رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حركة المحافظين

لقد قامت الثورة من أجل التغيير وانتظرنا بعد 52 يناير أن تتغير أسس وقواعد اختيار المحافظين كنتيجة طيبة لثورة وضعت التغيير أول مبادئها، ولكن للأسف لم يحدث تغيير ولم تختلف حركات المحافظين بعد الثورة

عن حركات ما قبل الثورة واستمرت علي خطي النظام السابق وعلي نفس المفاهيم القديمة والعقيمة، ويبدو أن الثورة لم تغير شيئاً من الأفكار وأسلوب الاختيار وظل منصب المحافظ مكافأة نهاية الخدمة لبعض الشخصيات التي أوشكت علي الإحالة للتقاعد، ويبدو أن المحافظين أنفسهم يشعرون بأن كلمة محافظ لقب تمنحه لهم الدولة وأنه مجرد تكريم من الدولة لشخصيات بعينها!! ولا ندري لماذا الاستمرار علي هذا التقليد القديم، وعلي قاعدة تكريم الموظف الكبير بتكليفه محافظاً بدلاً من إحالته للتقاعد؟! ولا ندري أيضاً لماذا لا يكون المحافظ في الثلاثينات أو الأربعينات من العمر؟!.. ولماذا الإصرار علي كبار السن؟!.. وكيف أننا أمام ثورة فجرها الشباب ولا نري من المحافظين الجدد شابًا واحدًا، رغم أن طبيعة المحافظ تنطبق علي الشباب أكثر من المسنين؟! فهل مازلنا بعد الثورة نتعامل بعقلية ما قبل الثورة؟!.. وإذا كانت هناك مواصفات معينة لابد أن تتوافر في المرشح لمنصب المحافظ.. هل هذه المواصفات لا تتوافر إلا في لواءات الجيش والشرطة والمستشارين وأساتذة الجامعات فقط؟!.. وهل هذا المنصب لا يصلح له إلا هؤلاء وتقتصر الحركة علي شوية من الجيش وشوية من الشرطة في كام قاضى وكام أستاذ جامعة ودمتم بخير واللي مش عاجبه يشرب من البحر؟! إنه ليس شرطاً علي الإطلاق أن يكون الموظف ناجحاً في وظيفته الأساسية كي يكون محافظاً ناجحاً وليس شرطاً أن يكون قاضياً أو قيادة عسكرية أو شرطية أو أستاذاً جامعياً حتي ينجح في المنصب، فالبعض قد يتقبل تغيير الوظيفة ويتعامل مع منصبه

الجديد والبعض قد لا يتقبل ويفشل كل حسب مواصفاته الشخصية. كما أن منصب المحافظ منصب رفيع شديد الأهمية، ويفترض أن يتوفر في المحافظ قدرة عالية علي الإدارة وتفهم لقوانين الإدارة المحلية وفهم لطبيعة المحافظة التي يقودها وإحساس عميق بمشكلات المواطنين بالمحافظة، ويجب أن يكون أميناً وعادلاً وفوق مستوي الشبهات، والأهم من هذا وذلك يجب أن يكون المحافظ متمتعاً بحيوية وديناميكية عاليتين ليتمكن من الحركة بسهولة وحتي تزيد قدرته علي المتابعة، ومع كامل الاحترام لكل المحافظين الجدد والقدامي فهناك عدد كبير منهم لا تتوافر فيه هذه الشروط المنطقية، وهؤلاء يمرون علي محافظتهم مرور الكرام لا يقدمون ولا يؤخرون ويتمتعون بوقتهم الذي يعملون فيه كمحافظين دون أن يحلوا مشاكل المواطنين، ويفشلون في صنع أدني حدود المعقول أو المقبول لمحافظتهم.. وبالعقل فإن رجلاً علي وشك التقاعد لن يتمكن من متابعة محافظته يومياً بحيوية ونشاط اللهم إذا كان رياضياً ذا لياقة بدنية عالية وقدرة ذهنية خارقة وهذا غير متوفر في الأسواق!! وأمام هذه الألغاز الكبيرة وعلامات الاستفهام الضخمة في حركة المحافظين المطلوب من الآن أن تكون هناك مواصفات معينة خاصة يشترط توافرها فيمن يتولي منصب المحافظ.

[email protected]