عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

السيسي وثورة التصحيح

آحمد عبدالرحمن ذكي
آحمد عبدالرحمن ذكي

 

في كثير من الأوقات أحاول جاهدا أن أبحث عن موضوعات لا ترتبط من قريب أو بعيد بالسياسة ولكن خيبة الأمل تلازمني دائما لأني وببساطة لا أجد ما أبحث عنه لسيطرة الشئون السياسية علي جميع أمور حياتنا اليومية ..

واعتقد إن المتابع لتطورات الأحداث في مصر المحروسة لابد أن تنتابه الدهشة والحيرة ويضرب ( كف علي كف ) و(( يمصمص في شفايفه )) ويتعجب كل العجب علي ما وصلت عليه الحالة العامة في بلدنا ..

عشوائية متزايدة وقلة أدب بلا حدود .. فساد يضرب بجذوره في كل متر مربع من الشمال إلي الجنوب ومن أقصي الشرق إلي آخر نقطه في الغرب .. إستعباط واستهبال .. لا مبالاة .. أنانية واستهتار ..

حالة عجيبة أصبحنا عليها بعد أحداث يناير 2011 .. صحيح كل ده كان موجود وبقوة أيام مبارك ولكنه كان يختبئ وراء الاستقرار الوهمي الذي كان يروج له إعلام الحزب الوطني وعرضهم للسلبيات وقضايا الفساد علي أنها استثناء وليست قاعدة ..

وكان الإعلام يتفنن في نقل صورة مغايرة للواقع الذي كنا نعيشه ونشاهده بأعيننا وكانت وسائل الإعلام وإعلاميو السُلطة ينتهجون مبدأ الاستمرار في الكذب حتى أصبح من المعتاد أن يكذبوا لدرجة أنهم صدقوا كذبهم و الغالبية العظمي من أبناء هذا الشعب كان غارقا حتى (( الثمالة )) في هذه الأكاذيب ..

إذا ما الذي حدث بعد مبارك .. ؟ ..

ببساطة خلع الجميع عباءة (( تصديق الإعلام )) وأصبح الجميع لديه وجهة نظره الخاصة في (( سرد  وتحليل )) الأحداث وأصبح (( المزاج )) والحالة النفسية هي المحرك الرئيسي لحالة التخبط الفكري والقناعات الشخصية تجاه ما يحدث من أحداث في بلدنا وأي بلد أخري ..

عدم اختفاء رموز الفساد والمصالح الشخصية في زمن مبارك وانتشارهم في كل وسائل الإعلام ومحاولتهم (( تسميم )) المناخ العام وسعيهم لعودة نفوذهم والسيطرة علي مقدرات هذه الدولة خلق حالة عجيبة من الرفض لأي شيء عند معظم أبناء الشعب المصري ..

 بالإضافة إلي عدم اختفاء الأفكار الضلالية التي (( تفننت )) جماعة الإخوان الإرهابية في زرعها وضربت بجذورها (( عمق )) المجتمع المصري علي مدار ثمانين عام .. وإن كان تأثيرها المباشر لم يظهر إلا بعد 25 يناير و ظهرت لنا بمنتهي الوضوح خلال (( السنة السوداء )) التي حكموا فيها هذه البلد وبقي هذا التأثير ممتدا .. حتى وإن كان (( بنسبة بسيطة )) إلي وقتنا الحالي ..

ومن ناحية أخري ومن الأسباب الهامة جدا فيما وصلنا إليه هو حالة عدم النجاح الملازمة لحكومة المهندس إبراهيم محلب وعدم قدرتها تحقيق أي تقدم علي طريق تحويل هذه الدولة إلي دولة مؤسسات والقضاء علي الفساد (( البيروقراطي )) الذي (( يعشش )) في كل ركن من أركان المكاتب والمصالح الحكومية .. وطبعا عدم الاختيار الموفق لمنفذي سياسات الدولة وخططها المتعددة ..

إذا ما هو الحل .. ؟ وكيف الوصول إلي حالة الرضا والاقتناع بأن (( خير )) هذه البلد  لأبنائه وليس (( لمجموعة )) أو (( لجماعة )) أو لمحظوظين ومحظوظات .. ؟ أو للمنافقين والمنافقات .. ؟

قد لا أكون أمتلك الإجابة المثالية أو النموذجية التي (( تشفي غليل ))  كل من يقرأ هذه الكلمات .. وقد لا أكون علي (( شاكلة )) الأكاديميين الذين يملئون الدنيا بحلولهم (( النظرية )) والبعيدة عن أرض الواقع والتي تزيد من حالة الاحتقان والسخط الشعبي ..

لكن وللأمانة  كل ما أستطيع أن أقوله هو من واقع التجارب الشخصية والمكتسبة من (( الانصهار )) في عمق الشارع المصري بما يحتوي من تجمعات شبابية ولقاءات (( عواجيز )) وأمسيات أولاد

البلد (( المعجونين )) بحب الوطن .. أستطيع أن (( أجزم )) بأن الجميع علي قناعة بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي يختلف عن كل من سبقوه وأنه يمتلك رؤية (( صادقة )) لمستقبل أفضل لهذه البلد ويضعون عليه آمالا كبيرة لإخراجهم من حالة (( التخبط الفكري )) والنظرة (( التشاؤمية )) لكل ما يحدث أو حتى لم يحدث ..

سيدي الرئيس .. لا شك في أنك تتمتع بشعبية طاغية من غالبية أبناء هذا الشعب .. وبالرغم من أن الشعب اختارك في وقت له طبيعة خاصة ووضع علي كاهلك (( ميراث )) ثقيل جدا من ديون .. وفساد ذمم وأخلاق .. وعشوائية في طرق التفكير واتخاذ القرار .. بالإضافة إلي هذا كله وهو الأخطر في ذلك الميراث (( الملعون )) هو (( تغلغل )) الكارهين لهذا البلد ممن ينتمون إلي الجماعات الإرهابية أو جماعات الفساد من أصحاب المصالح الشخصية المنتشرين (( كالوباء )) في كل أنحاء  الوطن المصري ..

بالرغم من كل هذه (( الصور )) القاتمة إلا أن أبناء هذا الشعب المخلصين ينتظرون منك ثورة حقيقية .. ثورة تصحيح .. ثورة تعيد الأمل وترسم الابتسامة علي شفاه لم تعرف الابتسام الحقيقي منذ زمن طويل ..

سيادة الرئيس .. نحن نعلم علم اليقين بأنك (( تصارع )) موجات عاتية من الفساد والضلال .. وتحاول أن تضع هذه البلد علي الطريق الصحيح .. ولكننا ننتظر منك ما هو أكثر من ذلك .. ننتظر منك حملة تطهير ويد من حديد  تضرب بقوة كل من (( خان ويخون )) هذا البلد وشعبه الأصيل ..

السيد الرئيس .. نحن نقف ورائك وبجانبك ونقدم لك كل الدعم المطلوب لتحقيق طموحاتنا .. لا تجعلهم ينجحون في مخططاتهم ويعزلوك عن شعبك .. لا تجعلهم يصورون لك الواقع حسب (( أمزجتهم )) المريضة .. لا تجعلهم يفقدوك شعبيتك ومحبتك التي لا تزال في القلوب ..

اضربهم بمنتهي الحزم وصوب عليهم سهام (( الخلاص )) قبل أن تصل إلينا سهامهم (( المسمومة )) فنسقط وأنت معنا في قبضة أحلامهم ورغباتهم الشاذة والمريضة ..

ثورة التصحيح يا سيدي الرئيس .. هي البداية الحقيقية التي ننتظرها منك ونحن نعلم بأنك مقاتل لا تخشى أي شيء .. لأن الحاكم الذي (( يهبه الله )) كل هذا الحب من المؤكد بأن قلبه عامر (( بخشية الله )) ..  علي بركة الله ..