عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أليس تفجير المسجد كفراً؟

لعنة الله على داعش الإرهابية، فقد أعادت للذاكرة جريمة بشعة ارتكبها النازى الألمانى منذ سبعين سنة عندما اجتاحت الجيوش الألمانية الساحة الفرنسية وسيطرت على كل شيء حتي مستشفياتها التي تسيدها الأطباء الألمان خاصة القريبة من الحدود الألمانية في مدينة ستراسبورج الفرنسية، وطلب كبار الأطباء الألمان إحضار عدد من رؤوس الرجال مقطوعة حديثاً لإجراء تجارب عليها، وفوجئ الأطباء الفرنسيون بإحضار سبعة رؤوس مقطوعة حديثاً لضباط وجنود سوفييت واقعين في الأسر.. ولم يحتمل الأطباء الفرنسيون المنظر البشع للرؤوس المذبوحة ففروا هاربين مذعورين وكانوا بعد انتهاء الحرب شهوداً علي الأطباء النازيين المجرمين في المحاكم الجنائية الدولية.

وليس مستغرباً اليوم أن تقيم روسيا احتفالاً كبيراً بهزيمة النازية في مايو 1945 لأنها أكثر دول العالم في ضحايا تلك الحرب وجنون القادة الألمان في احتقار الجنس السلوفى واعتباره حقلاً للتجارب الطبية عندما أراد أولئك القادة أن يتعرفوا علي الوقت اللازم لسرعة نجدة الطيارين الألمان الذين يسقطون علي كثبان الثلوج قبل أن يموتوا.. فأحضروا في هذه الحالة أيضاً عدداً من الأسرى الروس ووضعوا كل واحد منهم في بانيو ممتلئ بالثلج المجروش وراقبوه ثانية بثانية حتي يموت.. وبذلك توصلوا إلي الوقت المطلوب بالضبط لنجدة الطيار الألمانى قبل الموت.
وحشية.. ولو إنسانية.. وإجرامية بشرية لأقصى الحدود تسببت في تحالف العالم لهزيمة ألمانيا النازية شر هزيمة مثلما قال مجلس الأمن الدولى منذ أيام قلائل عن جريمة داعش الإرهابية بالتفجير الانتحارى داخل المسجد الشيعى بالمملكة العربية السعودية في صلاة الجمعة وأفضى إلي مقتل 21 من المصلين و81 جريحاً في أول ركعة لصلاة الجمعة مما أثار إدانة العالم كله لتلك الجماعة الإرهابية ودعا مجلس الأمن الدولى كافة لمحاربة ذلك التنظيم الإرهابى وإنزال الهزيمة الساحقة به، وهي نفس العبارة التي أعلنتها أمريكا وبريطانيا وحلفاؤهما ضد ألمانيا النازية التي طالت حربها من 1939 حتي 1945 بهزيمتها وانتحر زعيمها وأحرقت جثته بالنار ونال المجرمون ضد الإنسانية مصيرهم المحتوم بالانتحارات الجماعية أو الإعدام مع غضب الله ونار جهنم وبئس المصير.
ولم يتعظ مجرمو داعش بدروس التاريخ حتي إنهم تسللوا إلي ليبيا بعد سقوط القذافى وسيطروا علي مسقط رأسه في سرت وخارجها واعتقلوا عدداً من المصريين يسومونهم سوء العذاب حتي اقتياد عدد كبير من شبابهم لإعدامهم ذبحاً بالسكين علي شاطئ البحر أمام أعين العالم حتي تلوثت مياه البحر بدمائهم العزيزة.. ولولا مسارعة قواتنا المسلحة بشن الغارة الجوية عليهم للانتقام منهم ودك معاقلهم قبل مرور أربع وعشرين ساعة لكننا قد سقطنا مغشياً علينا غيظاً وكمداً.. ومن أجل ذلك جعل القانون الدولي العام الأخذ بالثأر مشروعاً لكبح جماح المجرمين في المجتمع الدولى.
ولكن التنظيم الإرهابى داعش يكرر عملياته الإجرامية الوحشية ضد عشرات من الإثيوبيين في ليبيا وذبحهم ذبحاً بالسكين أمام أعيننا وأعين شعب إثيوبيا الذي لم تستطع دولة أن تأخذ بثأرها مثل مصر لبعد المسافات وقلة الحيلة التي تسببت أيضاً في اتساع المجال الإجرامى لداعش في سوريا والعراق التي شاهد العالم عمليات الذبح بالجملة والإعدام بالجملة رمياً بالرصاص ثم الحرق بالنار للأحياء

كما حدث مع الطيار الأردنى، وزاد علي ذلك وفاض إجرامهم بإبادة الأقليات الدينية في سوريا والعراق كالزيديين الذين أعدموا رجالهم واستولوا علي نسائهم سبايا وأطفالهم أرقاء وظهرت في وسائل الإعلام حالات عديدة لتعريض الفتيات والنساء للاغتصاب الجماعى رغم أنهم يسمون أنفسهم الدولة الإسلامية.
والغريب في الأمر أن ذلك التنظيم الإرهابي الذي يتخفي تحت راية الإسلام قد اجتذب آلاف المتطوعين من كل الجنسيات بالذين يحاربون بوحشية بكل الأسلحة الثقيلة ويستولون علي مساحات شاسعة في سوريا والعراق ووضعوا أيديهم علي مصافي النفط في الكثير من المدن واستولوا علي شاحنات البترول وأصبحوا يصدرون ويتحصلون علي مئات ملايين الدولارات التي تشد أزرهم وتقوى عضدهم بدفع مرتبات عالية للمتطوعين والتعامل مع عصابات تهريب السلاح بدليل توسعهم يوماً بعد يوم حتي أصبحوا قريبين من العاصمة بغداد ذاتها ومسيطرين علي نصف مساحة سوريا مع سائر المعارضين لحكم بشار الأسد.
وكانت جرائم داعش الإرهابية ذبحاً بالسكين وحرقاً بالنار وإعداماً بالجملة وسبياً للنساء وإعادة عصر الرقيق في القرن الواحد والعشرين.. كل تلك الجرائم كانت متصورة إلا جريمة واحدة بعيدة كل البعد عن تصور أكثر الناس تشاؤماً.. وهي تفجير المساجد في صلاة الجمعة كما حدث في مسجد القطيف بشرق السعودية يوم 22 مايو 2015.
فما هي الفتوي التي أفتى بها مشايخ الدولة الإسلامية التي تدعيها داعش؟ هل يوجد في القرآن الكريم ما يبرر ويسوغ تفجير المسجد وفي صلاة الجمعة فيتصدع بناؤه وسقفه ويسقط المصلون قتلي وجرحى وهم يسجدون؟
هل قرأوا سورة البقرة وفيها الآية التي تقول: (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه وسعى في خرابها. لهم في الدنيا خزى ولهم في الآخرة عذاب عظيم».
لقد اعترف داعش بأنه أرسل الإرهابى الانتحارى إلي المسجد يخفي تحت ملابسه حزاماً ناسفاً للمسجد ومن فيه من المصلين.. وفي صلاة الجمعة بالذات.
فماذا نسمي هذا إن لم يكن كفراً بالله ورسله وكتبه؟
وألا يستحق هؤلاء الإرهابيون ما قاله مجلس الأمن الدولى داعياً العالم للتحالف ضدهم وهزيمتهم كما هزم النازى من قبل؟