عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بلطجى برعاية ...

الآن وبعد خروج أجيال من العظماء على أيدى المعلم المصرى وبعد أن كانت منهاجاً ونبراساً لنا مقولة «قم للمعلم ووفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا» أصبحنا اليوم فى «حلبة مصارعة» نحتاج أن ننظم قوانينها فكانت المفاجأة حينما خرجت علينا وزارة التربية والتعليم بعد اجتماعات مهمة ومطولة،

بقانون ينظم العلاقة بين الطالب والمعلم، باعتبار أنهما فى حلبة مصارعة أو فى ملعب كرة قدم، وأن هناك ضربات جزاء تحسب لمن ولصالح من! هذا ما يجيب عليه القانون الصادر وإحدى نتائج اجتماعات الوزارة... أين ذهب المعلم وكيف تلاشت قدسيته ومكانته ورهبته القائمة على أساس من الحب والطموح والاحترام المتبادل بينه وبين أبنائه من التلاميذ كيف اضمحلت الأخلاق حتى تحولت البيئة التعليمية إلي بيئة يسودها الفساد فى بعض المواقع وليس كلها.. كيف تدنت العلاقة الكريمة، ومن الذى أنهى وقضى على رسل العلم، لصالح من أن تتدهور العملية التعليمية، وأن تدمر العقول المصرية، وأن ترتفع نسبه الهروب والغياب من المدارس وأن تنتهك حرمات بعض المدارس بدخولها عصر البلطجة والفساد الأخلاقى أحياناً من دخول مواد مخدرة وأسلحة بيضاء وأن تلوث البيئة التعليمية لابد أن تنعكس على زوايا القضية، فسوء العلاقة بين المعلم والطالب لا يحتاج إلي قانون ينظمها، ولكن يحتاج إلي إصلاح الآباء أولاً.. إصلاح الاسرة المصرية.
الأم التى تترك ابنها يتعدى بالضرب على أبيه أو يتعدى عليها أو يهين مدرسة ويلقى بأفظع السباب ويجد من يشجعه من أهله ويكون فى صفه ونصرته فعلى الدنيا السلام!! لا تنتظروا إصلاحاً أو تعديلاً أخلاقياً أو قوانين تقوم طبيعة العلاقة بين متلقى العلم والمعلم أضف إلي ذلك دور الإعلام الذى يبث أفلاماً هابطة وأيضا دور السينما وهى الملاذ للطلاب ولشباب المجتمع كله وللأسف إذا كانت لحظات العنف وأخرى الخادشة للحياء ممكن أن تكون مساحتها دقائق فى السينما إلا أننا نجدها تتكرر عشرات المرات على شاشات التلفاز.
لقطات دموية ومشاهد عنف إجبارية مفروضة على الأسرة بأطفالها بشبابها وبناتها.
أيضا نجد أن أفيش الفيلم يعاد بأسوأ اللقطات طوال اليوم داخل البيوت الآمنة، والتى ربما لا تملك ثمن تذاكر السينما لمشاهدة الفيلم ولكن للأسف فإن سموم الفيلم ولقطاته السوداء تظل عالقة بعقولهم «وكتر التكرار يعلم الحمار».. ارحمونا وارحموا أطفالنا وشبابنا ويبقى فى شوية ضمير.
لماذا يتكرر الأذى حتى يتشبع

به شباب يحمل طاقات تفوق الطاقة النووية وأين يفرج طاقته.. أما فى صورة عنف فى بيته ومع أقرب الناس إليه وأما فى معلمه الذى لا يحتمل منه كلمة أو نصيحة فتخرج الكلمات أشد من طلقات الرصاص.
وأيضاً هناك سؤال هام يفرض نفسه إذا كنا نريد ضبط المنظومة التعليمية أين ذهب الحافز العلمى من البيت أولاً ومن المدرسة ثانياً ومن الدولة ثالثاً أن خلق أجيالاً تحترم العلم والمعلم هى مسئولية الآباء بالدرجة الأولى فإذا ما نهى الأب ابنه عن الرذيلة والتفوه بالألفاظ النابية التى أصبحت سمة من سمات المجتمع السيئة فإن الابن لن يتعدى حدوده داخل المدرسة ولن يجرؤ، فلن يجد من يشجعه، ولكن للأسف هناك آباء يشجعون أبناءهم على الأخذ بالثأر. ويجب ألا نفصل ما يحدث من أعمال بلطجة وإجرام بالشارع المصرى عن منظومة ما يحدث فى المدارس من بلطجة وإهانة لرموز العلم، فالأمر كله يرجع للبيت فى المقام الأول والأمر لا يختلف كثيراً بين هدم منشأة أو هدم معلم وضرب التعليم فى مقتل.. إن البيت المصرى عليه أن يتحمل تبعات ما يحدث والإعلام أيضا السيئ منه عليه أن يتحمل نتائج تلك الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا، لقد شاركنا جميعا دون أن نقصد فى هدم التعليم.. وإذا لم يكن الإصلاح من الجذور ومن داخلنا، فلا قانون الوزارة يستطيع أن ينظم العلاقة بين طالب أو معلم لكن قانون الإنسان.. هو الذى يعيد الموازين المختلفة، ولا ننسى أن الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق.