واحد من الفلول!!
الكتابة عن حكومة الدكتور «عصام شرف» أصبحت شيئاً سخيفاً ومملاً.. تناول حالة التدهور الأمنى فى مصر, لا طائل من ورائها.. الحديث عن جبال القمامة فى قلب العاصمة وعلى أطرافها..
فضلا عن كل المدن المصرية, تحول إلى صراخ بلا معنى.. حتى حكاية الدستور أولا أم الانتخابات أولا, تحولت إلى مسلسل يشبه كل المسلسلات الساقطة فى شهر رمضان.. هذه الحالة تنتابنى كلما طالعت صفحات الحوادث فى الصحف المصرية.
تصوروا أن شابا ابن مستشار.. اشتبك مع جاره بسبب أولوية حجز مكان وقوف السيارة.. تركه الجار إلى حيث يقطن.. صعد الشاب إلى منزله, وعاد حاملا سلاح والده.. ثم سأل بواب عمارة جاره عن مكان شقته.. صعد معه.. ضغط الجرس.. استقبلته الخادمة فسألها عن صاحب المنزل.. ذهبت لتخبر الرجل, فخرج لاستطلاع الأمر.. تلقى رصاصات قاتلة فى صدره من الشاب.. هذا مجرد نموذج من حى يفترض انه راق فى العاصمة.. أما على أطرافها وفى القرى والمدن الأخرى, فحدث ولا حرج عما يحدث هناك.. كل يوم نسمع عن قتلى وجرحى فى معارك بالسلاح والذخيرة الحية.. يحدث ذلك فى شهر رمضان, لأن أئمة المساجد ورجال الدين انصرفوا عن دورهم وانشغلوا بالسياسة.. نحن لا نسمع عن حملة قومية يقوم بها رجال الدين وغيرهم من المتدينين الباحثين عن السلطة عبر تلك الجماعة أو هذا الحزب الدينى.. كلهم لم يعد يهمهم أمر الفساد المستشرى فى الوطن.. لا تشغلهم أكوام القمامة التى حولت المدن إلى خرائب تثير الاشمئزاز.. يقرأون عن الحوادث فلا تشغلهم غير حكايات نجوم المرحلة.. فإذا سرق مجموعة من البلطجية سيارة الدكتور «محمد البلتاجى» تقوم الدنيا ولا تقعد.. وعندما يتعرض الدكتور «أحمد أبو بركة» لحادث مأساوى, تنشغل به الصحف وبرامج التليفزيون.. هذا غير بيانات الأحزاب والجماعات السياسية.. وكذلك حدث مع الجريمة التى ارتكبها من لا نعرفهم, ضد الدكتور «عمرو حمزاوى» والفنانة «بسمة».. صحيح أن المشاهير تعرضوا لجرائم مرفوضة وندينها بكل ما نملك ولا نملك.. لكن سرقات السيارات وصل أمرها إلى الآلاف من مواطنين بسطاء, ربما كانت السيارة بالنسبة للكثيرين منهم هى كل ما يملك.. وحوادث الاعتداء على الآلاف على امتداد الوطن من بلطجية, لا تتوقف آناء الليل وأطراف النهار.. لكن المواطن البسيط لا يجد من يتابع آلامه وجراحه كما يجد أولئك النجوم فى عالم السياسة.
نجوم السياسة يشغلون الوطن بجدل عقيم.. فهم فى معارك غير مقدسة بحثا عن السلطة والنفوذ.. أما الشعب فلا يريد غير الاستقرار والنظافة وفرص عمل مع التخلص من الفساد.. ويبدو أن «شطارة» نجوم السياسة ستجعلهم يحصدون ما يريدون.. والمواطنون البسطاء
nasrelkafas@yahoo.com