رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الثلاثة يحبونها.. أنقذوها

ما من كاتب أو شاعر إلا وتغني بمصر وبحب مصر سواء في رواياته أو من خلال حروف أشعاره وألحان أغنياته وخطوط لوحاته، فمصر دائما في الخيال والوجدان

الإبداعي فعند احسان عبد القدوس «أنا حرة» وعند لطيفة الزيات «باب مفتوح» وعند محفوظ «إحسان في القاهرة 30» وعند الحكيم «ريم» في يوميات نائب وعند خيري شلبي هي «الوتد» وعند أسامة أنور عكاشة هي «زهرة» في ليالي الحلمية والكثير من الأعمال الأبية والفنية تقرأ من مدخل سياسي ترى في صورة المرآة انعكاساً لصورة مصر وفق الحالة السياسية والمناخ السائد ونظام الحكم إن وجد!! وفي حالتنا بعد ثورة 25 يناير لم أجد سوى فيلم شهير للراحلة الجميلة «إيمان» أو سعاد حسني، سيناريو واخراج محمود ذو الفقار فيلم «الثلاثة يحبونها» فاذا مصر اليوم مثلها مثل بطلة الفيلم إيمان جميلة عفية شقية مقبلة على الحياة والحب من جديد لكنها بكل اسف تفتقد الرؤية والهدف وتتخبط بين مفهوم الحرية غير المسئولة وبين رغبتها في الحصول على كل المكاسب والمزايا في الخروج القادم والذي قد يسلبها حريتها أو لا يأتي وفق رغباتها ليحقق طموحها وآمالها.

الحبيب الأول

البطلة مثلها مثل مصرنا الحبيبة محاصرة بثلاثة نماذج من الرجال الأول مثقف ورزين ومتعلم ولكنه ملتزم وصارم الى حد كبير، تحبه وتحترمه ولكنها تريد الحياة والحرية والفوضى والرقص والمرح وهذا الملتزم الجاد «عادل» أو يوسف فخر الدين، يتابعها في حب وخوف مثله مثل المجلس العسكري الذي يعشق هذا الوطن وترابه بدليل أنه الوحيد الذي قدم روحه على أرض الوطن ومنحنا نصراً وفخراً وحرية في حروب عدة آخرها حرب 73، هذا المجلس العسكري رمز الفداء والبطولة والحزم يحب مصر ويذوب في هواها لكنه لا يعبر لها عن ذلك الحب الا بالصورة وبالأسلوب الذي نشأ عليه، فالحزم والنظام والانضباط لا يعني القهر والتحكم ولكن بناء دولة قانون ومؤسسات حقيقية.

المحب الثاني

مدير الشركة التي تعمل بها الجميلة «عصام» أو يوسف شعبان الرجل الوسيم الدون جوان الذي يستغل سلطته في المكان وتحكمه في الموظفين وأيضا علمه ومعرفته ووسامته وقدرته على التأثير من خلال المال والسلطة والكاريزما فيستدرج الموظفة الجميلة البريئة ثم يندم على فعلته ويطلبها للزواج.. هذا المحب القادر الذي غدر بمحبوبته من أجل لذة الوقت ونصرة الشخص هو حال جموع القوى السياسية كل وفق امكاناته وقدراته المالية وتأثيره الطاعن على الجموع من المواطنين البسطاء الذين يحبون المال وتخدعهم شعارات التدين وصكوك الغفران ودخول الجنة فيقعون تحت تأثير قوى سياسية ودينية تعمل لصالحها الخاص وتستغل لحظة الفوضى أو الحرية الكاذبة التي تعيشها مصر وتنتهك حرمة الوطن باسم الحب والديمقراطية والحكم العادل وتدعي انها هي الخروج المنتظر او الرئيس القادم الذي سيمنح الجميلة المنطلقة كل الاهتمام الرعاية ويوفر لها الأمن والأمان والاستقرار المادي وفي واقع الامر فإنه يحطمها ويهدمها نفسياً واقتصادياً وانسانياً لدرجة انها تفقد براءتها واحلامها ومستقبلها وفي النهاية ترفض أن ترتبط بمن استغل اللحظة والظروف وطعنها في امنها واستقرارها، كما يفعل مثيرو الفتن والاضرابات والطلبات الفئوية من اعتصام معلمين في بداية الدراسة

واطباء في المستشفيات العامة وسائقي عربات النقل العام في أول يوم للتلاميذ في مدارسهم ومن يهاجمون القضاء والمجلس العسكري ولا يقرون قانون طوارئ يحمي الصغار والنساء والمنشآت من بلطجية وعصابات وانفلات اخلاقي يهاجم المواطن وأقسام الشرطة ويهيمن المسئول في كل مكان وكل وقت باسم الحرية والديمقراطية.

المحب الثالث

هذا المحب الشاب الظريف الرقيق الذي يحمل الرغبة في الوجود والحياة وبداية الطريق حسن يوسف أو «كمال» يحب تلك الجميلة الموظفة الجديدة ذات الشخصية المبهرة والروح الثائرة المقبلة على الحياة والحرية لكن ذلك المحب بسيط رقيق الحال لا حول له ولا قوة فلا علم وحكمة ورجولة ونضج مثل المحب الأول ولا جاه ولا سلطة ولا مال ولا وسامة وتأثير كاريزمي على النساء مثل المحب الثاني ولكن كل ما يملكه هو الصدق والاخلاص في حب تلك الجميلة مصرنا الحبيبة قد يكون حزب الكنبة وقد يكون شباب الثورة في بدايتها وقد يكون المصري البسيط والمصرية العادية في حبهم لهذا الوطن وتلك الأرض ولكن عدم قدرتهم على المنافسة والظهور واثبات الوجود وعندما تتعرض الجميلة الى طعنة الغدر والخيانة ممن استغلها وسلبها عفتها واراد زوجها غصباً وعنوة، فإن الوحيد الذي ظل الى جوار محبوبته يرعاها ويطبطب جراحها كان ذلك المحب المخلص الصغير البسيط لكنه من أقالها من عثرتها لتكمل حياتها حزينة الى حين.. وحيدة الى حين. لا ترضى بالكذب او الخداع وتراجع معني الحرية وتترك المحب الأول لأخرى تقبل صرامته وجديته والمحب الثاني يرحل الى مكان آخر ليمارس نزواته والمحب الأخير يبقى الى جوارها حتي تلتئم الجراح وتعود مرة اخرى عفية فتية شابة جميلة قادرة على الاختيار الصحيح لمن يكمل معها مشوار الحياة.

هذه مصرنا الحبيبة الكل يريدها لذاته كل بطريقته وهي حائرة ثائرة غاضبة لا تزال متخبطة لا تعرف طريقها ولا أحد يرحمها ويساعدها الجميع ليتجاذبها من أطرافها ورأسها وقلبها وعقلها ليحظى بالغنيمة وبالجميلة التي قد تضيع او تجرح جراحاً لا تشفي أو تفقد ذاتها وهويتها وروحها الواثبة الى الحرية والحياة الجديدة والرئيس القادم.