حركة المحافظين
لقد قامت الثورة من أجل التغيير وانتظرنا بعد 52 يناير أن تتغير أسس وقواعد اختيار المحافظين كنتيجة طيبة لثورة وضعت التغيير أول مبادئها، ولكن للأسف لم يحدث تغيير ولم تختلف حركات المحافظين بعد الثورة
عن حركات ما قبل الثورة واستمرت علي خطي النظام السابق وعلي نفس المفاهيم القديمة والعقيمة، ويبدو أن الثورة لم تغير شيئاً من الأفكار وأسلوب الاختيار وظل منصب المحافظ مكافأة نهاية الخدمة لبعض الشخصيات التي أوشكت علي الإحالة للتقاعد، ويبدو أن المحافظين أنفسهم يشعرون بأن كلمة محافظ لقب تمنحه لهم الدولة وأنه مجرد تكريم من الدولة لشخصيات بعينها!! ولا ندري لماذا الاستمرار علي هذا التقليد القديم، وعلي قاعدة تكريم الموظف الكبير بتكليفه محافظاً بدلاً من إحالته للتقاعد؟! ولا ندري أيضاً لماذا لا يكون المحافظ في الثلاثينات أو الأربعينات من العمر؟!.. ولماذا الإصرار علي كبار السن؟!.. وكيف أننا أمام ثورة فجرها الشباب ولا نري من المحافظين الجدد شابًا واحدًا، رغم أن طبيعة المحافظ تنطبق علي الشباب أكثر من المسنين؟! فهل مازلنا بعد الثورة نتعامل بعقلية ما قبل الثورة؟!.. وإذا كانت هناك مواصفات معينة لابد أن تتوافر في المرشح لمنصب المحافظ.. هل هذه المواصفات لا تتوافر إلا في لواءات الجيش والشرطة والمستشارين وأساتذة الجامعات فقط؟!.. وهل هذا المنصب لا يصلح له إلا هؤلاء وتقتصر الحركة علي شوية من الجيش وشوية من الشرطة في كام قاضى وكام أستاذ جامعة ودمتم بخير واللي مش عاجبه يشرب من البحر؟! إنه ليس شرطاً علي الإطلاق أن يكون الموظف ناجحاً في وظيفته الأساسية كي يكون محافظاً ناجحاً وليس شرطاً أن يكون قاضياً أو قيادة عسكرية أو شرطية أو أستاذاً جامعياً حتي ينجح في المنصب، فالبعض قد يتقبل تغيير الوظيفة ويتعامل مع منصبه