسة لنظر الموضوع أمامها ، وتكون محكمة النقض وهى تنظر الدعوى موضوعاً كمحكمة جنايات ويتبع أمامها كافة الإجراءات التى تتبع أمام محكمة الجنايات، ويكون للدفاع كافة الضمانات والحقوق المكفولة له أمام محكمة الجنايات فله أن يقدم أدلة جديدة أو أن يستمع إلى شهود وخلافه.
وأكد سكرتير عام حزب الوفد أنه فى هذه الحالة عندما يصدر الحكم من محكمة النقض يصبح باتاً ، ولا يجوز الطعن عليه بأى طريقة أخرى من طرق الطعن العادية، أى يكون قد استنفد كافة طرق الطعن القانونية.
وأوضح «أبوشقة» أن محكمة الإعادة تملك القضاء للعقوبة السابقة أو تخفيفها أو البراءة. وأشار سكرتير عام حزب الوفد إلى أن المبادئ العامة أن المحكمة تقضى بعقوبة منفردة فى كل واقعة إلا إذا كانت الوقائع بينها إرتباطاً، بمعنى أنه إذا نظرت المحكمة عدة اتهامات مرتبطة ببعضها ارتباطاً لا يقبل التجزئة لمتهم واحد تقضى بعقوبة الجريمة الأشد وفقاً للمادة 32 من قانون العقوبات، أما ما هو خلاف ذلك تقضى بعقوبة مستقلة لكل جريمة أو يجوز أن تقضى بالبراءة عن تهمة وتدينه لأخرى. وأكد «أبوشقة» أن المادة 486من قانون الإجراءات الجنائية نصت على أن «المحكوم عليه بعقوبة مقيدة للحرية مصاب بمرض يهدد بحياته جاز إيقاف التنفيذ وذلك بقرار بالإفراج الصحى ،بعد عرض المحكوم عليه على لجنة طبية وهى التى تقرر ذلك ، والعلة منها أن العقوبة وتنفيذها بتفقد غايتها وهى الزجر والردع ، كما أنه من المبادئ المستقرة أن العقوبة ليست وسيلة انتقام من المتهم.
وقال الدكتور سمير صبرى المحامى بالنقض، وأحد المدعين بالحق المدنى فى القضية : «رغم كرهي الشديد لمبارك ونظامه وأمنيتي أن يصدر ضده حكم في قضية قتل الثوار، حيث إنني ترافعت ضده في هذه القضية وقدمت مذكراتي بصفتي محامياً للعديد من أسر الشهداء وللمصابين ولكن الأمانة القانونية تقتضي أن يكون تصوري صادقاً معبراً عن الواقع» .
وأضاف «صبرى» أنه من الثابت أن سقوط نظام محمد مرسي وتقديمه هو وأعضاء الجماعة الإرهابية للمحاكمة الجنائية في العديد من الوقائع أولها الهروب من سجن وادي النطرون وكيفية اقتحام سجن وادي النطرون من مجموعات وتنظيمات حمساوية إرهابية وعناصر من حزب الله. وينسحب هذا على ما حدث من حرق الأقسام في وقت واحد ولحظة واحدة واقتحام مقار أمن الدولة على مستوى الجمهورية في وقت واحد ولحظة واحدة كذلك قتل المتظاهرين في ميدان التحرير بمعرفة عناصر إخوانية إرهابية وبمشاركة عناصر حمساوية كانت تعلو أسطح هذه العمارات، كل ذلك أثبته حكم نهائي بات من محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية وباعتبار القاعدة القانونية أن الأحكام عنوان الحقيقة فإن سوء موقف المتخابر محمد مرسي وبطانته حسن موقف حسني مبارك ووزير داخليته ومعاونيه ولا يعقل أن يصدر حكم بالإدانة واحد ضد مبارك وضد المتخابر محمد مرسي حيث إن الأدلة الثابتة والقاطعة التي أثبتها الحكم سابق التبيان في حيثياته تقطع بإدانة مرسي وتبرئة مبارك وحفاظاً على حقوق موكليني من الشهداء والمصابين سوف ألاحق من يصدر حكم بإدانته في جريمة قتل وإصابة متظاهري 25 يناير.
قال يسري عبدالرازق رئيس هيئة المتطوعين للدفاع عن مبارك ان الرئيس يتقبل أي حكم يصدر له، وانه علي ثقة بنزاهة وعدالة القضاء المصري الشامخ . وأكد يسري ان الرئيس واثق من براءته لأنه مؤمن أن دم المصري علي المصري حرام ، وهو رجل من رجال اكتوبر يعي شرف العسكرية ولا يمكن ان يصدر اوامر بقتل المتظاهرين حتي اذا كانوا غير سلميين.
وأوضح يسري ان جلسة الحكم تأتي متلاحقة بعد اليوم التي دعت اليه الجماعة الارهابية والتي كان لها دور كبير في احداث يناير من إثارة الفوضي وإسقاط الدولة ، وأوضح ان الجماعة الإرهابية تحاول تقرار السيناريو مرة اخري لإشاعة الفوضي في البلاد بهدف الاستيلاء علي الحكم وتفرقة أبناء البلاد . مشيرا إلي ان الاخوان كانوا يستترون وراء شعائر كاذبة ضحكوا بها علي البسطاء وضعاف النفوس، ولكن الاوضاع تغيرت الآن بعد ان رأت الناس بنفسها المؤامرة الكبري التي كانت علي مصر ومازالت مستمرة .
أكد عصام بطاوي المحامي أن القاضي أمامه 4 سيناريوهات في قضية «محاكمة القرن»، الاول ان يصدر براءة للبعض وإدانة للبعض الاخر وفي تلك الحالة يقوم المدان بتقديم نقض علي الحكم الصادر ضده خلال60 يوما من تاريخ اصدار الحكم ، والنيابة تقدم طعناً ضد من صدرت له احكام بالبراءة ، والسيناريو الثاني ان يصدر احكام بالبراءة للجميع فتقوم النيابة العامة بتقديم طعن علي الحكم ضد جميع المتهمين ، والسيناريو الثالث عكس الثاني وهو صدور أحكام بإدانة جميع المتهمين بينما السيناريو الاخير هو فتح باب المرافعة من جديد لضم تقارير ومستندات جديدة من بينها تقرير لجنة تقصي الحقائق لثورة 30 يونية.
وتوقع البطاوي صدور احكام بالبراءة لجميع المتهمين مع احالة القضية للنيابة العامة مرة اخري للكشف عن المتهمين الحقيقيين ، خاصة بعد ان ظهرت الحقائق بعد حكم الجماعة لمصر وتبين من الفاعل الحقيقي للجريمة . مشيرا إلي ان الايام كشفت عن جرائم الاخوان بالاشتراك مع حماس وعناصر اجنبية . واوضح بطاوي ان الاجواء السياسية تؤثر علي فكر القاضي ولكن ليس علي يقين المحكمة لانها تكون ملتزمة بأوراق القضية .
بينما اكد الدكتور مهدي علام، أستاذ القانون بجامعة المنصورة، بأنه إذا تدخلت السياسية، فإنه قد يتم الحكم عليها بأقل العقوبات، والتي تتراوح بالسجن من سنة لـ3 أعوام مع إيقاف التنفيذ، لتجنب سخط الرأي العام، وهو مستبعد حالياً بسبب حالة الرضا عن المتهمين حالياً.
بينما توقع علام تبرئة المتهمين وفقًا لما حوته أوراق القضية، والمرافعات، حيث إنهم لم يطلقوا النار علي المتظاهرين، مشيرا إلي أن المظاهرات بتلك الأعداد لم يتوقعها أحد، ومن ثم لم يستطيعوا التعامل معها بالإضافة إلي ثبوت اقتحام السجون من قبل الإخوان، وثبوت أن الشرطة في حد ذاتها كانت مستهدفة فكل هذه الأدلة تبرئ المتهمين.
وفي سياق اخر قال المحامي مجدي الرشيدي المرشح السابق لنقابة المحامين، ان الحكم الذي سيصدر في محاكمة القرن سيكون عنوان الحقيقة . واستبعد مجدي ان يتأثر الحكم بالاجواء السياسية ، مشيرا إلي ان الاحكام ستكون نتيجة للجهد والبحث والفحص والدراسة المتعمقة وعلي الجميع ان يتقبل الحكم ايا كان .
بينما قال ياسر سيد احمد محامي أسر الشهداء، انه من حق المستشار كامل الرشيدي ان يصدر قرار بمد اجل مرة اخري في القضية دون إبداء أي أسباب ، لافتا ان هذا من حقة القانوني حيث كفل له القانون حرية مد أجل الحكم لأكثر من مرة دون التقيد بفترة معينة . وقد يرجع ذلك لأسباب تتعلق بالامن القومي للبلاد، او في حالة استكمال الحيثيات .
وأكد ياسر ان القانون الجنائي لم يحدد حدا أقصي لزمن التقاضي. مشيرا إلي انه يمكن ان يعطي مد اجل لأكثر من سنة ، لكن الاطالة ستؤثر علي القضية بالسلب . وتمني ياسر إدانة المتهمين علي ما ارتكبوه من جرائم في حق الشهداء . بينما توقع براءة اللواء حسن عبد الرحمن مساعد وزير الداخلية الاسبق وذلك لعدم وجود أي دليل مادي علي ارتكابه أي جريمة محل القضية .
مراحل نظر القضية في أروقة المحاكم
مرت محاكمة القرن بثلات مراحل ،بدأت أولى جلسات «محاكمة القرن» فى 3 أغسطس 2011، وانتهت فى 2 يونية 2012 فى المرحلة الأولى، حيث استمرت على مدى 45 جلسة، من 3 أغسطس 2011 إلى 22 فبراير 2012، حين حدد رئيس هيئة المحكمة يوم 2 يونية 2012 للنطق بالحكم، وتم الحكم على مبارك والعادلى بالسجن المؤبد، وفى 13 يناير 2013 أصدرت محكمة النقض قرارها بقبول الطعن المقدم من الأطراف المختلفة فى القضية، وإعادة