عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

واحد من الفلول!!

الكتابة عن حكومة الدكتور «عصام شرف» أصبحت شيئاً سخيفاً ومملاً.. تناول حالة التدهور الأمنى فى مصر, لا طائل من ورائها.. الحديث عن جبال القمامة فى قلب العاصمة وعلى أطرافها..

فضلا عن كل المدن المصرية, تحول إلى صراخ بلا معنى.. حتى حكاية الدستور أولا أم الانتخابات أولا, تحولت إلى مسلسل يشبه كل المسلسلات الساقطة فى شهر رمضان.. هذه الحالة تنتابنى كلما طالعت صفحات الحوادث فى الصحف المصرية.

تصوروا أن شابا ابن مستشار.. اشتبك مع جاره بسبب أولوية حجز مكان وقوف السيارة.. تركه الجار إلى حيث يقطن.. صعد الشاب إلى منزله, وعاد حاملا سلاح والده.. ثم سأل بواب عمارة جاره عن مكان شقته.. صعد معه.. ضغط الجرس.. استقبلته الخادمة فسألها عن صاحب المنزل.. ذهبت لتخبر الرجل, فخرج لاستطلاع الأمر.. تلقى رصاصات قاتلة فى صدره من الشاب.. هذا مجرد نموذج من حى يفترض انه راق فى العاصمة.. أما على أطرافها وفى القرى والمدن الأخرى, فحدث ولا حرج عما يحدث هناك.. كل يوم نسمع عن قتلى وجرحى فى معارك بالسلاح والذخيرة الحية.. يحدث ذلك فى شهر رمضان, لأن أئمة المساجد ورجال الدين انصرفوا عن دورهم وانشغلوا بالسياسة.. نحن لا نسمع عن حملة قومية يقوم بها رجال الدين وغيرهم من المتدينين الباحثين عن السلطة عبر تلك الجماعة أو هذا الحزب الدينى.. كلهم لم يعد يهمهم أمر الفساد المستشرى فى الوطن.. لا تشغلهم أكوام القمامة التى حولت المدن إلى خرائب تثير الاشمئزاز.. يقرأون عن الحوادث فلا تشغلهم غير حكايات نجوم المرحلة.. فإذا سرق مجموعة من البلطجية سيارة الدكتور «محمد البلتاجى» تقوم الدنيا ولا تقعد.. وعندما يتعرض الدكتور «أحمد أبو بركة» لحادث مأساوى, تنشغل به الصحف وبرامج التليفزيون.. هذا غير بيانات الأحزاب والجماعات السياسية.. وكذلك حدث مع الجريمة التى ارتكبها من لا نعرفهم, ضد الدكتور «عمرو حمزاوى» والفنانة «بسمة».. صحيح أن المشاهير تعرضوا لجرائم مرفوضة وندينها بكل ما نملك ولا نملك.. لكن سرقات السيارات وصل أمرها إلى الآلاف من مواطنين بسطاء, ربما كانت السيارة بالنسبة للكثيرين منهم هى كل ما يملك.. وحوادث الاعتداء على الآلاف على امتداد الوطن من بلطجية, لا تتوقف آناء الليل وأطراف النهار.. لكن المواطن البسيط لا يجد من يتابع آلامه وجراحه كما يجد أولئك النجوم فى عالم السياسة.

نجوم السياسة يشغلون الوطن بجدل عقيم.. فهم فى معارك غير مقدسة بحثا عن السلطة والنفوذ.. أما الشعب فلا يريد غير الاستقرار والنظافة وفرص عمل مع التخلص من الفساد.. ويبدو أن «شطارة» نجوم السياسة ستجعلهم يحصدون ما يريدون.. والمواطنون البسطاء

لن يصلوا إلى الحد الأدنى من الحياة الكريمة.. والسبب يرجع إلى أن مصر تديرها حكومة تعمل بكل ما تملك على تكريس أوضاع ما قبل 25 يناير.. فوزير الداخلية كل ما يهمه هو الدفاع عن رجال «حبيب العادلى», كما لو كان شريكا له فى عهد الرئيس المخلوع.. وكذلك يفعل الدكتور «عصام شرف» كما لو كان خائفا من عودة «أحمد نظيف» لرئاسة الوزارة.. لذلك يأمل فى أن يصطفيه ويعيده وزيرا للنقل!!.. وعلى النهج ذاته يمضى وزير التعليم العالى الذى فشل فى مواجهة فلول النظام المسيطرين على مقاعد رؤساء الجامعات وعمداء الكليات.. وحتى فى جهاز الإعلام الرسمى الذى لفظ أنفاسه.. ويستحق التكريم بدفنه.. فقد تم إعلان تشكيل مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون, ومعظم أعضائه تم استدعاؤهم من المخزون الاستراتيجى للنظام الساقط.. كما حدث عند اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية وكذلك المحافظين فى عهد حكومة الدكتور «شرف».. لأنهم جميعا يتعاملون مع ما حدث فى 25 يناير على أنه يمثل الفرصة الأخيرة لهم فى الجلوس على مقاعد السلطة والنفوذ.. بل أيضا ممارسة الفساد السياسى والإدارى.. وإلا ما معنى أن تنشر صحيفتان مصريتان نصوص تحقيقات النيابة فى وقائع فساد ارتكبه رئيس الوزراء الحالى.. ثم نتعامل مع الأمر على أنه مجرد حدوتة تسلينا بها بضعة أيام.. فما تم نشره بتفاصيل ومستندات ضد شخص الدكتور «عصام شرف» كان كفيلا بأن يفجر أزمة رهيبة.. لكن كل الساسة والأجهزة المعنية اختارت الصمت والتجاهل طريقاً.. وكذلك فعل الدكتور «عصام شرف» ومجموعة مستشاريه الذين يتقاضون الآلاف شهرياً.. وبالمناسبة فميزانية المستشارين فى مصر تتجاوز 22 مليار جنيه سنويا.. مقابل أن يعمل كل من يتبوأ هذه المواقع فى وظيفة «واحد من الفلول»!!

nasrelkafas@yahoo.com