رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أهداف الجمعيات الأهلية الخاصة

قد ألمني كثيراً، أيما ألم، انكشاف دور، وأهداف، كبريات الجمعيات الأهلية الخاصة والتي هي باسم واحد من أكبر الأسماء الراحلين فى عالم المقاولات، وأيضاً، وللحق والحقيقة، فعل الخير، في الإسماعيلية، ولشعب الإسماعيلية.

ولكن عندما آلت شركاته وثرواته السائلة، والمنقولة، وكذا ما يتبعها من جمعيات أهلية خيرية، إلي الورثة الشرعيين، فقد طال هذه الجمعيات بالذات العبث، وسيطر عليها حتى مبدأ النفعية «أي البرامجتية» Pragmatism..! بمعنى تقديم الخدمة الخيرية مقابل خدمة أخرى من المنتفع بتلك الخدمة، ومن ثم فلم يعد تلك الخدمات الخيرية، هي الأخرى، بعد الآن، مقدمة لوجه الله فقط سبحانه وتعالى، واليعاذ بالله..!
وقد هالني بالفعل ما تعرضت له إحدى السيدات ذات الحاجة الماسة إلى المساعدات التي تقدمها مثل تلك الجمعيات، حيث قد جاءت تشكو لي ذات يوم ضيق ذات اليد، وأنها تتمنى ألا تطلع عليها شمس اليوم التالي. فقلت لها لا تقنطي من رحمة الله يا سيدتي، وحتى لا تقعى في دائرة الكفر بالله، واليعاذ بالله، فقالت إن زوجها ينازع الموت، ويعانى ضمن ما يعانى، من تليف الكبد، ووجود حصى فى الكلى والحالب، وأنه يتألم كثيراً جراء ذلك، وأحياناً يصرخ كالأطفال من شدة الألم، وفى منتصف الليالي، وأن لديها ثلاثة أطفال، أكبرهم فى الصف الثالث الإعدادي والأصغر فى الصف الخامس الابتدائي، والأصغر والأكبر يعانيان من التبول اللاإرادي، كما يعانى الأصغر كذلك من كهرباء زائدة فى المخ ويحتاج إلى جلسات خاصة مخ وأعصاب غير متوافرة بالتأمين الصحي وكلنا نعلم نوعية الخدمات المقدمة من قبل التأمين الصحي، وحتى أنى وجدت «وحتى لا نضحك على بعض»..! كما يعانى الأوسط أيضا من مرض التوحد، وهى تعمل كعاملة مؤقتة بأجر شهري قدره 245 جنيهاً فقط، مائتان وخمسة وأربعون جنيهاً لا غير، وزوجها يعمل كموظف بمؤهل متوسط وبراتب شهري حوالى ألف جنيه. وتكلفة علاج أي من الزوج أو أي من الأولاد، وبمفرد أي منهما، يتجاوز ضعف ما يحصل عليه الزوجان معاً من أجر شهري شهرياً، وأنها لا تدرى ماذا تصنع، لأنها هي الأخرى تعانى من لين العظام، ولكن بوسعها أن تتحمل مقابل شفاء أي من أبنائها أو زوجها، أفلا تستحق تلك المرأة أن ترشح، أو حتى أن تكون بالفعل، هي الأخرى أما مثالية ضمن ما يقام من مجرد مظاهر احتفالية، واحتفائية، بالأم المثالية..؟! فأشرت إليها فى حقيقة الأمر إلى الجمعية الخيرية الأهلية السالفة الذكر، وبخطاب تزكية من شخصي الضعيف لحالتها فأعطوها مائة جنيه كمساعدة عاجلة، وطلبوا منها بعدئذ أن تحضر

إيصالات رسمية بما دفعته من نفقات علاج لزوجها لبحث إمكانية ما يمكن صرفه من تلك النفقات. 
وعندما ذهبت لهم بالإيصالات الدالة على بعض تكاليف علاج الزوج، فقالوا لها أنت من أين؟
ولما عرفوا أن مكان سكنها لا يقع ضمن الدائرة الانتخابية للبيك أي «البيه»، هكذا يسمونه بالفعل فى مؤسسته، أو بالأحرى مؤسسة والده، الخيرية..! فاعتذروا لها بطريقتهم الخاصة..!
وقد حكت لي تلك السيدة، فيما بعد، إنها عندما ذهبت لهم فى آخر مرة لطلب المساعدة، فقد سمعت بنفسها، ومن قرناء مشابهين لحالتها، أنهم يدفعون مبلغاً، وقدره عشرون جنيهاً شهرياً، لبعض الأسر، والتي يقع محل إقامتهم فى نفس الدائرة الانتخابية للبيك، وذلك مقابل تسليمهم بطاقاتهم الانتخابية لتلك المؤسسة، وحيث لا يستلمونها إلا فى أوقات الانتخابات التي يكون البيك مشاركاً فيها, وامام لجنتهم الانتخابية، حيث يتم شحنهم فى الحافلات الخاصة بالشركة وحتى مقار اللجان الانتخابية، لهذه الانتخابات أو تلك، والتي تخص كل رب أسرة ينتفع بخدمات تلك المؤسسة الخيرية، أو مقابل عشرين جنيهاً، أيهما أقل، أو أبخس..!
ولا أعرف حقيقة كيف تدار مؤسسة خيرية كبيرة، وبهذا الحجم، وبها هذا الكم من الموظفين، فقط من أجل أغراض انتخابية برلمانية، وليس لمجرد أعمال خيرية بحتة، وكما تفعل ذلك حتى كبريات الشركات الرأسمالية العملاقة والعابرة للقارات، كشركة فورد مثلاً، وكذا شركة ميكروسوفت، حيث لم نسمع مثلا، أن هنري فورد، صاحب شركات فورد الشهيرة للسيارات أو أي من ورثته أو بيل جيتس، صاحب شركة ميكروسوفت، قد علق، أو ربط أي منهما أي خدمة خيرية تقدمها أي من شركاتهما، مقابل تقديم خدمة دعائية له، سواء كانت برلمانية، أو غير برلمانية.
ولله الأمر من قبل، ومن بعد..!


[email protected]