رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أين الدور المصري؟!

لا شك أن قيام الثورة التونسية قد ألهمت مصر والمصريين بالقيام بثورتهم المجيدة يوم الخامس والعشرين من يناير الماضي.

. وما أن نجحت ثورتنا العظيمة في الإطاحة برأس النظام الحاكم واعتقال جميع رموز النظام الذين أفسدوا حياتنا السياسية ونهبوا ثرواتنا فإذا بالثورات تعم محيطنا العربي ليس فقط في الجمهوريات في ليبيا واليمن وسوريا، بل وأيضاً قامت الاحتجاجات والمظاهرات في بعض الممالك: في البحرين والأردن والمغرب.

وإذا كانت الأوضاع قد استقرت في الأردن بإجراء الملك إصلاحات سياسية، وفي البحرين تم قمع المتظاهرين وإنهاء هذه الانتفاضة السلمية بدخول قوات درع الجزيرة من السعودية إلي البحرين وإجراء ملك البحرين بعض الإصلاحات أيضاً، كما تم في المغرب تعديل الدستور، فإن الثورات في ليبيا واليمن وسوريا قد استمرت تطالب بإسقاط النظام حاملين نفس شعارات الثورة المصرية، بل وأيضاً مسميات يوم الجمعة كجمعة الصمود وجمعة الغضب وغيرها، وقد نجحت الثورة الليبية وحوصر العقيد القذافي ولم يتبق له سوي مسقط رأسه في سرت وبعض المناطق الأخري الصغيرة.

وعندما نقول إن الثورة المصرية وليست التونسية هي التي ألهمت ثورات واحتجاجات دول المنطقة العربية فهذا ليس تقليلاً من شأن تونس الشقيقة، وإنما نظراً لحجم مصر ووزنها وثقلها في المنطقة العربية كدولة كبيرة عظيمة، بل وأيضاً في محيطها الإقليمي، فلا نتصور أن جميع هذه الانتفاضات والثورات كانت ستشتعل في المنطقة العربية لو أن الثورة المصرية لم تقم وظلت تونس وحدها هي التي حدثت بها الثورة.

ولذلك فقد كان من المتصور أن يكون لمصر الثورة دور في دعم هذه الثورات ولا نقصد بذلك المساعدة العسكرية، وإنما أن تلعب الدبلوماسية المصرية دوراً في هذه الثورات بالجمهوريات الثلاث ليبيا واليمن وسوريا، ولكن للأسف لقد غاب الدور المصري تماماً حتي في ليبيا الملاصقة لحدودنا والتي تعتبر بالنسبة لمصر أمناً قومياً بالدرجة الأولي، فلم تتخذ مصر موقفاً مؤيداً لهذه الثورات بل قدمت مبرراً واهياً لعدم تدخلها في ليبيا خوفاً علي العمالة المصرية هناك!! في الوقت الذي رأينا فيه بعض الدول الأوروبية والآسيوية تعلن اعترافها بالمجلس الثوري الانتقالي علي الرغم من وجود عمالة ومصالح كثيرة لها في ليبيا، ولم تعلن مصر تأييدها للمجلس الانتقالي إلا مؤخراً، كما لم تتخذ مصر حتي الآن أي موقف واضح بالنسبة للثورة في اليمن أو في سوريا!!

وإذا كان الأمر الذي لا شك فيه هو أن مصر في

مرحلة انتقالية وفي ظروف أمنية داخلية غير مستقرة ومازال لا يوجد لدينا رئيس للدولة أو برلمان أو دستور، فقد تصورنا أن مصر تؤثر أن يكون دورها في إطار جامعة الدول العربية كمحركة للمناقشات وبتقديم الاقتراحات وطرح الحلول للثورتين المتبقيتين في اليمن وسوريا، خاصة بعد أن عقدت الجامعة العربية اجتماعاً طارئاً لوزراء الخارجية العرب لمناقشة الأوضاع المتردية في سوريا والعنف ضد المتظاهرين السلميين الذي أودي بحياة أكثر من ألفي شهيد، فقد فوجئنا أن مصر تقف داخل اجتماعات الجامعة العربية موقف المراقب أي موقف سلبي لدرجة أن اللجنة التي شكلها الاجتماع الطارئ للجامعة لكي تذهب إلي سوريا برئاسة عمان وعضوية الأردن وقطر بل وأيضاً تونس التي مازالت مثلنا في مرحلة انتقالية، فضلاً عن أمين عام الجامعة العربية د. نبيل العربي، قد خلت من مصر كعضو في هذه اللجنة!! حقيقة أن النظام السوري قد رفض أن تذهب هذه اللجنة إلي سوريا، معتبراً ذلك تدخلاً في شئونه الداخلية، ولكن أين مصر من كل هذا؟؟! وأين الدور المصري ولو حتي في إطار الجامعة العربية؟؟!

وأخيراً نقول.. إن مصر الثورة يجب أن تستعيد دورها الريادي والقائد للأمة العربية كما كانت منذ زمن ليس ببعيد، وأن تصبح هي المحرك الديناميكي للعمل العربي المشترك داخل أروقة الجامعة العربية، وأيضاً خارجها لأن مصر دولة عظيمة وتستحق أن تستعيد مكانتها التي تتناسب مع حجمها وثقلها العربي والإقليمي والدولي خاصة بعد أن تحررت سياستنا الخارجية من أسر خدمة مشروع التوريث في ظل النظام السابق.

د. أميرة الشنواني

أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية