رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

محاكمة لسان

كانت هناك تحركات من أجل حملة نظافة للشارع المصرى الذى بات يدل على التدنى والتخلف بعد أن كست وجهه الجميل وتاريخه العظيم أكوام القمامة فى كل مكان ومع اننى اتفق كثيرا مع فكرة سرعة بدء هذه الحملات وبشكل عاجل إلا أننى وجدت أن هناك ما هو أخطر وأهم يجب توجيه الاهتمام إليه ألا وهو نظافة اللسان. وتمنيت ان تكون هناك حملة جادة وعاجلة لتهذيب اللسان المصرى حيث تسمع اذاننا آلاف الكلمات البذيئة والسباب بالاب والام ،بمن كرمهما المولى عز وجل، وقال في شأنهما: وبالوالدين احسانا. وللأسف يلقى على مسامعنا ومع كل صباح ندى جميل يحمل الامل للانسان نجد من يلقى على آذاننا شتائم: يا ابن أم .... وأم .... إلخ وأخرى سباب بالأب ومن من؟.. من شباب للأسف متعلم وهو فى طريقه صباحا الى دور العلم وأنا أتساءل: ماذا يتعلمون ومن يقوم على توجيههم أو تركهم ينخرطون فى بيئة منحطة فقيرة فى أخلاقها وتنحدر يوميا إلى الهاوية بلا رجعة؟

فاذا كنا مسئولين عن تربية نشء صغير تجد نفسك أمام سؤال من أحدهم ماذا تعنى كلمة ......... وهذه النقاط طبعا الفاظ نابية مما تلقى على مسامعنا شئنا أم ابينا. كيف نربى نشئا جديداً محاطاً ببيئة ملوثة مصادرها عديدة ما بين قنوات إعلامية خرجت عن رسالتها وما بين شارع أصبح أخطر من أى إعلام، وأين المفر؟. فتلوث البيئة لم يكن قط أكوام قمامة فهذه أمرها يسير إذا ما وضعنا خطة زمنية يشارك فيها فئات الشباب ولكن الأخطر منها كيف نقوّم اللسان وأن يختفى هذا القاموس المسىء لمجتمعنا كله، والذى يقضى على أجيال قادمة؟!
يجب أن تكون هناك حملات توعية من خلال القنوات الرسمية للتليفزيون وعن طريق الاذاعة، فالأمر اصبح حقا يستحق التحرك وطرق أجراس الخطر. ولاننكر أن هناك علاقة وطيدة بين تطهير تلك الألسنة التى انجرفت للابتذال بلا رجعة ومحاولة استعادة احترام الفرد لذاته وهنا يصبح الأمر سهلا جدا أن ننجح فى حملات النظافة التقليدية. إن تلك الألفاظ الجارحة التى يتداولها الشباب من إهانة الأمهات بأفظع الألفاظ يجب أن نتوقف أمامها من خلال برنامج اجتماعى ووقف هذا الزحف التترى حتى لايسود المجتمع كله.
إننى أتساءل: هل تخيل أحد من الشباب المستهتر معنى تلك المهانة التى توجه لأمه وهو مشارك فيها بإلقاء ألفاظ نابية أيضا لأم زميله، هل أنصت الشباب للحظات واستمع لصوت العقل والفكر والاحترام! وسأل نفسه كيف وصل لهذه المرحلة من التدنى والانحطاط وكيف أساء لمئات البيوت الآمنة المحترمة وهى تكره سماع تلك القمامة؟!
أين الغيرة والنخوة على أمك أو أبيك وأنت السبب فى إهانتهما!! لو أنصت كل شاب تسول له نفسه لما يفعله ولو راجع

نفسه لوجد أنه يضع كرامة والديه تحت قدميه ويجعلهما عرضه لكل مهانة ومذلة.
وحظى العثر أننى أقطن باحدى الوحدات بالدور الأول فاستيقظ وأنام على إسطوانات بذيئة لاتنتهى فأصاب باكتئاب ونكد يومى حزنا على المجتمع والشباب وما آل إليه حالهم وهذا الفيضان العفن الذى يأخذ فى طريقه الأخضر واليابس ولثوان بسيطة وأنا أسطر كلمات المقال سقطت عينى على مشاهد سياحية تحكى تاريخ مصر من خلال الجدران الفرعونية ونقوشها والأصول المصرية التى تحكى تاريخ مصر الحضارى، ولبرهة صغيرة عدت بعدها لأتذكر كيف أساء شبابنا لحضارة بلادهم بهذا الانحطاط الاخلاقى والتدنى حتى لم يعد يشنف آذاننا غير بذاءات.
مطلوب حملة عاجلة لإنقاذ هذا الشباب، فهم أبناؤنا، ولو أنصت الشاب لما يقول لكره حاله واستنكر كلماته وحاكم لسانه قبل أن يحاكمه أحد. فهذه أمك وهذا أبيك. وقد ارتضيت أن يكونا فى ذل ومهانة طوال اليوم، ارتضيت أن تستمع لمن يحقر من شأنهما وأنت سعيد بل تتبادل نفس الألفاظ باعتبار أنها، جدعنة، وفتونة واستعراض لسان...!
إن الأمر فى البداية يحتاج إلى حملة توعية عبر الأجهزة المرئية والمسموعة ثم إذا فشل الأمر، فاننا نحتاج إلى قانون يصون المجتمع من هذا التردى. وطبعا سب الأديان من الكبائر وغيرها من السلوك أصبح طافحا يضخ ما لديه من روائح كريهة يتعلمها للأسف الأجيال الأصغر فالأصغر حتى أصبحت ثقافة متوارثة ويا لها من تركة سوداء!
أرجو أن نبدأ بالفعل حملة مجتمعية لإفاقة شبابنا التائه والغارق فى مياه راكدة سوف تغطى. وجه المجتمع كله وأخيراً: يجب أن تحاكم مثل هذه الألسنة إذا لم. تردعها الكلمة الطيبة وصدق رسولنا الكريم حين قال: «إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل واليه، قيل وكيف يلعن الرجل والديه يا رسول الله، قال: يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه».